اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
العلاقة العائلية في بيت الزهراء
عندما تكون بين مجموعة من الشباب، قل أن لا يكون بينهم، عددا ممن تتحرك عنده الغريزة الجنسية. وينموا لديه الشعور الفطري، معلنا عن الحاجة الملحة إلى من تشاركه حياته. فتراه يأخذ في تحديد المواصفات التي يتطلع إليها، وينتظرها في الطرف الآخر. كأنها واقفة وماثلة أمامه، حورية من حور الجنة، لا يخالطها خلل ولا زلل.
طبقا للعادات والتقاليد، تجوب عائلته الديار، وتطرق مختلف الأبواب بحثا له عن طلبه. كأنما سفراء يتنقلون بين الدول، يبرمون المعاهدات - ويعقدون الصفقات. وعندما ترفضه أحداهن، يتكلم عنها باستغراب، لعدم علمها بما يقاسيه لجمع مهرها. وكيف تقوم وعلى استحياء، بعرض طلباتها على أهلها. وكيف يهنأ لها بال وهي قابعة في بيت أهلها، كأنها أميرة من قصص ألف ليلة وليلة. تنتظر عدلها على فرسه الأبيض، ليطير بها محلقا خلف السحاب.
مع الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم، يتنازل عن الكثير من طلباته، وعن كثير من الأصول التي يبنى عليها البيت السعيد. فيبحث عن من تقف إلى جانبه، وتكون مصدرا للإنتاج المالي - ولانتعاش الاقتصادي. وتبحث هي عن من يحقق لها رغباتها - ويمكنها من طموحاتها. وبتمكن الماديات من النفوس، تمكن الروح من الجسد. ولطول وقوفه في طابور المنتظرين، يقبل بمن تفوقه مالا وثقافة. فتكون هي في نهاية المطاف (النوخده) والربان، وليست سكنا يأوي إليه لتزيل عنه همومه. فتدير دفة مركبه، وتكون القيم على بيت الزوجية. وهو مجرد (سيب) وعامل يتلقى أوامر النوخده ويساعد الغواصين. وبلغة أهل هذه العصر، زوج الست وسائق مركبتها.
بسبب طلباتها المادية المرهقة التي تفرضها يتأخر زواجها، فترضى في نهاية المطاف، بمن لا يحترم شخصيتها - ولا يقدرها كانسان، أو بمن يكبرها سنا. فقد يفضي كل هذا وذاك إلى الطلاق، وتشتت أفراد العائلة وضياعها. هذا إذا لم تتدخل عائلتيهما، ويتحول الاختلاف العائلي إلى نزاع قبلي، يظلم على أثره الزوجين وأطفالهما.
لكن كيف يكون ذلك والحل موجود عند أهل البيت(ع)، وبالتحديد في بيت الزهراء(ع). فعندما تقدم الإمام علي لخطبتها(ع) لم يكن يملك إلا درعه. فباعه ليدفع مهرها، ويجهز بيت الزوجية. لا يعتقد أن كل المسلمين كانوا فقراء في ذلك الوقت، وأنهم لا يملكون قوت يومهم. فلقد تقدم إليها، من هو أكثر منه مالا واعز نفرا. لكن رسول(ص) كان ينظر إلى المستقبل بعينين، احدهما عين نبي وأخرى بعين أب، يريد أن يؤسس بيتا صالحا على التقوى. فكان يقول لها: أو ما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي إسلاما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما.
لكنها بنت الحاكم الأوحد، أولى الناس بأموالهم وأنفسهم. فكان بإمكانها طلب ذلك من أبيها. ولكنها بنت نبي أرسل ليخرج الناس من ظلمات الجهل والتخلف، إلى نور الهدى والصلاح. لذا توجب عليها أن تكون قدوة، لبنات عصرها والعصور المتلاحقة. ويكون هو قدوة، لآباء عصره والعصور القادمة. فاستحقت أن تكون سيدة نساء العالمين، من الأولين والآخرين. واستحق هو (ص)، أن يكون أب هذه الأمة. فقبلت بأقل من القليل من متاع الدنيا، لأنها (ع) لا يطغيها ذلك المتاع الفاني.
لقد أمر الله العزيز الحكيم بتزويجهما، لتماثلهما في الأفكار والثقافة والعقيدة. حتى قيل لولا علي، لم يوجد من يكون كفأ لفاطمة من لدن ادم إلى يومنا هذا. فكانت نعم الزوجة، وكان هو نعم الزوج. ونقل عنه (ع) قوله: ما أغضبتني ولا عصت لي أمرا، وقد كنت انظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان. وكان يقول عن نفسه: ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل. لذا قال رسول الله(ص): إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
نزولا عند الطلبات الرسمية، يخضع الزوجين لفحص صحي، للتأكد من سلامتهما من الأمراض المعدية. فلماذا لا يخضعان لدورة تثقيفية لمعرفة التوافق العقائدي والثقافي، فهو أهم وأكثر خطرا؟! وليتعرفا على أسس بناء البيت السعيد، وليكونا لبنة صالحة في بناء مجتمع فاضل.
بقلم: حسين نوح مشامع – القطيف - السعودية
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدالله رب العالمين والصلاة على محمد واله الطاهرين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين ..
احسنتم اخي الكريم حسين نوح ..
لو اتخذنا جميعاا رجالا ونساءا سيرة الرسول واهل بيته صلوات الله عليهم قدوة واسوة في حياتنا وطبقنا كل ماجاء في السنة لكنا من الفائزين والرابحين ي الدنيا والاخرة..