موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
 
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )إن الحسين صلوات الله عليه مصباح الهدى وسفينة النجاة

إضافة رد
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
Smile أنصار الحسين من بني أسد
قديم بتاريخ : 14-Jan-2009 الساعة : 01:31 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


السلام على أنصار الحسين

اءنس بن الحرث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن اءسد بن خزيمة

اءنـس بـن الحرث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن اءسد بن خزيمة الا سدي الكاهلي ، كان صـحـابـيـّاً كبيراً ممّن راءى النبي ( ) وسمع حديثه . وكان فيما سمع منه وحدّث به ما رواه جمّ غـفـيـر مـن العـامـّة والخـاصـّة عـنـه اءنـّه قـال : سـمـعـت رسـول اللّه () يـقـول والحـسين بن علي في حجره : (إ نّ ابني هذا يُقتل باءرض من اءرض ‍ العراق اءلا فمن شهده فـليـنـصـره ). ذكـر ذلك الجـزري فـي اءُسـد الغـابة وابن حجر في الا صابة وغـيـرهـمـا. ولمـّا رآه فـي العـراق وشـهـده ، نـصـره وقُتل معه .

قـال الجـزري : وعداده في الكوفيين ، وكان جاء إ لى الحسين () عند نزوله كربلا والتقى معه ليلاً فيمن اءدركته السعادة.

روى اءهـل السـيـر: اءنـّه لمـّا جـاءت نـوبـتـه اسـتـاءذن الحـسـيـن () فـي القـتـال فـاءذن له ـ وكـان شـيـخـاً كـبـيـراً ـ فـبـرز وهـو يقول :

قد علمت كاهلها ودودان

والخندفيون وقيس عيلان

باءنّ قومي آفة للا قران

ثمّ قاتل حتّى قتل رضي اللّه عنه .

وفي حبيب وفيه يقول الكميت بن زيد الا سدي :

سوى عصبة فيهم حبيب معفّر

قضى نحبه والكاهليّ مرمّل

حبيب بن مُظَهَّر

هو حبيب بن مُظَهَّر بن رئاب بن الا شتر بن جخوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قيس بن الحرث بـن ثـعلبة بن دودان بن اءسد، اءبو القاسم الا سدي الفقعسي . كان صحابيّاً راءى النبي ()، ذكـره ابـن الكلبي ، وكان ابن عم ربيعة بن حوط بن رئاب المكنّى اءبا ثور الشاعر الفارس

قـال اءهـل السـيـر: إ نّ حـبيباً نزل الكوفة ، وصحب عليّاً () في حروبه كلّها، وكان من خاصّته وحملة علومه . (خاص بمواقع الميزان )
وروى الكـشـي عـن فـضـيـل بـن الزبـيـر قـال : مـرّ مـيـثـم التـمـّار عـلى فـرس له فـاسـتـقـبـله حبيب بن مظاهر الا سدي عند مجلس بني اءسد فـتـحـادثـا حـتـّى اختلف عنقا فرسيهما، ثمّ قال حبيب : لكاءنّي بشيخ اءصلع ضخم البطن يبيع البـطـيـخ عـنـد دار الرزق ، قـد صـلب فـي حـب اءهـل بـيـت نـبـيـّه ، فـتـبـقـر بـطـنـه على الخشبة . فـقـال مـيـثـم : وإ نـّي لا عـرف رجـلاً اءحـمـر له ضـفـيـرتـان ، يـخـرج لنـصـرة ابـن بـنـت نـبـيـّه فـيـقـتـل ويـجـال بـراءسـه فـي الكـوفـة . ثـمّ افـتـرقـا، فـقـال اءهـل المـجـلس : مـا راءيـنـا اءكـذب مـن هـذيـن . قـال : فـلم يـفـتـرق المـجـلس حـتـّى اءقـبـل رشـيـد الهـُجـَريّ فـطـلبـهـمـا، فـقـالوا: افـتـرقـا وسـمـعـنـاهـمـا يـقـولان كـذا وكـذا. فـقـال رُشـيـد: رحـم اللّه مـيثماً نسي ويزاد في عطاء الذي يجي ء بالراءس ماءة درهم . ثمّ اءدبر، فقال القوم : هذا واللّه اءكذبهم . قال : فما ذهبت الا يّام والليالي حتّى راءينا ميثماً مصلوباً على بـاب عـمـرو بـن حـريـث . وجـي ء بـراءس حـبـيـب قـد قـتـل مـع الحـسـيـن ()، وراءيـنـا كـلمـّا قالوا.

وذكر اءهل السير: اءنّ حبيباً كان ممّن كاتب الحسين ().

قـالوا: ولمـّا ورد مـسـلم بـن عـقـيـل إ لى الكـوفـة ونـزل دار المـخـتـار واءخـذت الشـيـعـة تـخـتلف إ ليـه ، قـام فـيهم جماعة من الخطباء تقدمهم عابس الشاكري ، وثنّاه حبيب فقام وقـال لعـابـس بـعـد خـطـبـتـه : رحـمـك اللّه لقـد قـضـيـت مـا فـي نـفـسـك بـواجـزٍ مـن القول واءنا واللّه الذي لا إ له إ لاّ هو لعلى مثل ما اءنت عليه .

