{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ}‏ سورة المعارج الآية 1 ـ 2‏

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ} هل هناك سؤال عن العذاب في ‏طبيعته أو في توقيته، ليكون السؤال بمعنى الاستفهام، أو أنَّ السؤال بمعنى الطلب فتكون القضية ‏هي في الطريقة التي كان يُدير المشركون فيها مع النبي الحوار الجدلي عن الآخرة وعذابها الذي ‏ينتظرهم [من وحي القرآن ج23 ص 92-91]
أقول: ولكن الذي ورد عن أئمة الهدى (عليهم السلام) بل وعن بعض الصحابة، أنَّ الآية نزلت في ‏الحارث بن النعمان الفهري، الذي تجرأ على الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) عندما نصَّب ‏أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) بأمر من الله تعالى.‏
فلم تنزل الآية بحسب ما يزعم السيد محمد حسين، وهو مذهبُ المُكذِّبين ببيعة الغدير كأنس بن مالك ‏ومَن شاكله، وإنما نزلت لِمَا أشرنا إليه، وهناك شواهدُ قطعيَّةٌ ومن روايات أبناء السُّنة على صحة ‏هذه الدعوي.‏
والذي ينفعنا في المقام، هو أنَّ جمعاً من أئمة أبناء السُّنة قالوا بأنَّ الآيةَ التي نبحث فيها مرتبطةٌ ‏بآية {اللَّهُمَّ إن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِن عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
سورة الأنفال الآية 32، ‏وهذا يُمثِّل قرينةً قطعيَّةً على صحة ما ورد في روايات بعض أبناء السُّنة وما ورد من طرقنا، من ‏أنَّ الآية التي نبحث فيها قد نزلت في الحارث الفهري.‏
فقد أخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك، وابن جرير الطبري في تفسيره ـ وهما من أبناء ‏السُّنة ـ بإسنادهما عن سعيد بن جبير {سَأَلَ سَائِلٌ} قال: هو النضر بن الحارث بن كلدة، قال: ‏أللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء. قال النيسابوري: هذا حديث ‏صحيح على شرط الشيخين.‏
أقول: وأخرجه النسائي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم، والحاكم الحسكاني، وابن مردويه عن ‏ابن عباس، وأخرجه ابن المنذر عن زيد بن أسلم، وأخرجه ابن جرير هو وعبد بن حميد ‏بإسنادهما عن عطاء، وأخرجه سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير بإسنادهم ‏عن مجاهد، وأيضاً أخرجه ابن جرير هو وابن أبي حاتم بإسنادهما عن السدي، وأخرجه ابن ‏المنذر ـ وجميعهم من أبناء السُّنة ـ بإسناده عن ابن جريج(1).‏
وأما أن آية {سَأَلَ سَائِلٌ} نزلت في أبي جهل أو في المشركين والكفار كما يزعم بعضُ المكذِّبين ‏من أئمة الضلال من أبناء السُّنة، فيكفينا في ردِّ تلك الدعوى الباطلة، أنَّ ابن عباس وزيد بن أسلم ‏ومجاهد وعطاء والسدي وابن جريج، قالوا بأنَّ آية {سَأَلَ سَائِلٌ} نزلت عند قول القائل {اللَّهُمَّ إن ‏كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِن عِنْدِكَ}.‏
فهل أنَّ المشركين أو أبا جهل ممَن كانوا يؤمنون بالحقِّ تعالى، وبأنَّ عند الله تعالى حقاً، وأنَّ ‏هناك ربَّاً عنده حق؟!‏
نعم، أئمة الضلال أخرجوا المضمون الذي نقلناه لك، ولكنهم أيضاً حرَّفوا الكَلِمَ عن مواضعه، ‏حيث قالوا بنزول آية {سَأَلَ سَائِلٌ} في مكة المكرمة.‏
ونحن نستشهد بقولهم بارتباط آية {سَأَلَ} بآية {اللَّهُمَّ إن كَانَ هَذَا}، ونلتزم بأنَّ قولهم بنزولها في ‏مكة المكرمة، قول أُريد به التحريفُ والتضليلُ، ويكفي أنَّ معنى آية {اللَّهُمَّ إن كَانَ هَذَا} لا يمكن ‏أن ينطبق إلا على مَن يُؤمن بالله تعالى، وبأنَّ هناك حقاً قد جاء به الرسول الأكرم (صلى الله عليه ‏وآله)، فكيف يقول المكذِّبون الضالون، بأنها نزلت في أبي جهل وأمثاله؟!‏
