اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
]
بسم الله رب الكون والصلاة والسلام على من لاذ بهم ذو النون
تطل علينا في ال 18 من هذا الشهر ذكرى عيد الله الأكبر ... ذكرى اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب بولاية أمير المؤمنين ..
دعونا أيها المحبون نعود بعجلة الزمن الى حجة الوداع في السنة العاشرة (10) للهجرة النبوية نقف على أحداث التاريخ ونحتفل بما جرى في ذلك اليوم المشهود كما أمرنا أئمتنا ..
جرت سنّة الله تعالى على تعيين خلفاء صالحين وأطهار لرسله يخلفونهم ـ حال غيابهم ـ في أداء الوظائف والمسؤوليات الإلهية، ولم يكن نبيّ الإسلام مستثنىً من هذه السنّة الإلهيّة، لذا كان لابدّ له من تعريف الأمّة بخليفته المعيّن من بعده بأمر الله تعالى لكي يستمرّ الخليفة على ما بدأه خاتم الأنبياء والمرسلين في هداية المجتمع ونشر الإيمان والفضيلة، ومحاربة الكفر والرذيلة. وقد تمّ ذلك فعلاً في اليوم المعيّن، وهو يوم الغدير.
لقد بدأت مرحلة الفصل حينما اجتمع الحجيج في طريق عودتهم من بيت الله الحرام عند غدير خم، بأمر رسول الله بعد أن أمره الربّ الجليل أن يبلّغ آخر ما أنزل إليه للناس، ويعرّفهم وصيّه وخليفته من بعده، ليؤكّد عليهم مدى الارتباط بين خطّ الرسالة والإمامة، وليكون بذلك قد أدّى رسالته وأتمّها على أبلغ وجه.
روى الشيخ الصدوق بسنده عن زرارة قال: سمعت الإمام الصادق قال:لما خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله إلى مكّة في حجّة الوداع... جاءه جبرئيل في الطريق فقال له: يا رسول الله، إنّ الله تعالى يقرئك السلام، وقرأ هذه الآية:
(يَا أَيـُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ).
وأمَر أن يُنصب له منبرٌ من أقتاب الإبل وصعدها وأخرج معه عليّاً وقام قائماً وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر ثم قال في آخر كلامه: أيُّها النَّاسُ ألَسْتُ أوْلَى بـِكُمْ مِنْكُم؟
فقالوا: بلى يا رسول الله.
ثم قال: قُمْ يَا عَلِيُّ. فقام علي سلام الله عليه فأخذه بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما، ثم قال:
ثم نزل من المنبر وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين وهنّأوه بالولاية، وأوّل من قال له عمر بن الخطاب فقال له: يا عليّ أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. ونزل جبرئيل بهذه الآية:
(الْيَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً).
وتفرّق الحجيج بعد ذلك كلٌّ صوب مدينته ليبلّغوا ذويهم والناس آخر رسالة سماوية نزلت على رسول الله تنبئ عن آخر وأهمّ فريضة تجسّدت في تنصيب الله تعالى عليّاً خليفة لرسوله .