الحاج رضا حشمت بور ؛ كان من اهل النسك والعبادة ؛ كان يتلذذ في قضاء حوائج الناس وقلما رجع خائبا صاحب الحاجة ان طرق بابه ؛ تتكلم لي عن بعض حالاته زوجة الاخ الاستاذ محمد حسين بانهم كانوا يعملون له السبح من خيوط قوية ولكنه لكثرة ذكر الله تعالى بها تتقطع تلك السبح ؛ كان صاحب بستان للفراولة لانه كان يعتقد بان عليه ان يخُرج معاشه من كسب يده وكده وعرق جبينه ؛وكان ياتي كثير من العلماء الكبار الى بيته لينالوا منه نصيحة او ارشاد .
نقل لي الاخ العزيز السيد عبد الغني الموسوي من علماء النجف وهو يسكن الان في النجف الاشرف قال لي : في زيارة من زياراته لمشهد الرضا
زار الحاج حشمت بور ليستفيد من مواعظه ؛ يقول سماحة السيد وكنت قبل الذهاب الى بيت الحاج حشمت بور قد ضربت ولدي لتاديبهم حيث كانوا صغار السن وعندما دخلت لبيت الحاج وسلمت وجلست قال لي يا سيد غني جئتني لتتعلم السير والسلوك الى الله تعالى قلت له نعم
قال اول السير الى الله تعالى ان تحسن خلقك وتضبط نفسك مع اولادك وتتحمل اذاهم .
وزرناه يوما انا واخواني وكان طاعنا في السن ولو رأيته لقلت انه في عالم البرزخ ونحن في طريقنا الى بيته قلت لاخواني: منذ ثلاث سنوات وانا لم ازوره قد قصرت في حقه ولكن وهو بهذا السن يستحيل ان يتذكر المدة التي لم ازوره فيها.
فلما جلسنا امامه رحمة الله عليه وهو ينظر الى الارض وسلمنا عليه فرد السلام ثم سال عن حالنا جميعا ؛ وبعدها التفت اليّ قائلا يا سيد جلال : منذ ثلاث سنين لم تزورني !! ؛ فاصبت واخواني بدهشة من دقةضبطه والتفاته لمدة عدم زيارته .
وكان حينما يزور الامام الرضا لا يجلس ابدا عند الضريح المقدس وكان يراعي الادب مع الائمة الاطهار
بشكل مذهل ويحترم السادة ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وانا في اعتقادي ان ما حصله من هذه النفحات الربانية هي بسبب ادبه مع اهل البيت
و قضائه لحوائج الناس في الليل والنهار لقد ورد عن اهل البيت
في ادب المعروف :
الكافي 4 30 باب تمام المعروف .....
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ : رَأَيْتُ الْمَعْرُوفَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ تَصْغِيرِهِ وَ تَسْتِيرِهِ وَ تَعْجِيلِهِ فَإِنَّكَ إِذَا صَغَّرْتَهُ عَظَّمْتَهُ عِنْدَ مَنْ تَصْنَعُهُ إِلَيْهِ وَ إِذَا سَتَّرْتَهُ تَمَّمْتَهُ وَ إِذَا عَجَّلْتَهُ هَنَّأْتَهُ وَ إِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ سَخَّفْتَهُ وَ نَكَّدْتَهُ .
حقا كانت هذه الشرائط الثلاث يعملها بدقة وكان ينجز المعروف ويقضي الحوائج للناس وكأنه هو صاحب الحاجة والسائل يمن عليه بطلبه منه اين من هم امثال الحاج حشمت بور فرحمت الله عليه دفن في صحن الامام الرضا
.
نرجع لطارق الباب
وحينما فتحت الباب للاخ العزيز الاستاذ محمد حسين حفظه الله تعالى قال لي: اسمح لي ان ادخل في البيت وبعد دخوله اعطاني مبلغا من المال يزيد عن المبلغ المتبقي من البيت ؛ فامتنعت من اخذه لعزة النفس 0
قال هذه امانة من والدي وقال لي ان امتنع السيد عن اخذها فقل له: انها ليست من الحقوق وليس عليها اي عنوان بل فليجعل هو عليها اي عنوان احب من العناوين فتذكرت الرواية والتي هي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ
قَالَ: دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
فَأَلْقَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وِسَادَةً فَقَعَدَ عَلَيْهَا أَحَدُهُمَا وَ أَبَى الْآخَرُ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ
اقْعُدْ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لَا يَأْبَى الْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ الْحَدِيثَ
ففكرت في نفسي ان امير المؤمنين
قال
(( لا يَأْبَى الْكَرَامَةَ إِلا حِمَارٌ))
وحيث ان سيدي ومولاي امير المؤمنين
اطلق الاِباء للكرامة ولم يقيدها بشئ ؛ فقد اكون حمارا ان ابيت الكرامة هذه ؛ وهي من هكذا انسان وبهذه المزية الكريمة والعزيزة .