قـالوا: وجـعـل حـبـيـب ومـسـلم يـاءخـذان البيعة للحسين () في الكوفة حتّى إ ذا دخل عبيداللّه بن زياد الكوفة وخذّل اءهلها عن مسلم وفرّ اءنصاره حبسهما عشائرهما واءخفياهما، فلمّا ورد الحسين كربلا خرجا إ ليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتّى وصلا إ ليه .

وروى ابـن اءبي طالب اءنّ حبيباً لمّا وصل إ لى الحسين () وراءى قلّة اءنصاره وكثرة محاربيه ، قـال للحـسـيـن : إ نّ ههنا حيّاً من بني اءسد فلو اءذنت لي لسرت إ ليهم ودعوتهم إ لى نصرتك ، لعلّ اللّه اءن يهديهم ويدفع بهم عنك . فاءذن له الحسين () فسار إ ليهم حتّى وافاهم فجلس في ناديهم ووعظهم ، وقال في كلامه : يا بني اءسد، قد جئتكم بخير ما اءتى به رائد قومه ، هذا الحـسـيـن بـن عـلي اءمـيـر المـؤ مـنـيـن وابـن فـاطـمـة بـنـت رسـول اللّه () قـد نـزل بـيـن ظـهـرانـيـكـم فـي عـصـابـة مـن المؤ منين ، وقد اءطافت به اءعداؤ ه ليقتلوه ، فاءتيتكم لتمنعوه وتحفظوا حرمة رسول اللّه () فيه ، فواللّه لئن نصرتموه ليعطينّكم اللّه شرف الدنيا والا خرة ، وقد خصصتكم بهذه المكرمة ، لا نّكم قومي وبنو اءبي واءقرب الناس منّي رحماً. فقام عبداللّه بن بشير الا سدي وقال : شكر اللّه سعيك يا اءبا القاسم ، فواللّه لجئتنا بمكرمة يـسـتـاءثـر بـهـا المـرء الا حـب فـالا حب ، اءمّا اءنا فاءوّل من اءجاب ، واءجاب جماعة بنحو جوابه فـنـهـدوا مـع حـبـيـب ، وانـسـلّ مـنـهـم رجـل فـاءخـبـر ابـن سـعـد، فـاءرسل الا زرق في خمسمائة فارس فعارضهم ليلاً ومانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم ، فلمّا علموا اءن لا طـاقـة لهـم بهم تراجعوا في ظلام الليل وتحمّلوا عن منازلهم . وعاد حبيب إ لى الحسين () فـاءخـبـره بـمـا كـان . فـقـال (): (ومـا تـشـاؤ ون إ لاّ اءن يـشـاء اللّه ) ولا حول ولا قوّة إ لاّ باللّه.

وذكـر الطـبـري : اءنّ عـمر بن سعد لمّا اءرسل إ لى الحسين () كثير بن عبداللّه الشعبي وعرفه اءبـو ثـمـامة الصائدي فاءعاده اءرسل بعده (قرّة بن قيس الحنظلي ) فلمّا راءه الحـسـيـن () مـقـبـلاً قـال : اءتـعـرفـون هـذا؟ فـقـال له حـبـيـب : نـعـم ، هـذا رجل تميمي من حنظلة وهو ابن اءُختنا، وقد كنت اءعرفه بحسن الراءي وما كنت اءراه يشهد هذا المشهد، قـال : فـجـاء حـتـّى سـلّم عـلى الحـسـيـن () واءبـلغـه رسـالة عـمـر، فـاءجـابـه الحـسـيـن ()، قـال : ثـمّ قـال له حـبـيـب : ويـحـك يـا قـرّة اءيـن تـرجـع ، إ لى القـوم الظـالمـيـن ؟ انـصـر هـذا الرجـل الذي بـآبـائه اءيـّدك اللّه بـالكـرامـة وإ يـّانـا مـعـك ، فقال له قرّة : اءرجع إ لى صاحبي بجواب رسالته واءرى راءيي.

وذكـر الطـبـري اءيـضـاً قـال : لمـّا نـهـد القـوم إ لى قـتـال الحـسـيـن ( ) قـال له العـبـّاس : يـااءخـي اءتـاك القـوم ، قـال : إ ذهـب إ ليـهـم وقـل لهـم مـابـدا لكـم ؟ فركب العبّاس وتبعه جماعة من اءصحابه فيهم حبيب بن مظهّر، وزهير بن القـيـن ، فـسـاءلهـم العـبـّاس فـقـالوا: جـاء اءمـر الا مـيـر بـالنـزول على حكمه اءو المنازلة ، فقال لهم : لا تعجلوا حتّى اءُخبر اءبا عبداللّه ثمّ اءلقاكم . فـذهـب إ لى الحـسـيـن ( ) ووقـف اءصـحـابـه ، فـقـال حـبـيـب لزهـيـر: كـلّم القـوم إ ذا شـئت . فـقـال له زهـيـر: اءنـت بداءت بهذا فكلّمهم اءنت . فقال لهم حبيب : معاشر القوم إ نّه واللّه لبئس القـوم عـنـد اللّه غـداً قـوم يـقـدمـون عـلى اللّه ، وقـد قـتـلوا ذريـّة نـبـيـّه ، وعـتـرتـه واءهـل بـيـتـه ، وعـبـاد اءهـل هـذا المـصـر المـجـتـهـديـن بـالا سـحـار، والذاكـريـن اللّه كـثـيـراً. فـقـال له عـزرة بـن قـيـس : إ نّك لتزكّي نفسك ما استطعت. فاءجابه زهير بما ياءتي .

