ما حدث بين الصحابة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
والحقيقة أن نظير ذلك قد بدأ بين الصحابة بعد وفاة النبي(عليه السلام) في أول نزاع على الخلافة بين قريش من جانب والأنصار من جانب آخر. ثم بين قريش وأهل البيت (عليهم السلام)، وكان الطعن والشتم والهجاء ونَيل كل طرف من الآخر وتهمته، قد بلغت أشدها.
وقد قال عمر: ((قتل الله سعد بن عبادة))(1). أو ((اقتلوه قتله الله))(2)، أو: ((قتله الله إنه منافق))(3).
وكان ما كان بين قريش وأهل البيت (عليه السلام) مما لا نريد تفصيل الكلام فيه. غير أن شدة الحال تبدو من أحاديث أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في المناسبات المختلفة، ومن خطبتي الصديقة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) ـ المرويتين في كل من بلاغات النساء(4) وأعلام النساء(5) وغيرهما ـ ومما ذكره المؤرخون.
إلا أن الفتنة لم تتطور. لفشل الأنصار وخمود أمرهم بعد انشقاقهم على أنفسهم. ولأن زعيم أهل البيت أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) رأى أن في الإصرار على المجانبة، والتمسك بالمواقف الصلبة، خطراً على الإسلام يفوق خطر فوت حقه. فاكتفى في مطالبته بحقه بالمقدار الذي ينبه من الغفلة ويرفع العذر. كما فعل ذلك في الشورى عند بيعتهم لعثمان. وبقي يؤكد ذلك في المناسبات المختلفة إقامة للحجة.
وعلى من يهمه معرفة الحقيقة أن يبحث عنها بموضوعية كاملة، بعد أن يتحرر من التراكمات والمسلمات، فإنها لا تشتبه حينئذٍ، لأن حجة الله تعالى هي الواضحة (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ)(6). وبذلك يخرج عن المسؤولية مع الله تعالى يوم العرض الأكبر (يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ)(7) ،(يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَـئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً)(8).
على أن مواقف الصحابة ونظرة بعضهم لبعض بالنحو الذي ذكرنا لا تختص بحال ظهور الخلافات والانشقاقات بينهم، بل هي ظاهرة طبيعية لهم كسائر الناس فيما بينهم.
وها نحن نذكر جملة من الأحداث والتصريحات التي وقعت منهم، والتي لا تناسب هالة التقديس الـجَماعي التي يحاول بعض الناس أن يحيطوهم بها. بل هي تصرفات سلبية مؤشرة على نقاط الضعف فيهم، أو راجعة إلى عدم نظرة بعضهم لبعض نظرة الاحترام والتقديس، أو إلى عدم تعامله معه بما يناسب ذلك.
بعض مواقف الصحابة السلبية التي فيها جنبة عمومية
(الأول): ما كان فيه جنبة عمومية، ولا يخص شخصاً أو أشخاصاً خاصين. وهو عدة حوادث..
1 ـ مثل حديث الإفك المشهور الذي نالوا فيه من عٍرض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وآذوه بذلك وأحرجوه، سواءً منه ما روي من تهمة عائشة التي قام بها بعض الصحابة ـ ومنهم مسطح الذي شهد بدراً، وحسان ابن ثابت، وغيرهما ـ أم ما روي من تهمة مارية بابن عمها وادعائهم عليها أنها حملت بإبراهيم منه، لا من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما يأتي الحديث عنه من عائشة.
وقد شدد الله تعالى النكير عليهم في الإفك بقوله سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(9).
وقوله عز من قائل: (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)(10).
2 ـ وكذا إيذاؤهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنيل من أصله وعشيرته بني هاشم، حتى أغضبوه، وخطب منكِراً عليهم.
مثل قولهم: ((إنما مثل محمد كمثل نخلة نبتت في كناس))(11) وهو من الكناسة، وهي الزبالة.
وقولهم: ((إنما مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن))(12)، أو ((في كبوة من الأرض))(13). وهي الغبرة. أو ((مثل نخلة نبتت في كباء)). وهو الزبالة أو موضعها.
فعن عبدالمطلب بن ربيعة قال: ((أتى أناس من الأنصار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: إنا لنسمع من قومك، حتى يقول القائل منهم: إنما مثل محمد مثل نخلة نبتت في كباء.
قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أيها الناس من أنا)؟ قالوا: أنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ـ قال: فما سمعناه قط ينتمي قبلها ـ ألا إن الله عز وجل خلق خلقه فجعلني من خير خلقه، ثم فرقهم فرقتين، فجعلني من خير الفرقتين، ثم جعلهم قبائل، فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتاً، فجعلني من خيرهم بيتاً. وأنا خيركم بيتاً، وخيركم نفساً))(14).
وفي بعض الوقائع أنهم أسمعوا ابنته لما مرت عليهم فأخبرته(15). وفي بعضها أن العباس شكى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك(16). وفي بعضها أن عمر بن الخطاب سمع ذلك وأخبر به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)(17).
3 ـ وفي تتمة حديث الإفك: ((وبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: يا أيها الناس من يعذرني ممن يؤذيني؟
فقام إليه سعد بن معاذ، فسل سيفه، فقال: يارسول الله أنا أعيذك منه، إن يكن من الأوس أتيتك برأسه، وإن يكن من الخزرج أمرتنا بأمرك فيه. فقام سعد بن عبادة، فقال: كذبت لعمر الله لا تقدر على قتله، إنما طلبتنا بذحول كانت بيننا وبينكم في الجاهلية. فقالهذا: يا للأوس، وقال هذا: يا للخزرج. فاضطربوا بالنعال والحجارة وتلاطموا.
فقام أسيد بن حضير. فقال: ففيم الكلام؟ هذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمرنا بأمره، فنفذ عن رغم أنف من رغم…))(18).
وفي لفظ البخاري عن عائشة: ((…فقام رجل من الخزرج ـ وكانت أم حسان بنت عمه من فخذه، وهو سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج. قالت (أي عائشة): وكان قبل ذلك رجلاً صالـحاً، ولكن احتملته الحمية ـ فقال لسعد: كذبت لعمرو الله لا تقتله، ولا تقدر على قتله. ولو كان من رهطك ما أحببت أن يقتل. فقام أسيد بن حضير ـ وهو ابن عم سعد ـ فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمرو الله، لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين. قالت: فثار الحيان الأوس والخزرج، حتى هموا أن يقتتلوا، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائم على المنبر. قالت: فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخفضهم حتى سكتوا))(19).
4 ـ ويبدو من بعض الأحاديث أن جماعة من أهل المدينة كانوا لا يأتون صلاة الجمعة، تسامحاً منهم في أمرها، حتى ضاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم، فأنبهم وأنذرهم.
ففي حديث كعب بن مالك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((لينتهين أقوام يسمعون النداء يوم الجمعة ثم لا يأتونها، أو ليطبعن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين))(20).
5 ـ وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب بالجمعة، إذ أقبلت عير تحمل طعاماً، فتركوه وذهبوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنى عشر رجلاً(21).
وفي الحديث: (( بينا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يخطب الجمعة، وقدمت عير المدينة، فابتدرها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لم يبق معه(صلى الله عليه وآله وسلم) إلا اثنا عشر رجلاً، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي نفسي بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد لسال لكم الوادي ناراً، فنزلت هذه الآية: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا)))(22).
6 ـ وفي أول تشريع الصوم حرّم على الصائم إذا نام الأكل والشرب، ونكاح النساء، فكان جماعة من المسلمين ينكحون سراً، وهو محرم عليهم ، فعاتبهم الله تعالى وخفف عنهم في قوله سبحانه : (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ…)(23).
7 ـ ولما انتهت معركة بدر نفل كل أمرىٍ ما أصاب، وكانوا ثلاث فرق: ثلث يقاتلون العدو ويأسرون، وثلث يجمعون النفل، وثلث قيام دون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخشون عليه كرة العدو، حرساً له.
فاختلفوا في النفل. قال الذين أصابوا النفل: هو لنا، وقال الذين كانوا يقتلون ويأسرون: والله ما أنتم بأحق منا، لنحن شغلنا عنكم القوم، وخلينا بينكم وبين النفل، فما أنتم بأحق به منا، وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنتم بأحق به منا، لقد رأينا أن نقتل الرجال حين منحونا أكتافهم، ونأخذ النفل، ليس أحد دونه ليمنعه وكلنا خشينا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كرة العدو، فقمنا دونه، فما أنتم بأحق به منا(24).
قال عبادة بن الصامت: ((…فلما اختلفنا وساءت أخلاقنا انتزعه الله من أيدينا، فجعله إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقسمه على الناس عن بواء، فكان في ذلك تقوى الله وطاعته، وطاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصلاح ذات البين. يقول الله عز وجل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ)))(25).