وأنت إذا تأملت فيما سننقله لك من أمر أنس بن مالك، فإنك ستعرف بحقٍّ، كيف أنَّ التضليلَ وقع ‏بسبب تكذيبه وتحريفه، فإنه مَن قال بنزول الآية في أبي جهل في مكة المكرمة.‏
فقد أخرج البلاذري ـ من أبناء السُّنة ـ في أنساب الأشراف بإسناده عن شقيق بن سلمة، قال: ‏قال عليٌّ (عليه السلام) على المنبر: نشدتُ الله رجلاً سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ‏يوم غدير خم: اللهم وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، إلا قام فشهد، وتحت المنبر أنس بن مالك ـ ‏والبراء بن عازب ـ وجرير بن عبد الله، فأعادها فلم يُجبه أحدٌ منهم فقال: اللهم مَن كتم هذه ‏الشهادة وهو يعرفها، فلا تُخرِجه من الدنيا حتى تجعل به آيةً يُعرَفُ بها، قال أبو وائل: فبَرُصَ ‏أنس، وعميَ البراء، ورجع جرير أعرابياً بعد هجرته، فأتى السراة فمات في بيت أمه بالسراة.‏
وعن ابن كثير ـ من أبناء السُّنة ـ في السيرة النبوية عن عبد الله بن أحمد بن حنبل بإسناده عن ‏عبيد بن الوليد قال: دخلت على عبد الرحمن بن أبي ليلى، فحدثني أنه شهد علياً (عليه السلام) في ‏الرحبة قال: أُنشد الله رجلاً سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشهده يوم غدير خم إلا قام، ‏ولا يقوم إلا مَن قد رآه، فقام إثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول «اللهم ‏والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله» فقام إلا ثلاثةٌ لم يقوموا، ‏فدعا عليهم فأصابتهم دعوته.‏
أقول: وأخرجه ابن عساكر أيضاً في تاريخه بإسناده عن عبيد.‏
وأخرجه في تاريخه أيضاً بإسناده عن عمرو بن عبد الله وعبد الأعلى بن عامر الثعلبي عن عبد ‏الرحمن بن أبي ليلى مثله، وفي آخره: وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا.‏
وأخرج الطبراني ـ من أبناء السُّنة ـ في المعجم الكبير بإسناده عن أبي سليمان زيد بن وهب ‏قال: ناشد عليٌّ (عليه السلام) الناس في الرحبة مَن سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ‏الذي قال له، فقام ستة عشر رجلاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ‏‏«اللهم مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهم والِ مَن والاه، وعاد مَن عاداه»، قال زيد بن أرقم: ‏فكنتُ في مَن كَتَمَ فذهب بصري، وكان عليٌّ (عليه السلام) دعا على مَن كتم.‏
أقول: وأخرجه أيضاً هو وابن عساكر عن أبي سلمان المؤذن يزيد بن عبد الله عن زيد بن أرقم.‏
وقال ابن الأثير ـ من أبناء السُّنة ـ في أسد الغابة: قال أبو إسحاق وحدَّثني مَن لا أُحصي أنَّ ‏علياً (عليه السلام) ناشد الناس في الرحبة مَن سمع قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) «مَن ‏كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهم والِ مَن والاه، وعاد مَن عاداه» فقام نفر فشهدوا أنهم سمعوا ذلك ‏من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكتم قوم، فما خرجوا من الدنيا حتى عموا وأصابتهم آفة.‏
أقول: لم يقل أبو إسحاق وحدَّثني مَن لا أعرف، وإنما قال: وحدثني مَن لا أُحصي، وهو كناية عن ‏كثرة مَن حدَّثه، فانتبه.‏
وقال العجلي ـ من أبناء السُّنة ـ في معرفة الثقات، وأخرجه أيضاً ابن عساكر بإسناده عن أحمد ‏بن صالح: لم يُبتلَ أحدٌ من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) إلا رجلين معيقيب كان به هذا ‏الداء الجذام، وأنس بن مالك كان به وضح (البرص).‏
وأخرج الخوارزمي في المناقب بإسناده عن زاذان أبي عمر: أنَّ عليَّ بن أبي طالب (عليه السلام) ‏سأل رجلاً بالرحبة عن حديث فكذَّبه، فقال عليٌّ (عليه السلام): إنك قد كذبتني؟ فقال ما كذبتك، ‏قال: أدعو الله عليك إن كذبتني أن يَعمى بصرُك قال: أدعُ الله، فدعا الله عليه، فلم يخرج من ‏الرحبة حتى قُبِض بصرُهُ.‏
