{أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}‏ سورة هود ‏الآية 17

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} أي ويتبعه شاهد يشهد له ‏‏على صحة ذلك، بالمستوي الذي لا يترك هناك مجالاً للشك، كأية قضية من القضايا التي تتأكد ‏‏لدي المؤمنين من خلال الدلائل البيِّنة والشهود الموثقين.‏
وقد اختلف المفسرون في شخصية هذا الذي كان على بيِّنة مَن ربه، هل هو رسول الله، ‏‏أو المؤمنون الذين كانوا معه، أو جميع المؤمنين؟ واختلفوا كذلك في طبيعة هذه البيِّنة، هل هي ‏‏القرآن، أو العقل والوجدان، أو شيء آخر غير ذلك؟
وكذلك في شخصية الشاهد هل هو القرآن، أو جبرائيل، أو الإمام علي، أو غير ذلك من ‏‏الاحتمالات؟
لقد تعددت الرواياتُ حول هذه المسألة بالشكل الذي لا يُمكن الركونُ إليها لخللٍ في سند ‏‏بعضها، وارتباكٍ في مضمون بعضها الآخر، ولا نجد في هذا المجال أوثقَ من عدم الخوض في ‏‏ذلك، لأنَّ التفسير لا يختلف كثيراً في المعنى الأساس الذي تستهدفه الآية
[ من وحي القرآن ج12 ص 42]
أقول: قال سبحانه في كتابه العزيز {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي}
سورة إبراهيم (عليه السلام) الآية 36‏ وفعلاً فقد ثبت أنَّ سلمان منا أهل ‏‏البيت، فإنه لمكان متابعته وانقياده لآل محمد (عليهم السلام)، شُرِّف بهذه النسبة، مع أنَّ ابن نوح ‏‏قد نفاه اللهُ عنه بسبب عدم استجابته لدعوة أبيه نبي الله نوح على نبينا وآله وعليه السلام، {قَالَ يَا ‏‏نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} سورة هود الآية 46
وقال سبحانه في محكم كتابه: {قُلْ إن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} سورة آل عمران الآية 31 وقد ثبت ‏‏بالتواتر القطعي أنَّ رسول الله (عليهما السلام) قال في حديث الراية «لأُعطينَّ الرايةَ غداً رجلاً ‏‏يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه»
وحيث ثبت أنَّ علياً صلوات الله ربِّي وسلامه عليه، ممن يحبُّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ‏‏ورسولُه (صلى الله عليه وآله)، فهو ممَن تَبِع الرسول الأكرم (عليهما السلام) حقَّ المتابعة، وهذا ‏‏يُنتِجُ بالضم إلى آية {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} أنه (عليه السلام) من رسول الله (عليهما السلام).‏
على أنه قد ثبت أيضاً ومن طريق أبناء السُّنة، فضلاً عما هو مقطوع به من طرقنا، أنَّ ‏‏علياً (عليه السلام) من رسول الله (عليهما السلام).‏
فقد أخرج ابن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، والضحاك، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، ‏‏والطبراني، وابن عساكر، وابن سليمان الكوفي ـ وجميعهم من أبناء السُّنة ـ بإسنادهم عن ‏‏حبشي بن جنادة ـ والكلام لابن حنبل ـ قال: قال رسول الله (عليهما السلام): عليٌّ مني وأنا ‏‏منه، لا يؤدي عني إلا أنا أو عليٌّ (عليه السلام).‏
أقول: والحديث صحيح السند بحسب أصول أهل السُّنة، فقد رواه ابن أبي شيبة عن شريك عن ‏‏أبي إسحاق عن حبشي، ورواه أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم وابن أبي بكير وأسود بن عامر ‏‏عن إسرائيل عن أبي إسحاق، ورواه أيضاً عن أبي أحمد الزبيري عن شريك وإسرائيل، والجميع ‏‏ثقات عندهم
