الآية الرابعة والثلاثون قوله تعالى ‏{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ...}‏ سورة النور الآية 55‏

     

 قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: وقد اختلف المفسِّرون في تطبيق الآية على الواقع ‏التاريخي أو المستقبلي، وفي تحديد المقصودين بالذين آمنوا وعملوا الصالحات الذين وعدهم الله ‏بالاستخلاف.‏
فهناك مَن قال: إنَّ المراد بهم أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذين كانوا يعيشون الخوف ‏والضغط والاضطهاد.‏
وهناك مَن قال: إنها تعمُّ الأمةَ كلَّها في ما أفاء الله عليها من انتصارات وفتوحات، جعلتها في مدة ‏طويلة تُهيمِن على الأمر كله.‏
وهناك مَن قال: إنَّ المرادَ بها الخلفاءُ الراشدون، ومنهم مَن قال: إنَّ المرادَ بها المهديُّ المنتظر.‏
وإننا نعتقد أنَّ الآيةَ جاءت من أجل أن تُثير في نفوس المسلمين الثقةَ الكبيرة بالله وبأنفسهم.... ولم ‏تكن لتقتصر على مرحلة من المراحل أو جيل من الأجيال، لأنها تُؤكِّد الموقفَ على أساس الإيحاء ‏برعاية الله للإسلام والمسلمين على امتداد مسيرتهم في خط الحياة، ولذلك فمن الممكن تطبيقُها ‏على كلِّ مرحلة استطاع الإسلام فيها أن يحكمَ ويمتدَّ ويُهيمِن(1).‏
أقول: إننا في هذه العجالة لا نستطيع أن نُوضِّح مفهوم الاستخلاف وما هي حقيقتُه وشرائطُه، ‏ولكن نكتفي بالإشارة إلى بعض الآيات القرآنية التي تحدثت عن قضية استخلافه تعالى لبعض ‏خلقه في الأرض، ومع وضوح ما هي مميزاتُ وخصائصُ أولئك الذين استخلفهم الله تعالى، فإنه ‏تعلم مَن هم الذين تنطبِقُ عليهم الآيةُ.‏
ولكن قبل استعراض ذلك لا بُدَّ من أن ننظر في ما جاء في بعض كلامات المفسِّر المعاصر.‏
قولُه: «ولذلك فمن الممكن تطبيقُها على كلِّ مرحلة استطاع الإسلام فيها أن يحكمَ ويمتدَّ ‏ويُهيمِن»، قولٌ لا يُمكن أن نلتزم به قطعاً، بل هو قولٌ مخالِفٌ لإجماع محققي أبناء الفرقة ‏الناجية.‏
ذلك، أنَّ في زمن أبي بكر وعمر بن الخطاب قد استطاع الإسلام أن يحكم ويمتدَّ ويُهيمِن، ‏فإن في زمن الشيخين قد حصل ما يدَّعيه السيد محمد حسين من حكمٍ وامتدادٍ وهيمنةٍ، من خلال ‏الفتوحات الإسلامية التي وقعت في تلك المرحلة، ولكنك لا تجهل بأنَّ الآيةَ لا يمكن أن تنطبِقَ ‏على تلك الثُّلة الظالمة الغاصبة للخلافة، وغصبهم للخلافة من أبرز أو أبرز ظلمٍ اقترفوه وأتَوه.‏
وكيف يدَّعي المفسِّرُ المعاصر هذا المعنى، وهو لا يجهل بأنَّ أبا بكر ابتدأ حياته ومن ورائه عمر ‏بظلم السيدة الزهراء (عليها السلام)، ثم ما أعقب ذلك من ظلم للمؤمنين مما لا نملك الوقت فعلاً ‏لتسليط الضوء عليه بل للتذكير به.‏
فقولُ السيد محمد حسين: أنَّ من الممكن تطبيقها على كلِّ... إلخ، معناه أنه يرى تطبيقَ الآية على ‏مرحلة أبي بكر وعمر، وهذا يعني أنه ممَّن يُصحِّح خلافتَهما، مع أنَّ خلافتهما باطلة قطعاً في ‏مذهب الشيعة وبلا خلاف من أحدٍ.‏
ومهما يكن، فقد قال سبحانه {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً}(2)، وقال ‏سبحانه {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى}(3).‏
ومن هاتين الآيتين نستطيعُ أن نتعرَّف على مَن يُمكن أن يكون خليفةَ الله، ومَن هو الذي يُمكن أن ‏يستخلفه تعالى.‏
إنَّ الآيةَ الكريمة تتحدثُ عن استخلافه تعالى لبعض خلقه المأمورين بالحكم بالحقِّ وعدمِ اتباع ‏الهوى، وما لم يكن الإنسانُ عالماً بالحقِّ وبمواقعه، فإنه لا محالةَ لا يتأتَّى منه الحكمُ بالحق، وما ‏لم يكن مأموناً عن تأثير الهوى، فطبيعة الأمر سيبُتلى باتباعه البتة.‏