وأخيراً، فإنه يكفينا ما ذكره ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج إذ قال: المشهور أنَّ علياً ‏‏(عليه السلام) ناشد الناس الله في الرحبة بالكوفة، فقال: أُنشدكم الله رجلاً سمع رسول الله (صلى ‏الله عليه وآله) يقول لي وهو منصرف من حجة الوداع «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، أللهم والِ ‏مَن والاه، وعادِ مَن عاداه» فقام رجال فشهدوا بذلك، فقال (عليه السلام) لأنس بن مالك: لقد ‏حضرتها فما بالك! فقال: يا أمير المؤمنين كبرت سني، وصار ما أنساه أكثر مما أذكره، فقال له: ‏إن كنتَ كاذباً فضربك اللهُ بها بيضاء لا تُواريها العمامة، فما مات حتى أصابه البرص. وقد ذكر ‏ابن قتيبه حديث البرص والدعوة التى دعا بها أمير المؤمنين (عليه السلام) على أنس بن مالك في ‏كتاب المعارف في باب البرص من أعيان الرجال، وابنُ قتيبة غيرُ متَّهمٍ في حقِّ عليٍّ (عليه ‏السلام) على المشهور من انحرافه عنه. وروى عثمان بن مطرف أنَّ رجلاً سأل أنس بن مالك في ‏آخر عمره عن عليِّ بن أبى طالب (عليه السلام) فقال: إني آليتُ ألا أكتم حديثاً سُئِلت عنه في ‏عليٍّ (عليه السلام) بعد يوم الرحبة.

من مصادر أبناء السُّنة: تفسير مجاهد ج 1 ص 261 ؛ المستدرك على الصحيحين ج 2 ص 502 ؛ تفسير جامع البيان ج 9 ص ‏‏306 ـ 307 وج 29 ص 86 ؛ معاني القرآن ج 3 ص 149 ؛ زاد المسير ج 3 ص 237 ؛ تفسير القرطبي ج 10 ص 225 وج ‏‏14 ص 290 وج 18 ص 278 ـ 279 تفسير ابن كثير ج 2 ص 316 ـ 317 وج 4 ص 446 ؛ الدر المنثور ج 3 ص 181 وج ‏‏5 ص 297 وج 6 ص 263ـ 264 ؛ لباب النقول ص 201 ـ 202 ؛ تفسير الثعالبي ج3 ص 239 وج 5 ص 481.‏
أقول: وهذا الذي نقلناه يشهد بعضه لبعض في الصحة، وهذا المقدار بضمِّ بعضه لبعض شاهدٌ ‏قطعيٌّ على صحة ما ذكروه من حال أنس، وعليه فيكون من الطبيعي جداً أن يعمد أئمةُ الضلال ‏والنِّفاق تبعاً لأنس وأمثاله على إخفاء الحق، وادِّعاء نزول الآية فيمَن ادَّعوا افتراءً وكذباً.‏
على أنهم حيث لم يكن بمقدورهم نفي ارتباط آية {سَأَلَ} بآية {اللَّهُمَّ إن كَانَ هَذَا} فلم يكن منهم إلا ‏التحريف من جهة ثانية.‏
وإذا ما كان حال أنس بن مالك ما قد أوضحناه لك، فإنه تعرف بنحو يقينيٍّ فسادَ وبطلانَ ما ادَّعاه ‏وذكره في شأن نزول آية {سَأَلَ}، ويكون تكذيبُهُ يوم المناشدة دليلاً قطعيَّاً على صحة ما ذكره ‏بعض أبناء السُّنة بشأن الآية التي نبحث فيها، ودليلاً على صحة ما يعتقد به محققوا أبناء الفرقة ‏الناجية.‏
قال الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين، والقندوزي في ينابيع المودة ـ وهما من أبناء السُّنة ‏ـ: ونقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي ـ من أبناء السُّنة ـ في تفسيره أن سفيان بن عيينه سُئِل عن ‏قول الله {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} فيمَن نزلت؟ فقال للسائل: سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحدٌ ‏قبلك، حدثني أبي عن جعفر بن محمد (صلى الله عليه وآله) عن آبائه (عليهم السلام) أنَّ رسول ‏الله (صلى الله عليه وآله) لما كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليٍّ (عليه السلام) ‏وقال: مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه، فشاع ذلك وطار في البلاد فبلغ ذلك الحارث بن النعمان ‏الفهري، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ناقة له فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها فقال: ‏يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي ‏خمساً فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصوم شهراً فقبلنا منك، وأمرتنا بالحج ‏فقبلنا منك، ثم