ـ إهبطا أنتما وإبليس لفشلكم في الإستقامة على خط أوامر الله ونواهيه.

ـ إهبطا أنتما وإبليس لعصيانكم الله.

ـ أدرك آدم الهول الكبير الذي يواجهه في البعد عن رحمة الله.

ـ أدرك آدم الهول الكبير في الخروج من مواقع القرب لله.

ـ التحول الإنساني لآدم في الإعتراف بالذنب.

ـ التحول الإنساني لآدم في العزم على التصحيح.

ـ التحول الإنساني لآدم في الرجوع إلى الله بالعودة إلى طاعته.

ـ الأوامر الإرشادية تتصل بمحبة الله لعبده كي لا يقع في قبضة الفساد.

ـ الكلمات التي تلقاها آدم هي: ربنا ظلمنا أنفسنا.. الخ..

ـ الحديث المروي يؤكد تفسيره للكلمات المتلقاة ويستبعد أسماء أهل البيت.

ـ آدم وحواء سقطا في التجربة الصعبة.

ـ السقوط في التجربة كان بعد التحذير الإلهي من الشجرة، ومن الشيطان.

ويقول السيد محمد حسين فضل الله:

 "{وقلنا اهبطوا} إلى الأرض أنتما وإبليس لعصيانكم الله، وفشلكم في الإستقامة على خط أوامره ونواهيه، {بعضكم لبعض عدو} بفعل الحرب المفتوحة بينكما وذريتكما وبينه، وجنوده، لأنه يستهدف إبعادكم عن رحمة الله، وعن جنته، بينما تعملون على التمرد عليه والخروج من سلطته والسعي إلى دخول الجنة والبعد عن النار.{ولكم في الأرض مستقر} أي مقام ثابت لأن الله جعلها قرارا، {ومتاع} تستمتعون فيه في حاجاتكم الوجودية العامة والخاصة، {إلى حين} إلى الأجل الذي جعله الله لكم في مدة العمر التي حددها لكم في هذه الدنيا.

وهكذا عرف آدم، ومعه زوجته معنى الشيطان في وسوسته، وقسوة التجربة في نتائجها، وأدرك الهول الكبير الذي يواجهه في البعد عن رحمة الله، وفي الخروج من مواقع القرب إليه، ومقامات الروح في رحابه.

آدم يتوب إلى الله تعالى:

{فتلقى آدم من ربه كلمات} ترتفع إلى الله من روح خاشعة خاضعة، وقلب نابض بالحسرة، والندم ولسان ينطق بالتوبة، وكيان يرتجف بالتوسل، وذلك بالإلهام الإلهي من خلال الفطرة التي توحي بالمعرفة في علاقة النتائج بالمقدمات، وفي طريقة تغيير الموقف من دائرة السلب إلى دائرة الإيجاب، ليكون التحول الإنساني في الإعتراف بالذنب والإستسلام للندم، والعزيمة على التصحيح، والرجوع إلى الله بالعودة إلى طاعته في ما يكلفه به من مهمات، وفي ما يرشده إليه من إرشادات، لأن أوامر الله الإرشادية تتصل بمحبته لعبده لئلا يقع في قبضة الفساد، كما تتصل أوامره المولوية بحرصه عليه في البقاء في خط الإستقامة، وابتعاده عن خط الإنحراف الذي يؤدي إلى الزلل ويقوده إلى الهلاك.

ولكن ما هي هذه الكلمـات؟

إن الرجوع إلى القصة في سورة الأعراف يوحي بأن آدم الذي انطلق نحو التوبة في عملية تكامل مع حواء، وقف معها ليقولا في توبتهما {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} (الاعراف: 23) ويبدو من خلال هذه الآية، أن التوبة كانت قبل الهبوط إلى الأرض، بعد التوبيخ الإلهي والتذكير لهما بأن سقوطهما في التجربة الصعبة لم يحصل من حالة غفلة، لا تعرف الطريق إلى الوعي، بل كان حاصلاً بعد التحذير الإلهي من الأكل من الشجرة، ومن الشيطان، باعتباره عدواً لهما، وذلك قوله تعالى:

{فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين} (الأعراف: 22).

ويؤكد هذا التفسير للكلمات الحديث المروي في قوله تعالى:

{فتلقى آدم من ربه كلمات} و{قال: لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي وأنت خير الغافرين، لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي فارحمني وأنت خير الراحمين، لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم.} .