8 ـ ونظير ذلك في اهتمامهم بالغنائم، بل أشد منه، ما عن الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه، قال: ((بعثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في سرية، فلما هجمنا على القوم تقدمت أصحابي على فرسي، فاستقبلنا النساء والصبيان يضجون. فقلت لهم: تريدون أن تحرزوا أنفسكم؟ قالوا: نعم. قلت: قولوا: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله. فقالوها. فجاء أصحابي فلاموني، فقالوا: أشرفنا على الغنيمة، فمنعتنا. ثم انصرفنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما تدرون ما صنع، لقد كتب الله له من كل إنسان كذا وكذا من الأجر…))(26).
فانظر إليهم لم يسروا بإسلام من أسلم، ولم يشكروه على ذلك، بل أسفوا على ما فاتهم من الغنيمة، ولاموه على أن منعهم منها.
9ـ وعن ابن عباس قال: فقدوا قطيفة يوم بدر فقالوا لعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذها فأنزل الله (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(27).
وفي لفظ آخر أن بعض الناس قالوا: لعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذها، وأكثروا في ذلك(28).
وروى الطبري عن ابن عباس أنهم قالوا: ((إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غلها…))(29).
وفي تفسير ابن كثير أن ابن عباس قال: ((اتهم المنافقون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بشيء فقد))(30).
10 ـ وعن البراء بن عازب، قال: ((جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الرماة يوم أحد ـ وكانوا خمسين رجلاً ـ عبد الله بن جبير. قال: ووضعهم موضعاً وقال: إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا ظهرنا على العدو وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم. قال: فهزموهم. قال: فأنا والله رأيت النساء يشتددن على الجبل، وقد بدت أسوقهن وخلاخلهن رافعات ثيابهن. فقال أصحاب عبد الله بن جبير: الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنظرون؟. قال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: إنا والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة. فلما أتوهم صرفت وجوههم، فأقبلوا منهزمين. فذلك الذي يدعوهم الرسول في أخراهم. فلم يبق مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غير اثني عشر رجلاً. فأصابوا منا سبعين رجلاً…))(31).
وإلى ذلك يشير قوله تعالى: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ …)(32).
قال ابن مسعود : ((ما كنت أرى أن أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد الدنيا حتى نزلت فينا يوم أحد (مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ)))(33).
وذكروا أن أنس بن النضر سمع نفراً من المسلمين يقولون لما سمعوا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قتل: ((ليت لنا رسولاً إلى عبد الله بن أبي، فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان. يا قوم إن محمداً قد قتل، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم)) فقال لهم أنس: ((يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد. اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء، وأبرأ إليك مما جاء به هؤلاء)). ثم شدّ بسيفه، فقاتل حتى قتل(34).
11 ـ ولما صدت قريش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن دخول مكة في عمرة الحديبية، واتفقوا معه على أن يرجع إلى المدينة، ويقضي عمرته في العام الثاني، وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم بذلك، ثارت ثائرة جماعة من المسلمين، وأبَوا الصلح.
وفي الحديث: ((فقال عمر بن الخطاب: والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذٍ. قال: فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: ألستَ نبي الله حقاً؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً؟
قال: إني رسول الله، ولست أعصي ربي، وهو ناصري. قلت: أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، فخبرتك أنك تأتيه العام؟ قال: لا. قال: فإنك تأتيه وتطوف به.
قال: فأتيت أبا بكر الصديق (رضوان الله عليه). فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقاً؟ قال: بلى. قلت: أولسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قلت: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً؟ قال: أيها الرجل إنه رسول الله، وليس يعصي ربه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه حتى تموت، فوالله إنه على الحق. قلت: أوليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، فأخبرك أنا نأتيه العام؟ قلت: لا. قال: فإنك آتيه وتطوف به. قال عمر بن الخطاب (رضوان الله عليه): فعملت في ذلك أعمالاً. يعني في نقض الصحيفة))(35).
ولما فرغ من الكتاب قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: ((قوموا فانحروا ثم احلقوا. قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟. اخرج لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً))(36).
وقد أخرج الواقدي من حديث أبي سعيد: ((قال عمر: لقد دخلني أمر عظيم، وراجعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مراجعة ما راجعته مثلها قط))(37).
وفي حديث آخر: ((فقال عمر: اتهموا الرأي على الدين، فلقد رأيتني أرد أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برأي، وما ألوت عن الحق)) ، وفيه: قال: ((فرضي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبيت، حتى قال لي: يا عمر تراني رضيت وتأبى ؟!))(38).