وروى اءبـو مـخـنـف : اءنّ الحـسـيـن ( ) لمـّا وعـظ القـوم بـخـطـبـتـه التـي يـقـول فـيـهـا: (اءمـّا بـعـد، فـانـسـبـونـي مـن اءنـا وانـظـروا) إ لى آخـر مـا قـال . اعـتـرضـه شـمـر بـن ذي الجـوشـن فـقـال : هـو يـعـبـد اللّه عـلى حـرف إ ن كـان يـدري مـا تـقـول ، فـقـال حـبـيـب : اءشـهـد اءنـّك تـعـبـد اللّه عـلى سـبـعـيـن حـرفـاً، واءنـّك لا تـدري مـا يقول ، قد طبع اللّه على قلبك ، ثمّ عاد الحسين () إ لى خطبته.

وذكـر الطـبـري وغـيـره اءنّ حـبـيـباً كان على ميسرة الحسين () وزهـيـراً عـلى المـيـمـنة واءنّه كان خفيف الا جابة لدعوة المبارز، طلب سالم مولى زياد ويسار مولى ابنه عبيداللّه مبارزين وكان يسار مستنتل اءمام سالم فخفّ إ ليه حبيب وبرير فاءجلسهما الحسين . وقام عبداللّه بن عمير الكلبي فاءذن له كما سياءتي .

قـالوا: ولمـّا صـرع مـسـلم بـن عـوسـجـة مـشـى إ ليـه الحـسـيـن () ومـعـه حـبـيـب ، فـقـال حـبـيـب عـزَّ عـليّ مـصـرعـك يـا مـسـلم ، اءبـشـر بـالجـنـّة . فـقـال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك اللّه بخير. فقال حبيب : لولا اءنّي اءعلم اءنّي في إ ثرك لاحق بـك مـن سـاعـتـي هـذه لا حـبـبـت اءن تـوصـي إ ليّ بكلّ ما اءهمّك حتّى اءحفظك في كلّ ذلك بما اءنت له اءهـل مـن الديـن والقرابة . فقال له : بلى اءُوصيك بهذا رحمك اللّه ، واءوماء بيديه إ لى الحسين () اءن تموت دونه ، فقال حبيب : اءفعل وربّ الكعبة.

قـالوا: ولمـّا اسـتـاءذن الحـسـيـن () لصـلاة الظـهـر وطـلب مـنـهـم المـهـلة لا داء الصـلاة قـال له الحـصـيـن بـن تـمـيـم : إ نـّهـا لا تـقـبـل مـنـك ! فـقـال له حـبـيـب : زعـمـت لا تـقـبـل الصـلاة مـن آل رسـول اللّه (ص)وتـقـبـل مـنـك يـاحـمـار! فحمل الحصين وحمل عليه حبيب ،فضرب حبيب وجه فرس الحصين بالسيف فشبّبه الفرس ووقع عنه فحمله اءصحابه واستنقذوه.

وجعل حبيب يحمل فيهم ليختطفه منهم وهو يقول :

اءُقسم لو كنّا لكم اءعداداً

اءو شطركم ولّيتم اءكتادا

يا شرّ قوم حسباً وآدا

ثـمّ قـاتـل القـوم فـاءخـذ يـحـمـل فـيـهـم ويـضـرب بـسـيـفـه وهـو يقول :

