ـ ما دمت في دائرة الشك فلست بكافر.

ـ لا يوجد كافر في العالم.

ـ الإسلام يشجع على الشك.

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

إن الناس منقسمون إلى مؤمنين وشاكين" [في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي ص10]

 

والشاكون عنده ليسوا كفارا بمقتضى قوله:

"الإنسان الذي يشك بالإسلام لا يعتبر كافرا، ولكن الذي يجحد بالله ورسوله، فالإسلام يفسح المجال للتعبير عن الشكوك لدى الناس، ويحاورهم، فإن أقيمت عليهم الحجة، فلا معنى لجحوده، وإذا لم يقتنع، ولم تقم الحجة، فليس للمسلمين سبيل عليه" [في آفاق الحوار الإسلامي المسيحي ص439]

ويقول:

"نحن نعرف من حديث الإمام الصادق (ع) أن الإسلام يشجع على الشك، الشك طريق لليقين، الشك الموضوعي، أو الشك العلمي.

والشك ليس كفرا، وإنما الجحود هو الكفر، فلقد جاء شخص وسأل الإمام جعفر الصادق ـ كما في الكافي ـ قال: رجل شك في الله؟

قال: كافر.

قال: شك في رسول الله؟.

قال: كافر.. ثم قبل أن يقوم الرجل، قال إنما يكفر إذا جحد،الحديث.

فما دمت في دائرة الشك، فأنت لست بكافر" [الندوة ج1ص549]

ونقول:

1ـ واضح: أن الإسلام لا يشجع المتيقنين بالإسلام على الشك فيه، وإن كان يشجعهم على التعمق في دراسته، كل بحسب استعداده، ولكنه يشجع غيرهم على الشك ليمكن بذلك فتح مجال البحث أمامهم.

إن الشك العلمي والموضوعي لا يحتاج إلى أكثر من فرض القضية في دائرة الشك، وإن كان ذلك الفارض مؤمنا بها لم يتزلزل إيمانه.

إن بعض الروايات قد أشارت إلى أن خطور بعض الأمور بالبال، ولو من خلال وسوسة شيطانية لا ينافي الإيمان، فقد روي بسند حسن كالصحيح عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، هلكت.

فقال له: أتاك الخبيث. فقال لك: من خلقك؟

فقلت له: الله.

فقال لك: الله من خلقه؟

فقال إي والذي بعثك بالحق لكان كذا.

فقال رسول الله (ص): ذاك والله محض الإيمان.

قال ابن أبي عمير: فحدثت بذلك عبد الرحمن بن الحجاج، فقال: حدثني أبو عبد الله عليه السلام: أن رسول الله (ص) إنما عنى: بقوله: "ذاك ـ والله ـ محض الإيمان"خوفه أن يكون قد هلك، حيث عرض له ذلك في قلبه الكافي ج 1 ص 425 والبحار ج55 ص 324.

وثمة روايات أخرى في هذا المجال، فمن أرادها فليراجعها في مظانها.

4ـ إن من الواضح: أن البقاء في دائرة الشك يوجب الكفر، لأن ذلك يستبطن الجحود، وإن لم يصرح به، خصوصا إذا أقيمت الحجة عليه، ولم يقبل بها، فان استمرار الشك بعد ذلك يكون تكلفا للشك، وحملا للنفس عليه عنادا، وذلك يمثل استمرار رفض الحق والإباء عن تحمل مسئولياته..

فلا يصح إطلاق القول: (ما دمت في دائرة الشك فأنت لست بكافر).

ويدل على ذلك ما روي بسند صحيح عن أبي عبد الله (ع): من شك في الله وفي رسوله فهو كافر الكافي ج2 ص386

وروي بسند صحيح أيضا عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: من شك في رسول الله؟

قال: كافر.

قلت: فمن شك في كفر الشاك، فهو كافر؟

فأمسك عني، فرددت عليه ثلاث مرات، فاستبنت في وجهه الغضب الكافي ج2 ص387

وروي بسند صحيح آخر عنه عليه السلام: إن الشك والمعصية في النار، ليسا منا ولا إلينا الكافي ج2 ص400 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص573 وفيه: إن صاحب الشك الخ..

وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان يقول في خطبته: لا ترتابوا فتشكوا، ولا تشكوا فتكفروا الكافي ج1ص45 وج2 ص399

العودة