وهذا ما ينسجم مع الآية في أصل الفكرة، ولكنه يختلف عنها في التفاصيل" [من وحي القرآن ج1ص250-252ط2]

ونقول:

1 ـ قد تحدثنا فيما مضى من هذا الفصل بما فيه الكفاية عن قصة آدم عليه السلام، ولأجل ذلك، فإننا سوف نصرف النظر عن الإعادة ولعل نفس العناوين التي استخرجناها من طيات كلام هذا البعض توضح لنا مدى جرأته على أنبياء الله وأوليائه.

2 ـ قد أشرنا حين الحديث عن تفسيره لقوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم..} وذلك عند الحديث عن كلام السيد فضل الله حول نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) إلى أن مخالفة الأولى لا مجال لقبولها في حق الأنبياء، بأي وجه لأنها تنتهي إلى الطعن بهم، أو الطعن في عظمة الله وجلاله، جل وعز..

3 ـ إننا لم نستطع أن نفهم السبب في استبعاده أسماء أهل البيت (عليهم السلام) وحصره الكلمات التي تلقاها آدم من ربه في خصوص هذا الدعاء، فإن التجاء الإنسان إلى الله، والإعتراف أمامه بالقصور، وبالتقصير، وطلب العون والستر والمغفرة، لا يحتاج إلى التلقي من الله سبحانه، وإلى التعليم، إذ إن ذلك هو ما تسوق إليه طبيعة الإنسان الذي يعرف الله، ويقف أمام جلاله، وعظمته، مدركاً عجزه في مقابل قدرته، وضعفه في مقابل قوته، وفقره، وحاجته في مقابل غناه، و. فكان من الطبيعي أن يدعو آدم ربه، وقد نقلت الروايات لنا ذلك.

ثم تفضل الله عليه بتعليمه أسماء أهل البيت (عليهم السلام) ليكونوا شفعاءه ووسيلته. فيكون قد جمع بين الدعاء وبين التوسل.

ولماذا يستبعد الروايات التي تحدثت عن أن الكلمات هي محمد، وفاطمة، وعلي، والحسنان.. فإن بإمكانه أن يجمع بين الروايات باعتبار انه عليه السلام قد جمع بين الدعاء وبين التوسل فيكون دعاؤه عليه السلام قد اشتمل على الأمرين معاً.

4 ـ من قال: إن هبوط آدم (ع) وحواء من الجنة كان قد جاء على سبيل العقوبة لهما.. فلعله قد جاء من خلال: الحالة التي استجدت لهما بسبب الأكل من الشجرة، من خلال تبلور الطبيعة البشرية بما لها من عوارض في شخصيتهما حيث أصبحا يشعران بالحر والبرد، وبالقوة والضعف، وبالصحة والمرض، وبالجوع والشبع، وبالري والعطش.

وأصبح الواحد منهم يعرق، ويبول، ويتغوط، وينام إلى غير ذلك من حالات تعرض للبشر العاديين.

فلم يعد يمكنهما البقاء في الجنة من أجل ذلك فكان لا بد من التوجيه الإلهي لهما باختيار المكان المناسب، دون أن يكون ذلك إبعاداً لهما عن ساحة الرحمة والقرب، والزلفى.

أما إبليس، فإن خروجه كان عقوبة له.. فإن طبيعة كينونته، وتكوينه لا تقتضي أن يحصل له ما كان يحصل لآدم من العطش والجوع والحر والبرد والمرض وما إلى ذلك. فإذا طرد من الجنة، فإن طرده يمثل إبعاداً عن ساحة القرب والزلفى والرحمة الإلهية، وحرمانا من مقام الكرامة الربانية.

وسيتضح الفرق بين الموقفين، الذي يبرر اعتبار هذا عقوبة وذاك كرامة.

5 ـ وقد روي عن الإمام الصادق (ع) أو الإمام الباقر (ع) قوله عن آدم (ع): (إنه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره، ويقول له إبليس: {ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين}) البحار ج11 ص187 عن العياشي وتفسير البرهان ج2 ص6

وذلك يفيد، أن المراد من قوله تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً} إن كانت الآية تتحدث عما جرى بين آدم وإبليس ـ أن المراد بالنسيان هو أنه قد عمل عمل الناسي، بأن ترك الأمر وانصرف عنه، كما يترك الناسي الأمر الذي يطلب منه.