وعن سهل بن حنيف أنه قال: ((يا أيها الناس اتهموا رأيكم… فلو رأيتني يوم أبي جندل ولو أجد أعواناً على رسول الله لأنكرت))(39).
وفي رواية ابن إسحاق في حديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أم سلمة: ((فقال لها: ألا ترين إلى الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه))(40). وفي رواية أبي المليح: ((فاشتد ذلك عليه، فدخل على أم سلمة. فقال: هلك المسلمون، أمرتهم أن يحلقوا وينحروا، فلم يفعلوا))(41).
وفي رواية ابن إسحاق: ((كان الصحابة لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فلما رأوا الصلح دخلهم من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون))(42).
12 ـ ومثل ذلك ما حصل منهم في حجة الوداع حينما شرعت متعة الحج، حيث أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من لم يسق الهدي منهم أن يحل من إحرامه ويجعلها عمرة، ثم يجدد الإحرام للحج بعد ذلك في أيامه، فضاقت صدورهم وكبر ذلك عليهم ـ كما في حديث جابر(43)ـ لأنه على خلاف ما تعودوه في الجاهلية، وحسبوا أن فيه هتكاً لحرمة الحج والمشاعر المقدسة، وردوا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتجاهلوا أمره, وأصروا على مخالفته حتى غضب.
ففي حديث جابر الآخر، قال: ((أهللنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحج خالصاً لا نخلطه بعمرة فقدمنا مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة، فلما طفنا بالبيت وسعينا بين الصفا والمروة أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن
نجعلها عمرة وأن نحل إلى النساء فقلنا: ما بيننا ليس بيننا وبين عرفة إلا خمس فنخرج إليها ومذاكيرنا تقطر منيا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لأبركم وأصدقكم ولولا الهدي لأحللت، فقال سراقة بن مالك: أمتعتنا هذه لعامنا هذا أم لأبد، فقال: لا بل لأبد الأبد))(44).
وفي حديث البراء بن عازب قال: ((خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، قال: فأحرمنا بالحج، فلما قدمنا مكة، قال: اجعلوا حجكم عمرة، قال: فقال الناس: يا رسول الله قد أحرمنا في الحج، فكيف نجعلها عمرة، قال: انظروا ما آمركم به فافعلوا، فردوا عليه القول، فغضب، ثم انطلق حتى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه، فقالت: من أغضبك أغضبه الله، قال: وما لي لا أغضب وأنا آمر بالأمر فلا أتبع))(45).
وبقيت هذه العقدة في نفوس بعضهم حتى إذا تسنى أن يعلنوا خلاف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويرجع إلى ما تعودوه فعلوا، فقد حرم عمر حينما استولى على السلطة متعة الحج ـ كما حرم متعة النساء ـ ومنع منها وجرى بعده عثمان وغيره على ذلك، حتى كادت تضيع معالم التشريع الإلهي.
ففي حديث محمد بن عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب، أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حج معاوية بن أبي سفيان وهم يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج فقال الضحاك: ((لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله، فقال سعد بن أبي وقاص: بئس ما قلت يا ابن أخي، فقال الضحاك: كان عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك، فقال سعد: وقد صنعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وصنعناها معه))(46).
وفي حديث مطرف قال: ((بعث إلي عمران بن حصين في مرضه الذي توفي فيه، فقال: إني كنت محدثك بأحاديث لعل الله أن ينفعك بها بعدي، فإن عشت فاكتم عني، وإن مت فحدث بها إن شئت إنه قد سلم علي، أن نبي الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد جمع بين حج وعمرة، ثم لم ينزل فيها كتاب الله ولم ينه عنها نبي الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، قال رجل فيها برأيه ما شاء))(47).
13 ـ وربما ظهر على ألسنتهم ما يكشف عن بقايا رواسب الجاهلية فيهم.
ففي حديث أبي واقد الليثي: ((لما افتتح رسول الله مكة خرج بنا معه قِبَل هوازن، حتى مررنا على سدرة الكفار، سدرة يعكفون حولها، ويدعونها ذات أنواط، قلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الله أكبر، إنها السنن. هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنكم لتركبن سنن من قبلكم))(48).
وفي الدر المنثور: ((…مررنا بشجرة دنوا عظيمة سدرة كان يناط بها السلاح، فسميت ذات أنواط، وكانت تعبد من دون الله، فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صرف عنها في يوم صائف إلى ظل هو أدنى منها، فقال له رجل: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم…))(49).
