و روى ابن جرير أن معاوية جعل يغرغر بالموت و هو يقول: إن يومى بك يا حجر بن عدي لطويل، قالها ثلاثا فاللَّه أعلم.
((جلال:
ايه يا معاوية يا ابو ابن ميسون الان حينما نزل بك الموت واحتضرت تنادي باسم المظلوم حجر نادما حيث لا ينفع الندم
حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99)
لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)
فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ (101)
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102)
وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازينُهُ فَأُولئِكَ الَّذينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ في جَهَنَّمَ خالِدُونَ (103)
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فيها كالِحُونَ (104)
أَلَمْ تَكُنْ آياتي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (105)
قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَ كُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (106)
رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (107)
قالَ اخْسَؤُا فيها وَ لا تُكَلِّمُونِ (108)(المومنون)
وقد افتريت على الله كذبا بانك من اهل الوحي وامير وخليفة والله تعالى يقول:
وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَ مَنْ قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَ لَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ في غَمَراتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْديهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَ كُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)(الانعام)
نعم الان تيقت بانك من اهل النار حينما شاهدت جهنم ولظى فاين المفر يا سيد المجرمين:
وَ لَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَ سَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (12)(السجدة)))
نتابع المقتطفات لكتاب البداية والنهاية لابن كثير
و قال محمد بن سعد في الطبقات: ذكر بعض أهل العلم أن حجرا وفد إلى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و سلّم مع أخيه هانئ بن عدي،- و كان من أصحاب على- فلما قدم زياد بن أبى سفيان واليا على الكوفة دعا بحجر بن عدي فقال: تعلم أنى أعرفك و قد كنت أنا و أباك على أمر قد علمت- يعنى من حب على- و أنه قد جاء غير ذلك، و إني أنشدك اللَّه أن تقطر لي من دمك قطرة فأستفرغه كله، أملك عليك لسانك، و ليسعك منزلك، و هذا سريري فهو مجلسك، و حوائجك مقضية لدى، فاكفني نفسك فانى أعرف عجلتك، فأنشدك اللَّه في نفسك، و إياك و هذه السقطة و هؤلاء السفهاء أن يستنزلوك عن رأيك. فقال حجر: قد فهمت، ثم انصرف إلى منزله فأتاه الشيعة فقالوا: ما قال لك؟ قال قال لي كذا و كذا. و سار زياد إلى البصرة ثم جعلوا يترددون إليه يقولون له: أنت شيخنا، و إذا جاء المسجد مشوا معه، فأرسل إليه عمرو بن حريث- نائب زياد على الكوفة- يقول: ما هذه الجماعة و قد أعطيت الأمير ما قد علمت؟
((جلال :
لاحظ افتراء عمرو بن حريث كيف يقول له (و قد أعطيت الأمير ما قد علمت) في حين ما قال حجر سوى كلمة واحد وهي "فهمت" واراد زياد ان يشتري ضمير وايمان حجر بالله ورسوله صلى الله عليه واله بكلمات معسولة ممزوجة بجنود معاوية وكيف يفلح وحجر وما ادراك ما حجر الصمود والكفاح لله وفي الله مهما كانت النتيجة))
نتابع المقتطفات لكتاب البداية والنهاية لابن كثير
فقال"حجر" للرسول: إنهم ينكرون ما أنتم عليه، إليك وراءك أوسع لك.
فكتب عمرو بن حريث إلى زياد: إن كان لك حاجة بالكوفة فالعجل العجل، فأعجل زياد السير إلى الكوفة، فلما وصل ؛ فجمع زياد سبعين من أهل الكوفة فقال: اكتبوا شهادتكم على حجر و أصحابه، ففعلوا، ثم أوفدهم إلى معاوية، ....و يروى أنه لما أخذ في قيوده سائرا من الكوفة إلى الشام تلقته بناته في الطريق و هن يبكين، فمال نحوهن: فقال:
إن الّذي يطعمكم و يكسوكم هو اللَّه و هو باق لكن بعدي، فعليكن بتقوى اللَّه و عبادته، و إني إما أن أقتل في وجهي و هي شهادة، أو أن أرجع إليكن مكرما، و اللَّه خليفتي عليكم. ثم انصرف مع أصحابه في قيوده، و يقال إنه أوصى أن يدفن في قيوده ففعل ذلك به، و لكن صلوا عليهم و دفنوهم مستقبل القبلة رحمهم اللَّه و سامحهم. (الى هنا انتهى ما اردت نقله من ابن كثير)