ـ طبيعة التشريع لا تمنع من وجود سلبيات مع الإيجابيات.

ـ الإعتراف بسلبيات التشريع قوة لنا ومأزق للآخرين..

ـ الدعاة يحرجون حين يجدون صحة نقد الكافرين للتشريعات أو المفاهيم الإسلامية.

ـ ليس هناك فعل يكون خيراً كله.

ـ ليس هناك خير لا شرّ فيه.

ـ لا بد من السلبيات على كل حال.

ـ لا يوجد شر لا خير فيه.

ـ إعترافنا بوجود سلبيات في التشريع لا يسقطه.

ـ إعترافنا بالسلبيات في المفهوم الإسلامي لا يسقطه.

ـ إذا تحدثنا عن السلبيات في التشريع نتفادى الكثير من المآزق.

ـ إعترافنا بالسلبيات نتفادى به ضعف الموقف.

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

"وهذه الآية توحي بفكرة عامة، وهي أنه ليس هناك إيجاب مطلق أو سلب مطلق في الحياة، لأن كل ما في الكون من موجودات وأفعال هو محدود بحدوده الذاتية والزمانية والمكانية. والله ـ وحده ـ هـو المطلق، لذلك ليس هناك خير لا شر فيه، ولا شر لا خير فيه فقد يخترن الخير بعض الشر في ذاته، وقد يختزن الشر بعض الخير في مورده، لأن طبيعة الحدود تفرض ذلك ؛ فتكون خيرية الشيء برجحان جانب الخير فيه كما تكون غلبة الشر برجحان جانب الشر فيه، ولا قيمة للعنصر المغلوب أو الضعيف هنا في مسألة التشريع.

إن هذه النقطة لا بد من التركيز عليها في ما يواجهه المسلمون من النقد، الذي قد يوجهه الكافرون من إثارة النقاط السلبية في بعض المفاهيم أو التشريعات الإسلامية، مما قد يجعل الدعاة والمبلغين في موقف حرج شديد الصعوبة، عندما يجدون صحّة هذا النقد في واقع الإسلام في مفاهيمه وأحكامه، ولكننا ـ أمام الملاحظة المذكورة نجد أن اعترافنا بوجود السلبيات في التشريع أو في المفهوم الإسلامي، لا يعني سقوط التشريع أو خطأ المفهوم، لأن ذلك يمثّل واقع الحياة في كل حقائقها الفكرية أو العملية ؛ ولذلك فإن علينا مواجهة المسألة بالحديث عن الإيجابيات الكامنة في داخل الحقيقة الإسلامية، مع غلبة هذا الجانب الإيجابي السلبي. وبهذا نتفادى الكثير من المآزق الجدلية ومن ضعف الموقف، لنحوله إلى مأزق للآخرين، وإلى موقع قوة يرتكز على النظرة العلمية الموضوعية للأشياء والمواقف" [من وحي القرآن ج4ص228-229ط2]

ويقول:

"لا بد أن نشير في هذا المجال إلى أن طبيعة التشريع لا تمنع من وجود سلبيات إلى جانب الإيجابيات، لأنه ليس هناك فعل يكون خيراً كله، أو شراً كله، بل هناك خير يصاحب بعض الشر أو شر يصاحب بعض الخير. مما يجعل القضية في جانب الوجوب أو الحليّة خاضعة لزيادة جانب الخير على جانب الشر. أما في طرف التحريم، فيخضع للعكس وهو غلبة جانب الشر على جانب الخير.. فلا بد من السلبيات على كل حال، ولكنها تختلف شدّة وضعفاً وزيادةً ونقيصة، تبعا لطبيعة الموضوع في أجواء التشريع" [من وحي القرآن ج5ص172ط2]

 

ونقول:

1ـ إن السيد محمد حسين فضل الله يقول: إنه لا يوجد شر لا خير فيه.. فهل تراه يجد في قتل الانبياء، وفي الشرك والكفر، وقطيعة الرحم.. وفي الظلم وهو الذي لا شك في قبحه الذاتي، وما إلى ذلك.. هل يجد في ذلك كله شيئاً من الخير؟!

وهل يجد في الإيمان بالله، وفي عبادته تعالى، وفي الصلاة، وإنقاذ الغريق. ومعونة الضعفاء ونشر دين الله، وتوحيد الله، وما إلى ذلك.. هل يجد في ذلك أثراً للشر ؟!

وأي شر يجده السيد محمد حسين فضل الله في حب الله، وفي طاعته، والإلتزام بأوامره، والإنزجار بزواجره؟!.

و في حب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفي طاعة الرسول، وفي حب الوصي، والإمام، وفي طاعة الوصي والإمام.. وفي حب الحق والإلتزام به.

2 ـ إن ظاهر كلام السيد محمد حسين فضل الله يعطينا: أن الدافع له إلى إطلاق هذه المقولات هو أن الدعاة والمبلغين ـ على حد تعبيره ـ يجدون أنفسهم في موقف حرج شديد الصعوبة.. حين يعجزون عن الإجابة على النقد الموجه إلى الإسلام في مفاهيمه، وأحكامه..

فكانت هذه المقولات التي أطلقها السيد محمد حسين فضل الله هنا وهناك بمثابة إعلان الاستسلام، والعجز عن الإجابة على شبهات الكافرين والملحدين.. ولكن السيد محمد حسين فضل الله لا يريد أن يدفع من جيبه ولا من جيب بعض المبلغين والدعاة فاتورة قصورهم، وجهلهم، وعجزهم هذا.. فعدوا على الإسلام نفسه ليدفعوا هذه الفاتورة من جيب الإسلام، وليتحمل الإسلام هذه الخسارة العظمى لكي تحفظ شخصية ذلك المبلّغ و الدّاعية العاجز والضعيف، ويبقى لها لمعانها ووهجها.. وتألقها.. وذلك حين يتفادى الكثير من المآزق الجدلية وضعف الموقف!! ويحوّله إلى مأزق للآخرين!!..

يا سبحان الله!! ما هذه الدعوى يا هؤلاء الدعاة؟‍

3 ـ إن قول السيد محمد حسين فضل الله:

"لا بد من السلبيات على كل حال.."

وقوله:

"ليس هناك فعل يكون خيراً كله أو شراً كله.. الخ.."

نفي قاطع وشامل.. ومن الطبيعي أن هذا النفي يحتاج إلى دليل. كما أن الإثبات ـ إثبات السلبيات على كل حال ـ يحتاج إلى دليل.. وفقاً لما قرره السيد محمد حسين فضل الله نفسه، وقد أشرنا إليه أكثر من مرة..

ولم يثبت لدينا بعد، أن الله سبحانه قد أطلعه على غيبه، لكي نقبل منه هذا النفي وذلك الإثبات بمجرد دعواه. ودون أن يقدم لنا أي دليل على ما يقول. وأنّى له ذلك.

العودة