لكن الظاهر من الرواية المتقدمة هو: أن آدم (ع) لم ينس نهي الله عن الشجرة، كما أنه قد روي عن الإمام الصادق (ع) ما يدل على أن نسيان العهد في هذه الآية لا يرتبط بالنهي عن الشجرة، بل هو يرتبط فيما أخذ عليه في الميثاق.. وللبحث في هذه الآية مجال آخر.

6 ـ قد ذكرنا أن ما فعله آدم لم يكن تمرداً على إرادة الله ولا كسراً لهيبته، بل ما فعله (ع) يشبه مخالفة المريض لأمر الطبيب الذي نهاه مثلاً عن المشي لمدة ساعة وأعطاه دواء، فظن المريض المشي دواء له كما أن الدواء يقوم بمهمة المشي ويؤدي وظيفته، لكن المشي ساعة هو الأسرع في تحقيق الغرض من الدواء الذي يحتاج إلى عشرة أيام، فآثر المريض أن يتحمل مشقة المشي ليحقق غرض الطبيب وليفرح بالشفاء العاجل. وإذ بالنتيجة تكون عكسية حيث يظهر للمريض أن المشي ليس هو الدواء بل هو سبب الداء.

فيصح القول بأنه عصى أمر الطبيب، وإن لم يكن الطبيب سيداً له ولا نشأ أمره من موقع السيادة، بل من موقع الإرشاد والنصيحة، ولا تستحق مخالفة النصيحة، ولا مخالفة أمر الناصح أية عقوبة.

7 ـ إن إقدام آدم (ع) على الأكل من الشجرة، وكل ما جرى له عليه السلام، قد جاء ليثبت أهلية آدم(ع) للنبوة، وامتلاكه للمواصفات التي تحتاجها في أعلى درجاتها، تماماً كما حصل لموسى (ع) مع الخضر (ع). إذ إن ما كان يطمح إليه آدم (ع) ويطمع به لم يكن أمراً دنيوياً، ولذة عاجلة، كالسلطة، والمال، والجاه، والنساء، والمأكل، والملبس، وما إلى ذلك، بل كان طموحه منسجماً مع شخصيته الإيمانية والنبوية، وهو أن يعيش مع الله سبحانه وتعالى، وأن يكون خالصاً له. وأن يستأصل من داخله حتى ميوله وغرائزه الذاتية التي من شأنها أن تشده إلى أمور أخرى، ليصبح تماماً كما هو الملاك الذي يكون الخير طبيعته وسجيته، ولا يحمل في داخله أي شهوة أو غريزة يمكن أن يكون لها أدنى أثر في صرفه عن وجهته، أو أدنى أثر في وهن عزيمته.

كما أنه حين أراد الحصول على ملك لا يبلى، فإنه لم يرده حباً في الدنيا وإيثاراً لها.. وإنما ليكون قوة له في طاعة الله سبحانه، ووسيلة لإقامة العدل المحبوب لله فيما استخلفه سبحانه وتعالى فيه.

أضف إلى ذلك أن طموح آدم (ع) وسعيه هو أن يبقى يعيش مع الله، وأن يكون عمره مديداً ومديداً جداً يصرفه كله في عبادته سبحانه، وفي رضاه، فهو لا يريد الخلود لأجل الدنيا، أو استجابة لشهوة حب البقاء..

نعم هذه هي أهداف وطموحات آدم (ع) النبي العاقل والحكيم، وهذا هو كل همّه، وغاية سعيه، ولو أنه لم يرد ذلك، لكان فيه نقص، ولما استحق مقام النبوة، لأنه بذلك يريد أن يبقى بعيداً عن الله، مستجيباً لغرائزه وشهواته..

وفوق ذلك كله، فإنه إذا كان قادراً على التصرف في الأمور وكان ملكاً فإنه سيكون قادراً على التقلّب في طاعة الله في مختلف الحالات، وينال بذلك أعظم مواقع القرب والزلفى منه تعالى.

