[منتظرة المهدي]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداهم

مظاهر من شخصية الإمام حسن العسكري ( )

كان الإمام أبو محمد الحسن العسكري (()) في معالي أخلاقه نفحة من نفحات الرسالة الاسلامية فقد كان على جانب عظيم من سموّ الأخلاق ، يقابل الصديق والعدو بمكارم أخلاقه ومعالي صفاته ، وكانت هذه الظاهرة من أبرز مكوناته النفسية ، ورثها عن آبائه وجده رسول الله (()) الذي وسع الناس جميعاً بمكارم أخلاقه ، وقد أثّرت مكارم أخلاقه على أعدائه والحاقدين عليه ، فانقلبوا من بغضه الى حبه والاخلاص له . (خاص بمواقع الميزان)

ونقل المؤرخون أنّ المتوكل الذي عرف بشدّة عدائه لأهل البيت(())، وحقده على الإمام علي (()) ، أمر بسجن الإمام العسكري (()) والتشديد عليه إلاّ أنّه لمّا حلّ في الحبس ورأى صاحب الحبس سمو أخلاق الإمام(()) وعظيم هديه وصلاحه انقلب رأساً على عقب ، فكان لا يرفع بصره الى الإمام(()) إجلالاً وتعظيماً له ، ولمّا خرج الإمام من عنده كان أحسن الناس بصيرة، وأحسنهم قولاً فيه .



سماحته وكرمه

نقل المؤرخون نماذج من السيرة الكريمة للإمام العسكري (()) نذكر بعضاً منها :

- روى الشيخ المفيد عن محمد بن علي بن ابراهيم بن موسى ابن جعفر(()): قال : ضاق بنا الأمر فقال لي أبي : إمضِ بنا حتى نصير الى هذا الرجل ـ يعني أبا محمد ـ فإنه قد وصف عنه سماحة .

فقلت : تعرفه ؟

قال : ما أعرفه ، ولا رأيته قط .

قال : فقصدناه .

فقال لي أبي وهو في طريقه : ما أحوجنا الى أن يأمر لنا بخمس مائة درهم مائتا درهم للكسوة ومائتا درهم للدقيق ، ومائة درهم للنفقة .
وقلت في نفسي ليته أمر لي بثلاث مائة درهم ، مائة اشتري بها حماراً ومائة للنفقة ومائة للكسوة ، فأخرج الى الجبل .(خاص بمواقع الميزان)
قال ـ أي محمد بن علي ـ فلما وافينا الباب خرج غلامه ، فقال : يدخل علي بن ابراهيم ومحمد ابنه ، فلما دخلنا عليه وسلمنا ، قال لأبي : ياعلي ما أخلفك عنا الى هذا الوقت، فقال : ياسيدي : استحييت أن ألقاك على هذا الحال ، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة، وقال: هذه خمسمائة درهم، مائتان لِلكسوة ، ومائتان للدقيق ، ومائة للنفقة وأعطاني صرة وقال :
هذه ثلاثمائة درهم اجعل مائة في ثمن حمار ، ومائة للكسوة ، ومائة للنفقة ، ولا تخرج الى الجبل ، وصر الى سوار .
قال : فصار الى سوار وتزوج بإمرأة منها فدخله اليوم ألف دينار ومع هذا يقول بالوقف .

- وروى اسحاق بن محمد النخعي قال : حدثني أبو هاشم الجعفري قال : شكوت الى أبي محمد (()) ضيق الحبس وكلب القيد ، فكتب إلي أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك ، فاُخرجت وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال ، وكنت مضيقاً فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب الذي كتبته إليه فاستحييت ، فلما صرت إلى منزلي وجّه إليّ بمائة دينار ، وكتب إليّ: اذا كانت لك حاجة ، فلا تستحِ ولا تحتشم واطلبها فإنك على ما تحب إن شاء الله .