أما يحيى فقد وثقه ابن معين وعلي ابن المديني وأبو حاتم والعجلي والنسائي وأبو داود ‏ويعقوب بن شيبة وأبو أسامة فلاحظ الجرح ‏والتعديل للرازى ج9 ص 128، ثقات العجلي ج2 ‏ص 347، تهذيب الكمال للمزى ج 31 ص 188 إلى 192وابن أبي بكير وثقه أحمد بن حنبل وابن معين والعجلي وأبو حاتم وابن حبان وغيرهم فلاحظ ‏تهذيب الكمال للمزى ج 31 ص 245 إلى ‏‏248 وأسود بن عامر وثقه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو حاتم وعلي ‏ 227.ابن المديني ومحمد بن سعد ‏وغيرهم فلاحظ تهذيب الكمال المزى ج 3 ‏ص 226 ‏ ‏وأبو أحمد الزبيري وثقه ابن نمير وابن معين والعجلي وأبو زرعة وابن خراش وأبو حاتم ‏والنسائي وغيرهم فلاحظ تهذيب الكمال للمزى ‏ج 25 ص 476 إلى 480 وشريك وثقه ابن المبارك ووكيع وعيسى بن يونس وأحمد بن حنبل وعلي ابن المديني وابن معين ‏وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة وابوزرعة ‏والنسائي وغيرهم فلاحظ الجرح والتعديل للرازى إلى 472.‏ ‏ 367، تهذيب الكمال للمزى ج 12 ص 462‏ج 4 ‏ص 365 ‏وإسرائيل وثقه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل وابن معين والعجلي وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة ‏وأبو نعيم وأبو داود وابن سعد والنسائي ‏وغيرهم، فلاحظ تهذيب الكمال للمزى ج 2 ص 515 ‏إلى 524 وأبو إسحاق وثقه شعبة وأحمد بن حنبل والعجلي وأبو حاتم وابن معين والنسائي وغيرهم فلاحظ ‏تهذيب الكمال للمزى ج 22ص 102 ‏إلى 112، أقول: ولم نتعرض لوثاقة الصحابة لان السنة ‏يعتقدون بعدالة كل الصحابة.‏

ورُوي من طريق أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وعمران بن حصين وأبي سعيد ‏‏الخدري وزيد بن يثيع وأبي رافع وغيرهم من الصحابة، فراجع من مصادر أبناء السُّنة:
المصنف لابن أبي شيبة الكوفي ج 7 ص495، فضائل الصحابة ‏لأحمد بن حنبل ص 15، مسند احمد بن ‏حنبل ج 4 ص 164- 165، الآحاد والمثاني للضحاك ‏ج 3 ص 183، سنن ابن ماجة ج1ص 44، سنن الترمذي ج 5 ص 299، ‏السنن الكبري ‏للنسائي ج 5 ص 45، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص91 ـ 92، المعجم الكبير للطبراني ‏ج 4 ص 16، مناقب ‏أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الزيدى المذهب ج 1ص 473 -475، ‏تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 345 ـ 348، الدر المنثور ج ‏‏3 ص 209.‏

ثم إنَّ لغةَ القرآن الكريم لغةٌ عربيَّةٌ فصيحة بيِّنةٌ ظاهرة، وقد ذكرنا مراراً أنَّ اللفظَ الوارد ‏‏في الكتاب الكريم، يراد منه ما هو الظاهر من معناه إلا فيما إذا قامت قرينةٌ على خلاف ذلك.‏
فعطفنا نظرنا على الآية، فوجدنا أنها قد اشتملت على كلمة يتلوه، وفي اللغة العربية معنى ‏‏يتلوه أنه يجيء بعده وعقيبه، فهذا يعني أنَّ الشاهدَ ممَن يتلو مَن كان على بيِّنة من أمره، والذي ‏‏كان على بيِّنة من أمره هو الرسول الأكرم (عليهما السلام).‏
وعليه، فما ورد في بعض كتب أبناء السُّنة ومن طرقهم، بأنَّ المرادَ من الشاهد هو جبريل ‏‏أو القرآن أو لسان سيدنا محمد (عليهما السلام)، لا يمكن الالتزام بصحته، بغض النظر عن عدم ‏‏تمامية سنده تارة، أو انه مما ورد عن غير المعصوم تارة أخري، فإنَّ شيئاً من هذه الثلاثة ـ ‏‏أعني جبرئيل ولسان النبيِّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) والقرآن ـ ليس تالياً لرسول الله (عليهما ‏‏السلام) ولا مما يأتي بعده.‏