ولأجل ذلك نجد أن إبليس اللعين قد ضرب على هذا الوتر الحساس بالذات، حين قال لهما وهما لا يريانه ـ كما روي عن الإمام العسكري عليه السلام ـ أو على الأقل لا دليل على رؤيتهم له ولا على معرفتهم به وقد يحجب الله سبحانه عن آدم (ع) معرفته بمن يخاطبه حين يخاطبه من وراء الحجاب، وذلك لكي يظهر آدم (ع) على حقيقته السامية التي استحق بها مقام النبوة، تماماً كما كان الحال بالنسبة لموسى (ع) مع الخضر (ع) حسبما أشرنا إليه، إذ قد كان يمكن أن يعرّف الله نبيه موسى (ع) بالكنز الذي تحت الجدار، وبالملك الغاصب للسفن، وبحقيقة معاملة ذلك الشاب مع أبويه نعم، لقد ضرب إبليس اللعين على هذا الوتر فقال: {هل أدلكما على شجرة الخلد وملك لا يبلى}.

وقال لهما أيضاً: {ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين} سورة الأعراف الآية: 20 فوعدهما بثلاثة أمور هي: الملك الباقي.. والخلود ونيلهما صفة الملائكية.

ولعل هذا الذي ذكرناه هو السر في أن إبليس لم يتحدّث لحواء وآدم (ع) عن الملذات التي يندفع إليهما الإنسان بدافع غريزي أو شهواني، كالطعام والشراب والنكاح وما إلى ذلك. بل تحدث لهما عن الملك الذي لا يبلى، وعن الحصول على صفة الملائكية وعن الخلود في كنف الله سبحانه وتعالى.

8 ـ إن من يراجع الآيات يجد: أن الله سبحانه حين نهاهما عن الاقتراب من الشجرة لم يقل لهما إني أعذبكما عذاباً أليماً، أو فتكونا من العاصين، ليكون في ذلك إشارة إلى أن في الاقتراب منها هتكاً لحرمة المولى، وجرأة على مقامه وتعدّياً عليه وتمرداً على إرادته، وكسراً للهيبة الإلهية، بل قال لهما: {فتكونا من الظالمين} وهو تعبير يمكن فهمه على أن المقصود منه صورة ما لو كان الظلم للنفس، ولو بأن يحملها فوق ما تطيقه، بحسب العادة، كأن يحملها خمسين كيلو بدلاً من عشرين مثلاً وهذا بطبيعة الحال سيرهقها ويشق عليها، ويتعبها.

ويمكن فهمه أيضاً في صورة الظلم للناس والمعنى الأول هو الذي أراده الله سبحانه حين خاطب آدم عليه السلام بهذه الكلمة.

فلا يلام آدم (ع) إذن إذا حمله على معنى ظلم النفس، بإرهاقها في أمر تكون نتيجة المعاناة فيه محققة لا محالة لآماله وطموحاته ـ كنبي ـ وهي التخلص من كل الغرائز والدواعي التي قد يجد فيها عائقاً عن الوصول إلى الله، ثم الخلود على صفة الملائكية في طاعته وعبادته سبحانه، لا الخلود من حيث هو شهوة بقاء خصوصاً إذا حصل على القدرات، والملك الذي لا يبلى الذي من شأنه أن يوصله إلى الطاعات بصورة أيسر وأكبر وأكثر.. وإلى الأبد، وليس إلى مدة محدودة.

9 ـ ثم إن الله سبحانه قد قال لآدم وزوجه: {لا تقربا هذه الشجرة} و{ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} فكلمة هذه وتلكما.. تشيران إلى أن ثمة عناية إلهية في بيان أن المنهي عنه أمر محدود وخاص وجزئي بعينه، ولم يتعلق النهي بالطبيعة الكلية، ولا كان الحكم الصادر من قبيل الأحكام الشرعية العامة.

ولأجل ذلك ورد في الحديث الشريف عن الرضا(ع) أنه قال للمأمون: ({ولا تقربا هذه الشجرة} وأشار لهما إلى شجرة الحنطة {فتكونا من الظالمين}، ولم يقل لهما: لا تقربا هذه الشجرة ولا ما كان من جنسها، ولم يقربا تلك الشجرة، وإنما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما، وقال: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة، وإنما نهاكما عن أن تقربا غيرها، ولم ينهكما عن الأكل منها إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين، وقاسمهما إني لكما من الناصحين، ولم يكن آدم وحواء شاهدا من قبل ذلك من يحلف بالله كاذباً، فدلاهما بغرور فأكلا منها ثقة بيمينه بالله) البرهان في تفسير القرآن ج3 ص46 وج1 ص83، والبحار ج11 ص64 عن عيون أخبار الرضا(ع) ص108 و901

والنتيجة هي:

أولاً: إن الشجرة المنهي عنها هي شجرة مخصوصة ومحددة، ولم ينههما عن جنسها، وهما إنما أكلا من غير التي حددت لهما.

