أللهم صلي على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها
والسر المستودع فيها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الإشكال الوارد على عدم ذكر أسماء الأئمة في القرآن الكريم
إذا كان الأمر في الإمامة كما ذكره الشيعة , وأن الخلفاء الأثني عشر هم الذين عرفتهم الشيعة
كأئمة وهداة , فلماذا لم يُصرح القرآن بأسمائهم لئلا يختلف فيهم إثنان ؟
الجواب
عن هذا الإشكال هو أن القرآن أسلوبه أن لا يتعرض لكل الأمور والموضوعات
(أعمّ من الموضوع العلمي أو الديني والأصلي أو الفرعي )
على نحو التفصيل , بل القرآن يذكر كل موضوع على النحو الكلي والإجمال,
فعلى الناس أن يتفكروا ويتدبروا فيه كما قال تعالى
( كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوُ الألباب)
فيخرجوا تفاصيله من السنة أو بالرجوع إلى الراسخين في العلم
الذين هم العارفون بالقرآن ومعارفه , ولو رَدّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين
يستنبطونه منهم , فمثلاً في موضوع الصلاة يقول القرآن : أقيموا الصلاة : وأما أوقاتها وشرائطها وعدد ركعاتها فتؤخذ من غير القرآن , وكذلك نظائرها من الحج والزكاة والصوم والجهاد فتطلب تفاصيلها من السنّة والأخبار , ومسألة الإمامة أيضاً إحدى الموضوعات , وقد ذكرت في القرآن على نحو الإجمال وفوِّض تفصيلها إلى الرسول (ص) حتى يبينها , نعم لو لم تكن المسألة مذكورة في القرآن حتى على نحو الإجمال لكان للإشكال وجه , ولكن القرآن قد ذكرها وأوجب إطاعة أولي الأمر كما أوجب إطاعة الله وإطاعة رسوله , وأمر الناس بالتسليم لهم وقال :أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وأولو الأمر هم الذين يتولون أمر المسلمين ويقومون بزعامتهم بأمر من الله سبحانه وتعالى , ومعنى الأمر في الآية كما ذكرنا ليس الأمر في مقابل النهي بل الأمر هنا بمعنى الشأن الراجع إلى أمور الدين والدنيا , وهذا يعني أنه في جميع الحوادث والقضايا والشؤون المرتبطة بالدين أو الدنيا لا بدّ وأن يرجع المسلمون إلى من تكون له ولاية الأمر , فبموجب هذه الآية يجب على المسلمين أن ينقادوا لولي الأمر في كل زمان وعصر ويسلموا تسليماً ,
وأما ولي الأمر من هو ؟ وما علاماته وخصائصه ؟
فلم يذكر في الآية الشريفة , وعلينا أن نعلمه إذا من غيرها , وإلى ما ذكرنا أشار الإمام الباقر
![عليه السلام](images/smilies/xas.gif.pagespeed.ic.jkQpikQJDg.png)
, كما عن الكافي والعياشي عنه
![عليه السلام](images/smilies/xas.gif.pagespeed.ic.jkQpikQJDg.png)
في هذه الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين , فقيل إن الناس يقولون فما له لم يسمّ علياً وأهل بيته في كتابه فقال :فقولوا لهم نزلت الصلاة ولم يسمّ لهم ثلاثاً أو أربعاً , حتى كان رسول فسّر ذلك لهم ,
ونزلت عليه الزكاة ولم يسمّ لهم من كل أربعين درهماً درهم , حتى كان رسول الله هو الذي فسّر ذلك لهم , ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا سبعاً حتى كان الرسول
قد فسر لهم ذلك الأمر , ونزلت
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ونزلت في علي والحسن والحسين ,فقال رسول الله (ص) في عليَّ - من كنت مولاه فعليّ مولاه , وقال أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله ألا يفرق بينهما حتى يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك , وقال : لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم , وقال : إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلونكم في باب ضلالة , فلو سكت رسول الله (ص) ولم يبين مَن أهل بيته لادّعاها آل فلان وآل فلان , ولكن الله أنزل في كتابه تصديقاً لنبيه :إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) فكان علي والحسن والحسين وفاطمة , فأدخلهم رسول الله (ص) تحت الكساء في بيت أم سلمة ثم قال :
أللهم إن لكل نبي أهلاً وثقلاً وهؤلاء أهل بيتي وثقلي , فقالت أم سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال (ص) إنك على خير ولكن هؤلاء أهل بيتي وثقلي (الحديث) .