ـ بعض الناس (!!) يقولون: ليس للنبي بنات غير الزهراء.

ـ ظاهر القرآن يؤكد أن للنبي عدة بنات.

ـ لو كان للنبي بنت واحدة لم يخاطبه بالجمع "وبناتك".

ـ يتحدث القرآن عن واقع لا عن أشياء فرضـية.

ـ مشهور المؤرخين يقول بتعدد بناته (ص).

سئل السيد محمد حسين فضل الله:

هل صحيح أن الرسول (ص) كان لديه بنات غير السيدة الزهراء(ع) من السيدة خديجة (ع)؟

فأجاب:

"هناك خلاف حول هذا الأمر، هناك بعض الناس الذين يقولون أن ليس للرسول (ص) من البنات إلا الزهراء (ع)، وقد أشار إلى ذلك أحد كبار الشعراء أحمد شوقي حين قال:

ما تمنى غيرها نسلا ومن    يلد الزهراء يزهد في سواها

لكن هناك رأيا آخر يقول: إن للرسول (صلى الله عليه وآله) أربع بنات: زينب زوجة أبي العاص، ورقية وأم كلثوم، يقال تزوجهما عثمان، والزهراء (عليها السلام)، وربما يؤكد هذا البعض قوله: إن الله تعالى تحدث مع النبي (صلى الله عليه وآله) عن بنات {قل لأزواجك وبناتك} (الأحزاب: 59) فهو لم يتحدث عن ابنة واحدة، وإنما تحدث عن بنات، مما يدل حسب رأي هذا الفريق بأن هناك أكثر من بنت لرسول الله (صلى الله عليه وآله)" [ الزهراء المعصومة ص39و40]

ثم إن السيد فضل الله قد بيّن في مورد آخر: أن هذا القول الأخير هو الأصح.. وهو الذي يتبناه.

فقد سئل:

قرأت للشيخ المفيد في "المسائل العكبرية" قوله إن بنات النبي (ص) أكثر من واحدة، وهن فاطمة، ورقية، وأم كلثوم، فهل هذا محل وفاق أم يختلف فيه العلماء؟

فأجاب:

"إن ظاهر القرآن يؤكد ذلك {قل لأزواجك وبناتك} فلو لم يكن لديه إلا بنت واحدة فكيف يخاطبه القرآن بالجمع، فهو هنا يتحدث عن واقع لا عن أشياء فرضية، فظاهر القرآن يدل على أن للنبي (ص) أكثر من بنت ومشهور المؤرخين كذلك وإن كان بعضهم يقول إنه ليس لديه بنات سوى الزهراء (ع)" [ الندوة ج5ص481]

ثم هو يقول:

"ولكن.. هل كان للنبي (ص) بنات غير فاطمة (ع)؟

إن من المعلوم تاريخياً: أنه قد ولد لرسول الله (ص) عدة ذكور، لكنهم ماتوا صغارا. وأما البنات فمن المعلوم تاريخيا أيضاً، بل المشهور والمتسالم عليه بين محققي الفريقين ومؤرخيهم: انه كان للنبي (ص) من البنات: زينب، وأم كلثوم، ورقية، وأنهن عشن، وتزوجن.

وإن ذهب شاذ من المعاصرين، تبعا لشاذ من المتقدمين إلى نفي كون هؤلاء من بنات النبي (ص)، مدعيا أنهن ربائب له.

وهذا من أغرب الآراء، وأعجبها، كونه مخالفا لصريح القرآن الكريم في قوله تعالى: {يا أيها النبي، قل لأزواجك، وبناتك ونساء المؤمنين} (الأحزاب: 59) [ الزهراء القدوة 60و61]

وسئـل:

هل صحيح أن الرسول (ص) كان لديه بنات غير السيدة الزهراء (ع) من السيدة خديجة (ع)؟

فأجاب:

"المشهور: أن للرسول (ص) أربع بنات: زينب زوجة أبي العاص، ورقية، وأم كلثوم، يقال: تزوجتا من عثمان، والزهراء.

