اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وصلنا الى
فالشاعر هنا يعتبر السـتر شيئاً قديماً لا يجوز التمسّـك به طالما أنّ كلّ شيء في الحـياة ماض نحو التجدّد والتطوّر والتقدّم ، وهو قول مردود أيضاً من جهة :
1 ـ ليس كلّ قديم باطلاً ، وليس كلّ جديد صالحاً ، فما أكثر الجديد الباطل وما أكثر القديم الصالح . فالأمر ليس في جدّة الشيء وقدمه ، بل بما يعبِّر عنه من قيم وبما يحقِّقه من مصالح وأهداف اجتماعية وأخلاقية ونفسية وأمنية .
2 ـ إنّ صلاحية القديم تنتهي إذا انتهى مفعوله أو أسبابه ، وطالما أنّ مفعول السّتر الشرعي ودواعيه قائمة ، وأنّه يشكِّل حاجة فعليّة وأساسية ، فإنّه يعتبر علاجاً منظوراً فيه مدى الزمن وليس الفترة التي شُرِّع فيها فقط .
ومن قائل : «ليس الذنبُ في السفور ، ولكن بإساءة استعماله» .
والأسئلة التي يمكن أن تُطرَح أو توجّه لقائل هذا القول هي :
1 ـ أيّ سـفور تعني ؟ هل هو الكشـف عن محاسـن المرأة ؟ هل هو التـبرّج ؟ هل هو الاختلاف في الكشف عن بعض أجزاء الجسد الاُنثويّ ؟ هل هو اللِّباس الذي يستر الجسـد ما عدا الشـعر ؟ ما هو بالضّبط ؟!
2 ـ كيف يمكن ضمان عدم إساءة استعمال السفور ، وهو كالنافذة المفتوحة على القصر الجمـيل ، هل يُعقل أن يغمض الناظر عينه عن النظر من خلالها ؟
3 ـ ثمّ مَن هو ياترى يسيء اسـتعماله : المرأة السافرة ؟ أم الرّجل الذي يستغلّ فرصة سفورها ؟
إنّه تلاعب بالألفاظ ليس إلاّ .
ومن قائل :في التكملة ان شاء الله تعالى
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
وصلنا الى نهاية الكتاب
ومن قائل : «إنّ الحجاب يصون العفّة ، لكنّه يسجن المرأة» .
ولمّا كان الاسلام قد أباح للمرأة اختيار الشكل المناسب للحجاب ضمن الشروط المنصوص عليها فقهياً ، ولم يلزمها بشكل معيّن ، كان لا بدّ من مناقشة الاعتراض من جهتين :
ـ طبيعة الحجاب في الاسلام والغاية منه .
ـ تعارض الحجاب مع الحرِّية .
وقد سبقت مناقشة ذلك .
فـ «ليس الحجاب ـ كما يصوِّره المتحلِّلون ـ تخلّفاً ورجعية وإنّما هو حشمة وحصانة تصون المرأة من التبذّل والإسفاف ، ويقيها تلصّص الغواة والداعرين ، ويجنِّبها مزالق الفتن والشرور .
وحسبُ المسلمين أن يعتبروا ما أصاب الاُمم الغربية من ويلات السفور والتبرّج واختلاط الجنسـين ، ما جعلها في وضع سيِّئ وحالة مزرية من التسـيُّب الخلقي ، وغدت تعاني ألوان المآسي الأخلاقية والصحية والاجتماعية .
إنّ الشريعة الاسلامية إنّما أمرت المرأة المسلمة بالحجاب ونهتها عن التبرّج والاختلاط المريب ، حرصاً على كرامتها وصيانتها من دوافع الاساءة والتغرير ، ووقاية المجتمع الاسلامي من المآسي والأرزاء التي حاقت بالاُمم الغربيـة ومسخت أخلاقها وضمائرها وأوردتها موارد الشقاء والهلاك» (1) .
وليس من شك في أنّ دعـوات إخراج المرأة عارية أو شبه عارية هي دعوات مُغرضة مسمومة يُراد منها إشاعة الفاحشة في المجتمعات الاسلامية ، والله تعالى يقول : (إنّ الّذينَ يحبّونَ أن تشيع الفاحشة في الّذينَ آمنوا لهُم عذابٌ أليم في الدّنيا والآخرة ) .
وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين
نهاية الكتاب
نسألكم الدعاء