والأمرُ في الآية بالحكم بالحقِّ، ليس في طول الاستخلاف، أي ليس هناك أمرٌ متعلِّقٌ بالاستخلاف، ‏وأمر ثانٍ متعلِّقٌ باتباع الحقِّ والحكمِ على وفقه، وإنما المرادُ من الآية أنَّ الله تعالى جعل داودَ ‏خليفةً في الأرض يحكمُ بالحقِّ، ولا يكون متَّبِعاً للهوى.‏
وبعبارة أخرى: إنَّ داودَ الخليفةَ خليفةٌ من حيث إنه يحكمُ بالعدلِ والحقِّ ولا يتبع الهوى، لا أنه من ‏بعد أن جعله الله خليفةً هو مأمورٌ بالحكم بالعدل، والذي يعني أنه قد يتحقَّقُ منه ذلك، وقد لا ‏يتحقَّق.‏
نعم حيث إنه معصومٌ، ويعلم المولى سبحانه بأنَّ داود سيختارُ الحقَّ باختياره وإرادته، فهو مأمورٌ ‏بالحكم بالعدل والحقِّ، ولولا أنه تعالى عَصَمَه من خلال اختيارِ داود للعصمة وسعيِه بإرادته نحو ‏تحصيلها، فإنه لا يكون ممَّن تعلقت إرادتُهُ تعالى بِجعلِه خليفةً.‏
فالمولى سبحانه جَعَلَ المعصومَ خليفةً، ذلك أنه هو خصوصُ مَن يُؤمر بالحكم بالحقِّ وبالعدل على ‏أساس أن يتحقَّقَ ذلك منه فعلاً، والناسُ جميعاً وإن كانوا مأمورين بالحكم بالحق، لكنه لمكان عدم ‏تحصيلهم لملكة العصمة، فلا محالة سيقعُ منهم الحكمُ بغير الحقِّ، لا أقل من إمكان وقوع ذلك ‏منهم، ومثلُ هؤلاء لا نحتمِل أن يكونوا خلفاءَ الله تعالى.‏
وبتعبير ثالث: إنه سبحانه جَعَل في الأرض خليفةً، ليحكمَ بالحق ولا يكون مُتَّبِعاً للهوى، ومَن هذا ‏وصفُهُ، لا بُدَّ وأن يكون معصوماً، لأنَّ نفسَ الغرضِ الداعي لِجَعْلِه خليفةً، لا يتمُّ إلا من حيث ‏يكونُ الخليفةُ معصوماً.‏
على أنَّ نفسَ الأمر بالحكم بالحقِّ، يستلزمُ أن يكون المأمور بالحكم عالماً بالحقِّ حقاً وفي نفس ‏الأمر والواقع، وغيرُ المعصوم لا يتأتَّى له ذلك، لبداهة أنه يجهل بكثير من مواقع الحق.‏
والخليفةُ ليس مأموراً بأن يحكم بما يراه حقاً، بل هو مأمورٌ بالحكم بما هو حقٌّ، وما لم يكن ‏المولى سبحانه متكفِّلاً برعايةِ وتسديدِ وتعليمِ وإطلاعِ مَن يجعلُه خليفةً على ما هو حقٌّ وما هو ‏الحقُّ، فكما أشرنا ونتيجةً لجهله أو غفلته لا يتمكن من الحكم بالحقِّ في كلِّ شيء، مع أنَّ الغرضَ ‏مِن جَعلِه هو تحقيقُ الحقِّ في كل المواقع، والأمرُ الذي ذكرناه وإن كان لا يخلو عن تشويش، ‏غير أنَّ المقصودَ واضحٌ إن شاء الله تعالى.‏
ثم إنه وبقطع النظر عن هذا كلِّه، فإنَّ آية {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ‏لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ} تتحدث عن أنه تعالى سيستخلِفُ بعضَ خلقه كما استخلف بعضاً فيما ‏سبق، وأنه ليُمَكِّننَّ لهم دينه الذي ارتضى، فيعبدونه تعالى ولا يشركون به شيئاً.‏
والدينُ الذي ارتضاه الله تعالى لهذه الأمَّة هو دينُ الإسلام الذي جاء به سيدنا محمد بن عبد الله ‏‏(صلى الله عليه وآله)، والذي من جملته بل ومن أركانه ولايةُ أمير المؤمنين عليٍّ وأبنائه الميامين ‏‏(عليهم السلام)، بل ثبت بنحو لا مجالَ للتشكيك فيه، أنَّ المولى سبحانه إنما ارتضى ما ارتضى ‏لنا من دينٍ يوم نَصَبَ النبي (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) إماماً وولياً ووصياً، وأنَّ آية ‏‏{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}(4)، إنما نزلت بعد ‏التنصيب المذكور، وقد استفدنا من ذلك بل كانت الآيةُ نصَّاً في أنَّ الإسلامَ بلا ولاية عليٍّ (عليه ‏السلام)، إسلامٌ لا يرضى الله تعالى به ديناً.‏
وعليه فقوله تعالى في الآية التي نبحث فيها {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} لا مجال ‏لإنطباقه إلا على القوم الذين يُؤمنون بالولاية لآل محمد (صلى الله عليه وآله)، وأنَّ مَن يستخلِفهم ‏تعالى لا بُدَّ وأن يكونوا من جملة الدعاة إلى ولاية عليٍّ (عليه السلام).‏
