اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
[ المجلس الرابع والثلاثون ]
ومن خطبة له : فلو أن أحدا يجد إلى البقاء سلما ، أو لدفع الموت سبيلا ، لكان ذلك سليمان بن داود عليه وعلى نبينا وآله السلام ، الذي سخر له ملك الجن والإنس مع النبوة ، وعظيم الزلفة ، فلما استوفى طعمته ، واستكمل مدته ، رمته قسي الفناء بنبال الموت ، وأصبحت الديار منه خالية ، والمساكن معطلة ، وورثها قوم آخرون .
وإن لكم في القرون السالفة لعبرة .
أين العمالقة وأبناء العمالقة ؟ أين الفراعنة وأبناء الفراعنة ؟
أين أصحاب مدائن الرس الذين قتلوا النبيين ، وأطفأوا سنن المرسلين ، وأحيوا سنن الجبارين ؟
أين الذين ساروا بالجيوش ، وهزموا الألوف ، وعسكروا العساكر ، ومدنوا المدائن ؟
أين بنو أمية الذين فعلوا الأفاعيل ، ونهضوا بالأباطيل ، وشيدوا قواعد الظلم والعدوان ، وعلوا على أساس أهل الكفر والطغيان ، فعاثوا في البلاد ، وأكثروا فيها الفساد ، فساموا عباد الله سوء العذاب ، يذبحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم ، حتى هتكوا المدينة المنورة ، وفضحوا نساءها ، وقتلوا رجالها ، ونصبوا على مكة العرادات والمجانيق ، وفرضوا على عسكرهم عشرة آلاف صخرة يرمونها كل يوم ، حتى هدموا الكعبة المشرفة تارة ، وأحرقوها أخرى ، ولما بناها المسلمون بعد ذلك كان بنو أمية يشربون الخمور على سطحها ، وقد مزقوا ثقل رسول الله كل ممزق ، أما الكتاب فرموه بالنبل حتى مزقوه ، وقال قائلهم يخاطبه :
تهددني بجبار عنيد * فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر * فقل : يا رب مزقني الوليد
وأما العترة الطاهرة فقد شتتوهم في كل ناد ، وطافوا برؤوسهم ونسائهم على رؤوس الأشهاد ، حتى أوقفوهم بين يدي عبيد الله بن زياد لعنه الله ، فجلست حوراء النساء زينب متنكرة ، وحف بها إماؤها ، فسأل عنها فقيل : هذه زينب بنت علي .
فأقبل عليها وقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم .
فقالت زينب : إنما يفتضح الفاسق ، ويكذب الفاجر وهو غيرنا .
فقال : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك ؟
فقالت : ما رأيت إلا جميلا ، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ، فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ هبلتك أمك يا بن مرجانة .
فغضب اللعين وهم أن يضربها .
فقال له عمرو بن حريث : إنها امرأة والمرأة لا تؤاخذ بشئ من منطقها .
فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك .
فرقت عند ذكرها لأخيها وأهل بيتها ، وقالت : لقد قتلت كهلي ، وقطعت فرعي ، واجتثثت أصلي ، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت .
فقال لعنه الله : هذه سجاعة ، ولعمري لقد كان أبوها شاعرا سجاعا .
فقالت : يا بن زياد ما للمرأة وللسجع .
وأعظم ما يشجي الغيور دخولها إلى مجلس ما بارح اللهو والخمرا يقارضها فيه الدعي مسبة ويصرف عنها وجهه معرضا كبرا
نسألكم الدعاء
اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة