اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
. ما معنى أُمنية الرسول أو النبي؟
أمّا الاَُمنية قال ابن فارس: فهي من المنى، بمعنى تقدير شىء ونفاذ القضاء به، منه قولهم: مني له الماني أي قدر المقدر قال الهذلي:
لا تأمنن وان أمسيــت في حرم * حتى تلاقى ما يمنى لك المانى
والمنا: القدر، وماء الاِنسان: منيّ، أي يُقدّر منه خلقته. والمنيّة: الموت، لاَنّها مقدّرة على كل أحد، وتمنّى الاِنسان: أمل يقدّره، ومنى مكة: قال قوم: سمّي به لما قُدّر أن يُذبح فيه، من قولك مناه الله
وعلى ذلك فيجب علينا أن نقف على أُمنية الرسل والاَنبياء من طريق الكتاب العزيز، ولا يشك من سبر الذكر الحكيم انّه لم يكن للرسل والاَنبياء، أُمنية سوى نشر الهداية الاِلهية بين أقوامهم وإرشادهم إلى طريق الخير والسعادة، وكانوا يدأبون في تنفيذ هذا المقصد السامى، والهدف الرفيع ولا يألون في ذلك جهداً، وكانوا يخططون لهذا الاَمر، ويفكّرون في الخطة بعد الخطة، ويمهدون له قدر مستطاعهم، ويدل على ذلك جمع من الآيات نكتفي بذكر بعضها:
يقول سبحانه في حق النبي الاَكرم: (وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُوَْمِنينَ). ويقول أيضاً: (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ ). ويقول أيضاً: (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْمِنْ ناصِرينَ ). ويقول سبحانه: (إِنَّكَ لاتَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) . (خاص بمواقع الميزان)
ويقول سبحانه: (فَذَكّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكّر* لَسْتَ عَلَيْهِمْ بُمُصَيْطِرٍ ). هذا كلّه في حق النبي الاَكرم ( وسلم).
ويقول سبحانه حاكياً عن استقامة نوح في طريق دعوته: (وَإِنّى كُلَّمادَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ وَ اسْتَغْشَوا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْباراً * ثُمَّ إِنّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً * ثُمَّ إِنّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْإِسْراراً ) . ويقول سبحانه بعد عدة من الآيات: (قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْني وَ اتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاّ خَساراً* وَمَكَرُوا مَكْراً كُبّاراً* وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً* وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظّالِمينَ إِلاّ ضَلالاً ).
فهذه الآيات ونظائرها تنبىَ بوضوح عن أنّ أُمنية الاَنبياء الوحيدة في حياتهم وسبيل دعوتهم هو هداية الناس إلى الله ، وتوسيع رقعة الدعوة إلى أبعد حد ممكن، وان منعتهم من تحقيق هذا الهدف عراقيل وموانع، فهم يسعون إلى ذلك بعزيمة راسخة ورجاء واثق.