وعليه، فكلُّ مرحلة كانت السيطرةُ والهيمنةُ فيها للإسلام المحمدىِّ العلوىِّ، هي مرحلةٌ لا شبهة في ‏انطباق الآية عليها، وأنت تعرف أنه لم يتحقق ذلك بعد.‏
ثم إنَّ آية {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ} فيها تصريحٌ بأنَّ العبادةَ ستكون لله تعالى، وأنه لن يكون ‏في تلك المرحلة أيُّ نحو من أنحاء الشرك به سبحانه.‏
وإذا ماتنبَّهتَ إلى أنَّ جميعَ الذنوب لا يخلو واحدٌ منها عن كونه شركاً بالله تعالى، فإنَّ عليه يكون ‏قوله تعالى في الآية التي نبحث فيها {يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} دالاً بوضوح ـ فإنَّ لا ‏النافية في الآية قد دخلت على النكرة وهي كلمة شيئاً ـ على أنَّ تلك المرحلةَ مرحلةُ العدلِ ‏المطلق، فلا ظلمَ ولا طغيانَ، هي مرحلةُ الحقِّ الذي لا يخالِطُه باطلٌ، مرحلةٌ تصفو العبادةُ ‏وتخلصُ لله تعالى، فلا شركَ ولا نفاقَ، وهذه المرحلةُ لم تتحقَّق بعدُ.‏
هذا وقد قال المفسِّرُ المعاصر قوله ذاك البعيد عن الصواب، «ولذلك فمن الممكن تطبيقُها على كلِّ ‏مرحلة استطاع الإسلام فيها أن يحكمَ ويمتدَّ ويُهيمِن».‏
وقال الشيخ الطوسي في تفسير التبيان: وقال أهلُ البيت (عليهم السلام) إنَّ المرادَ بذلك المهدى ‏‏(عجل الله فرجه).‏
وأخرج الحافظ أبو نعيم والحاكم الحسكاني ـ من أبناء السُّنة ـ بإسنادهما عن حنش أنَّ عليا ‏‏(عليه السلام) قال: مَن أراد أن يسأل عن أمرِنا وأمرِ القوم.... وإني أقسمُ بالذي فلق الحبة وبرئ ‏النسمة، وأنزل الكتاب على محمد (صلى الله عليه وآله) صدقاً وعدلاً، لتعطِفَنَّ عليكم هذه الآية ‏‏{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.‏
وأخرج الحاكم الحسكاني وفرات الكوفي بإسنادهما عن ابن عباس في قول الله تعالى {وَعَدَ اللهُ ‏الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ} قال: نزلت في آل محمد (صلى الله ‏عليه وآله).‏
وبإسنادهما عن القاسم بن عوف قال: سمعت عبد الله بن محمد يقول {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ‏وَعَمِلُوا...}قال: هي لنا أهل البيت (عليهم السلام).‏
وأخرج القمي في تفسيره والكليني في الكافي بإسنادهما عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد ‏الله (عليه السلام) عن قول الله جلَّ جلاله {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ‏لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} قال: هم الأئمة.‏
وأخرج محمد بن العباس في تفسيره بإسناده عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه ‏السلام) عن قول الله عزَّ وجل {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ‏الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} قال: نزلت في عليِّ بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من ‏ولده (عليهم السلام)، {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ‏لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} قال: عنى به ظهور القائم (عجل الله فرجه).‏
وأخرج الخزاز القمي في كفاية الأثر بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال: دخل جندب ‏ابن جنادة اليهودي من خيبر على رسول الله (صلى الله عليه وآله)... فقال: يا جندب أوصيائي ‏من بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل... قال جندب: يا رسول الله قد وجدنا ذكرهم في التوراة، وقد ‏بشَّرَنَا موسى بن عمران بك وبالأوصياء بعدك من ذريتك،‎ ‎ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ‏‏{وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.‏
أقول: وورد غير ذلك مما لا مجال لاستقصائه، فراجع(5).‏