وإننا نلاحظ: أن الله تعالى تحدث مع النبي (ص) عن بنات {قل لأزواجك، وبناتك..} (الأحزاب: 59). فلم يتحدث عن ابنة واحدة، وإنما تحدث عن بنات، ما يدل على أن هناك أكثر من بنت لرسول الله (ص)" [ الزهراء القدوة ص350]

 

ونقول:

1 ـ إن ما استدل به السيد فضل الله لا يمكن قبوله حيث إنه هو نفسه يصرح بأن القرآن إنما يتحدث عن العناوين العامة، ولا يدخل في التفاصيل.

وقد وجدنا: أن القرآن حين أثبت الولاية لأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، قال:

{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا، الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}.. سورة المائدة: الآية: 55

وهذه الآية قد نزلت في خصوص أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام حينما تصدق بـخاتمه على الفقير، وكان ذلك منه (عليه السلام) في حال ركوعه في صلاته، وقد ثبت ذلك بالروايات المعتبرة والصحيحة التي رواها الـمسلمون في كتب تفاسيرهم، وفي مـجاميعهم الـحديثية وغيرها..

وقد لاحظنا أنه سبحانه قد جاء بصيغة الجمع، فقال: {والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون..} ولم يقل الذي آمن وأقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع مع أنه لا يقصد سوى فرد واحد بعينه، وخصوص واقعة معروفة ومحددة.

ولو صح ما ذكره السيد فضل الله لكان لا بد من القول: إن المقصود هو أشخاص كثيرون، ولا ينحصر الأمر بعلي عليه السلام إلا أن يدعي أيضاً: أن هذه الآية لم تنزل في إمامة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، كما ادعى أن آية: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} لم تنزل في الأئمة الإثني عشر.. وقد ذكرنا طائفة من الآيات التي دلّت النصوص المروية من طرق الشيعة، والسنة على نزولها في علي، وأهل البيت (عليهم السلام)، لكن السيد فضل الله ينكر ذلك، فراجع ما ذكرناه في هذا الكتاب بفصوله المختلفة.

2 ـ إن الله سبحانه في آية المباهلة يقول: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم، فقل: تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} سورة آل عمران: الآية: 61

فقد قال: {ونساءنا} بصيغة الجمع، مع أن المقصود هو خصوص الزهراء (عليها السلام)، وهي فرد واحد. وقد دلت بالآية النصوص الكثيرة التي رواها السنة والشيعة على أنها هي المقصودة..

ومن يدري فلربما يأتي الوقت الذي ينكر فيه السيد فضل الله حتى هذا الأمر أيضاً.. وإن غداً لناظره قريب.. كما أنه سبحانه قال: {وأبناءنا} ويقصد بذلك الحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ وهما اثنان فقط.

3 ـ كما إنه تعالى يقول: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} سورة الشورى: الآية: 23 والمقصود هم المعصومون منهم دون سواهم، من ذوي قرباه (ص).

4 ـ وقال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} سورة الأحزاب: الآية: 33 ويقصد الخمسة أصحاب الكساء، دون كل من عداهم من أهل بيته(صلى الله عليه وآله) إذ لا شك في عدم دخول العباس وأبنائه وعقيل وجعفر وو.. نعم إن هؤلاء جميعاً غير داخلين في المراد من الآية فضلاً عن نسائه صلى الله عليه وآله.

وأما بالنسبة لبقية الأئمة الإثني عشر صلوات الله وسلامه عليهم فقد جاء في الروايات عن أهل بيت العصمة أنهم داخلون في المراد من الآية أيضاً.

5 ـ فقوله تعالى: {وبناتك} أيضاً يقصد به خصوص الزهراء (عليها السلام) إذ قد دل الدليل على عدم وجود بنات للنبي (صلى الله عليه وآله) سواها.