ثانياً: وجود القسم ـ كما سنرى.

ثالثاً: وجود التعليل الذي ينسجم مع طموح آدم كنبي، كإنسان كامل.

10 ـ لقد كان الله سبحانه قد أعطاهما حياة تناسب الجنة، وتحمل الخصائص التي تحقق السعادة الواقعية {فكلا منها رغداً حيث شئتما}.

ومن الواضح: أن الإنسان المتوازن والمدرك والعاقل، الذي هو في مستوى نبي، ويليق بأن يكون أباً للبشرية ويكون النموذج للكمال البشري، حين جعله الله في الجنة فإنه أهّله بما يناسب الجنة من حالات وخصائص ومواصفات ولكنه حين أكل هو وزوجه من الشجرة ظهرت صفاتهما البشرية وغيّر من حالهما بصورة أساسية ما فاجأهما، حيث صارا يحسان بالجوع وبالعطش وبالصحة، وبالمرض والخوف والحزن والتعب والحرّ والبرد، واحتاجا إلى النكاح وغير ذلك، مع أن الله سبحانه حين أسكن آدم عليه السلام في الجنة قال له: {إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى} فـهـذه الآيـة الشريفة ـ فيما يظهر ـ لا تريد حصر الوعد الإلهي بهذه الأربعة، بل هي تشمل كل ما هو من هذا السنخ، حتى الصحة والمرض والخوف والحزن و.. الخ، ولعل هذه الأربعة قد خصصت بالذكر.. لتكون مثالاً، أو لتكون هي الأصول التي ينشأ عنها كل ما يدخل في هذا السياق فإن الله حين يتعهد بأن يمنع عن الإنسان حتى ما يضايقه من حر الشمس، فهل يرضى له بالحزن والخوف والمرض.. وما إلى ذلك؟!!

والحاصل: أنه بعد أن ظهرت عليهما هذه الأعراض لم تعد الجنة هي المكان المناسب لحياتهما. فكان لا بد لهما من الهبوط إلى مكان آخر يناسب الجسد، وحالاته، حيث أضحى بحاجة إلى ما يسد الجوع ويشفي من المرض، ويرفع العطش، ويقي من الحر والبرد، ويؤمن من الخوف، ويدفع أسباب الحزن والتعب، وما إلى ذلك.

ولعل بعض الروايات قد قصدت هذا المعنى حيث أشارت إلى أمر الخلقة وتحولاتها، فقد روي عن الإمام الصادق (ع) قوله:

(فلما اسكنه الله الجنة، وأتى جهالة إلى الشجرة، أخرجه الله، لأنه خلق خلقة، لا يبقى إلا بالأمر والنهي، والغذاء، واللباس، والا.. والنكاح ولا يدرك ما ينفعه مما يضرّه إلا بالتوفيق من الله..) البرهان في تفسير القرآن ج3 ص46 وج1 ص83، والبحار ج11 ص64 عن عيون أخبار الرضا(ع) ص108 و901 ثم تذكر الرواية تفاصيل ما جرى له مع إبليس..

وفي نص آخر عن أبي جعفر (ع)، عن رسول الله (ص): أن آدم عليه السلام قال مخاطباً ربّه:

(وبدت لنا عوراتنا، واضطرنا ذنبنا إلى حرث الدنيا، ومطعمها، ومشربها) راجع تفسير القمي ج1 ص43، وتفسير البرهان ج1 ص80 وج2 ص80 وج2 ص6، والبحار ج11 ص161

وعن الإمام الصادق (ع): (لما هبط بآدم (ع) إلى الأرض احتاج إلى الطعام والشراب، فشكا إلى جبرئيل إلخ) البحار ج11 ص217 عن الكافي

فتجد أن هذه الروايات تشير إلى أن أكلهما من الشجرة هو الذي اضطرهما إلى الطعام والشراب واللباس.. وأيقظ غرائزهما، فاحتاجا إلى النكاح..

وربما يكون في قوله تعالى: {ينزع عنهما لباسهما} إشارة أخرى إلى ذلك أيضاً.

