{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}‏ سورة الزخرف الآية 28‏

قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} وهي كلمة الإسلام لله في كلِّ شيءٍ، وتوحيدُهُ في ‏الفكر والعبادة وحركة الحياة [من وحي القرآن ج20 ص 230]
أقول: ولكن الثابت عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) وعن أئمة الهدى (عليهم السلام)، أنَّ ‏الكلمةَ الباقية هي الإمامة.‏
فهل تراني هنا سأقول للمعاصر شكراً لك على ما تُتحِفُ به الأمة من أفكار تخالف ما ثبت عن ‏سادتنا (عليهم السلام)؟!‏
أَوَ تراني لا أشكُّ في ما هو مذهبه، وفيما هي عقيدته، وقد رأيناه في عشرات الموارد يخالف ما ‏ثبت عن سادة الورى (عليهم السلام)؟!!‏
أَوَ تظنُّ بأنني ساذجٌ إلى حدٍّ أحتمل معه في هذا المعاصر أنه ليس على اطِّلاعٍ على أخبار العترة ‏الطاهرة (عليهم السلام)؟!!‏
ولو قلنا بأنه ليس على اطلاع، غير أنه ما كان يمنعه عن الاطلاع، وعوام الناس يعلمون جيداً أن ‏تفسير القرآن لا يجوز بالاعتماد على الظن؟!!‏
فكيف إذا ما كان على خلاف ما ثبت عمَّنْ يجب اتِّباعهم؟!!‏
هذا، وقد أخرج الصَّدوق في العلل وكمال الدين ومعاني الأخبار، ووالده في الإمامة والتبصرة، ‏ومحمد بن العباس في تفسيره، بإسنادهم عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله ‏تعالى {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} قال: في عقب الحسين (عليه السلام)، فلم يزل هذا الأمرُ منذ ‏أُفضِيَ إلى الحسين (عليه السلام)، ينتقل من والد إلى ولد، لا يرجع إلى أخ ولا إلى عمٍّ.‏
وأخرج الصَّدوق في الخصال وكمال الدين ومعاني الأخبار، بإسناده عن المفضل بن عمر عن ‏الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: فقلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ‏فأخبرني عن قول الله عزَّ وجل{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}؟ قال: يعني بذلك الإمامةَ جعلها الله ‏في عقب الحسين إلى يوم القيامة.‏
وأخرج الصَّدوق في كمال الدين، بإسناده عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن ‏أبي طالب (عليهم السلام) أنه قال: وفينا نزلت هذه الآية {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} والإمامة ‏في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) إلى يوم القيامة.‏
وأخرج الصَّدوق في كمال الدين، بإسناده عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما ‏السلام) (في حديث) قلت: فهل تكون الإمامةُ في أخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ ‏قال: لا، إنما هي جاريةٌ في عقب الحسين (عليه السلام) كما قال الله عزَّ وجل {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً ‏فِي عَقِبِهِ}، ثم هي جارية في الأعقابِ، وأعقابِ الأعقاب إلى يوم القيامة.‏
وأخرج الخزاز القمي في كفاية الأثر بإسناده عن أبي هريرة قال: سألتُ رسولَ الله (صلى الله ‏عليه وآله) عن قوله عزَّ وجل {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} قال: جعلَ الإمامةَ في عقب الحسين ‏‏(عليه السلام)، يخرج من صلبه تسعةٌ من الأئمة، ومنهم مهدىُّ هذه الأمة (عجل الله فرجه).‏
وأخرج أيضاً بإسناده عن الأعرج قال: فقلت لأبي هريرة: فمَن أهل بيته، نساؤه؟ قال: لا، أهل ‏بيته صلبه وعصبته، وهم الأئمة الأثنا عشر الذين ذكرهم الله في قوله {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي ‏عَقِبِهِ}.‏
وأيضاً بإسناده عن حذيفة اليمان (في حديث) قال: قلتُ يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما ‏لأولاد الحسن (عليه السلام)؟ قال: إنَّ الله تبارك وتعالى جعلَ الإمامةَ في عقب الحسين (عليه ‏السلام)، وذلك قوله تعالى {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ}.‏
وأيضاً بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام)، ‏قال: قلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنَّ قوماً يقولون: إنَّ الله تبارك وتعالى جعلَ ‏الإمامةَ في عقب الحسن والحسين (عليهما السلام)، قال: كذبوا والله، أَوَ لم يسمعوا اللهَ تعالى ذكرُهُ ‏يقول {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} فهل جعلها إلا في عقب الحسين (عليه السلام).‏
وأخرج محمد بن العباس في تفسيره، بإسناده عن سُليم بن قيس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ‏‏(في حديث): والعلمُ في عقبنا إلى أن تقوم الساعة، ثم قرأ {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} ثم قال: ‏كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عقب إبراهيم، ونحن أهل البيت عقب إبراهيم (عليه السلام)، ‏وعقب محمد (صلى الله عليه وآله).‏
وأخرج فرات الكوفي في تفسيره بإسناده عن أبي خالد قال: كنا عند زيد بن علي (عليه السلام) ‏فجاءه أبو الخطاب، فقال له زيد:....أفترون أنَّ رجالنا ليس مثل نساءنا، ألا إنَّا أهل البيت ليس ‏يخلو أن يكون فينا مأمورٌ على الكتاب والسُّنة، لأنَّ الله تعالى قال {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ‏لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.‏
وأخرج ابن جرير الطبري وهو من أبناء السُّنة في تفسيره ـ وحكاه القرطبي والطوسي ‏والطبرسي في تفاسيرهم ـ بإسناده عن السدي {فِي عَقِبِهِ} قال: في عقب إبراهيم آل محمد (صلى ‏الله عليه وآله)
الامامة والتبصرة ص 49 ؛ علل الشرائع ج 1 ص 207 ؛ الخصال ص 304 ـ 305 ؛ كمال الدين وتمام النعمة ص 323 ‏و358 ـ 359 و415 و416 ـ 417 ؛ معاني الأخبار ص 126و131 ‏‎–‎‏ 132 ؛ كفاية الأثر ص 86 ـ 87 و136 ـ 137و246 ‏؛ روضة الواعظين ص 99 ؛ الاحتجاج ج 1 ص 82؛ مناقب آل أبي طالب ج 1 ص214 وج2 ص41 وج3 ص206 ؛ الصراط ‏المستقيم ج 2 ص 114؛ مدينة المعاجز ج 2 ص 383 ؛ بحار الأنوار ج 12 ص 29و66 وج 24 ص 174 و177 - 183 وج 25 ‏ص 249 ـ 254 و258 ؛ تفسير القمي ج 1ص 164و314 وج 2 ص 274 ؛ تفسير فرات الكوفي ص 402 ؛ تفسير التبيان ج 9 ‏ص 194 ؛ تفسير مجمع البيان ج 1 ص 375 وج 9 ص 76؛ التفسير الصافي ج 2 ص 65 وج 4 ص 387 ـ 388 ؛ تفسير نور ‏الثقلين ج1ص 601 وج 4 ص 570 و596 -597 ؛ تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 331 - 332 ؛ تفسير الميزان ج1ص 279 وج ‏‏18 ص 97 و105 ـ 106 ؛ تأويل الآيات ج 2 ص 555 إلى 557.‏
‏ من مصادر أبناء السُّنة: تفسير جامع البيان ج25 ص82 ؛ تفسير القرطبي ج16 ص77 ؛ ينابيع المودة ج 1 ص 353 وج 3 ص ‏‏248 ـ 249. ‏

العودة