اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
في ألقاب النبيّ صلّى اللّه عليه وآله
في ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله، روي أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله قال: «إذا أراد اللّه الحشر
والنّشر أحيى جبرئيل أوّلا وأمره أن يأتي إلى قبري ويدعوني فيأتيني ويناديني فيقول: يا رسول اللّه، يا نبيّ اللّه، يا أبا القاسم، يا محمّد، يا أحمد، يا خاتم النّبيين، يا سيّد الخلائق أجمعين، ولايسمع مني جوابا فيقول: إلهي أنت عالم لاتعلّم، فيأمره اللّه أن يدعوه بأحبّ الأشياء إليه فيقول جبرئيل: يا شفيع المذنبين، فأقول لبّيك.»
وروي عن آمنة أمّ النّبيّ عليهما السلام: لمّا حملت به رأيت في نومي كأنّ آتيا أتاني فقال لي: قد حملت بخير الأنام وفي كلّ شهر من تلك السنّة أسمع نداء من السّماء أبشروا فقد آن للميمون المبارك الخروج إلى الأرض، وإذا أخذني الطّلق رأيت نسوة كالنخل أحدقن بي فأضاء منّي نور وخرج محمّد صلّى اللّه عليه وآله، فرأيته ساجدا حتّى رأيت من ذلك النور إلى قصور بصرى وسمعت صوتا: سمّيه محمّدا وأنا المحمود وهذا محمّد شققت اسمه من اسمي، ورأيت ثلاثة نفر كأنّ الشّمس تطلع من وجوههم معهم إبريق فضّة وطشت من زمرّد أخضر، فغسلوه وختموا ما بين كتفيه ولفّوه في الحرير، وقالوا له: أبشر يا حبيب اللّه أنت سيّد ولد آدم وعزّ الدّنيا وشرف للآخرة، فطوبى لمن دخل في دعوتك وأحبّك وتمسّك بعدك بوصيّك والأئمّة من ولدك الأوصياء المرضيّين. واسمه في التوراة: أحمد عبدي المختار لافظّ ولاغليظ. (خاص بمواقع الميزان)
«وعن سرافة بن جعشم: قدمنا الشّام وأنا رابع أربعة فنزلنا على غدير فيه شجرات وقربه ماء لديرانيّ، فقال: من أنتم؟ قلنا: من مضر، قال: أيّ المضريّين؟ قلنا: من خندف، قال: سيبعث فيكم وشيكا نبيّا اسمه محمّد()، فلمّا صرنا إلى عند أهلنا ولد لكلّ رجل منّا غلام فسمّيناه محمّدا. وهذا أيضا من أعلامه.»
ومنها أنّ اللّه تعالى حفظ اسمه حتّى لم يسمّ باسمه أحه قبله كما فعل بإبراهيم وإسحاق ويعقوب وصالح ويحيى وغيرهم.
ألقابه المصطفى والمنتجب
وقد روي أنّ من دعا فقال: يا مصطفى محمّد وآله صلّ عليهم، فإنّه يستجاب دعاؤه.
وفي دعوات شهر رمضان: «سبحان من أكرم محمّدا، سبحان من انتجب محمّدا، سبحان من انتجب عليا، سبحان من خصّ الحسن والحسين،سبحان من فطم بفاطمة محبّيها من النّار.»
ومن ألقابه البشير، النّذير، السّراج، المنير، الشّاهد، الداعي، المبشّر، المنذر، المدّثر، المزمّل.
ومعناها أنّه مبشّر بالجنّة لمن أطاع اللّه، ونذير ومخوّف بالنّار لمن عصى اللّه وعصاه، يهتدى به كما يهتدى بالسّراج المنير الّذي يصدر النّور من جهته إمّا بفعله وإمّا لأنّه سبب له، وهو الشّاهد على أمّته فيما يفعلونه ويتولّونه من طاعة ومعصية وما يفعلون من إيمان وكفر بأمارة وعلامة لهما ليشهد لهم وعليهم يوم القيمة فيجازيهم اللّه بحسبه.
والمزمّل لأنّه زمّل أمرا عظيما ـ أي حمله ـ والزمل: الحمل، وازدمله: احتمله، وقيل: إنّه كان تلفّف في مريط سداه شعر، ولحمته وبر، وهو ثناء عليه وتحسين لحاله الّتي كان عليها من القناعة بالقليل من حطام الدّنيا.
والمدّثر قريب منه وهو لابس الدّثار وهو ما فوق الشعار، والشعار ثوب على الجسد. ومنه قوله : «الأنصار شعار والنّاس دثار» فقال : «نوديت فرفعت رأسي فإذا جبرئيل في الهواء فأتعبني أعباء الوحي فقلت: دثّروني دثّروني.» (خاص بمواقع الميزان)
وأمّا الوجه في جميع تلك الألقاب فإنّه مختار، مصطفى، منتجب اصطفاه اللّه تعالى حبيبا لنفسه، واختاره من ذريّة الأنبياء ليكون خاتمهم، وانتجبه فألطف له حتّى تفرّغ لعبادته واتّباع مرضاته واختصّه بالكرامة السّنيّة استحقاقا من آباء طيّبين طاهرين وأمّهات طاهرات.