11 ـ وأما بالنسبة لمعنى توبتهما التي تحدث عنها الكتاب الكريم، فلعلنا لا نبعد إذا قلنا: إن المقصود بها هو عودتهما إلى الله سبحانه بعد أن أحسّا أنهما الآن بأمس الحاجة إلى عونه، وإلى تدبيره فالتجأ إلى الله، وعادا إليه يطلبان منه أن يعود عليهما بإحسانه وفضله، وعونه في مواجهة هذه المشكلات الجديدة، ورفع تلك الحاجات، وخشعا إليه وخضعا، وابتهلا، فاستجاب لهما لأنه هو مصدر اللطف والرزق والشفاء وستر جميع النواقص، وسد سائر الثغرات.

ومن مظاهر هذه الاستجابة ما تجلى في قوله تعالى: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير} سورة الأعراف الآية 26

فهي إذن ليست على حد توبة العصاة والمتمردين، بل هي بمعنى الالتجاء من موقع الإحساس العميق بالحاجة إلى اللطف والعون.

12 ـ وبعد أن اتضح لزوم أن يبادر آدم عليه السلام إلى الأكل من سنخ الشجرة، وفقاً للمعطيات التي توفرت لديه.. فإنه يبقى سؤال آخر يلح بطلب الإجابة، وهو: أن الله قد حذره من إبليس، ومن أن يخرجه من الجنة. فكيف قبل منه قوله؟!

ونقول في الجواب:

أولاً: إننا نجد في الروايات، ما يدل على أن آدم وحواء عليهما السلام لم يعرفا أن مخاطبهما هو إبليس، لأن إبليس كان قد خاطبهما من بين لحيي حيّة وكان آدم (ع) وحواء يظنان أن الحية هي التي تخاطبهما، وأن إبليس قال لهما: إن الله قد أحل لهما تلك الشجرة بعد تحريمها عليهما، لما عرف سبحانه من حسن طاعتهما، وتوقيرهما إياه. وجعل لهما علامة على صحة قوله: أن الملائكة الموكلين بالشجرة لا يدفعونهما عنها كما يدفعون غيرهم عنها. ولم تدفعهما الملائكة عنها لأنهم كانوا موكلين بدفع من لا يملك اختياراً وعقلا تفسير الإمام العسكري ص 222 و223 وتفسير البرهان ج1 ص80، والبحار ج11 ص190 و191 وراجع: تعليق العلامة المجلسي ص193 ومستدرك الوسائل ج2 ص 286 ح607 فإذا صحت هذه الرواية فلا يبقى إشكال في القضية بمجملها.

ويلاحظ هنا: أنه تعالى قد قال لهما:{إن هذا عدو لك ولزوجك} فحدّد له العدو، وأراه إياه، وجسّده له. ولم يقل له: إن إبليس عدو له. وحين تخفّى عنه، فإن آدم (ع) لم يخاطب الذي أخبره الله بعداوته، بل خاطب مخلوقاً آخر هو الحية.

وربما يؤيد ذلك: أن الله سبحانه وتعالى قال: فوسوس إليه الشيطان، قال: يا آدم.. الخ، فإن الآية تشير إلى وجود التفاف وتمويه في أسلوب التعاطي، ليصبح التعبير بالوسوسة التي تعني إلقاء الكلام من طرف خفي.. وليس الخفاء إلا في إخفاء إبليس لنفسه عنه بطريقة أو بأخرى.. ليصبح كلامه معه، وكأنه لا يحس بأن أحداً يدفعه إلى الأكل من الشجرة، فإن الحية بحسب الظاهر قد أخبرته بأن في هذه الشجرة ثلاث خصوصيات، ولم تطلب من آدم (ع) أن يأكل منها بصراحة.

وقد جاءت هذه الخصوصيات بحسب نتيجة التحليل الذي انطلق منه آدم عليه السلام من موقع إيثاره رضى الله سبحانه، وشوقه إلى مقامات القرب منه حسبما أوضحناه ـ جاءت لتمثل العناصر التي ارتكز إليها قرار آدم عليه السلام بالأكل من سنخ الشجرة المنهي عنها.

وثانياً: إنه إنما أكل من شجرة أخرى تشبه الشجرة التي نهي عنها بالإشارة الحسية إلى الخارجي، فلا يرى أنه قد عصى أمر الله الذي انصب على شجرة محددة بكلمته هذه. ولأجل ذلك جاء تعبير إبليس بكلمة تلكما التي أشارت إلى الشجرة البعيدة عنها والمحددة لها بشخصها، والوصف، والإغراء، إنما وقع بهذه الشبيهة لا بتلك التي نهاه الله عنها مباشرة.

وثالثاً: يقول الله عز وجل عن إبليس: {وقاسمهما إني لكما من الناصحين} وقد صرحت روايات عديدة عن الأئمة عليهم السلام، بأن آدم عليه السلام إنما تقبل قول إبليس لأنه أقسم له، قال آدم (عليه السلام): إن إبليس حلف بالله أنه لي ناصح، (فما ظننت أن أحداً من خلق الله يحلف بالله كاذباً) وهذا المعنى قد ورد في عدة روايات تفسير البرهان ج1 ص81 و83، وراجع تفسير القمي ج1 ص44 والبحار ج11 ص161 و163 و188 و206 و164، وعيون أخبار الرضا ص108 و109 وعلل الشرائع ص148 وعن الكافي (الفروع) ج1 ص215 ولعل السر في ذلك هو: أن الحلف بالله معناه إيكال الأمر إلى الله، وجعله في عهدته، والقبول بأن يكون سبحانه هو المتولي للتوفيق للصادق، ولإنزال العقوبة بالكاذب والتعويض على من يلحقه الضرر نتيجة ذلك..

وقد جاء التعبير بـ : {قاسمهما} ربما ليشير بذلك من خلال إيراده بصيغة المفاعلة إلى مشاركة من قبل آدم (عليه السلام) وحواء في الوصول إلى هذا القسم ولو عن طريق اشتراطهما للعمل بالنصيحة أن يقسم لهما على صدقه وصحة ما يقول.. ولعلهما قد أقسما أن لا يعملا بنصيحته إلا إذا أقسم لهما على أن يقول الحق والصدق في محاولة منهما لإلجائه إلى جعل الأمر بين يدي الله سبحانه، والقبول بتحمل كامل المسؤولية أمام العزة الإلهية القادرة على ملاحقة المجرم في صورة ظهور زيف ما جاء به.

فأقسم هو لهما على ذلك أيضاً، فصح التعبير بقاسمهما.

13 ـ وعن دخول إبليس إلى الجنة فعلاً، قد يرجح بعض الأعلام، أن لا يكون إبليس ممنوعاً من الاقتراب منها فاقترب منها وبقي في خارجها، وألقى الكلام إلى آدم (ع) وهو ـ أي آدم ـ في داخلها قرب الباب، فلما كان منه في حق آدم (ع) ما كان، أهبطه الله عن هذا المقام أيضاً، وحرمه حتى من الإقتراب من الجنة عقوبة له.

كما أنه قد أهبط آدم (ع) وزوجه منها، لكن لا على سبيل العقوبة لهما، وإنما بسبب عدم ملائمة حالهما لها بعد أن ابتليا بما ابتليا به، من ظهور حالات البشر في طبيعة التكوين، حسبما أوضحناه.

كما أن هناك من يقول: إن آدم (ع) إنما كان في جنة من جنان الدنيا، ولعلها هي المكان الذي تكون فيه أرواح المؤمنين، ولم يكن دخولها حتى ذلك الوقت ممنوعاً على إبليس، فلما كان منه ما كان في حق آدم عليه السلام حرمه الله سبحانه حتى من دخول جنان الدنيا.

14 ـ ويتضح من جميع ما ذكرناه هنا وفيما تقدم من هذا الكتاب أن تفسير الآيات التي تحدثت عما جرى لآدم عليه السلام لا يفرض نسبة المعصية الحقيقية إليه.. وأن ثمة إشارات في الروايات وفي الآيات نفسها إلى وجوه من التفسير الصحيح، والمنسجم مع قداسة هذا النبي الكريم ومع الضوابط العقلية والإيمانية.. فلماذا الإصرار إذن على نسبة النقائص له صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا وآله؟!