راجعوا كتاب (بنات النبي(ص) أم ربائبه) للسيد جعفر مرتضى العاملي

ومن هذه الأدلة:

1 ـ النصوص التي ذكرت: أن أبناء رسول الله (ص) ومنهم فاطمة (ع) قد ولدوا بعد البعثة راجع البدء والتاريخ: ج 5 ص 16 و ج4 ص 139، ونسب قريش: ص21، والمواهب اللدنية: ج1 ص 196، وتاريخ الخميس: ج1 ص 272، ومجمع الزوائد: ج 9 ص 217، وذخائر العقبى ص 152، والبداية والنهاية ج12 ص 294، والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة): ج 4 ص 281، والروض الأنف: ج1 ص 214 و 215، والسيرة الحلبية: ج 3 ص 308

2 ـ إن سورة الكوثر قد نزلت بعد موت ابناء رسول الله (ص)، وقول العاص وغيره: قد انقطع نسله، فهو أبتر، فمات القاسم أولا، ثم مات عبد الله راجع مصادر ذلك في كتاب بنات النبي أم ربائبه ص 44 ـ 46 وحين مات القاسم كان عمره سنتين، وهو أكبر ولده، وقيل عاش حتى مشى راجع مصادر ذلك في كتاب بنات النبي أم ربائبه ص 47-50 للسيد جعفر مرتضى العاملي

وقد مات القاسم بعد النبوة كما تدل عليه الأحاديث والنصوص راجع تاريخ اليعقوبي: ج2 ص 32 ـ والروض الأنف: ج1 ص 214 و 215

وكانت فاطمة (ع) هي آخر من ولد لرسول الله (ص) راجع مختصر تاريخ دمشق: ج2 ص263 و264، وراجع: الدر المنثور: ج6 ص404 والسيرة الحلبية ج 3 ص 308، وراجع: الوفاء ص655 ومصادر أخرى في كتاب: بنات النبي أم ربائبه ص 44 و59 حتى 62

وذلك كله يدل على أنه لم يكن له (صلى الله عليه وآله) بنات تزوجن في الجاهلية بأبناء أبي لهب ثم طلقوهن، ثم لما بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) تزوجت إحداهن من عثمان، وهاجرت معه في السنة الخامسة إلى الحبشة.

3 ـ أن هناك أقوالا في تاريخ زواج خديجة برسول الله، لا يمكن معها القول بأنها قد ولدت له بنات وكبرن، وتزوجت اثنتان منهن بابني أبي لهب، ثم لما بعث (ص)، طلقتا منهما، وتزوجتا بعثمان..

حيث قيل: إن خديجة عليها السلام قد تزوجت برسول الله (ص) قبل البعثة بخمس سنين الأوائل: ج1 ص 161

وقيل: قبلها بثلاث سنين راجع: سيرة مغلطاي: ص 12 عن ابن جريج، وراجع: مجمع الزوائد: ج9 ص 219 والأوائل ج 1 ص 161

4 ـ إن إحدى هاتين البنتين هي أم كلثوم ـ التي يدعون أنها بعد أن طلقت من ابن أبي لهب ـ قبل الدخول ـ !! بقيت عزباء إلى أن تزوجها عثمان أيضاً بعد موت أختها بعد الهجرة بمدة.

والملفت: أننا لا نجد لها ذكرا في جملة النساء اللواتي هاجرن مع علي، بوصية من رسول الله (ص).. بل ذكرت الفواطم، وأم أيمن، وجماعة من ضعفاء المؤمنين السيرة الحلبية: ج2 ص 53

5 ـ وهناك رواية ذكرها أبو القاسم الكوفي مفادها: أن زينب ورقية كانتا بنتين لزوج أخت خديجة من امرأة أخرى، فمات التميمي وزوجته، وبقيت الطفلتان، فضمتهما خديجة إليها، فهما ربيبتا خديجة ورسول الله (ص) راجع: الاستغاثة: ج1ص 68و 69 ورسالة مطبوعة طبعة حجرية مع كتاب مكارم الأخلاق ص 6

6 ـ ذكر ابن شهر آشوب: أن زينب ورقية كانتا (ابنتي هالة أخت خديجة) كما في كتابي الأنوار والبدع راجع: مناقب آل أبي طالب:ج1 ص 159، والبحار، وقاموس الرجال، وتنقيح المقال، كلهم عن المناقب

وقال ابن شهر آشوب أيضاً: (.. وفي الأنوار، والكشف واللمع، وكتاب البلاذري: أن زينب ورقية كانتا ربيبتيه من جحش) مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 162

7 ـ على أن من يدعي: أن للنبي بنات غير فاطمة فإنما يقول: إنهن بناته(ص) من خديجة.. مع أن خديجة حسبما تؤيده الشواهد والأدلة قد تزوجها رسول الله (ص) بكرا، ولم تكن قد تزوجت من أحد قبله (ص).