وبما أنَّ أبناء السُّنة رووا من طرقهم بأنَّ الشاهد هو علي (عليه السلام) كمعنى رابع ‏‏أوردوه فإنه يتعيَّنُ، لأنه (عليه السلام) هو الوحيد الذي ينطبق عليه من بين المحتملات الأربعة ‏‏التي ذكروها، أنه يتلو رسولَ الله (عليهما السلام).‏
وقد ثبت ومن طرقهم وبتوسط رواية أكثر من أربعة من أكابر الصحابة عن الرسول ‏‏الأكرم (عليهما السلام)أنه قال: عليٌّ مني، فإنَّ ضم هذا إلى ما تقدم يفيد بنحو القطع، أنَّ علياً ‏‏‏(عليه السلام) هو الشاهد.‏
وهذا يعني، أنَّ أحداً لا يصح أن يكون قبل عليٍّ (عليه السلام) وبعد الرسول الأكرم ‏‏‏(عليهما السلام) إلا عليٌّ (عليه السلام)، وإلا فلو كان هناك مَن يتقدَّمُ على علي (عليه السلام)، ‏‏فاللازم أن يكون هو مَن يتلو الرسول الخاتم (عليهما السلام).‏
ووحدها هذه الآية تكفي في مقام الانتصار لمذهب الفرقة الناجية، الملتزمين ببطلان ‏‏خلافة أبي بكر وصاحبَيْه، فتقع لنا الحُجَّةُ عليهم، وكما ترى لا تحتاج المسألة لإعمال فكرٍ أو ‏‏ترتيب مقدماتٍ صعبة.‏
بينما لو صح ـ وهو لا يصح ـ أن يكون المرادُ من الشاهد أحدَ تلك المحتملات، فإنه ‏‏من البديهي أن تكون الآيةُ أجنبيةً عن إفادتها الدلالة على مَن هو الخليفةُ الحقُّ بعد رسول الله ‏‏‏(عليهما السلام).‏
وفي المقابل وجدنا السيد محمد حسين فضل الله يقول: ـ كما نقلناه قبل قليل ـ «ولا نجد في هذا ‏‏المجال أوثق من عدم الخوض في ذلك، لأن التفسير لا يختلف كثيراً في المعنى الأساس الذي ‏‏تستهدفه الآية».‏
ونُجيبُ على ما ادَّعاه سائلين السيد محمد حسين وهو الذي يدَّعي العلمَ بأغراض المولى ‏‏سبحانه، وهو الذي يدَّعي المعرفة بالمعنى الأساس الذي تستهدفه الآية هنا، وتستهدفه الآيات ‏‏هناك.‏
فنقول له: مَن الذي قال لك بأنَّ الآيةَ لا تستهدف الإشارةَ والدلالةَ على مَن هو صاحبُ ‏‏تلك الفضيلةِ والذي لا يدانيه أحدٌ، لتقعَ الحُجَّةُ على المعاندين غاصبي الخلافة فيما ارتكبوه مِنْ ‏‏تقديم مَن لا يستحق التقديم؟!!‏
أَطلعتَ الغيب أيها السيد، أم أوحى إليك الله تعالى بذلك؟!!‏
أيها السيد، كيف تقول: «ولا نجد في هذا المجال أوثق من عدم الخوض في ذلك»؟!!‏
فهل أنَّ التحقيق عن إثبات أحقيَّة أمير المؤمنين بالخلافة أمرٌ لا يستأهل عندك البحثُ ‏‏فيه؟!!‏
وكيف يكونُ تركُ الخوض في إثبات هذا المعنى، مع كونه لا يحتاج لأية مقدمة معقَّدة، ‏‏أوثقَ وأفضلَ عندك من الخوض في ذلك؟!!!‏
ثم إنه حيث قد تقدم أنه (عليه السلام) هو مَن عنده علم الكتاب، فأن كان هناك ثمة ‏‏إشكالاً، فإنَّ بقرينة ما يثبت هنا لا يبقى أدنى مجال للتشكيك فيما تقدم هناك، وليس فيما تقدم هناك ‏‏من إشكال أصلاً.‏
وقد رجعنا إلى أئمتنا، فرأينا أنَّ الإمامَ أميرَ المؤمنين يقول وقد سئل عن أفضل منقبة له؟ ‏‏فقال: قوله{أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} أنا الشاهدُ من رسول الله (عليهما ‏‏السلام).‏
أقول: رواه سليم بن قيس في كتابه، وقد قال تلميذ الكليني الشيخ النعماني في كتابه الغيبة، والذي ‏‏صنفه في أواخر زمن الغيبة الصغري وأوائل الغيبة الكبري للإمام الحجة المهدي المنتظر (عجل ‏‏الله فرجه)، قال: وليس بين جميع الشيعة ممَن حملوا العلم ورواه عن الأئمة (عليهم السلام) خلافٌ ‏‏في أنَّ كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم من حملة ‏‏حديث أهل البيت (عليهم السلام)، وهو من الأصول التي ترجع إليها الشيعة ويُعوَّل عليها
كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 422، ‏ 102‏- الغيبة للنعماني ص 101
