اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
العاقبة للمتقين
مولد النبي محمد(ص)، بداية منعطف - وتحويل وجهة - في مجرى حياة عرب وبدو الجزيرة العربية. بعد أن ابتعدوا عن الدين الحنيف - دين أبيهم إبراهيم(ع). وانغمسوا في أوحال الجاهلية، لا يستضيئون فيها بقبس نبي مرسل، ولا هدى ديانة سابقة. ولم يبقى منهم من يعبد الله ويوحده، إلا القلة القليلة، من بينهم بعض بني هاشم، ممن وفوا لله بما عاهدوا عليه. أمثال عبدالمطلب جد الرسول الأعظم(ص)، وأبو طالب عمه(ع).
كما وانحرفت اليهودية والمسيحية عن مسارهما، وأصبح معتنقوهما تحت مظلة من بيده السلطان والمال. يميلون معه حيث مال، إلا من رحم ربي.
هكذا معظم سكان الجزيرة، فهم إما إلى الشرق، حيث الأكاسرة والفرس. وأما إلى الغرب، نحو القياصرة والروم. مذبذبون أما إلى هؤلاء أو إلى هؤلاء، لا يلجئون إلى ركن شديد يعتصمون به. يتعامل معهم، على إنهم اقل شأنا وأقل خطرا. خائفون أن يتخطفهم الناس من حولهم.
بقوا كذلك حتى اقتضت حكمة الله جل جلاله، بعث محمدا(ص) هاديا ومرشدا. فأخرجهم من ظلمات الفرقة والتشتت، إلى نور الهداية ولم الشمل. فأصبحوا بنعمته إخوانا، لا فرق بين أعجمي وعربي، ولا اسود وابيض إلا بالتقوى. لقوله تعالى (وانك تهدي إلى صراط مستقيم).
ها نحن نعود القهقرى، ونسير في أثرهم. رغم ما حققه إنسان اليوم، من تقدم وتطور في المجال العلمي والتقني والتكنولوجي. لذا فنحن ساعة إلى الشيوعية والماركسية، نلعق روثها كأننا نشم ريح المسك والعنبر. حتى سقطت في أوحال الرذيلة، وانقلبت على نفسها وخرجت من التاريخ.
وأخرى إلى الرأسمالية، نركض خلفها كأنها من هبات رب العالمين. حتى لفظت آخر أنفاسها، وانطلت عليها خدعتها. وهي تحاول التشبث بالحياة، حتى سقطت مؤخرا في أحضان الرئيس الأمريكي أوباما. بعد أن أعيت جهابذة الرأسمالية، فتركوها عظاما نخرة.
هاهم من يدعون الإسلام والدفاع عنه وعن نبيه الأكرم(ص)، يسعون في الأرض فسادا. يعتدون تكفيرا - وتقتيلا - وتشريدا، حتى على بني جلدتهم. لمجرد الاختلاف معهم في أمور فقهية فرعية، قابلة للنظر والاجتهاد.
حتى ارتد البعض عن الدين، ووصمه آخرون بالتخلف والإرهاب، بسبب أعمالهم المنافية للإنسانية. إلا من رحم ربي ممن وفى ببيعته لأهل البيت (ع)، وبقي متمسكا بهديهم منتظرا خروج قائمهم. وأصبح سكان العالم بجميع مشاربهم وانتماءاتهم، يتطلعون إلى المنقذ، بعد أن نفذت مدخرات الأيدلوجيات الأخرى.
كما تطلع المسلمون وتوجهوا إلى أمير المؤمنين الإمام علي(ع)، بعد أن سقطت سياسات من كان قبله. وها نحن في انتظار منقذ البشرية من الظلم والجور، بعد أن ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس. حين يورث الله الأرض من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين.