ـ رأي موسى (ع) يخالف ما قرره الله له.

ـ موسى (ع) يقول لربه: لا فائدة من إرسالي لأن النتيجة معلومة.

ـ إحتباس كلام موسى (ع) يمنعه من الحوار والجدال بالكلمات القوية.

ـ إحتباس كلام موسى (ع) يمنعه من الأسلوب اللبق.

ـ موسى (ع) يعاني من نقص في الصفات التي يحتاج إليها.

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

".. {قال رب إني أخاف أن يكذبون} لأنني أعرف فيهم الطغيان الذي يمنعهم من الإذعان بالرسالة ويدفعهم إلى احتقار الناس من حولهم، ممن هم دونهم في الطبقة الاجتماعية، الأمر الذي يدعوهم إلى تكذيبي فيما أبلّغهم من رسالاتك.. فلا فائدة من إرسالي إليهم لأن النتيجة معلومة بالرفض {ويضيق صدري} في مواجهة الضغط الذي أتعرض له منهم، مما لا أستطيع تحمّله في قدرتي الذاتية {ولا ينطلق لساني} فيما أعانيه من حالات احتباس الكلام، مما لا يسمح لي المجال معه ـ بالحوار والجدال، وإدارة الصراع بالكلمات القوية، والأسلوب اللبق {فأرسل إلى هارون} ليكون عونا لي على أداء الرسالة، لما يتميز به من صفات تسد النقص الذي يعاني منه كفصاحة اللسان ونحوها {ولهم علي ذنب} فقد قتلت شخصا منهم {فأخاف أن يقتلون} ثأراً له" [ من وحي القرآن ج17ص94ط2]

ونقول:

إن السيد فضل الله قد لا يكون الوحيد الذي فسر الآيات بهذه الطريقة. ولكننا نسجل عليه وهو داعية دراسة الأمور بعقلانية وموضوعية، ما يلي:

1ً ـ إن السيد فضل الله يقول: إن احتباس الكلام لدى موسى كان إلى درجة لا يسمح له بإدارة الصراع بالأسلوب اللبق.

كما أن هذا الإحتباس قد بلغ حداً لا يسمح له بالحوار والجدال.

 

ولا ندري كيف استطاع عليه السلام أن يحاور فرعون حينما واجهه بالدعوة التي انتهت بجمع السحرة في يوم الزينة؟ وكيف استطاع أن يحاور بني إسرائيل في شأن البقرة وغيرها؟ بل كيف استطاع تأدية الرسالة التي بعث من أجلها لا سيما إن هارون الذي أرسل ليسد النقص الموجود عند موسى ـ كما يزعم هذا البعض ـ قد توفي قبل موسى (ع)، فماذا صنع موسى (ع) بنقصه الذي يعاني؟ ومن الذي قام مقام هارون في هذا الأمر؟

2ً ـ هذا بالإضافة إلى أن السيد فضل الله يتحدث عن موسى (ع) ويصوره لنا كأنه يعترض على الله، ويدلّه على أنه غير مصيب في إرساله، لأن ذلك سيكون أمراً عقيما، وعبثيا، ومن دون فائدة.فانظر إلى قول السيد فضل الله:

"إنني أعرف فيهم الطغيان.. مما يوحي بأن سبب مبادرة موسى باقتراح إرسال أخيه معه هو معرفته بطغيانهم ".

 وكأن الباري تعالى لا يعرف ذلك.

3ً ـ مع أن موسى (ع) حين تحدث عن خوفه من تكذيبهم، وعن أن صدره يضيق بهذا التكذيب، وأن لسانه لن ينطلق معهم في البيان لأنهم سيتعاملون معه من موقع المعادي والحاقد، الذي لا يصغي إلى الحجة، ولا يخضع للدليل ـ نعم إن موسى (ع) حين تحدّث عن ذلك، فإنما أراد به أن يعرف من الله سبحانه أوجه معالجة الموقف في هذه الحالات والظروف الصعبة، ولا يريد أن يعرّف الله ـ والعياذ بالله ـ أن إرساله لا فائدة منه، لأن النتيجة معلومة على حد زعمه.

4ً ـ أما بالنسبة لاحتباس لسان موسى (ع)، إن المراد ليس هو اللكنة في اللسان، التي تمثل عائقا عن الإفصاح في الكلام، بل المراد هو أن قتل القبطي، وكونه قد تربى عندهم سيجعلهم يتعاملون معه بطريقة حاقدة وغير عقلانية تمنعه من الإفصاح عن مراده ولذا فهو يطلب من الله أن يهديه إلى الطريقة المثلى في التعامل مع هذا الواقع الذي يواجهه.

على أن هذا الإحتباس، لا ربط له باللباقة، وبالأسلوب،كما هو معلوم.

وسيأتي المزيد من توضيح هذا الأمر فيما يرتبط بالعقدة في لسان موسى عليه السلام في تعليقنا على الفقرة التالية.

العودة