{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ ‏قَدِيراً}‏ سورة الفرقان الآية 54‏

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً} إذ خلق النطفة التي هي ماء مهين يخرج ‏من الرجل، فيُلقح بويضة المرأة فيتحول إلى بشر، {فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً} الذي يحصل به التحريم ‏من جهة الرجل وهو النسب، ومن جهة المرأة وهي المصاهرة [من وحي القرآن ج17 ص 63-64]
أقول: ولكن كثيراً من أئمة الضلال من أبناء السُّنَّة وأَتَباع الهوى وشيعة الظالمين غاصبي ‏الخلافة، قد أوردوا وأخرجوا عن جمع من الصحابة والتابعين، أنَّ الآية نزلت في أمير المؤمنين ‏أو في الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، فضلاً عمَّا رواه ‏أعلامُ المذهب الحق.‏
فلماذا أغفل السيد محمد حسين الإشارة إلى ذلك، مع أنه يثبت به فضيلة لآل محمد (صلى الله عليه ‏وآله)؟!!‏
فقد أخرج أبو نعيم الحافظ، وابن المغازلي ـ وهما من أبناء السُّنة ـ بإسنادهما عن سعيد بن ‏جبير عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في الخمسة أهل العباء ـ أي أصحاب الكساء.‏
أقول: وأخرجه الثعلبي في تفسيره، والخوارزمي في مناقبه ـ وهما من أبناء السُّنة ـ ‏بإسنادهما عن أبي صالح عن ابن عباس.‏
وقال القندوزي ـ من أبناء السُّنة ـ في ينابيع المودة: وهو قول ابن مسعود، وجابر الأنصاري، ‏والبراء، وأنس بن مالك، وأم سلمة.‏
وأخرج الثعلبي في تفسيره، وابن مردويه في مناقبه، والحمويني، والمالكي في الفصول المهمة، ‏والحاكم الحسكاني في شواهده ـ وجميعهم من أبناء السُّنة ـ بإسنادهم عن أبي قتيبة التميمي قال: ‏سمعت ابن سيرين في قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً} قال: ‏نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) وعليِّ بن أبي طالب (عليه السلام)، زوَّجَ فاطمةَ عليَّاً، وهو ‏ابن عمه وزوجُ ابنته، فكان نَسَبَاً، وكان صهراً، وكان ربُّك قديراً.‏
أقول: وأخرج الحاكم الحسكاني في الشواهد عن الحكم بن ظهير قال: حدثنا السدي في قوله تعالى ‏‏{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً} قال: نزلت في النبي (صلى الله عليه وآله) ‏وعليِّ بن أبي طالب (عليه السلام)، زوَّجَ فاطمةَ عليَّاً (عليهما السلام)، وهو ابن عمه وزوج ابنته، ‏فكان نَسَبَاً، وكان صهراً، وكان ربُّك قديراً.‏
وأخرج الشافعي محمد بن إدريس عن حميد الطويل عن أنس بن مالك.... وهبط جبرئيل في تلك ‏الساعة فقال:.... وقد أمرك اللهُ تعالى أن تُزوِّجَه بفاطمة (عليها السلام) في الأرض، وأن تقول ‏لعثمان: أما سمعت في القرآن: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ}
سورة الرحمن الآية 19 و20 وأما سمعت ‏في كتابي {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً}.‏
أقول: وأخرجه ابن عساكر في تاريخه، والخوارزمي في مناقبه، وابن الجوزي في الموضوعات ‏ـ وهم من أبناء السُّنة ـ بإسنادهم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك، وأيضاً ‏أخرجه ابن الجوزي بإسناده عن جابر بن عبدالله الأنصاري.‏
وأخرج فرات الكوفي في تفسيره عن ابن عباس ـ وأخرجه أيضاً محمد بن العباس في تفسيره ‏بإسناده عن أبي مالك عن ابن عباس، وأيضاً بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس ـ في قول الله ‏عزَّ وجل {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً} قال: خلق الله نطفةً بيضاءَ ‏مكنونةً فجعلها في صلب آدم، ثم نقلها من صلب آدم.... حتى توارثتها كرامُ الأصلاب في ‏مطهَّرات الأرحام، حتى جعلها اللهُ في صلب عبد المطلب، ثم قَسَمَها نصفين، فألقى نصفَها إلى ‏صلب عبد الله، ونصفَها إلى صلب أبي طالب وهي سلالةٌ، فوُلِد من عبد الله محمدٌ (صلى الله عليه ‏وآله)، ومن أبي طالب عليٌّ (عليه السلام)، فذلك قول الله عزَّ وجل {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ ‏بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً}، زوَّجَ فاطمةَ من عليٍّ (صلى الله عليه وآله)، فعليٌّ (عليه السلام) من ‏محمد (صلى الله عليه وآله)، ومحمد (صلى الله عليه وآله) من عليٍّ (عليه السلام)، والحسن ‏والحسين وفاطمة (عليهم السلام) نسب، وعليٌّ (عليه السلام) الصهر.‏
أقول:وأخرج مثله الشيخ الطوسي في الأمالي بإسناده عن ثابت عن أنس ابن مالك عن رسول الله ‏‏(صلى الله عليه وآله).‏
وأخرج الصَّدوق في معاني الأخبار ومحمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى بإسنادهما عن ‏جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين عليُّ بن أبي ‏طالب (عليه السلام).... ثم قال: وأنا الصهرُ يقول الله عزَّ وجل {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً ‏فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً}
بحار الأنوار ج 17 ص 362 وج22 ص 148 وج33 ص 284 وج35 ص 32 ـ 33 و46 و360 ـ 363 ؛ معاني الأخبار ‏ص 58 ـ 59 ؛ نوادر المعجزات ص 84 ‏‎–‎‏ 85 ؛ دلائل الامامة ص 82 ـ 83 ؛ الأمالي للشيخ الطوسي ص 312 ـ 313 ؛ ‏مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 28 ـ 29 ؛ العمدة ص 288 ؛ مناقب أهل البيت ص 94 ؛ تفسير فرات الكوفي ص 291 ـ 292 ؛ ‏تفسير مجمع البيان ج 7 ص 304 ؛ خصائص الوحى المبين ص 227 ـ 228 ؛ تأويل الآيات ج 1 ص 375 ـ 380 ؛ التفسير ‏الصافي ج 4 ص 19 ـ 20 ؛ تفسير نور الثقلين ج 4 ص 23 - 24 وج 5 ص 600 ؛ تفسير الميزان ج 51ص 237 ؛ بشارة ‏المصطفى ص 32 ‏‎–‎‏ 34‏
‏ من مصادر أبناء السُّنة: شواهد التنزيل ج 1 ص 537 ـ 538 ؛ تفسير القرطبي ج 13 ص 61 ؛ تاريخ مدينة دمشق ج 25 ص ‏‏444 ؛ الموضوعات ج 1 ص 416 ـ 418 ؛ المناقب للخوارزمي ص 336 ـ 342 ؛ كفاية الطالب 304 ؛ جواهر المطالب ج ‏‏1ص 146 ـ151 ؛ كتاب فرائد السمطين ج 1 باب 17 ص 90 وباب 25 ص 142 ط بيروت ؛ نظم درر السمطين ص 91 ـ 92 ‏و185 ـ 188 ؛ ذخاير العقبى ص 27 ـ 30 ؛ ينابيع المودة ج 1 ص 148 و355 وج 2 ص 65 ـ 66 و122.‏

العودة