لم ترضَ بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك تُفضِّله علينا وقلت: مَن كنتُ مولاه ‏فعليٌّ مولاه، فهذا منك أم من الله؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي لا إله إلا هو إنَّ هذا ‏من الله، فولى الحارث بن النعمان وهو يريد راحلته ويقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً ‏فأمطر علينا حجارة من السماء أو اتنا بعذاب أليم، فما وصل الى راحلته حتى رماه الله تعالى ‏بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره، وأنزل الله {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ ‏دَافِعٌ}.‏
أقول: وأخرجه الحاكم الحسكاني ـ من أبناء السُّنة ـ في الشواهد بإسناده عن شريح بن النعمان ‏عن سفيان بن عيينة، وأخرجه أيضاً هو والطبرسي في مجمع البيان بإسنادهما عن محمد بن أيوب ‏الواسطي عن سفيان بن عيينة، وأخرجه فرات الكوفي ومحمد بن العباس في تفسيريهما، ومنتجب ‏الدين بن بابويه في أربعينه بإسنادهم عن الحسين بن محمد المخارقي عن سفيان بن عيينة.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني في شواهده، وفرات الكوفي في تفسيره، بإسنادهما عن سعيد بن أبي ‏سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعَضُدِ عليِّ بن أبي ‏طالب (عليه السلام) يوم غدير خم، ثم قال: مَن كنت مولاه فهذا مولاه، فقام إليه أعرابي فقال: ‏دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فصدقناك، وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلينا ‏وصمنا، وبالزكاة فأدينا فلم يُقنعك إلا أن تفعل هذا؟! فهذا عن الله أم عنك؟ قال (صلى الله عليه ‏وآله): عن الله لا عني، قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟ قال (صلى الله عليه ‏وآله): نعم ثلاثاً، فقام الأعرابي مسرعاً إلى بعيره وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من ‏عندك، فما استتم الكلمات حتى نزلت نار من السماء فأحرقته، وأنزل الله في عقب ذلك {سَأَلَ ‏سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ}.‏
وأخرج الحسكاني بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال: لما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليٍّ ‏‏(عليه السلام): مَن كنت مولاه فهذا مولاه، قام النعمان بن المنذر الفهري فقال: هذا شيءٌ قلته من ‏عندك أو شيءٌّ أمرك به ربك؟ قال (صلى الله عليه وآله): لا بل أمرني به ربي، فقال: أللهم أنزل ‏علينا حجارة من السماء، فما بلغ رحله حتى جاءه حجر فأدماه فخر ميتاً، فأنزل الله تعالى {سَأَلَ ‏سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ}.‏
أقول: وأخرجه الحسكاني بإسناده عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، وبإسناده عن جابر ‏الجعفي عن محمد بن علي (عليهما السلام)، وقال الحسكاني وورد أيضاً في الباب عن سعد بن ‏أبي وقاص وابن عباس.‏
وقريب منه أخرجه فرات الكوفي بإسناده عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس جميعاً عن ‏ابن عباس.‏
وعن ابن شهرآشوب في المناقب وابن يونس العاملي في الصراط المستقيم، أنَّ أبا عبيد، والثعلبي، ‏والنقاش، وسفيان بن عيينة، والرازي، والقزويني، والنيسابوري، وأبو نعيم ـ وجميعهم من أبناء ‏السُّنة ـ والطبرسي، والطوسي في تفاسيرهم، قد ذكروا خبر الحارث.‏
وأخيراً بل أولاً، فقد روى الكليني في الكافي ومحمد بن العباس في تفسيره، بإسنادهما عن أبي ‏بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله تعالى {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ} بولاية ‏عليٍّ (عليه السلام){لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ}.
