هل تعلم (3) ؟!
( أحاديث مشهورة جداً )
1- حديث : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " .
بعد أن رأينا رأي أئمة الحديث عند أهل السنة في هذا الحديث المشهور جداً والذي لا تخلو خطبة على منبر أو جدال أو نقاش إلا ويستشهدون به ، وكأنه ليس لديهم حديث آخر يتحدث فيه الرسول (ص) عن الصحابة .
وترى العوام تناقلونه على أنه من المسلمات ، وهو حديث لا يصلح كما رأيتم من حيث النقل ، وكذلك من حيث المضمون ، لأنه مخالف تماماً لما ينقله التاريخ عن سير بعض الصحابة ( بتعريف أهل السنة ) والذين كانت سير بعضهم أكثر من مخزية ، ولم يكونوا نجوماً يستضاء ويهتدى بها بل كان بعضهم عنواناً لكل شين وظلماء ، وكانت مواقفهم سوداء لا يشوبها بصيص نور .
ولست في صدد تبيان ذلك فالتاريخ مملوء بتلك الصور المخزية للبعض ، وعلى رأسهم المنافقين والقاسطين والناكثين .
لكن ما يستدعي الاستغراب ليس نقل العوام لهذا الحديث كخبز لموائدهم أو زينة لأحاديثهم ، بل ما ينقله أناس منهم يدعون بأئمة أو أهل علم ، وإليكم شواهد مما نقله هؤلاء :
الكتاب : مفاتيح الغيب
المؤلف : أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي
مصدر الكتاب : موقع التفاسير
ج12 ص363
قال في حق النبي
سراجاً ولم يقل إنه شمس مع أنه أشد إضاءة من السراج لفوائد منها ، أن الشمس نورها لا يؤخذ منه شيء والسراج يؤخذ منه أنوار كثيرة فإذا انطفأ الأول يبقى الذي أخذ منه ، وكذلك إن غاب والنبي
كان كذلك إذ كل صحابي أخذ منه نور الهداية كما قال
: « أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » وفي الخبر لطيفة وإن كانت ليست من التفسير ولكن الكلام يجر الكلام وهي أن النبي
لم يجعل أصحابه كالسرج وجعلهم كالنجوم لأن النجم لا يؤخذ منه نور بل له في نفسه نور إذا غرب هو لا يبقى نور مستفاد منه ، وكذلك الصحابي إذا مات فالتابعي يستنير بنور النبي
ولا يأخذ منه إلا قول النبي
وفعله ، فأنوار المجتهدين كلهم من النبي
ولم جعلهم كالسرج والنبي
أيضاً سراج كان للمجتهد أن يستنير بمن أراد منهم ويأخذ النور ممن اختار ، وليس كذلك فإن مع نص النبي
لا يعمل بقول الصحابي فيؤخذ من النبي النور ولا يؤخذ من الصحابي فلم يجعله سراجاً ..
الكتاب : تفسير اللباب
المؤلف : ابن عادل
مصدر الكتاب : موقع التفاسير
ج1 ص35
ولأن القول بأن هذه الفَوَاتح غير معلومة مروي عن أكابر الصَّحابة رضي الله عنهم فوجب أن يكون حقَّاً ، لقوله عليه الصلاة والسلام : » أَصْحَابي كالنُّجُوم بأيّهم اقْتَدَيْتُمْ اهتديتم « .
الكتاب : مدارك التنزيل وحقائق التأويل
المؤلف : عبدالله بن أحمد بن محمود حافظ الدين أبو البركات النسفي
مصدر الكتاب : موقع التفاسير
ج2ص175
وكذا فيما ثبت بالسنة أو بالإجماع أو بقول الصحابة أو بالقياس ، لأن مرجع الكل إلى الكتاب حيث أمرنا فيه باتباع رسوله
وطاعته بقوله : { أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول } [ المائدة : 92 ] وحثنا على الإجماع فيه بقوله : { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمنين } [ النساء : 115 ] وقد رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته باتباع أصحابه بقوله : « أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » وقد اجتهدوا وقاسوا ووطّئوا طرق الاجتهاد والقياس مع أنه أمرنا به بقوله { فاعتبروا يا أولي الأبصار } [ الحشر : 2 ] فكانت السنة والإجماع وقول الصحابي والقياس مستندة إلى تبيان الكتاب فتبين أنه كان تبياناً لكل شيء { وَهُدًى وَرَحْمَةً وبشرى لِلْمُسْلِمِينَ } ودلالة إلى الحق ورحمة لهم وبشارة لهم بالجنة .
الكتاب : الكشاف
المؤلف : أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله
مصدر الكتاب : موقع التفاسير
ج3ص390
وقد رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته اتباع أصحابه والاقتداء بآثارهم في قوله صلى الله عليه وسلم :
( 590 ) " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهديتم " وقد اجتهدوا وقاسوا ووطؤا طرق القياس والاجتهاد ، فكانت السنة والإجماع والقياس والاجتهاد .