وفي لفظ ابن أبي عاصم: ((خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حنين ونحن حديثو عهد بكفر، وكانوا أسلموا يوم الفتح. قال: فمررنا بشجرة…))(50).
14 ـ ولما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ردّ سبايا هوازن ركب راحلته وتعلق به الناس يقولون: ((اقسم علينا فيئنا بيننا))، حتى ألجؤوه إلى سمرة، فخطف رداؤه. فقال: ((يا أيها الناس ردّوا علي ردائي، فوالله لو كان لكم بعدد شجر تهامة نَعَم لقسمته بينكم، ثم لا تلقوني بخيلاً ولا جباناً ولا كذوباً)).
ثم دنا من بعيره، فأخذ وبرة من سنامه، فجعلها بين أصابعه السبابة والوسطى، ثم رفعها فقال: ((يا أيها الناس ليس لي من هذا الفيء هؤلاء هذه إلا الخمس، والخمس مردود عليكم))(51).
15 ـ ولما قسم(صلى الله عليه وآله وسلم) غنائم حنين، وخص المؤلفة قلوبهم من قريش وغيرهم بالعطاء الكثير غضبت الأنصار، وتكلموا في ذلك، فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لذلك، وذهب إليهم فخطب فيهم وأنبهم، ثم استرضاهم بتواضعه وخلقه الرفيع وحديثه العاطفي(52).
16 ـ وجهز رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أواخر أيامه جيش أسامة بن زيد، وجعل فيه المهاجرين والأنصار(53)، وقال هشام بن عروة: ((فخرج معه سروات الناس وخيارهم…))(54).
وممن كان في الجيش أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح(55). وأمره أن يخرج إلى أرض الروم حيث قتل أبوه. فطعنوا في إمارة أسامة، فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فخطب منكراً عليهم وقال: ((أيها الناس أنفذوا بعث أسامة، فلعمري لئن قلتم في إمارته لقد قلتم في إمارة أبيه من قبله، وإنه لخليق بالإمارة، وإن كان أبوه لخليقاً بها))(56).
ثم أكد في مرضه على إنفاذ ذلك الجيش(57)، ولعن من تخلف عنه(58). لكنهم تقاعسوا، ولم يخرجوا مع ذلك الجيش حتى توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
17 ـ وأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أواخر أيام مرضه أن يكتب لأمته كتاباً يعصمهم من الضلال، فاختلفوا عليه، وحالوا دون ذلك.
فعن ابن عباس قال: ((لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وفي البيت رجال، فيهم عمر ابن الخطاب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هلموا أكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده. فقال عمر: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله. فاختلف أهل البيت فاختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً لن تضلوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر. فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قوموا.
قال عبيد الله: فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم))(59).
وفي حديث آخر: ((فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال: دعوني، فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه))(60). وهناك صور أخرى لا مجال لاستقصائها.
18 ـ وانهزامهم في غزوة أحد، وغزوة حنين، وغزوة خيبر، وتخاذلهم في غزوة الأحزاب، كل ذلك معلوم مشهور.
19 ـ وكذلك ارتداد جماعة من الصحابة ـ بالمعنى العام الذي يريده الجمهور وهو كل من رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسمع حديثه ـ وإن رجعوا بعد ذلك، كالأشعث بن قيس.
__________________
1- صحيح البخاري ج:6 ص:2506 كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة: باب رجم الحبلى في الزنا إذا أحصنت.
2- مصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:432 كتاب المغازي: ما جاء في خلافة أبي بكر وسيرته في الردة. فتح الباري ج:7 ص:32. الرياض النضرة ج:2 ص:208 الفصل الثالث عشر: (بيعة السقيفة وما جرى فيها). تاريخ الطبري ج:2 ص:244 (في ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والأنصار في أمر الإمارة في سقيفة بني ساعدة).
3- تاريخ الطبري ج:2 ص:244 (في ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والأنصار في أمر الإمارة في سقيفة بني ساعدة).
4- ص:23 في (كلام فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)).
5- ج:4 ص:116، 128 في ترجمة فاطمة بنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (عليها السلام)
6- سورة التوبة الآية: 115.
7- سورة الدخان الآية: 41.
8- سورة الإسراء الآية:71 ـ 72.
9- سورة النور الآية:11.
10- سورة النور الآية:14 ـ 15.
11- المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:275 كتاب معرفة الصحابة في (ذكر مناقب الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف).
