الرافضي: إما كلب أو خنزير!!
واللافت: أن بعض المدافعين عن هذا الرجل، قد حاول التخلص من ورطة رؤية الرافضي بصورة خنزير، بلطائف وظرائف لا تكاد تخطر على قلب بشر.
بل إن الإنسان الأريب ليخجل من أن يحدث بها نفسه، فضلاً عن يوردها في كتابه كدليل يريد من خلاله إثبات مطلوبه!!
ونحن نذكر من ذلك: ما كان الأجدر بنا أن نغض الطرف عنه، لولا أننا نخشى أن يثير ذلك شبهة لدى البعض، بأن يثور لديه احتمال أن يكون لبعض ما ذكره حظ من الصحة، أو نصيب من المعقولية، فنقول:
إنه قد حاول الدفاع عن ابن عربي بالنسبة لكلامه هذا، من عدة وجوه، هي:
1 ـ الرافضة هم الخوارج!!
قد زعم هذا المدافع عن ابن عربي: أن مراد ذلك الناصبي بالروافض، ليس هو الشيعة، لا عموماً، ولا خصوص الإمامية منهم، بل المراد هو الخوارج!.. واستدل على ذلك بقوله:
«إنه يُشَاهَدُ في الكثير من عبارات العامة استخدامهم عبارة الروافض في خصوص الخوارج. لا في خصوص الشيعة، وهي حقيقة مشهودة لكل من يملك اطلاعاً على كتبهم في التاريخ والسير»
([80]).
ونقول:
أولاً: ليتكرم علينا صاحب الفضيلة بشواهد من عبارات أهل السنة، قد أطلقوا فيها كلمة
«الروافض» على الخوارج.
إننا نطالبه بذلك، لأننا لم نسمع في كل ما مضى من حياتنا ـ ولو لمرة واحدة ـ أن أحداً أطلق كلمة الروافض على الخوارج، ولاسيما في خلال الست مئة سنة التي كانت قد مضت على ظهور الخوارج والروافض، من أول الإسلام إلى ظهور ابن عربي..
نعم.. قد يطلق على الخوارج ـ جهلاً ـ : أنهم شيعة..
([81]).
ولكن إطلاق هذه الكلمة عليهم إنما هو على اعتبار أنهم كانوا من الأتباع، والمشايعين للإمام علي
![عليه السلام](images/smilies/xas.gif.pagespeed.ic.jkQpikQJDg.png)
ببيعتهم له..
ولكن لا يطلق عليهم أحد: أنهم روافض..
ثانياً: إنه زعم أن كثرة الخوارج في بلاد مراكش، والجزائر، وعدم شيوع التشيع في تلك البلاد، وكون أهل المغرب من المالكية، لابد أن ينتج أن يكون مراد أهل تلك البلاد من كلمة «الروافض»: هو الخوارج..
وهي نتيجة غريبة وعجيبة، وهي أشبه ما تكون بقول القائل: لو لم ينبح الكلب، لم تطلع الشمس.. أو إن الشمس قد كسفت بسبب أكل البطيخ، أو ما إلى ذلك..
بل الأنسب أن يقال: إن كثرة الخوارج في المحيط الذي نشأ فيه ابن عربي قد أوجب أن يتأثر بهم، وأن يزيد بغضه للإمام علي وأهل بيته
![عليهم السلام](images/smilies/a3.gif.pagespeed.ce.3Sn6T6Bd8d.gif)
، وقد تجلى ذلك في إيراده أمثال هذه القضايا، وسعيه لرفع شأن مناوئ الإمام علي وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم، وتجاهل أهل البيت
![عليهم السلام](images/smilies/a3.gif.pagespeed.ce.3Sn6T6Bd8d.gif)
، وإظهار احتمالات ارتكابهم الجرائم، والمآثم، والعظائم..
ثالثاً: إن كلمة الرافضي، إنما تطلق عند أهل السنة على من يبغض الشيخين، بسبب ما فعلاه بالسيدة الزهراء
![عليها السلام](images/smilies/ahs.gif.pagespeed.ce.JzPyrUZo8N.gif)
، والخوارج يتولون الشيخين، ويحبونهما ربما أشد من حب أهل السنة لهما، ويتبرؤون من الإمام علي
![عليه السلام](images/smilies/xas.gif.pagespeed.ic.jkQpikQJDg.png)
، ومن عثمان. فلا نجد مبرراً لنعت الخوارج بالروافض أصلاً..
([80]) راجع: الروح المجرد ص435.
([81]) راجع: أوائل المقالات ص3.
يتبع>>>
نسألكم الدعاء