ولو قلنا بأنَّ هذه الروايةَ غيرُ تامة السند، إلا أنَّ ذلك لا يعني الجزمُ بوضْعِها وأنها مما ‏‏اخترعها الكذَّابون، بل يبقى احتمالُ أنها واردةٌ عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومع هذا ‏‏الاحتمال، أفلا يجوز أن يُضيِّعَ صاحبُ كتاب من وحي القرآن شيئاً من وقته الثمين، للخوض في ‏‏تحقيق أصل ثبوت هذه المنقبة الكبري والآية العظمى، لمولى المتقين عليٍّ أمير المؤمنين (عليه ‏‏السلام)؟!‏
وإذا كان السيد محمد حسين فضل الله يقول، بأنَّ ترك الخوض في مثل إثبات منقبة هنا ‏‏لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وفي إثبات فضيلة هناك لآل محمد (عليهم السلام)، أوثق من ‏‏الخوض في ذلك، فبالله تعالى عليك هل هذا هو ما يُملِيه عليه ولاؤه لآل محمد (عليهم السلام)؟!!!‏
ثم إنَّ السيد محمد حسين قال: «لقد تعددت الروايات حول هذه المسألة بالشكل الذي لا يُمكن ‏‏الركونُ إليها لخللٍ في سند بعضها، وارتباك في مضمون بعضها الآخر»‏
أقول: سنضطرُ وخلافاً للعهد الذي قطعناه على أنفسنا في أول الكتاب بأن لا نذكر إلا بعض أخبار ‏‏الباب، لكننا سنضطر هنا لنقل كمٍّ معتدٍّ به منها، لنري عن أيِّ إرتباك في المضمون يتحدث السيد ‏‏محمد حسين؟‍!!!‏
ولكن قبل ذلك تجدرُ الإشارةُ إلى التذكير بما تقدم منا آنفاً، إذ قد عرفت أننا لا نحتاج إلى ‏‏خبر معتبَر السند من طرقنا فيه إشارةٌ أو نصٌّ على أنَّ المراد من الشاهد هو أمير المؤمنين (عليه ‏‏السلام).‏
بل لا نحتاج إلى خبر واحد ولو من طريق أهل السُّنة، فإنك قد عرفت وبشكل قاطع، أنَّ ‏‏علياً (عليه السلام) مِنْ رسول الله (عليهما السلام)، ولا يوجد في أقوال أبناء السُّنة أيُّ معنى ‏‏يُحتمَل ويصحُّ انطباقه على غير أمير المؤمنين (عليه السلام).‏
وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنَّ السيد فضل الله كان عليه أن يتفطَّن، إلى أنَّ ورود خبر ‏‏يتضمن ذكر فضيلة لأمير المؤمنين من طرق أبناء السُّنة وبأكثر من طريق، يكفي للقطع بصحة ‏‏مضمونه.‏
فإنَّ أعداءَ أمير المؤمنين (عليه السلام) ومِن أول الدهر سعوا في إخفاء ما يستطيعون ‏‏إخفاءه، وكلُّ الظروف كانت تسير على ما يتمنَّون ويرغبون به، بل حاول جاهداً كلُّ مَن تسلَّم ‏‏الحكم ومن اليوم الأول في تزوير الحقيقة، وفي اضطهاد كلِّ مَن يعرفونه بالولاء لآل محمد ‏‏‏(عليهم السلام).‏
وفي الآية التي نبحث فيها، فمضافاً إلى أنَّ الفضلَ ما شهدت به الأعداءُ، فإنَّ ذِكْرَ العلماءِ ‏‏من أبناء الفرقة الناجية جميعاً لهذه المنقبة، ونسبتَهم جميعهم إياها لأمير المؤمنين (عليه السلام) ‏‏وحده يكفي حتى يكون منا الالتزامُ بمفادها، ولعلَّ هذا مما لا يخفى على أدنى مثقَّفٍ.‏
ونحن وإن كان يكفي لنا في مقام إلزامِ كلِّ مَن ينتمي إلى هذه الطائفة المرحومة، نقلُ كلام ‏‏السيد ابن طاووس مكتفين بذلك، ولكنْ للشبهة بل للبدعةِ التي طرحها السيد محمد حسين ـ حيث ‏‏ادعى وجود ارتباك في مضمون الأخبار ـ فرأينا أن نُورِد كما أشرنا سابقاً قدراً معتَّداً به من تلك ‏‏الأخبار.‏
فنقول: قال السيد ابن طاووس ومَن وقف على ما نقله أهلُ الصدق هو عليُّ بن أبي طالب، ما ‏زال ‏شاهداً لمحمد (صلى الله عليه وآله) فعلاً وقولاً من البداية إلى النهايه، ولم يختلف آخرُه إلى ‏آخر ‏الغاية، وقد روي ـ أنَّ المقصودَ بقوله جلَّ جلاله {وشاهد} هو عليُّ بن أبي طالب ـ محمدُ ‏بن ‏العباس بن مروان في كتابه من ستة وستين طريقا بأسانيدها