اءنا حبيب واءبي مُظَهَّر

فارس هيجاء وحرب تسعر

اءنتم اءعد عدّة واءكثر

ونحن اءوفى منكم واءصبر

ونحن اءعلى حجّة واءظهر

حقّاً واءتقى منكم واءعذر

ولم يـزل يـقـولهـا حـتـّى قـتـل مـن القـوم مـقـتـلة عـظـيـمـة ، فـحـمـل عـليـه بـديـل بـن صـريـم العـقفاني فضربه بسيفه ، وحمل عليه آخر من تميم فطعنه برمحه فوقع ، فـذهـب ليـقـوم فـضـربـه الحـصـيـن بـن تـمـيـم عـلى راءسـه بـالسـيـف فـسـقـط، فـنـزل إ ليـه التـمـيـمـي فـاحـتـزّ راءسـه ، فـقـال له الحـصـيـن : إ نـّي شـريـكـك فـي قـتـله . فقال الا خر: واللّه ما قتله غيري . (خاص بمواقع الميزان )
فقال الحصين : اءعطنيه اءُعلّقه في عنق فرسي كيما يراه الناس ويعلموا اءنّي شركت في قتله ، ثمّ خذه اءنت فامض به إ لى عبيداللّه بن زياد فلا حاجة لي فيما تـعـطـاه عـلى قـتلك إ يّاه ، فاءبى عليه فاءصلح قومهما فيما بينهما على ذلك ، فدفع إ ليه راءس حـبـيـب فـجـال بـه فـي العسكر قد علّقه بعنق فرسه ، ثمّ دفعه بعد ذلك إ ليه فاءخذه فعلّقه في لبان فرسه ، ثمّ اءقبل به إ لى ابن زياد في القصر فبصر به ابن حبيب القاسم وهـو يـومـئذ قـد راهـق ، فـاءقـبـل مـع الفـارس لا يـفـارقـه كـلّمـا دخـل القـصـر دخـل مـعـه ، وإ ذا خـرج خـرج مـعـه فـارتـاب بـه ، فـقـال : مـا لك يـا بـنـيّ تـتـبـعـنـي ؟ قـال : لا شـي ء، قـال : بـلى يـا بـنـي فـاءخـبـرنـي ، قـال : إ نّ هـذا راءس اءبـي اءفـتـعـطـيـنـيـه حـتـّى اءدفـنـه ؟ قـال : يـا بـنـي لا يرضى الا مير اءن يدفن ، واءنا اءُريد اءن يثيبني الا مير على قتله ثواباً حسناً. فقال القاسم : لكنّ اللّه لا يثيبك على ذلك إ لاّ اءسواء الثواب ، اءمَ واللّه لقد قتلته خيراً منك ، وبـكـى ثـمّ فـارقـه ، ومـكـث القـاسـم حـتـّى إ ذا اءدرك لم تـكـن له هـمـّة إ لاّ اتـّبـاع اءثـر قاتل اءبيه ليجد منه غرّة فيقتله باءبيه ، فلمّا كان زمان مصعب بن الزبير وغزا مصعب باجميرا دخـل عـسـكـر مـصـعـب فـإ ذا قـاتـل اءبـيـه فـي فـسـطـاطـه ، فـاءقـبـل يـخـتـلف فـي طـلبـه والتـمـاس غـرّتـه ، فـدخـل عـليـه وهـو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتّى برد.

وروى اءبـو مـخـنـف : اءنـّه لمـّا قـتـل حـبـيـب بـن مـُظـَهَّر هـدّ ذلك الحـسـيـن () وقال : (عند اللّه اءحتسب نفسي وحماة اءصحابي ).

وفي ذلك اءقول :

إ ن يهدَّ الحسينَ قتلُ حبيبٍ

فلقد هدّ قتله كلّ ركن

بطل قد لقى جبال الا عادي

من حديد فردّها كالعهن

لا يبالي بالجمع حيث توخّى

فهو ينصبُّ كانصباب المزن

اءخذ الثاءر قبل اءن يقتلوه

سلفاً من منية دون مَنّ

قتلوا منه للحسين حبيباً

جامعاً في فعاله كلّ حسن

.
مسلم بن عوسجة الا سدي

هـو مـسـلم بـن عـوسـجـة بـن سـعـد بـن ثـعـلبـة بـن دودان بـن اءسـد بـن خـزيـمـة ، اءبـو حجل الا سدي السعدي ، كان رجلاً شريفاً سرياً عابداً متنسكاً.

قـال ابـن سـعـد فـي طـبـقـاتـه: وكـان صـحـابـيـّاً مـمـّن راءى رسـول اللّه ()، وروى عـنـه الشـعبي . وكان فارساً شجاعاً، له ذكر في المغازي والفتوح الا سلاميّة ، وسياءتي قول شبث فيه .

وقال اءهل السير: إ نّه ممّن كاتب الحسين () من الكوفة ووفى له ، وممّن اءخذ البيعة له عند مجيي ء مسلم بن عقيل إ لى الكوفة .