--------------------

‏(1) من وحي القرآن ج16 ص 354‏
‏(2) سورة البقرة الآية 30. ‏
‏(3) سورة ص الآية 26. ‏
‏(4) سورة المائدة الآية 3. ‏
‏(5) بحار الأنوارج24 ص 166 وج35 ص73 و36 ص 96 و306 وج51 ص54 و58 و64 و66 الكافي ج 1 ص 193 ـ ‏‏194و250 ؛ عيون أخبار الرضا ج 2 ص 55 ؛ الخصال ص 474 ـ 475؛ الغيبة للشيخ الطوسي ص110 ؛ مناقب آل ابي طالب ج ‏‏1 ص 258 ؛ كفاية الأثر ص 56 إلى 59؛ تفسير القمي ج 1 ص 25 ؛ تفسير فرات الكوفي ص 287 ـ 289 ؛ تفسير التبيان ج 7 ‏ص 457؛ تفسير مجمع البيان ج 7 ص267؛ تفسير جوامع الجامع ج 2 ص 630 ؛ خصائص الوحي المبين ص 184 ـ 185 ؛ ‏تأويل الآيات ج 1 ص 368 ؛ التفسير الصافي ج 3 ص 443 ؛ تفسير نور الثقلين ج 3 ص 616 ؛ تفسير الميزان ج15 ص 158 ـ ‏‏159 ؛ تأويل الآيات ج1 ص 369 ؛ شواهد التنزيل ج 1 ص 536 ـ 537 ؛ ينابيع المودة لذوي القربى ج 3 ص245‏

     

فهــرس الكتــاب

     

ضلال نت