الكافي ج 1 ص 422 ؛ شرح الأخبار ج 1 ص 241 ؛ عيون المعجزات ص 13 ـ 14 ؛ الأربعون حديثاً ص 82 ـ 84 ؛ ‏مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 166 ـ 167 و240 ـ 241 و301 ؛ العمدة ص 100 ـ 101 ؛ الفضائل ص 84 ؛ الطرائف ص ‏‏152 ـ 153 ؛ الصراط المستقيم ج 1 ص 313 و ج 2 ص 60 ـ 61 ؛ الصوارم المهرقة ص 78 ـ 79 ؛ حلية الأبرار ج 2 ص ‏‏124 ـ 125 ؛ بحار الأنوار ج 8 ص 6 ـ 7 وج 23 ص 378 وج 35 ص57 و320 إلى324 وج 37 ص 136 ـ 137و162 ‏ـ 163 و166 ـ 167 و173 إلى 176 وج 93 ص 216 ـ 217 ؛ مناقب أهل البيت للشيرواني ص 123ـ 124 الغدير ج 1 ‏ص 239 ـ 247 ؛ تفسير فرات الكوفي ص 503 إلى 507 ؛ تفسير مجمع البيان ج 10 ص 118ـ 119 ؛ خصائص الوحي المبين ‏ص 88 ـ 89 ؛ تفسير الميزان ج 6 ص 53 ـ 54 وج 6 ص 54 ـ 55 وج 20 ص 11 ـ 12 ؛ تأويل الآيات ج 2 ص 722 ‏ـ 723 ؛ شرح الأخبار ج 1 ص 229ـ231 ؛ الصراط المستقيم ج 1 ص 313 ؛ التفسير الصافي ج 2 ص 299 ـ 300 وج 5 ‏ص 224 ؛ التفسير الأصفى ج 1 ص 435 وج 2 ص 1349 ـ 1350 ؛ تفسير نور الثقلين ج 2 ص 150 ـ 151 و530 ـ 531 ‏وج 5 ص 411 ـ412 ؛ الغدير ج 1 ص 193. ‏
‏ من مصادرأبناء السُّنة: نظم درر السمطين ص 93 ؛ تفسير القرطبي ج 18 ص 278 ـ 279 ؛ ينابيع المودة ج 2 ص 369 إلى ‏‏371 ؛ شواهد التنزيل ج2 ص 380 إلى 386 ؛ فتح القدير ج 5 ص 288.‏

من مصادر أبناء السُّنة: أنساب الاشراف ص 156ـ 157 ؛ السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 420 ؛ المناقب للخوارزمي ص ‏‏378 ؛ الآحاد والمثاني ج 4 ص 234 ـ 239 ؛ معرفة الثقات للعجلي ج 2 ص 291 ؛ تاريخ مدينة دمشق ج 9 ص 375 ـ 377 ‏وج 42 ص 207 ـ 208 ؛ المعجم الكبير ج 5 ص171و175 ؛ المعارف لابن قتيبة 580 ؛ شرح نهج البلاغة ج 4 ص 74 وج ‏‏19 ص 217 ـ 218 ؛ تهذيب الكمال ج3 ص374 ـ 375 ؛ البداية والنهاية ج9 ص 108 ؛ أسد الغابة ج3 ص 321.‏

العودة