الكتاب : الإحكام في أصول القرآن
المؤلف : ابن حزم
مصدر الكتاب : موقع الوراق
ج1ص143
المسألة السابعة اتفق الجمهور من الأئمة على عدالة الصحابة وقال قوم إن حكمهم في العدالة حكم من بعدهم في لزوم البحث عن عدالتهم عند الرواية ومنهم من قال إنهم لم يزالوا عدولاً إلى حين ما وقع من الاختلاف والفتن فيما بينهم وبعد ذلك فلا بد من البحث في العدالة عن الراوي أو الشاهد منهم إذا لم يكن ظاهر العدالة ومنهم من قال بأن كل من قاتل علياً عالماً منهم فهو فاسق مردود الرواية والشهادة لخروجهم عن الإمام الحق ومنهم من قال برد رواية الكل وشهادتهم لأن أحد الفريقين فاسق وهو غير معلوم ولا معين ومنهم من قال بقبول رواية كل واحد منهم وشهادته إذا انفرد لأن الأصل فيه العدالة وقد شككنا في فسقه ولا يقبل ذلك منه مع مخالفة التحقق فسق أحدهما من غير تعيين.
والمختار إنما هو مذهب الجمهور من الأئمة وذلك بما تحقق من الأدلة الدالة على عدالتهم ونزاهتهم وتخييرهم على من بعدهم فمن ذلك قوله تعالى: " وكذلك جعلناكم أمة وسطاً " " البقرة 143 " أي عدولاً وقوله تعالى: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " " آل عمران 110 " وهو خطاب مع الصحابة الموجودين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " والاهتداء بغير عدل محال وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اختار لي أصحاباً وأصهاراً وأنصاراً " واختيار الله تعالى لا يكون لمن ليس بعدل ومنها ما ظهر واشتهر بالنقل المتواتر الذي لا مراء فيه من مناصرتهم للرسول والهجرة إليه والجهاد بين يديه والمحافظة على أمور الدين وإقامة القوانين والتشدد في امتثال أوامر الشرع ونواهيه والقيام بحدوده ومراسيمه حتى إنهم قتلوا الأهل والأولاد حتى قام الدين واستقام ولا أدل على العدالة أكثر من ذلك.
وعند ذلك فالواجب أن يحمل كل ما جرى بينهم من الفتن على أحسن حال وإن كان ذلك إنما لما أدى إليه اجتهاد كل فريق من اعتقاده أن الواجب ما صار إليه وأنه أوفق للدين وأصلح للمسلمين وعلى هذا فإما أن يكون كل مجتهد مصيباً أو أن المصيب واحد والآخر مخطئ في اجتهاده وعلى كلا التقديرين فالشهادة والرواية من الفريقين لا تكون مردودة أما بتقدير الإصابة فظاهر وأما بتقدير الخطأ مع الاجتهاد فبالإجماع وإذ أتينا على ما أردناه من بيان عدالة الصحابة فلا بد من الإشارة إلى بيان من يقع عليه اسم الصحابي.
الكتاب : كشف الخفاء
مصدر الكتاب : موقع يعسوب
ج1ص132
381- (أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم) رواه البيهقي ، وأسنده الديلمي عن ابن عباس بلفظ أصحابي بمنزلة النجوم في السماء بأيهم اقتديتم اهتديتم.
الكتاب : الشريعة للآجري
المؤلف : الآجري
مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث
1148- ( الجزء 3 – صفحة 283 ) قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى : وقد حدثنا ابن صاعد بهذا الحديث من غير طريق عن أبي سعيد ، وعن ابن عمر ، وغيرهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال محمد بن الحسين رحمه الله : وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم » قلت : فلو فعل إنسان فعلا كان له فيه قدوة بأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان على الطريق المستقيم ، ومن فعل فعلا يخالف فيه الصحابة فنعوذ بالله منه ، ما أسوأ حاله .
الكتاب : جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث
1066 – ( الجزء 3 – صفحة 131 ) واختلف قول أبي حنيفة رحمه الله في هذا الباب ، فمرة قال : أما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فآخذ بقول من شئت منهم ولا أخرج عن قول جميعهم وإنما يلزمني النظر في أقاويل من بعدهم من التابعين ومن دونهم « قال أبو عمر : » قد جعل للصحابة في ذلك ما لم يجعل لغيرهم وأظنه مال إلى ظاهر حديث « أصحابي كالنجوم » والله أعلم وإلى نحو هذا كان أحمد بن حنبل رحمه الله يذهب .
***********************************
وبعد هذا الاستعراض لناقلي هذا الحديث والمعولين عليه تعويلاً كبيراً ماذا نقول ؟
هل كانوا عارفين بضعفه واستشهدوا به على علاته ؟؟!!!!.
أم كانوا غير عارفين ؟؟؟!!!!!! .
وإن كنت تدري فتلك مصيبة وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم .
***********************
وللحديث إتمامه مع أخيكم أبو ثمامه