وقد قال اللّه تعالى له : «لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولاك لما خلقت الكونين.»
فاصطفى اللّه قبله آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على عالمي زمانهم لطفا لأ ممهم، واصطفى محمّدا وآله وأنبأ بهم الملائكة قبل وجودهم وأخبرهم بأحوالهم وأوصافهم وكيفيّة قيامهم بما يجب عليهم، وأوحى إلى الأنبياء بأخبارهم وآثارهم فكان محمّدا وآله لطفا للملائكة والأنبياء وأممهم ولمن يكون إلى قيام السّاعة من المكلّفين، وإنّما اختار اللّه محمّدا وانتجبه واصطفاه لاستحقاقه المنزلة العظيمة الّتي تقتضي ذلك، وقد قرئ أيضا «وآل محمّد على العالمين» في قراءة أهل البيت عليهم السّلام وفي شواذّ العامّة. وقال تعالى: «يا أيّها النّبىّ إنّا أرسلناك شاهدا ومبشّرا ونذيرا وداعيا إلى اللّه بإذنه وسراجا منيرا.
وصف اللّه محمّدا بخمسة أوصاف هاهنا، وقابل كلاّ منهما بخطاب مناسب له:
قابل الشّاهد بقوله «وبشّر المؤمنين» لأنّه كان شاهدا على أمّته، وهم يكونون شهداء على سائر الأمم وهو الفضل الكبير. وقابل المبشّر بالإعراض؛ لانّه إذا أعرض عن الكافرين والمنافقين أقبل جميع إقباله على المؤمنين. وقابل النذير بـ«دع أذاهم» لأنّه إذا ترك خوفه من أذاهم إيّاه لابدّ لهم من عقاب عاجل أو آجل كانوا منذرين به في المستقبل. وقابل الدّاعي إلى اللّه بتيسيره وتوفيقه بقوله «وتوكّل على اللّه» لأنّ من توكّل على اللّه يسّر عليه كلّ عسير. وقابل السّراج المنير بالاكتفاء به تعالى وكيلا؛ لأنّ من آثره اللّه برهانا على جميع خلقه كان جديرا بأن يكتفي به عن جميع خلقه.
واعلم أنّ اللّه تعالى خاطب بقوله: «يا أيّها المزّمّل» في بدء الوحي ولم يكن قد بلّغ شيئا، ثمّ خوطب بعد ذلك بقوله: يا أيّها النّبيّ، يا أيّها الرّسول. والمعنى «يا أيّها المزّمّل» بعباء النّبوّة والمتحمّل لأثقالها صلّ باللّيل إلاّ قليلا منه.
ثمّ قال: يا أيّها المدّثر، أي يا أيّها المتدّثر بثياب التّواضع ولباس العبيد قم قيام عزم وتصميم فأنذر، أي فحذّر أوّلا قومك ثمّ جميع الناس من عقاب اللّه وعذابه إن لم يؤمنوا وإن آذوك وأسمعوك، والمعنى فافعل الإنذار من غير تخصيص له بأحد. فكأنّه أمره اللّه بالمزّمّل أن يبدأ بنفسه، وبالمدّثّر أن يأمر النّاس. ولمّا انتشرت دعوته قال اللّه تعالى: «يا أيّها النّبيّ إذا طلّقتم النّساء» ، «يا أيّها النّبيّ لم تحرّم ما أحلّ اللّه لك»، فأمره بتبليغ أحكام الشرع. ولمّا كان آخرأمره وقربت وفاته قال اللّه له «يا أيّها الرسول بلّغ ما أ نزل إليك من ربّك.» (خاص بمواقع الميزان)
وبالإسناد عن أبي بكر بن مردويه الأصبهاني، حدّثنا محمّد بن عليّ بن دخيّم، حدّثنا أحمد بن حازم، حدّثنا إبراهيم اسحاق اصّبى، حدّثنا عمرو بن أبي المقدام وهو
عمرو بن ثابت، عن أبي حمزة الثّماليّ، عن سعيد بن جبير، عن أبي الحمراء خادم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أنّه قال: «سمعت رسول اللّه عليه الصلاة والسّلام يقول: رأيت ليلة أ سري بي إلى السماء على ساق العرش الأيمن مكتوبا: «لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، صفوتي من خلقي، أيّدته بعليّ ونصرته به.»
وبإسناده عن أنس «أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وآله قال: أنا وعليّ حجّة اللّه على عباده.»
وعن ابن عبّاس: أوّل من يكسى من حلل الجنّة إبراهيم لخلّته، ثمّ محمّد لأنّه صفوة اللّه، ثمّ عليّ. وقوله عزّ وجلّ: «إنّ اللّه يامر بالعدل والإحسان فالعدل رسول اللّه، والإحسان عليّ، والذي جاء بالصّدق رسول اللّه، وصدّق به علي .
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بســـــــــــــم الله الرحمـــــــــــــــــن الرحـــــــــــــــــيم ..
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم..
سلام عليك يـــــــــا نبي الرحمة ..
سلام على صـــاحب قاب قوسين ..
مشكورين..