سعد السعود ص 72 - 73
أقول: فهل هناك يا أبناءَ البشر من خبرٍ رُوي من ستة وستين طريقاً بأسانيدها، ولا يبلغ حدَّ ‏‏التواتر، حتى نجد أنَّ واحداً من الناس في هذا العصر يعتذر عن عدم التزامه بمضمونه قائلاً: ‏‏‏«لخللٍ في سند بعضها» وقد نقلنا كلامه فيما سبق؟!!‏
نعم لعل السيد فضل الله يقول معتذراً، بأنه لم يظفر بكتاب محمد بن العباس لينظر في ‏‏صحة دعوي ابن طاووس.‏
ولكنك تعرف أنَّ ابن طاووس ممَن يُجيد العدَّ، وهو لا يختلط عليه أنَّ خمسةَ إذا جمعناها ‏‏مع خمسةٍ تكون النتيجةُ عشرةً، وأنَّ ثلاثاً وثلاثين إذا جمعناها مع ثلاث وثلاثين يكون الحاصلُ ‏‏ستاً وستين.‏
وأظن أنَّ ابن طاووس بنظر السيد محمد حسين، ليس ممَن يكذب أو يفتري، وليس ابن ‏‏طاووس ممَن يجهل ما هو معنى تعدُّد الطرق.‏
هذا وقد وقال السيوطي في الدر المنثور ومثله الشوكاني في فتح القدير: أخرج ابن أبي ‏‏حاتم وابن مردويه وأبو نعيم ـ وهؤلاء من أبناء السُّنة ـ في معرفة الصحابة عن عليِّ بن أبي ‏‏طالب (عليه السلام) قال: ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفةٌ من القرآن، فقال له رجل: ما ‏‏نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} رسول الله ‏‏‏(صلى الله عليه وآله) على بيِّنة من ربه، وأنا شاهدٌ منه.‏
وقال: وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن علي (عليه السلام) في الآية قال: رسول الله ‏‏‏(صلى الله عليه وآله) على بينة من ربه، وأنا شاهدٌ منه.‏
وقال أيضاً: وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن عليٍّ (عليه السلام) قال: قال رسول ‏‏الله (صلى الله عليه وآله){أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} أنا {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} قال عليٌّ(عليه ‏‏السلام).‏
وقال ابن الجوزي في زاد المسير وفي المراد بالشاهد ثمانية أقوال... والثالث: أنه عليُّ ‏‏بن أبي طالب ويتلوه بمعنى يتبعه، رواه جماعة عن عليِّ بن أبي طالب، وبه قال محمد بن علي ‏‏وزيد بن علي.‏
وقال المتقي الهندي في كنز العمال: أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو ‏‏الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم ـ وهؤلاء من أبناء السُّنة ـ في المعرفة عن عليٍّ (عليه السلام) ‏‏في قوله تعالى {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} قال: رسول الله (صلى الله عليه ‏‏وآله) على بيِّنة من ربه، وأنا شاهدٌ منه.‏
وقال القندوزي في ينابيع المودة: أخرج الحمويني في فرائد السمطين بسنده عن ابن عباس ‏‏وبسنده عن زادان، هما، عن عليٍّ (عليه السلام) قال: إنَّ رسول الله (عليهما السلام) كان على بينة ‏‏من ربه، وأنا التالي الشاهدُ منه، وأيضاً أخرجه بسنده عن جابر بن عبد الله، وبسنده عن البحتري ‏‏هما عن عليٍّ (عليه السلام) بلفظه، وأيضاً أخرجه موفق بن أحمد بسنده عن ابن عباس، وأيضاً ‏‏أبو نعيم والثعلبي والواقدي أخرجوه بأسانيدهم عن ابن عباس وزادان وجابر كلهم عن عليٍّ (عليه ‏‏السلام)، وأيضا ابن المغازلي أخرج بسنده عن عباد بن عبد الله وأيضاً عن زين العابدين والباقر ‏‏والصادق (عليهم السلام)

من مصادر أبناء السُّنة: الدر المنثور ج 3 ص 324، زاد المسير ج 4 ص 71، فتح القدير ‏ج 2 ص ‏ 439، ينابيع المودة ج 1 ص 294- 295.489، كنز العمال ج 2 ص ‏‏438