قـالوا: ولمـّا دخـل عـبيداللّه بن زياد الكوفة وسمع به مسلم خرج إ ليه ليحاربه ، فعقد لمسلم بـن عـوسـجـة على ربع مذحج واءسد، ولا بي ثمامة على ربع تميم وهمدان ، ولعبيداللّه بن عمرو بـن عـزيـز الكـنـدي عـلى ربـع كـنـدة وربـيـعـة ، وللعـبـاس بـن جـعـدة الجـدلي عـلى اءهـل المـديـنـة ، فـنـهـدوا إ ليـه حـتـّى حـبـسـوه فـي قـصـره ، ثـمّ إ نـّه فـرّق النـاس بـالتـخـذيل عنه فخرج مسلم من دار المختار التي كان نزلها إ لى دار هاني بن عروة ، وكان فيها شـريـك بـن الا عـور كـمـا قـدّمـنـا ذلك ، فـاءراد عبيداللّه اءن يعلم بموضع مسلم فبعث معقلاً مولاه واءعـطـاه ثـلاثـة آلاف درهـم واءمـره اءن يـسـتـدلّ بـهـا عـلى مـسـلم ، فـدخـل الجـامـع واءتـى إ لى مـسـلم بـن عـوسـجـة فـرآه يـصـلّي إ لى زاويـة فـانـتـظـره حـتـّى انـفـتـل مـن صـلاتـه فـسـلّم عـليـه ثـمّ قـال : يـا عـبـداللّه إ نـّي امـرؤ مـن اءهـل الشـام مـولى لذي الكـلاع وقـد مـنّ اللّه عليّ بحب هذا البيت وحبّ من اءحبّهم فهذه ثلاثة آلاف درهـم اءردت بـهـا لقـاء رجـل مـنـهـم بـلغـنـي اءنـّه قـدم الكـوفـة يـبـايـع لابـن رسول اللّه ( ) فلم يدلّني اءحد عليه ، فإ نّي لجالس آنفاً في المسجد إ ذ سمعت نفراً يقولون : هـذا رجـل له عـلم بـاءهـل هـذا البـيـت ، فـاءتـيـتـك لتـقـبـض هـذا المـال وتـدلّنـي عـلى صـاحـبـك فـاءُبـايـعـه وإ ن شـئت اءخـذت البـيـعـة له قـبـل لقـائه ، فـقـال له مـسـلم بـن عـوسـجـة : اءحـمـد اللّه عـلى لقـائك إ يـّاي فـقـد سـرّنـي ذلك لتـنـال مـا تحبّ ولينصر اللّه بك اءهل بيت نبيّه ()، ولقد سائتني معرفتك إ يّاي بهذا الا مر من قـبـل اءن يـنـمـى مـخـافـة هـذا الطـاغـيـة وسـطـوتـه . ثـمّ إ نـّه اءخـذ بـيـعـتـه قـبـل اءن يـبـرح وحـلّفـه بـالا يـمـان المـغـلّظـة ليـنـاصـحـنّ وليـكـتـمـن فـاءعـطـاه مـا رضي ، ثمّ قـال له : اخـتـلف إ ليّ اءيـّامـاً حـتـّى اءطـلب لك الا ذن ، فـاخـتـلف إ ليـه ثـمّ اءذن له فدخل ، ودلّ عبيداللّه على موضعه ، وذلك بعد موت شريك.

قـالوا: ثـمّ إ نّ مـسلم بن عوسجة بعد اءن قُبض على مسلم وهاني وقُتلا اختفى مدّة ثمّ فرّ باءهله إ لى الحسين فوافاه بكربلا وفداه بنفسه .

وروى اءبـو مـخـنـف عـن الضـحـّاك بـن عـبـداللّه الهـمـدانـي المـشـرقي : اءنّ الحسين خطب اءصحابه فـقـال فـي خـطـبـتـه : (إ نّ القـوم يـطـلبـونـنـي ولو اءصـابـونـي لهـوا عـن طـلب غـيـري ، وهـذا الليـل قـد غـشـيـكـم فـاتـّخـذوه جـمـلاً، ثـمّ ليـاءخـذ كـلّ رجـل مـنـكـم بـيـد رجـل مـن اءهـل بـيـتـي ) فـقـال له اءهـله وتـقـدّمـهـم العـبـّاس بـالكـلام : لِمـَ نـفـعـل ذلك !؟ لنـبـقـى بـعـدك ، لا اءرانـا اللّه ذلك اءبـداً. ثـمّ قـام مـسـلم بـن عـوسـجـة فـقال : اءنحن نخلّي عنك ولم نعذر إ لى اللّه في اءداء حقّك !؟ اءمَ واللّه لا اءبرح حتّى اءكسر في صـدورهـم رمـحـي واءضـربـهـم بـسـيـفـي ما ثبت قائمه بيدي ولا اءُفارقك ، ولو لم يكن معي سلاح اءُقـاتـلهـم بـه ، لقـذفـتـهـم بـالحـجـارة دونك حتّى اءموت معك ، ثمّ تكلّم اءصحابه على نهجه.

قـال الشـيـخ المـفـيـد: ولمـّا اءضـرم الحـسـين () القصب في الخندق الذي عمله خلف البيوت مرّ الشـمـر فـنـادى : يـا حـسـيـن اءتـعـجـّلت بـالنـار قـبـل يـوم القـيـامـة ؟ فـقـال له الحـسـيـن : (يابن راعية المعزى ، اءنت اءولى بها صَليّاً)، فرام مسلم بن عوسجة اءن يـرميه فمنعه الحسين () عن ذلك ، فقال له مسلم : إ نّ الفاسق من اءعداء اللّه وعظماء الجبّارين ، وقـد اءمـكـن اللّه مـنـه ، فـقـال الحـسـيـن (): (لا تـرمـه فـإ نـّي اءكـره اءن اءبـداءهـم فـي القتال ).

