عصمة الزهراء صلوات الله عليها

قال تعالى: انما يريد الله ليذهب عنك الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً اجمع المفسرون على ان هذه الاية نزلت في من اشتمل عليهم الكساء وهم النبي    وأمير المؤمنين والزهراء والحسن والحسين

ولايخفى ان الآية واردة في مقام اللطف بهم والامتنان عليهم وحصر الطهارة بهم واذا رجعنا الى قواميس اللغة نجد ان كلمة الرجس بمعنى: كل ما يشين الانسان او كل مستقذر من عمل وغيره وعليه فكل ما تستقذره الطباع البشرية ويأمر به الشيطان ويحق لاجله العذاب ويستحق به الاثم ويشين السمعة وتسقط به المرؤة فهو من الرجس

واللام الداخلة في كلمة ليذهب تفيد الاستغراق الجنسي أي نفي عموم الرجس وليست هناك قرينة متصلة او منفصلة على تخصيص ذلك بنوع خاص او معين من الرجس، اضافة الى ذلك فإن ما يناسب اللطف الالهي والساحة الربوبية اذهاب عموم الرجس عنهم لا بعضه دون بعض

وانها ممن افترض الله مودتهم على الامة وجعلها اجراً لرسالته ولايمكن ان يفترض الله تعالى مودة من يقترف الاثم ويقارف المعصية ولذلك هي ممن تعبد الله الخلق بالصلاة عليهم كما تعبدهم بالشهادتين في كل فريضة

ومن كل ما تقدم نستفيد عصمتها ومما يؤكد ذلك قول النبي المتواتر فيها: (يا فاطمة ان الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك) وقوله : فاطمة بضعة مني وهي قلبي وروحي التي بين جنبيّ فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله

قال المجلسي في البحار ومعنى قوله أعلاه دال على عصمتها لانها لو كانت ممن تقارف الذنوب لم يكن مؤذيها مؤذياً له على كل حال بل كان من فعل المستحق: (حينما يقارف الذنوب) من ذمها واقامة الحد ان كان الفعل يقتضيه ـ ساراً له ومطيعاً

اضافة الى ذلك فلا ننسى انها بضعة النبي المشتق نورها من نوره وهي الحوراء الانسية وهي برة الابرار الذين قال الله تعالى عنهم: ( ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً، يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً، ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكوراً ) وحاشا للابرار ان يقارفوا الاثم والعصيان

العودة إلى الصفحة الرئيسية