أقول: والملفت بالنظر أنَّ السيوطي والشوكاني وابن الجوزي والمتقي الهندي والقندوزي ـ وهم ‏‏من أبناء السُّنة ـ أنَّ أحداً من هؤلاء لم يذكر أنَّ ما ورد بشأنِ عليٍّ (عليه السلام) فيه ضعف في ‏‏السند أو اضطراب في المضمون، بينما السيد محمد حسين فضل الله رأى أنَّ في السند خللاً وفي ‏‏المضمون اضطراباً، وقد نقلنا كلامه.‏
هذا، وإننا على يقين بأنَّ كلَّ غيرِ متَّهَمٍ في عقيدته، وبأنَّ كلَّ غير ذي علَّة في قلبه، ليكفيه ‏‏ما ذكره ابن طاووس فيما إذا كان ينتمي إلى الفرقة الناجية أعني الشيعة أيدهم الله تعالى، وليكفيه ‏‏ما ذكره السيوطي والهندي والشوكاني والقندوزي فيما إذا كان من أبناء السُّنة، لا سيما إذا ما ‏‏ضممناه إلى ما تقدم منا من وضوح الآية بضميمتها لبعض الأخبار، التي قد عرفت أنها ثابتة عند ‏‏أبناء العامة فضلاً عن أنها كذلك عندنا، ومع ذلك فسنورد طرفاً من الأخبار الواردة عندنا في هذا ‏‏الباب.‏
فقد أخرج الكليني في الكافي بإسناده عن أحمد بن عمر الحلال قال: سألت أبا الحسن ‏‏‏(عليه السلام) عن قول الله عزَّ وجل {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} فقال: أمير ‏‏المؤمنين (عليه السلام) الشاهدُ على رسول الله (عليهما السلام)، ورسول الله (عليهما السلام) على ‏‏بيِّنة من ربه.‏
وأخرج فرات الكوفي في تفسيره، عن زيد بن سلام الجعفي قال: دخلت على أبي جعفر ‏‏‏(عليه السلام) فقلت: أصلحك الله حدثني خيثمة عنك في قول الله تعالى {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ ‏‏رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} فحدثني أنك حدَّثته أنَّ رسول الله (عليهما السلام) كان على بيِّنة من ربه، ‏‏وعليٌّ (عليه السلام) يتلوه من بعده وهو الشاهدُ وفيه نزلتْ هذه الآية، قال: صدقَ واللهِ خيثمةُ ‏‏لَهَكذا حدثته.‏
وأخرج العياشي في تفسيره عن ابن سويد عن الصادق (عليه السلام) {أَفَمَن كَانَ على ‏بَيِّنَةٍ ‏مِنْ رَبِّهِ} رسول الله (عليهما السلام){وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} أمير المؤمنين (عليه السلام).‏
وأخرج أيضاً عن بريد العجلي عن أبي جعفر (عليه السلام) الذي كان على بيِّنة من ربه ‏‏رسول الله (عليهما السلام) والذي تلاه من بعده الشاهد منه أمير المؤمنين (عليه السلام).‏
وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق بإسناده ـ وكذا الحاكم الحسكاني في شواهد ‏‏التنـزيل بإسناده عن علي بن أبي المغيرة عن أبي إسحاق ـ عن عطاء عن أبي إسحاق عن ‏‏الحارث عن علي قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بيِّنة من ربه، وأنا الشاهدُ منه.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني بإسناده عن علي بن عبد الله ـ وأيضاً بإسناده عن الكلبي عن ‏‏أبي صالح، ومثله الثعلبي في تفسيره ـ عن ابن عباس في قول الله تعالى {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ ‏مِنْ ‏رَبِّهِ} قال: النبي (عليهما السلام){وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} قال: هو عليُّ بن أبي طالب خاصة.‏
وقد رواه القاضي أبو عمر وعثمان بن أحمد، وأبو نصر القشيري في كتابيهما، والفلكي ‏‏المفسِّر رواه عن مجاهد وعن عبد الله بن شداد.‏
وأخرج الحسكاني أيضاً بإسناده عن حجاج بن منهال عن حماد بن سلمة عن ثابت عن ‏‏أنس بن مالك في قوله عزَّ وجل {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} قال: هو محمد (صلى الله عليه ‏‏وآله) {وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} قال: هو عليُّ بن أبي طالب.‏