وقـال اءبـو مـخنف : لمّا التحم القتال حملت ميمنة ابن سعد على ميسرة الحسين ، وفي ميمنة بن سعد عـمـرو بـن الحجّاج الزبيدي ، وفي ميسرة الحسين زهير بن القين ، وكانت حملتهم من نحو الفرات فـاضـطـربـوا سـاعـة ، وكـان مـسـلم بـن عـوسـجـة فـي المـيـسـرة ، فـقـاتـل قـتـالاً شـديـداً لم يـسـمـع بـمـثـله ، فـكـان يـحـمـل عـلى القـوم وسـيـفـه مـصـلت بـيمينه فيقول :

إ ن تساءلوا عنّي فإ نّي ذو لبد

وإ نّ بيتي في ذرى بني اءسد

فمن بغاني حائد عن الرشد

وكافر بدين جبّار صمد

ولم يـزل يـضـرب فـيـهم بسيفه حتّى عطف عليه مسلم بن عبداللّه الضبابي وعبدالرحمن بن اءبي خشكارة البجلي ، فاشتركا في قتله ، ووقعت لشدّة الجلاد غبرة عظيمة ، فلمّا إ نجلت إ ذا هم بمسلم بـن عـوسـجـة صـريـعـاً، فـمـشـى إ ليـه الحـسـيـن () فـإ ذا بـه رمـق ، فـقـال له الحـسـيـن (): (رحـمـك اللّه يـا مـسـلم (فـمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً) ، ثمّ دنا منه فقال له حبيب ما ذكرناه في ترجمته . (خاص بمواقع الميزان )

قـال : فـمـا كـان باءسرع من اءن فاظ بين اءيديهم ، فصاحت جارية له : واسيّداه يابن عوسجتاه فتباشر اءصحاب عمر بذلك ، فقال لهم شبث بن ربعي : ثكلتكم اءُمهاتكم إ نّما تقتلون اءنفسكم بـاءيـديـكـم ، وتـذلّون اءنـفـسـكـم لغـيـركـم ، اءتـفـرحـون اءن يـقـتـل مـثـل مسلم ابن عوسجة ؟ اءما والذي اءسلمتُ له ، لرُبّ موقف له قد راءيته في المسلمين كريم ، لقـد راءيـتـه يـوم سـَلَق آذربـايـجـان قـتـل سـتـة مـن المـشـركـيـن قبل اءن تتام خيول المسلمين ، اءفيقتل منكم مثله وتفرحون!؟

وفي مسلم بن عوسجة يقول الكميت بن زيد الا سدي :

وإ نّ اءبا حجل قتيل مجحل

واءقول اءنا:

إ نّ إ مرءاً يمشي لمصرعه

سبط النبي لفاقد التِّرب

اءوصى حبيباً اءن يجود له

بالنفس من مقة ومن حب

اءعزز علينا يابن عوسجة

من اءن تفارق ساحة الحرب

عانقت بيضهم وسمرهم

ورجعت بعد معانق التُّرب

اءبكي عليك وما يفيد بكا

عيني وقد اءكل الا سى قلبي


قيس بن مُسَهّر الصَيداوي

هو قيس بن مُسَهَّر بن خالد بن جندب بن منقذ بن عمرو بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان بن اءسـد بـن خـزيـمـة الا سـدي الصـيـداوي . وصـيـدا بـطن من اءسد. كان قيس رجلاً شريفاً في بني الصيدا شجاعاً مخلصاً في محبّة اءهل البيت ().

قـال اءبـو مـخـنـف : إ جـتـمـعـت الشـيـعـة بـعـد مـوت مـعـاويـة فـي مـنـزل سـليـمـان بـن صـرد الخـزاعـي فـكـتـبـوا للحـسين بن علي () كتباً يدعونه فيها للبيعة وسـرّحـوهـا إ ليـه مـع عـبـداللّه بـن سـبـع وعـبـداللّه بـن وال ، ثمّ لبثوا يومين فكتبوا إ ليه مع قيس بن مُسَهَّر الصَّيداوي وعبدالرحمن بن عبداللّه الا رحبي ، ثـمّ لبـثـوا يومين فكتبوا إ ليه مع سعيد بن عبداللّه وهاني بن هاني ، وصورة الكتب : (للحسين بـن عـلي () مـن شـيـعـة المـؤ منين : اءمّا بعد، فحيهلاّ ، فإ نّ الناس ينتظرونك ، لا راءي لهم في غيرك ، فالعجَل العجلَ، والسلام ).

فـدعـا الحـسـيـن () مـسـلم بـن عـقـيـل واءرسـله إ لى الكـوفـة ، واءرسـل معه قيس بن مُسَهّر، وعبدالرحمن الا رحبي ، فلمّا وصلوا إ لى المضيق من بطن خبت كما قدّمنا جـار دليـلاهـم فـضلّوا وعطشوا، ثمّ سقطوا على الطريق فبعث مسلم قيساً بكتاب إ لى الحسين () يـخـبـره بما كان ، فلمّا وصل قيس إ لى الحسين بالكتاب اءعاد الجواب لمسلم مع قيس وسار معه إ لى الكوفة .