زهده وعبادته

عُرف الإمام العسكري (()) في عصره بكثرة عبادته وتبتّله وانقطاعه الى الله سبحانه واشتهر ذلك بين الخاصة والعامة ، حتى أنّه حينما حبس الإمام(()) في سجن علي بن نارمش ـ وهو من أشد الناس نصباً لآل أبي طالب ـ ما كان من علي هذا إلاّ أن وضع خديه له وكان لا يرفع بصره إليه إجلالاً وإعظاماً فخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسن الناس قولاً فيه. (خاص بمواقع الميزان)

ولما حبسه المعتمد كان يسأل السجّان ـ علي بن جرين ـ عن أحوال الإمام (()) وأخباره في كل وقت فيخبره علي بن جرين أنّ الإمام (()) يصوم النهار ويصلي الليل .
عن علي بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمّد عن عليّ بن عبدالغفّار قال: دخل العبّاسيّون على صالح بن وصيف ودخل صالح بن عليّ وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمّد(عليهما السلام) .
فقال لهم صالح: وما أصنع قد وكّلت به رجلين من أشرّ من قدرت عليه، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام الى أمر عظيم، فقلت لهما: ما فيه؟ فقالا:
ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم اللّيل كلّه، لا يتكلّم ولا يتشاغل وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا ويداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلمّا سمعوا ذلك انصرفوا خائبين .



علمه ودلائل إمامته


وإليك شذرات من علوم الإمام الحسن العسكري (()) ودلائل إمامته:

ـ عن أبي حمزة نصر الخادم قال : سمعت أبا محمد (()) غير مرة يكلّم غلمانه بلغاتهم ، وفيهم ترك ، وروم وصقالبة ، فتعجّبت من ذلك وقلت : هذا ولد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن ـ أي الإمام الهادي(()) ـ ولا رآه أحد فكيف هذا ؟ ! اُحدّث نفسي بذلك فأقبل عليَّ وقال: إنّ الله جلّ اسمه بيّنَ حجته من ساير خلقه وأعطاه معرفة بكل شيء ويعطيه اللغات ومعرفة الأسباب والآجال والحوادث : ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق .(خاص بمواقع الميزان)
- وروى الشيخ المفيد عن أبي القاسم جعفر بن محمد عن محمد بن يعقوب عن إسماعيل بن ابراهيم بن موسى بن جعفر ، قال : كتب أبو محمد(()) الى أبي القاسم اسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوماً ، إلزم بيتك حتى يحدث الحادث ، فلما قُتل بريحة كتب إليه قد حدث الحادث ، فما تأمرني ؟ فكتب إليه : ليس هذا الحادث ، الحادث الآخر . فكان من أي ان الإمام (()) ، أشار الى موت المعتز ، فطلب من مواليه أن يلتزموا بالبقاء في بيوتهم حتى ذلك الوقت لظروف خاصة كانت تحيط بالإمام (()) وبهم من الشدة وطلب السلطان وجلاوزته لهم .
ومن الطبيعي ان موت الخليفة يعقبه غالباً اضطراب في الوضع يمكّن معارضيه من التحرك والتنقل بسهولة .

[شعاع المقامات]

اللهم صل على محمد وآل محمد

ألــ1000ــف شكر لصاحبة الإبداع الأخت: منتظرة المهدي
عجل الله فرجه الشريف وصلوات الله عليه

على هذه السطور الإيمانية

لا حرمنا الرب من فيض يراعكم المتألق.

أخوكم: شعاع المقامات

[منتظرة المهدي]

[أمي فاطم]

اللهم صل على محمد آل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف وعجّل فرجهم ياكريم ..

هم النور ومنبع الحق والحكمة
أحسنتِ اختي الكريمة لطرحكِ هذه الذرر النورانية
من شخصية سيدنا ومولانا الامام الحسن العسكري

[بسمان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصل الله على محمد وال محمد وعجل الله الفرج لمولانا صاحب العصر والزمان احسنت اختي الكريمة لهذا الطرح النوراني وجعل الله لك هذا العمل في ميزان حسناتك ان شاء الله

[samar]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اختي الغالية شكرا لك على مواضيعك الرائعة دوماو بانتظار المزيد لنستفيد

[ام زينب]

جزاك الله خير الجزاء عزيزتي منتظرة المهدي على هذه السطور النورانية