وأخرج الطبري في تفسيره وكذا الثعلبي والعياشي بإسنادهم عن عبد الله بن يحيى قال: ‏‏قال (عليه السلام): ما من رجل من قريش إلا وقد نزلت فيه الآية والآيتان. فقال له رجل: فأنت ‏‏فأيُّ شيء نزل فيك؟ فقال علي: أما تقرأ الآية التي نزلت في هود ويتلوه شاهد منه؟
وأخرج الصفار في بصائر الدرجات بإسناده ـ وكذا الشيخ الصدوق في كمال الدين ‏‏بإسناده عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة ـ عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة قال: ‏‏قال أمير المؤمنين (عليه السلام) واللهِ ما نزلتْ آيةٌ في كتاب الله في ليل أو نهار إلا وقد علمتُ ‏‏فيمَن أنزلت، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين: ما الآية التي نزلتْ فيك؟ قال له: أما سمعت ‏‏الله يقول{أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} قال: رسول الله (عليهما السلام) على ‏بيِّنة ‏من ربه، وأنا شاهدٌ له فيه وأتلوه.‏
وأخرج فرات عن زادان وأيضاً عن الحسن بن الحسين، وكذا الحاكم الحسكاني بإسناده ‏‏عن حبيب بن يسار عن زادان، وكذا الثعلبي في تفسيره، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي ‏‏طالب (عليه السلام) ذات يوم: والله ما من قريش رجل جرت عليه المواسي والقرآن تنزل إلا وقد ‏‏نزلتْ فيه آيةٌ تسوقه إلى الجنة أو تسوقه إلى النار. فقال رجل من القوم: فما آيتك التي نزلتْ فيك؟ ‏ ‏‏قال: ألم ترَ أنَّ الله يقول {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} فرسول الله (عليهما ‏‏السلام) على بيِّنة من ربه، وأنا الشاهدُ منه أتبعه.‏
وأخرج الشيخ الطوسي في الأمالي بإسناده عن النزال بن سبرة أنَّ أمير المؤمنين (عليه ‏‏السلام) كان يوم الجمعة يخطب على المنبر، فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما من رجل من ‏‏قريش جرت عليه المواسي إلا وقد نزلتْ فيه آيةٌ من كتاب الله عزَّ وجل، أعرفها كما أعرفه. فقام ‏‏إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين، ما آيتك التي نزلتْ فيك؟ فقال: إذا سألتَ فافهم، ولا عليك ألا ‏‏تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: فسمعت الله عزَّ وجل ‏‏يقول: {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}؟ قال: نعم، قال: فالذي على بيِّنة من ربه ‏‏محمدٌ رسول الله (عليهما السلام)، والذي يتلوه شاهدٌ منه، وهو الشاهدُ وهو منه، عليُّ بن أبي ‏‏طالب، وأنا الشاهد، وأنا منه (عليهما السلام).‏
وأخرج محمد بن إسماعيل بن عمرو البجلي ـ كما عن شرح النهج لابن أبي الحديد ‏‏المعتزلي ـ، قال: أخبرنا عمرو بن موسى الوجيهي عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن ‏‏الحارث قال: قال عليٌّ (عليه السلام) على المنبر: ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل اللهُ ‏‏فيه قرآنا، فقام إليه رجل من مُبغضيه فقال له: فما أنزل اللهُ تعالى فيك؟ فقام الناس إليه يضربونه، ‏‏فقال: دعوه، أتقرأ سورة هود؟ قال: نعم، قال: فقرأ {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ ‏مِنْهُ} ‏ثم قال: الذي كان على بيَّنة من ربه محمد (صلى الله عليه وآله)، والشاهدُ الذي يتلوه أنا.‏