ويدل على ذلك عدة أمور:

ألف: تناقض الروايات حول هذا الزوج المزعوم، وتاريخ هذا الزواج، وكم ولدت ؟ ومن ولدت له راجع بنات النبي (ص) أم ربائبه: ص 89 و 90

ب ـ إن التي تمتنع من الزواج بأشراف قريش، لا تتزوج أعرابياً من بني تميم، ولو فعلت ذلك لعيرت به راجع: الاستغاثة: ج1 ص 71 والسيد فضل الله قد استدل بتعيير العرب على نفي ضرب الزهراء، المتواتر تاريخياً، فلماذا لا يستدل به على نفي تزوج خديجة من أعرابي.

ج ـ قال ابن شهر آشوب: روى أحمد البلاذري، وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما، والمرتضى في الشافي، وأبو جعفر في التلخيص: أن النبي (ص) تزوج بها، وكانت عذراء.

يؤكد ذلك، ما ذكره في كتابي الأنوار والبدع: أن رقية وزينب كانتا ابنتي هالة، أخت خديجة مناقب آل أبي طالب: ج1 ص 159 وعنه في البحار، وتنقيح المقال، وقاموس الرجال

8 ـ قد روي عن أبي الحمراء عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله:

(ياعلي أوتيت ثلاثا، لم يؤتهن أحد ولا أنا أوتيت صهرا مثلي، ولم أؤت أنا مثلي.

وأوتيت صديقة مثل ابنتي، ولم أوت مثلها (زوجة).

وأوتيت الحسن والحسين من صلبك، ولم أوت من صلبي مثلهما، ولكنكم مني، وأنا منكم) إحقاق الحق (قسم الملحقات) للمرعشي النجفي ج5 ص 74 وج4 ص 444 عن المناقب لعبد الله الشافعي ص50 (مخطوط) وعن مناقب الكاشي ص72 (مخطوط أيضاً) والحديث موجود أيضاً في كتاب: نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص114 ولا بأس بمراجعة ص113، ومراجعة مقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص109

وقريب منه ما روي عن أبي ذر، مرفوعاً ينابيع المودة ص255 وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج7 ص18

فلو كان ثمة من صاهر رسول الله غير علي، لم يصح قوله (ص): (أوتيت صهرا مثلي، ولم أوت أنا مثلي..) لا سيما وأن هذا الكلام قد جاء بعد ولادة الحسنين عليهما السلام.

9 ـ وفي صحيح البخاري: أن رجلاً حاول أن يسجل إدانة لعثمان ولعلي على حد سواء، فتصدى لابن عمر يحرضه على الخروج كما خرج غيره، فرفض.. فطلب منه أن يخرج ليصلح بين طائفتين من المؤمنين اقتتلوا.. فيقاتل التي تبغي.. وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة، فرفض أيضاً.

فقال له: فما قولك في علي وعثمان..؟

قال: أما عثمان فكان الله قد عفا عنه، وأما أنتم فكرهتم أن تعفوا عنه.

أما علي، فابن عم رسول الله (ص) وختنه، وأشار بيده، فقال: وهذا بيته حيث ترون صحيح البخاري: ج3 ص 68 ط سنة 1309

فنلاحظ: أن دفاع ابن عمر عن عثمان، قد اقتصر على أنه حين فر يوم أحد قد عفا الله عنه، لكن الخارجين عليه لم يعفوا عنه، بل قتلوه..

ولم يذكر أنه صهر رسول الله، أو نحو ذلك..

أما بالنسبة لأمير المؤمنين عليه السلام فقد وصفه بأنه ابن عم رسول الله، وصهره وكون بيته ضمن بيوت رسول الله (صلى الله عليه وآله)..