12- المعجم الكبير ج:12 ص:455 فيما رواه (عمرو بن دينار عن ابن عمر). مجمع الزوائد ج:8 ص:215 كتاب علامات النبوة باب: في كرامة أصله (صلى الله عليه وآله وسلم)). معرفة علوم الحديث ص:166 في النوع الثامن والثلاثين. الكامل في الضعفاء ج:6 ص:200 في ترجمة محمد بن ذكوان.
13- ضائل الصحابة ج:2 ص:937 في (فضائل أبي الفضل العباس بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)).
14- مسند أحمد ج:4 ص:165 في (ذكر حديث عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب (رضي الله عنه)) واللفظ له. مصنف ابن أبي شيبة ج:6 ص:303 كتاب الفضائل: باب ما أعطى الله تعالى محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم)). السنة لابن أبي عاصم ج:2 ص:632 ـ 633 باب في ذكر (فضل قريش ومعرفة حقها وفي ذكر بني هاشم على سائر قريش). المعجم الكبير ج:20 ص:286 في (حديث مطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف). مجمع الزوائد ج:8 ص:215 ـ 216 كتاب علامات النبوة: باب في كرامة أصله(صلى الله عليه وآله وسلم)).
15- معرفة علوم الحديث ص:166 في النوع الثامن والثلاثين. الكامل في الضعفاء ج:6 ص:200 في ترجمة محمد بن ذكوان. المعجم الكبير ج:12 ص:455 فيما رواه (عمرو بن دينار عن ابن عمر). مجمع الزوائد ج:8 ص:215 كتاب علامات النبوة: باب في كرامة أصله(صلى الله عليه وآله وسلم).
16- فضائل الصحابة ج:2 ص:973 في (فضائل أبي الفضل العباس بن عبد المطلب عم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)).
17- مجمع الزوائد ج:8 ص:216 كتاب علامات النبوة: باب في كرامة أصله (صلى الله عليه وآله وسلم)).
18- مجمع الزوائد ج:9 ص:238 كتاب المناقب: باب حديث الإفك، والمعجم الكبير ج:23 ص:127 في (عائشة بنت أبي بكر الصديق زوج رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)). مع اختلاف يسير.
19- صحيح البخاري ج:4 ص:1520 كتاب المغازي: باب حديث الإفك.
20- مجمع الزوائد ج:2 ص:193 كتاب الصلاة: باب فيمن ترك الجمعة، واللفظ له. مسند الشاميين ج:2 ص:285 فيما رواه عبدالعزيز عن محمد بن عمرو بن عطاء. المعجم الكبير ج:19 ص:99 فيما رواه محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن كعب بن مالك. الترغيب والترهيب ج:1 ص:295 كتاب الجمعة: الترغيب في صلاة الجمعة والسعي إليها وما جاء في فضل يومها وساعتها.
21- صحيح البخاري ج:1 ص:316 كتاب الجمعة: باب الساعة التي في يوم الجمعة. صحيح مسلم ج:2 ص:590 كتاب الجمعة: باب في قوله تعالى: [وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً].
22- صحيح ابن حبان ج:15 ص:299 كتاب إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم) عن مناقب الصحابة في (ذكر وصف الآية التي نزلت عندما ذكرنا قبل)، واللفظ له. مسند أبي يعلى ج:3 ص:468 في (مسند جابر). وقريب منه في تفسير الطبري ج:28 ص:104 في تأويل الآية من سورة الجمعة.
23- سورة البقرة الآية: 187، صحيح البخاري ج:4 ص:1639 كتاب التفسير: باب أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم. تفسير ابن كثير ج:1 ص:221 في تفسير الآية. وغيرهما.
24- راجع السنن الكبرى للبيهقي ج:6 ص:292 كتاب قسم الفيء والغنيمة: باب بيان مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام، والثقات لابن حبان ج:1 ص:179 في ذكر السنة الثانية من الهجرة، وفيه: (نفل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)).
25- السنن الكبرى للبيهقي ج:6ص:292 كتاب قسم الفيء والغنيمة: باب بيان مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام، واللفظ له. مجمع الزوائد ج:7 ص:26 كتاب التفسير: سورة الأنفال. مسند أحمد ج:5 ص:322 حديث عبادة بن الصامت. تاريخ الطبري ج:2 ص:38 ذكر وقعة بدر. السيرة النبوية ج:3 ص:219 نزول سورة الأنفال تصف أحداث بدر.
26- المعجم الكبير ج:19 ص:433 فيما رواه مسلم بن الحارث بن بدل التميمي. مجمع الزوائد ج:1 ص:26 كتاب الإيمان: باب فيما يحرم دم المرء وماله.