 

وفي رواية عن الإمام الرضا عليه السلام:

لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد إلا وقد ألزم حجته كان قد ألقم حجراً ، فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال يابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء ؟ قال : بلى ، قال فما تعمل في قول الله عز وجل :  { وعصى آدم ربه فعوى } وقوله عز وجل { وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه } وقوله في يوسف { ولقد همت به وهم بها } وقوله عز وجل في داوود { وظن داوود أنما فتناه} وقوله في نبيه محمد صلى الله عليه وآله { وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} ؟ فقال مولانا الرضا عليه السلام : ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ولا تتأول كتاب الله برأيك ، فإن الله عز وجل يقول : { وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} أما قوله عز وجل في آدم عليه السلام : { وعصى آدم ربه فغوى} فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في الأرض ، وخليفته في بلاده ، لم يخلقه للجنة ، وكانت معصية آدم عليه السلام في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل ، فلما اهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل  { إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} وأما قوله عز وجل : { وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه} إنما ظن أن الله عز وجل ر يضيق على أحد رزقه ألا تسمع قوله عز وجل { وأما إذا ابتلاه فقدر عليه رزقه}؟ أ يضيق عليه ، ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان كفر. وأما قوله عز وجل في يوسف: { ولقد همت به وهم بها } فإنها همت بالمعصية ، وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة ، وهو قوله : { كذلك لنصرف عنه السوء } يعني القتل ، والفحشاء يعني الزنا. وأما داود فما يقول من قبلكم فيه ؟ فقال علي بن الجهم : يقولون أن داود كان في محرابه يصلي إذا تصور له إبليس على صورة  طير أحسن ما يكون من الطيور ، فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج إلى الدار ، فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حنان ، فاطلع داود في أثر الطير فإذا بامرأة أوريا تغتسل ، فلما نظر إليها هواها ،وكان أوريا قد أخرجه في بعض غزواته ، فكتب إلى صاحبه أن أقدم أوريا أمام الحرب ، فقدم فظفر أوريا بالمشركين ، فصعب ذلك على داود ، فكتب ثانية أن قدمه أمام التابوت ، فقتل أوريا رحمه الله ، وتزوج داود بامرأته ، فضرب الرضا عليه السلام بيده على جبهته وقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد نسبتم نبياً من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير ، ثم بالفاحشة ، ثم بالقتل ، فقال يابن رسول الله فما كانت خطيئة ؟ فقال: ويحك إن داود إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلقاً هو أعلم منه ، فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا الحراب فقالا: خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط * إن هذا أخي له تسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب * فجعل داود عليه السلام في المدعى عليه فقال : لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ، فلم يسأل المدعي البينة على ذلك ، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول : ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة حكمه ، لا ما ذهبتم إليه ، ألا تسمع قول الله عز وجل يقول : { يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} إلى آخر الآية ، فقلت يابن رسول الله فما قصة أوريا ؟ فقال الرضا عليه السلام إن المرأة في أيام داود إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبداً ، وأول من أباح الله عز وجل أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود فذلك الذي شق على أوريا ، وأما محمد نبيه صلى الله عليه واله وقوله عز وجل له: { وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه } فإن الله عز وجل عرف نبيه أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الآخرة ، وأنهن أمهات المؤمنين ، وأحد من سمي له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة ، فأخفى صلى الله عليه واله اسمها في نفسه ولم يبد له لكيلا يقول أحد من المنافقين ، إنه قال في امرأة رجل : إنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين ، وخشى قول المنافقين ، قال الله عز وجل { والله أحق أن تخشاه في نفسك} وأن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج آدم وحواء ، وزينب من رسول الله صلى الله عليه واله ، وفاطمة من علي عليه السلام ، قال فبكى علي بن الجهم وقال : يابن رسول الله أنا تائب إلى الله عز وجل أن أنطق في أنبياء الله عز وجل بعد يومي هذا إلا بما ذكرته.

عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق ج-2 ص170 /الأمالي للشيخ الصدوق ص150/الفصول المهمة في الأصول ج-1 ص 442/بحار الأنوار ج- 11 ص 72 وج 49 ص179/مستند الإمام الرضا (ع) ج-2 ص 93 /تفسير نور الثقلين ج-3 ص 404 /تفسير الميزان ج-1 ص 145 و11 ص 166/قصص الأنبياء للجزائري ص 13 .

 فلماذا لم يمتثل إلى أمر الإمام الرضا عليه السلام وينسب الفواحش إلى الأنبياء عليهم السلام  وعدم الامتثال لهم عليهم السلام  كالراد عليهم والراد عليهم كالراد على رسول الله صلى الله عليه وآله والراد على رسول الله صلى الله عليه وآله فقد رد على الله جل وعلا .

العودة