فلو كان عثمان صهرا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لكان على ابن عمر أن يستدل به أيضاً، كما استدل به بالنسبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) لأنه بصدد الإستدلال بكل ما يساعد على دفع التهمة عن عثمان.. فلا معنى لترك الإستدلال القوي الدال على ثقة رسول الله به، والتمسك بدليل ضعيف وسخيف.

لأن العفو عن الفارين يوم أحد كان مشروطا بالتوبة.. وهذا إنما يشمل الذين عادوا مباشرة بمجرد معرفتهم بسلامة رسول الله، لا بالنسبة لمن لم يعد من فراره إلا بعد ثلاثة أيام.

ولو سلمنا أن الله قد عفا عنه.. فلا يلزم من ذلك لزوم عفو الناس عنه أيضاً، بعد أحداثه التي ارتكبها بحقهم.

بل إن عفو الله سبحانه في أحد بهدف التأليف والتقوية في مقابل العدو، لا يلزم منه عفوه عنه بعد ذلك إذا كان قد ارتكب في حق المسلمين ما يوجب العقاب فضلاً عن أن يوجب ذلك عفو الناس.

10 ـ وأخيراً.. فإننا نلفت النظر إلى أن السيد فضل الله قد اعترف بأن خطبة الزهراء في المهاجرين والأنصار موثوقة وهو بنفسه أيضاً قد شرح هذه الخطبة، وقد جاء فيها إشارة إلى حقيقة أن الزهراء كانت هي البنت الوحيدة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قالت (عليها السلام): (فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزى إليه).

ولو كانت زوجتا عثمان ابنتين لرسول الله (ص) لكان عثمان اعترض، وقال: إن رسول الله كان أبا لزوجتيّ رقية وأم كلثوم، وكذلك كان زوج زينب..

والغريب أن السيد فضل الله يعلق على هذه الفقرة بقوله:

"تجدوه أبي دون نسائكم فأنا ابنته الوحيدة، ولم تقتصر على الحديث عن نفسها إلخ.." [الزهراء القدوة284]

وقال:

"قد قلنا: إن لرسول الله عدة بنات، كما هو وارد في كتب التاريخ، وكما يظهر من القرآن، لكنه ميز ابنته فاطمة (ع) عن أخواتها"[الزهراء القدوة285]

ونقول:

إن ذلك لا يصحح قولها: (كان أبي دون نسائكم..) لأنها في مقام إثبات الفضل والتميز..

وفي الختام نقول:

إنه قد يكون ثمة بنات قد ولدن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وسماهن زينب ورقية وأم كلثوم، لكنهن متن وهن صغار.

حتى وصفه العاص بالأبتر ونزلت سورة الكوثر.. وصدق الله سبحانه له وعده وولدت الزهراء، وأعطاه الكوثر، هذا بالإضافة إلى وجود ربيبات له (صلى الله عليه وآله) اسمهن أيضاً زينب ورقية وأم كلثوم. ثم تزوج عثمان باثنتين من تلك الربائب وتزوج أبو العاص بن الربيع بالثالثة، غير أن ما يلفت نظرنا هو أن السيد محمد حسين فضل الله يصر على وجود بنات أخريات لرسول الله (ص) سوى الزهراء (ع)؟!

فهل إن ذلك يدخل في نطاق الغيرة على الحقيقة التاريخية؟!. خصوصا تلك التي تؤدي إلى إسداء خدمة لعثمان بن عفان، حيث ينال بذلك فضيلة جليلة، تفيده في تأكيد صلاحيته لمقام خلافة النبوة، ودفع غائلة الحديث عن اغتصابه هذا الموقع من صاحبه الحقيقي، وفقا للنص الثابت بالأدلة القطعية، والبراهين الساطعة والجلية؟!

ويزيد تعجبنا حين نعرف أن السيد محمد حسين فضل الله يشترط اليقين في الأمور التاريخية، وبديهي أن مجرد وجود ظاهر لفظي لا يفيد اليقين. كما أن الشهرة بين المؤرخين لا تفيده.. ولا ندري كيف يشترط ذلك الشرط، ويستدل بهذه الأدلة؟!!!.

العودة