قال : ولمّا راءى مسلم اجتماع الناس على البيعة في الكوفة للحسين كتب إ لى الحسين () بذلك وسـرّح الكـتـاب مع قيس واءصحبه عابس الشاكري ، وشوذبا مولاهم فاءتوه إ لى مكّة ولازموه ، ثمّ جاؤ ا معه.

قـال اءبـو مـخنف : ثمّ إ نّ الحسين لمّا وصل إ لى الحاجر من بطن الرمّة كتب كتاباً إ لى مسلم وإ لى الشـيـعـة بـالكـوفـة وبـعـثـه مـع قـيـس ، فـقـبـض عـليـه الحـصـيـن بـن تـمـيـم ، وكان ذلك بعد قـتـل مـسـلم ، وكـان عـبـيداللّه نظّم الخيل ما بين خفان إ لى القادسيّة وإ لى القطقطانة وإ لى لعلع وجـعـل عـليـهـا الحـصـيـن ، وكـانـت صـورة الكـتـاب : (من الحسين بن علي إ لى إ خوانه من المؤ منين والمسلمين : سلام عليكم . فإ نّي اءحمد إ ليكم اللّه الذي لا إ له إ لاّ هو، اءمّا بعد، فإ نّ كتاب مسلم جـاءنـي يـخـبـرني فيه بحسن راءيكم ، واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقّنا، فساءلت اللّه اءن يـحـسـن لنـا الصـنـع ، واءن يـثـيـبـكـم عـلى ذلك اءحسن الا جر، وقد شخصت إ ليكم من مكّة يوم الثـلاثـاء لثـمـان مـضـيـن من ذي الحجّة يوم التروية ، فإ ذا قدم رسولي عليكم فانكمشوا في اءمـركـم وجـدّوا، فـإ نـّي قـادم عـليـكـم فـي اءيـّامي هذه إ ن شاء اللّه ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبـركـاتـه ). قال : فلمّا قبض ‍ الحصين على قيس بعث به إ لى عبيداللّه ، فساءله عبيداللّه عن الكـتـاب ، فـقـال : خـرقـتـه ، قـال : ولِمَ؟ قـال : لئلاّ تـعـلم مـا فـيـه . قـال : إ لى مـن ؟ قـال : إ لى قـوم لا اءعـرف اءسـمـاءهـم . قـال : إ ن لم تـخـبـرنـي فـاصعد المنبر وسبّ الكذاب ابن الكذّاب . يعني به الحسين (). فصعد المـنـبـر فـقـال : اءيـّهـا النـاس ، إ نّ الحـسـيـن بـن عـلي خـيـر خـلق اللّه ، وابـن فـاطـمـة بـنـتـِ رسـول اللّه ، واءنـا رسـولُه إ ليـكـم ، وقـد فارقته بالحاجر، فاءجيبوه ، ثمّ لعن عبيداللّه بن زيـاد واءبـاه ، وصـلّى عـلى اءمـيـر المـؤ منين ، فاءمر به ابن زياد فاءُصعد القصر ورُمي به من اءعلاه ، فتقطّع ومات. (خاص بمواقع الميزان )

وقال الطبري : لمّا بلغ الحسين () إ لى عذيب الهجانات في ممانعة الحرّ جاءه اءربعة نفر ومعهم دليـلهـم الطـرمـاح بـن عـدي الطائي وهم يجنبون فرس نافع المرادي ، فساءلهم الحسين () عن النـاس وعـن رسـوله ، فـاءجـابـوه عـن النـاس ، وقـالوا له : رسـولك مـن هـو؟ قـال : قـيـس . فـقـال مـجـمـع العـائذي : اءخذه الحصين فبعث به إ لى ابن زياد فاءمره اءن يلعنك واءبـاك ، فـصـلّى عـليـك وعـلى اءبـيـك ، ولعن ابن زياد واءباه ، ودعانا إ لى نصرتك واءخبرنا بـقـدومـك ، فـاءمر به ابن زياد فاءُلقي من طمار القصرِ، فمات رضي اللّه عنه . فترقرقت عينا الحـسـيـن ()، وقـال : (فـمـنـهـم مـن قـضـى نـحـبـه ومـنـهـم مـن يـنـتـظـر) اءللهـمـّ اجـعـل لنـا ولهـم الجـنـّة مـنـزلاً، واجـمـع بـيـنـنـا وبـيـنـهم في مستقرّ رحمتك ، ورغائب مذخور ثوابك ).

