اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
القصة:
حتى عند الموتِ أصدقاء
دخلت زهراء غرفتها مسرعه و قطراتٌ من الدموع تنساب من عينيها و الحزن يغطيها و
يملئها فهوت مسرعة على سريرها و ما لبثت
أن جاءت أُمها تطرق الباب و تحاول الدخول لكنها لم تستطع ذلك فزهراء ترفض رؤية
أي أحد أو مكالمته و لا أحد يعرف السبب و بعد ساعة من عودة زهراء من المدرسة
اتصلت صديقتها شيماء لتكلمها فأجابت أمُ زهراء على الهاتف فطلبت شيماء أن تكلم
زهراء فقالت والدةُ زهراء : إنها تحبس نفسها في غرفتها منذ أن عادت من المدرسة ،
شيماء هل هناك مشكلةٌ ما حدثت لزهراء ؟ ،، فأجابت شيماء : لا يا خالة لم يحدث شيء
و أغلقت بعد ذلك السماعة و هي مودعة و في تمام الساعة الثالثة عصرًا خرجت
زهراء من غرفتها و لا تزال آثار بعض الدموع في عينيها لتجد والدتها جالسةً على
الأريكة و الغم و الهم يملأنها فذهبت زهراء و رمت بنفسها على حضن والدتها فسألتها
والدتها عن سبب حزنها ، فظلت زهراء ساكتة ولم تجب عن سؤال والدتها فألحت
والدتها بالسؤال فأجابت قائلة : هناك بعض المشاكل الصغيرة في المدرسة فقط يا
أُمي ... ، فضمتها و والدتها لترويها من نبع حنانها فبدأت زهراء تبكي و لكن كان صوت
بكائها مرد حشرجة خفيفة و بعد دقائق دخل والد زهراء و هو يطلب الغداء فقد كان
الجوع يعتصر معدته من شدة التعب فذهبت والدة زهراء لتعد المائدة بينما ذهبت زهراء
لتنادي إخوتها أحمد و سامي و علي الذين يكبرن زهراء فهي أصغر إخوانها و البنت
الوحيدة لوالديها لذلك فهي مدللة أبويه في ما أن خرج كل من إخوتها من غرفهم و رأوا
زهراء و لا يزال عليها آثار الحزن و البكاء فهرعوا قائلين : ماذا بكِ يا أُختاه ؟ ماذا حدث
لكي ؟ فقالت زهراء : هيا إن الغداء جاهز و حضر أبي ... و لم يلقوا منها جوابًا .
على الغداء و ما بين هم يأكلون ...
قال والد زهراء:الأسبوع القادم ستكملين السابعة عشرة يا زهراء لذا
في اليوم التالي عند ذهاب زهراء إلى المدرسة التقت بشيماء في الطريق و حاولت
شيماء مكالمتها لكن زهراء لم تسمح لها بمكالمتها و ذهبت بعيدًا عنها معرضة عن
مكالمتها ، في المدرسة كانت زهراء و شيماء تجلسان بجانب بعضهما وكانتا أعز
صديقتين ولكن بعد المشكلة التي حدثت غيرت زهراء مكانها لتكون
بعيدة عن شيماء ، كان سبب المشكلة أن شيماء كانت تتحدث مع منى و جاءت زهراء
وجلست معهما و بدأن يكملن الحديث فحدث بين زهراء و شيماء نقاش و فجأة تحول
هذا النقاش إلى شجار إلى أن وصل الأمر أن تقوم شيماء بشتم زهراء
و وصفها بصفات سيئة فأحست زهراء بطعنة تأتيها من أعز صديقاتها شيماء روحها توأم
عمرها كيف ذلك ؟ ، في ذلك اليوم لم تكلم زهراء شيماء و كانت تتجنب رؤيتها ولا تثير
اهتمامها حتى و كانت شيماء تحاول الاعتذار بأية طريقة و تلاحقها وفي الأسبوع التالي
و بالتحديد يوم عيد ميلاد زهراء التقت بها شيماء و أخيرًا استطاعت الاعتذار لها و في
الطريق بينما كانت الصديقتان تسيران في الطريق ذاهبتين لبيت زهراء و تمسك كل
منهما يد الأخرى فإذا بسيارة مسرعة تصطدم بهما لتغرق الصديقتان في بحيرةٍ من
دمهما بعد أن فارقتا الحياة و كانت يداهما لا تزالان ممسكتين بعضهما فكانت صديقتين
لم تفترقا حتى في لحظة الموت.. ، و كم كانت الفاجعة عندما نزل الخبر على أسرة
زهراء فسقطت والدتها مغشيًا عليها من هول الصدمة و بدء الجميع بالبكاء و النحيب
على ما حدث و لم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لعائلة شيماء.
و بعد عام من الحادثة ...
حملت أمُ زهراء و أنجبت طفلتين جميلتين فتذكرت زهراء فبكت و شكرت الله سبحانه
على ما رزقها بدلاً من الواحدة اثنتين فسمتهما زهراء و شيماء حبًا و وفاءً لابنتها و أعز
صديقاتها و عاشت هاتان الأختان عيشةً سعيدةً و هنية .
( القصة للأمانه منقوله )
أحببت أن أنقلها لكم لأن ما أجمل ماتحمله
( الصداقه )هذه الكلمة من معاني وسمات ما أجمل من يتصف بها وكما قال أهل البيت في حق هذه الكلمة البسيطة
( الصداقة )
قال الإمام الصادق سلام الله عليه :
لقد عظمت منزلة الصديق حتى أن أهل النار يستغيثون به ، ويدعونه قبل القريب الحميم ، قال الله سبحانه مخبرا عنهم { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم }
وفي وصية الإمام علي لإبنه الحسن ( عليهما السلام ) : لا تتخذ عدو صديقك صديقا فتعادى صديقك
وعن الصادق ( ) :
إن المؤمنين التواخين في الله ، ليكن أحدهما في الجنة فوق الآخر بدرجة ، فيقول : يا رب إن صاحبي قد كان يأمرني بطاعتك ويثبطني عن معصيتك ، ويرغبني فيما عندك ، فجمع بيني وبينه في هذه الدرجة ، فيجمع الله بينهما .
تسلم أخي شعاع المقامات
فالقصص كثيره ولكن احترت في الإختيار ونقلت لكم هذه ولي عوده بإذن الله