وأخرج ابن المغازلي بإسناده عن ابراهيم بن محمد بن ميمون ـ وكذا فرات الكوفي في ‏‏تفسيره بإسناده عن سعيد بن عثمان عن أبي مريم، وكذا عبد الله أبو محمد بإسناده عن عبد الله بن ‏‏عطاء كما عن القاضي المغربي ـ عن علي بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن ‏‏عطاء، قال أبو مريم: حدِّث علينا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر(عليه السلام)؟ قال: كنت ‏‏عند أبي جعفر (عليه السلام) جالساً، إذ مرَّ عليه ابن عبد الله بن سلام، قلت: جعلني الله فداك، هذا ‏‏ابن الذي عنده علم الكتاب، قال: لا، ولكنه صاحبكم عليُّ بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي نزلت ‏‏فيه {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}.‏
وأخرج الشيخ المفيد في الأمالي بإسناده عن الصباح بن يحيى المزني عن الأعمش ـ ‏‏وكذا الحاكم الحسكاني بإسناده عن أبان بن تغلب عن المنهال، وأيضاً بإسناده عن منصور بن أبي ‏‏الأسْوَد عن الأعمش عن المنهال بن عمرو، وكذا ابن المغازلي في مناقبه بإسناده عن ابن المسيب ‏‏عن المنهال بن عمرو، وكذا أبو نعيم الحافظ بإسناده عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم عن ‏‏المنهال بن عمرو وأيضاً بالإسناد عن عبد الله بن عبد القدوس عن الأعمش ـ عن عمرو بن ‏‏المنهال عن عباد بن عبد الله قال: قدم رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير ‏‏المؤمنين أخبرني عن قوله تعالى{أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}؟ قال: رسول الله ‏‏‏(عليهما السلام) الذي كان على بيِّنة من ربه، وأنا الشاهدُ له ومنه.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني عن بسام بن عبد الله عن أبي الطفيل قال: خطبنا عليُّ بن أبي ‏‏طالب على منبر الكوفة، فقام إليه ابن الكواء فقال: هل أُنزلتْ فيك آية لم يشاركك فيها أحد؟ قال: ‏‏نعم أما تقرأ {أَفَمَن كَانَ على بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ} فالنبي (صلى الله عليه وآله) كان ‏على ‏بيِّنة من ربه، وأنا الشاهدُ منه
بحار الأنوار ج7 ص 251 وج9 ص 214 وج10 ص 139 وج16 ص 358 وج33 ص ‏‏53 و176 وج35 ص199 و386 ـ ‏‏394، كتاب سليم بن قيس ص 313، بصائر الدرجات ‏ص 152- 153، الكافي ج 1 ص 190،كمال الدين وتمام النعمة ص 13، ‏أمالي الشيخ المفيد ‏ص 145 أمالي ‏ ‏‏232،‏ 372، الهداية الكبري ص 92، الاحتجاج ج 1 ص 231 ‏الطوسي ص361 ‏ مناقب آل ‏ابي طالب ج 2ص 282، العمدة ص 123ـ 124وص 208 ـ 209، العمدة ‏ص 208 ـ 209، خصائص الوحي المبين ص139 ـ ‏‏142، الفضائل ص 138، شرح ‏الأخبار ج 1 ص 95 وج 2 ص 311 ‏347 و480 الطرائف ص 79، مختصر ‏بصائر ‏الدرجات ص 40،حلية الأبرار ج 2 ص و343 ـ‏ 437 الغدير ج1 ص 198 و208، تفسير القمي ‏ج 2ص 297، تفسير فرات ص 188 ـ ‏‏191، تفسير العياشي ج 2 ص 142 ـ 143، تفسير ‏التبيان ج 5 ص 460 ـ 461، تفسير مجمع البيان ج 5 ص 255، التفسير ‏الصافي ج 1 ص ‏‏50 وج 2 ص 437، تأويل الآيات ج 1 ص 225، تفسير نور الثقلين ج 2 ص 344، تفسير ‏الميزان ج 10 ص ‏‏185.‏
من مصادر أبناء السُّنة: تفسيرجامع البيان ج 21 ص 22، تفسير القرطبي ج 9 ص 16، تاريخ ‏مدينة دمشق ج 42 ص 360، ‏المناقب للخوارزمي ص 198وص 278 - 279، شواهد التنزيل ‏ج 1ص 359 إلى 369 كنز العمال ج 2 ص 434، نظم درر ‏السمطين ص 90، شرح نهج ‏البلاغة ج 2 ص 287 وج 6 ص 136 إلى 138 وج 7 ص 220 ـ 221، ينابيع المودة ج 1 ‏ص ‏‏294.

العودة