وفي قيس يقول الكميت الا سدي :

وشيخ بني الصيداء قد فاظ قبلهم

عمرو بن خالد الا سدي الصيداوي ابو خالد

كـان عـمـرو شـريـفـاً فـي الكـوفـة ، مـخـلص الولاء لا هـل البـيـت ، قـام مـع مـسـلم حـتـّى إ ذا خانته اءهـل الكـوفـة لم يـسعه إ لاّ الا ختفاء، فلمّا سمع بقتل قيس بن مُسهَّر واءنّه اءخبر اءنّ الحسين () صار بالحاجر خرج إ ليه ، ومعه مولاه سعد، ومجمع العائذي وابنه ، وجنادة بن الحرث السلماني ، واتـبـعـهـم غلام لنافع البجلي بفرسه المدعو الكامل فجنبوه واءخذوا دليلاً لهم الطرماح بن عـدي الطـائي ، وكـان جـاء إ لى الكـوفـة يـمتار لا هله طعاماً، فخرج بهم على طريق متنكبة ، وسار سـيـراً عـنـيـفـاً مـن الخوف لا نّهم علموا اءنّ الطريق مرصود، حتّى إ ذا قاربوا الحسين () حدا بهم الطرماح بن عدي فقال :

يا ناقتي لا تذعري من زجري

وشمّري قبل طلوع الفجر

بخير ركبان وخير سفر

حتّى تحلّي بكريم النجر

الماجد الحرّ رحيب الصدر

اءتى به اللّه لخير اءمر

ثمة اءبقاه بقاء الدهر

فـانـتـهـوا إ لى الحـسـيـن () وهـو بـعـذيـب الهـجـانـات ، فـسـلّمـوا عـليـه واءنـشـدوه الا بـيات . فقال (): (اءَمَ واللّه إ نّي لا رجو اءن يكون خيراً ما اءراد اللّه بنا، قُتلنا اءو ظفرنا).

قـال اءبـو مـخـنـف : ولمـّا رآهـم الحـرّ قـال للحـسـيـن : إ نّ هـؤ لاء النـفـر مـن اءهـل الكـوفـة ليـسـوا مـمـّن اءقـبـل مـعـك ، واءنـا حـابـسـهـم اءو رادّهـم ، فقال له الحسين : (لا منعنّهم ممّا اءمنع منه نفسي ، إ نّما هؤ لاء اءنصاري واءعواني ، وقد كنتَ اءعطيتني اءلاّ تـعـرض لي بـشـي ء حـتـّى يـاءتـيـك كـتـاب ابـن زيـاد). فـقـال : اءجـل ، لكن لم ياءتوا معك ، فقال : (هم اءصحابي ، وهم بمنزلة من جاء معي ، فإ ن تممت عليّ ما كان بيني وبينك ، وإ لاّ ناجزتك )، فكفّ عنهم الحرّ.
(خاص بمواقع الميزان )
وقـال اءبـو مـخـنـف اءيـضـاً: ولمـّا التـحـم القـتـال بـيـن الحـسـيـن () واءهـل الكـوفـة ، شـدّ هـؤ لاء مـُقـدِمـيـن بـاءسـيـافـهـم فـي اءوّل القـتـال عـلى النـاس ، فـلمـّا وغـلوا عـطـف عـليـهم الناس ‍ فاءخذوا يحوزونهم ، وقطعوهم من اءصـحـابـهـم ، فـلمـّا نـظـر الحـسـيـن إ لى ذلك نـدب إ ليـهـم اءخـاه العـبـّاس ، فـنـهـد إ ليـهـم وحمل على القوم وحده يضرب فيهم بسيفه قدماً، حتّى خلص إ ليهم واستنقذهم فجاؤ ا وقد جرحوا، فـلمـّا كـانـوا في اءثناء الطريق ، والعبّاس ‍ يسوقهم راءوا القوم تدانوا إ ليهم ليقطعوا عليهم الطريق فانسلّوا من العبّاس ، وشدّوا على القوم باءسيافهم شدّة واحدة على ما بهم من الجراحات ، وقـاتـلوا حـتـّى قـُتـلوا فـي مكان واحد. فتركهم العبّاس ورجع إ لى الحسين () فاءخبره بذلك ، فترحم عليهم الحسين ، وجعل يكرّر ذلك .


سعد مولى عمرو بن خالد الا سدي الصيداوي

كـان هـذا المـولى سـيـّداً شـريـف النـفـس والهـمـّة ، تـبـع مـولاه عـمـراً فـي المـسـيـر إ لى الحـسـيـن والقـتـال بـين يديه حتّى قتل شهيداً. وقد ذكرنا خبره مع مولاه وكيف جاء معه وكيف قتل في كربلا، فلا حاجة بنا إ لى الا عادة مع قربه .
الموقَّع بن ثمامة الا سدي الصيداوي اءبو موسى
كان الموقَّع ممّن جاء إ لى الحسين في الطف ، وخلص إ ليه ليلاً مع من خلص .

قـال اءبـو مـخنف : إ نّ الموقع صُرع فاستنقذوه قومه واءتوا به إ لى الكوفة فاءخفوه ، وبلغ ابـن زيـاد خـبـره فـاءرسـل عـليـه ليـقـتله ، فشفع فيه جماعة من بني اءسد، فلم يقتله ولكن كبّله بـالحـديـد ونـفـاه إ لى الزارة. وكـان مـريـضـاً من الجراحات التي به فبقي في الزارة مريضاً مكبلاً حتّى مات بعد سنة .


إضافة رد


أدوات الموضوع ابحث في الموضوع
ابحث في الموضوع:

بحث متقدم

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 

 

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc