ـ شخصية موسى غير متوازنة.

ـ موسى (ع) يعاني من عقدة نفسية ذاتية.

ـ موسى ارتكب ذنبا أخلاقياً.

ـ قتل القبطي خطأ أخلاقي مبرر بطريقة ما.

ـ مغفرة الله لموسى لطف في توازن الشخصية لا عفو عن ذنب.

ويقول عن موسى عليه السلام في موضوع قتله القبطي:

".. كان كل همه أن يدافع عن الإسرائيلي ويخلّصه من بين يدي القبطي الذي كان يريد أن يقتله، فيما يبدو،.. وبهذا لم يكن في الأمر جريمة، بل كان الدخول شرعياً، ولم تكن النتيجة مقصودة له.. ولكنه كان يفضّل أن لا يحدث ما حدث.. وبذلك كان يرى في ذلك نوعا من الذنب الأخلاقي، أو الاجتماعي الذي يحسّ بالعقدة الذاتية منه.. وعلى ضوء هذا كان التعبير بأنه ظلم للنفس، تعبيراً عن الحالة الشعورية أكثر مما كان تعبيرا عن حالة المسؤولية وربما كان تعبيرا عن القلق من النتائج الواقعية السلبية التي يمكن أن تترتب على ذلك في علاقاته الاجتماعية بمحيطه فيما يحمله من أخطار مستقبلية على شخصه بالذات. أمـا طلب المغفرة من الله، فقد يكون ناشئا من الرغبة الروحية العميقة للإنسان المؤمن، أن يضع أعماله بين يدي الله ـ حتى التي لا تمثل انحرافا عن أوامره ونواهيه،.. بل تمثل نوعا من الخطأ الأخلاقي المبرر بطريقة ما، ليحصل على لمسة الرحمة الإلهية العابقة بالحنان والعطف، فيبلغ ـ من خلال عصمته له ـ الكمال في سلوكه، والتوازن في أخلاقه.. مما يجعل من المغفرة لطفا في توازن الشخصية لا عفواً عن ذنب.. وهكذا كان اللطف الإلهي بموسى.. فيما يعلمه الله من حاله في ظرفه الواقعي مما يحقق له الكثير من العذر في حساب المسؤولية {فغفر له إنه هو الغفور الرحيم} الذي تتحرك مغفرته من عمق رحمته لتفيض على الإنسان الراجع إليه بكل خير وإحسان [ من وحي القرآن ج17ص277-278ط2]

ونقول:

إن ما ذكره السيد محمد حسين فضل الله لا يحتاج إلى تعليق، ولكننا نرشد الباحث الكريم إلى ما شرحنا به الآيات التي تحدثت عن قتل القبطي فيما تقدم من هذا البحث فليراجع.

غير أن ما يحزّ في النفس ألمه، ويدمي كَلْمُه أمور:

1ً ـ أن ينسب إلى موسى عليه السلام وهو كليم الله و نبي من أولي العزم يقول تعالى في حقه {و اصطنعتك لنفسي} ـ ينسب إليه ـ أنه ارتكب ذنبا أخلاقيا.

2ً ـ وأنه كان يحس بالعقدة الذاتية منه!!.

3ً ـ والأغرب من ذلك أن يصرح في كلامه: أن شخصية هذا النبي العظيم غير متوازنة فاحتاج إلى اللطف الإلهي لتتوازن شخصيته.

4ً ـ ويبقى هنا سؤال حول الطريقة المجهولة التي أشار إليها والتي تبرر وقوع موسى عليه السلام في الخطأ الأخلاقي المتمثل في قتله للقبطي.

5ً ـ وأي خطأ أخلاقي في قتل الإنسان لرجل يهاجمه ويحاربه ويبطش بالناس ليقتلهم، لا لشيء إلا لأنهم مؤمنون، وهو كافر وعدو؟!.

6ً ـ بل إن السيد فضل الله نفسه قد صرح في كلامه بأن موسى (ع) لم يقصد قتل القبطي، فأي خطأ أخلاقي صدر عن موسى (ع) إذن؟!.

العودة