27- تفسير ابن كثير ج:1 ص:422 في تفسير قوله تعالى [وما كان لنبي أن يغل] من سورة آل عمران (161)، واللفظ له. تفسير الطبري ج:4 ص:155 في تفسير الآية من سورة آل عمران. سنن أبي داود ج:4 ص:31 أول كتاب الحروف والقراءات. سنن الترمذي ج:5 ص:230 كتاب تفسير القرآن عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): باب ومن سورة آل عمران. مسند أبي يعلى ج:4 ص:327 في أول مسند ابن عباس، ج:5 ص:60 في تابع مسند ابن عباس. المعجم الكبير ج:11 ص:364 فيما رواه (عكرمة عن ابن عباس).
28- تفسير ابن كثير ج:1 ص:422 في تفسير قوله تعالى [وما كان لنبي أن يغل] من سورة آل عمران (161)، واللفظ له. تفسير الطبري ج:4 ص:154 في تفسير الآية من سورة آل عمران.
29- تفسير الطبري ج:4 ص:155 في تفسير الآية من سورة آل عمران.
30- فسير ابن كثير ج:1 ص:422 في تفسير قوله تعالى [وما كان لنبي أن يغل] من سورة آل عمران (161).
31- مسند أحمد ج:4 ص:293 (حديث البراء بن عازب) في أول مسند الكوفيين، واللفظ له. السنن الكبرى للنسائي ج:6 ص:315 كتاب التفسير: قوله تعالى [والرسول يدعوكم في أخراكم]. سنن أبي داود ج:3 ص:51 كتاب الجهاد: باب في الكمناء. مسند ابن الجعد ص:375 من حديث أبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي. تفسير ابن كثير ج:1 ص:415 في ذكر معركة أحد، ورواه في صحيح البخاري ج:3 ص:1105 كتاب الجهاد والسير: باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب وعقوبة من عصى إمامه مع اختلاف يسير.
وروي أيضاً باختصار في صحيح البخاري ج:4 ص:1486 كتاب المغازي: باب غزوة أحد، وصحيح ابن حبان ج:11 ص:40 باب: الخروج وكيفية الجهاد ذكر ما يستحب للإمام أن يوصي بعض الجيش إذا سواهم للكمين… ، وتفسير ابن كثير ج:1 ص:414.
32- سورة آل عمران الآية: 152، ذكر نزول الآية الشريفة في المناسبة المذكورة في تفسير الطبري ج:4 ص:128، وتفسير القرطبي ج:4 ص:236.
33- تفسير ابن كثير ج:1 ص:414 في تفسير الآية من آل عمران في الحديث عن معركة أحد، واللفظ له. مجمع الزوائد ج:6 ص:327ـ 328 كتاب التفسير: قوله تعالى [منكم من يريد الدنيا]. تفسير الطبري ج:4 ص:130 في تفسير الآية. تفسير القرطبي ج:4 ص:237 في تفسير الآية.
34- تاريخ الطبري ج:2 ص:67، 68 غزوة أحد. تفسير الطبري ج:4 ص:112 في تفسير آية: [وما محمد إلا رسول]. وذكره في فتح الباري ج:7 ص:351 باختلاف يسير.
35- صحيح ابن حبان ج: 11 ص: 224ــ 225 كتاب السير: باب الموادعة والمهادنة (ذكر ما يستحب للإمام استعمال المهادنة بينه وبين أعداء الله…)، واللفظ له، ورويت بألفاظ متقاربة في المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:339 كتاب المغازي: في (غزوة الحديبية)، إلا أنه لم يذكر قوله: (يعني في نقض الصحيفة)، وفي صحيح البخاري ج:2 ص:977.( كتاب الشروط: باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط). إلا أنه أيضاً لم يذكر ذلك، ولم يذكر أيضاً قوله في أول الحديث: ((والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ)).
36- صحيح البخاري ج:2 ص:978 كتاب الشروط: باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، واللفظ له. صحيح ابن حبان ج:11 ص:225 كتاب السير: باب الموادعة والمهادنة (ذكر ما يستحب للإمام استعمال المهادنة بينه وبين أعداء الله…). المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:340 كتاب المغازي: في (غزوة الحديبية).
37- فتح الباري ج:5 ص:346. نيل الأوطار ج:8 ص:200 باب جواز مصالحة المشركين على المال وإن كان مجهولاً.
38- فتح الباري ج:5 ص:346.
