ـ خوف موسى كان بسبب الضعف البشري الذي كان يعيشه في حالات الغفلة.

ـ كاد موسى أن يتأثر بسحرهم من خلال طاقته البشرية.

ويقول السيد محمد حسين فضل الله:

".. وكانوا يملكون الفن العظيم الذي يسحر العيون ويخلب الألباب حتى كاد موسى أن يتأثر بها كبشري ،  طاف به خيال الإنسان الذي يتأثر بسرعة، بما يحيط به {فأوجس في نفسه خيفةً موسى} حين راوده الضعف البشري خاصة وأن موسى لم يطلع على التدبير الإلهي بكافة تفاصيله وجزئياته فتسرب إلى نفسه الخوف . ولذا فإنه كان ينتظر نداء الله وتعليماته حتى يطمئن قلبه للفوز." [من وحي القرآن ج15ص132ط2]

ونقول:

إن من الواضح أن موسى عليه السلام: لم يخف على نفسه، فإنه كان يعلم أنها حبال وليست حيات حقيقية، كما أنها احتيالات وتخييلات لاواقع لها. {يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى}.

وإنما خاف عليه السلام على الناس أن يتأثروا بسحرهم، وأن يتسبب ذلك بضلالهم عن الحق، وابتعادهم عن سبيل الرشاد والهدى.

ولذلك نجد الآيات القرآنية تشير إلى أن الله تعالى قد طمأن موسى إلى حقيقة أن الله سيبطل سحرهم وكيدهم، ويكون موسى عليه السلام هو الغالب، حيث قال الله تعالى له {لا تخف انك أنت الأعلى}  سورة طه الآية 68، إذن فموسى عليه السلام قد خشي من أن تكون الغلبة لهم وان يكون لهم العلوّ الذي سينشأ عنه غواية الناس عن طريق الحق والهدى.

وبذلك يتضح أيضا أن خوف موسى عليه السلام لم يكن ناشئا عن ضعف طاقته البشرية، بل كان خائفا على الناس كما قلنا.

و عن علي عليه السلام:

"لم يوجس موسى عليه السلام خيفة على نفسه، بل أشفق من غلبة الجهال، و دول الضلال"  نهج البلاغة ، الخطبة رقم 4

العودة