|
مشرفة سابقة
|
|
|
|
الدولة : هذي الكويت صل على النبيّ ..
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
من سلوكيات العلماء ..
بتاريخ : 26-Apr-2009 الساعة : 10:20 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدام على اعدائهم اجمعين ..
في هذه السطور القليلة سوف ننتقل الى الماضي قليلا لنتعرف على بعض السلوكيات التي يسلكها علماؤنا الاجلاء في حياتهم وعلاقاتهم اليومية وفي حياتهم مع ابنائهم و...
أحبتي الموالين لنقرأ معا هذه القصة مع بعض الاختصار والتصرف.. التي تتحدث عن ....
يقول الشيخ حسن زادة آملي كانت لنا قضايا مع سماحة الاستاذ السيد محمد حسن الطباطبائي - شقيق صاحب الميزان - وكان يخبرني أحيانا بأحوالي الباطنية، كان ارتباطه بعالم الارواح قويا جدا. وقال لي : كلما أتعرض لمشكلة أعجز عن حلها، أتشرف بالحضور المبارك للمرحوم السيد القاضي وأعرض مشكلتي وهو يتفضل عليّ بالجواب. وكان مضى على وفاته عدة سنوات.
وعندها قلت للسيد محمد حسن الطباطبائي : يا سيدي إذا تشرفت بالحضور في محضره، فأبلغه سلامي. وقل له : إن فلانا يسألكم الدعاء. وقد وافق على ذلك ووعدني أن يعرض طلبي على المرحوم السيد القاضي إذا تشرف بزيارته.
ثم مضت مدة على ذلك وانتقل السيد محمد حسن إلى تبريز، كما سافرت أنا من قم إلى مدينتنا آمل مع حلول العطلة الصيفية .. وقد رتبت لنفسي برنامجا عمليا في آمل اشتمل على التدريس والخطابة وغير ذلك، وكانت هذه النشاطات في المسجد، وكانت مكثفة للغاية بحيث كنت أشعر معها بحاجتي للنوم والاستراحة، وكنت أعود متعبا للغاية خاصة وأن الحر كان شديدا في ذلك الصيف.
وفي أحد تلك الأيام رجعت إلى المنزل بعد انتهاء عملي اليومي، وتهيأت للنوم بعد تناول طعام الظهيرة، ولكن سرعان ما ارتفعت أصوات ضجيج الاطفال وبصورة منعتني من النوم الأمر الذي أفقدني السيطرة على أعصابي خاصة وأنني كنت متعبا للغاية، وبلغ انفعالي درجة قمت معها ولاحقت الاطفال، ففر مني كبيرهم، وحاول الأوسط الفرار لكنني حاصرته عند النافذة وضربته على ظهره، ثم لاحقت أصغرهم إلى ساحة البيت وحاصرته في نهاية المطاف في زاوية منها بحيث لم يبق أمامه طريقا للفرار، فلما وجد أن جميع طرق الفرار مسدودة بوجهه ألقى بنفسه فجأة عليّ وأستعاذ بي من شري!!!.
أثر عمله هذا بعمق فيّ بل قد اصطادني الصبي بعمله ووقعت في شباكه، انتبهت فجأة إلى حالي ورجعت إلى نفسي فشعرت بخجل شديد من نفسي ومن عملي، وحزنت بعمق وضاق صدري وسيطر عليّ غم شديد مع شعور عميق بالخجل وأنا أرجع للغرفة للنوم، لكنني لم أستطع أن أنام رغم كثرة محاولاتي، فاضطررت للنهوض وقلت في نفسي : لأذهب إلى السوق وأشتري شيئا للاطفال أدخل به السرور إلى قلوبهم وأرضيهم به. وبالفعل نفذت هذا القرار، ذهبت إلى السوق واشتريت لكل واحد منهم شيئا وتلطفت بهم حتى فرحوا جميعا، أما أنا فلم يتغير حالي، فقد بقي الهم والغم يسيطران على قلبي بقوة أفقدتني القرار.
ولما رأيت عجزي عن العودة إلى حالتي العادية قررت مغادرة مدينة آمل والسفر لفترة وجيزة إلى مكان ما، لذلك قلت لوالدة الاطفال : قررت السفر إلى طهران، لا تقلقوا إذا لم أرجع الليلة أو غدا، وبالفعل سافرت إلى طهران عصر ذلك اليوم ووصلت مع غروب الشمس، وقضيت تلك الليلة في أحد مدارسها الدينية، وفي الصباح ذهبت إلى موقف الحافلات التي تنقل المسافرين إلى تبريز فوجدت احدى الحافلات مستعدة للتحرك، فاشتريت البطاقة وصعدت الحافة وقضيت ذلك اليوم وليلته في الطريق، وقد وصلنا إلى تبريز مع أذان الفجر، أخذت بالبحث عن إحدى المدارس الدينية لكي أصلي بها صلاة الفجر، فدلوني إلى المدرسة الطالبية، فذهبت اليها وصليت الفجر فيها وصبرت حتى طلعت الشمس ثم سألت طلبة المدرسة عن عنوان سماحة السيد محمد حسن الإلهي الطباطبائي، أعطوني العنوان فذهبت إليه، طرقت الباب، فجاءت امرأة قلت لها من خلف الباب :
ابحث عن منزل سماحة السيد محمد حسن الطباطبائي، أجابت، هذ هو منزله، قلت: اخبروا سماحته إن فلانا يرغب في زيارتكم. ذهبت السيدة وبد لحظات جاء السيد بنفسه والسؤال عن الاحوال دعاني للدخول فدخلت وجلست فبادرني بالقول: كنت أفكر في سبيل للعثور عليك من أجل إخبارك بأمر، فجئتم بأنفسكم وللله الحمد وكفيتموني مشقة البحث عنكم! قلت: خيرا إن شاء الله تفضلوا.
قال السيد: كنت الليلة الماضية عند المرحوم القاضي، ولأنكم كنتم قد طلبتم أن أنقل له - إذا تشرفت بلقاءه- سلامكم وأقول له : إن فلانا يبلغكم السلام ويسألكم الدعاء. ولكني وجدت المرحوم القاضي يعتب عليكم !.
سألت سماحة السيد محمد حسن الطباطبائي : لماذا ؟. فأجاب : قال السيد القاضي : انقل للشيخ حسن زاده قولي له : كيف يرغب في سلوك هذا الطريق وهو يعامل أولاده بهذه الصورة.
قلت للسيد وقد هيمن عليّ انكسار عميق وخجل شديد، ياسيدي، أقسم بالله أنني لم أعتد على منازعة الاولاد، ولا أدري لماذا جرى هذه المرة ما جرى، ولكن ستكون هذه الحادثة هي الأخيرة مثلما كانت الأولى ولن تتكر أبدا.
كنت قد قررت أن أقضي تلك الليلة في منزل السيد الأستاذ، لكنني لم أطق ذلك لشدة الخجل الذي سيطر عليّ، لذلك ودعته وقضيت تلك الليلة في أحد الفنادق ثم غادرت تبريز صباح اليوم التالي..
الخلاصة والعبرة ..
***********
من أراد أن يسير في طريق الله عزوجل عليه أن يدقق ويحاسب نفسه ويراقب سلوكياته بأدق تفاصيلها سواء كان ذلك مع نفسه ام مع غيره وإلا فلن يصل إلى شئ مثمر ..!
.
|
|
|
|
|