39- المعجم الكبير ج:6 ص:90 في (أبي وائل شقيق ابن سلمة عن سهل بن حنيف) وفي لفظ آخر: ((ولو نستطيع أن نرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمره لرددنا)). المعجم الصغير للطبراني ج:2 ص:57 باب: الميم من (اسمه محمد). الفتن لنعيم بن حماد ج:1 ص:93 ما يستحب من خفة المال والولد في الفتن… . تاريخ بغداد ج:4 ص:116 ذكر من اسمه أحمد واسم أبيه الحجاج، في ترجمة أحمد بن الحجاج الشيباني الذهلي. ومع اختلاف يسير تجده في تفسير ابن كثير ج:4 ص:201. صحيح البخاري ج:3 ص:1161 أبواب الجزية والموادعة: باب إثم من عاهد ثم غدر وقوله…. صحيح مسلم ج:3 ص:1412 كتاب الجهاد والسير: باب صلح الحديبية في الحديبية.
40- فتح الباري ج:5 ص:347.
41- فتح الباري ج:5 ص:347.
42- فتح الباري ج:5 ص:346. نيل الأوطار ج:8 ص:200 باب جواز مصالحة المشركين على المال وإن كان مجهولاً.
43- راجع صحيح مسلم ج:2 ص:884 كتاب الحج: باب بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز إفراد الحج والتمتع والقران وجواز إدخال الحج على العمرة ومتى يحل القارن من نسكه، والسنن الكبرى للبيهقي ج:4 ص:356 كتاب الحج: جماع أبواب ما يجزي من العمرة إذا جمعت إلى غيرها: باب المتمتع بالعمرة إلا الحج إذا أقام بمكة حتى ينشئ الحج إن شاءه من مكة لا من الميقات، والسنن الكبرى للنسائي ج:2 ص:417 كتاب الحج: المتمتع متى هل بالحج، ومسند أحمد ج:3 ص:302 في (مسند جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)).
44- سنن ابن ماجه ج:2 ص:992 كتاب المناسك: باب فسخ الحج، واللفظ له. صحيح ابن حبان ج:9 ص:232 باب التمتع: ذكر الخبر الدال على استحباب التمتع لمن قصد البيت العتيق وإيثاره على القران والإفراد. شرح معاني الآثار ج:2 ص:192. وغيرها.
45- مسند أحمد ج:4 ص:286 حديث البراء بن عازب (رضي الله عنه)، واللفظ له. مسند أبي يعلى ج:3 ص:233 مسند البراء بن عازب. مجمع الزوائد ج:3 ص:233 كتاب الحج: باب فسخ الحج إلى العمرة. تذكرة الحفاظ ج:1 ص:115 ـ 116 في ترجمة أبي إسحاق السبيعي. سير أعلام النبلاء ج:5 ص:400 في ترجمة أبي إسحاق السبيعي، ج:8 ص:498 في ترجمة أبي بكر بن عياش. مصباح الزجاجة ج:3 ص:199. السنن الكبرى للنسائي ج:6 ص:56 كتاب عمل اليوم والليلة: ما يقول إذا رأى الغضب في وجهه. سنن ابن ماجة ص:993 كتاب المناسك: باب فسخ الحج. عمل اليوم والليلة ج:1 ص:226. شرح النووي على صحيح مسلم ج:1 ص:115 ـ 116. نيل الأوطار ج:5 ص:62. وغيرها.
46- صحيح ابن حبان ج:9 ص:246 باب ما جاء في حج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واعتماره: ذكر خبر ثالث يصرح باستعمال المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) الفعل الذي ذكرناه، واللفظ له. سنن الترمذي ج:3 ص:185 كتاب الحج عن رسول الله ص1: باب ماجاء في التمتع. السنن الكبرى للبيهقي ج:5 ص:16 كتاب الحج: جماع أبواب الاختيار في إفراد الحج والتمتع بالعمرة: باب من اختار التمتع بالعمرة إلى الحج وزعم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ( كان متمتعاً أو تأسف عليه ولا يتأسف إلا على ما هو أفضل. مسند الشافعي ص:218. موطأ مالك ج:1 ص:344 كتاب الحج: باب ماجاء في التمتع. مسند الشاشي ج: 1 ص:210ــ 211 فيما رواه محمد بن عبد الله بن الحارث عن سعد. مسند أحمد ج:1 ص:174 مسند أبي إسحاق سعد بن أبى وقاص (رضي الله عنه). مسند أبي يعلى ج:2 ص:130 مسند سعد بن أبي وقاص. وغيرها.
47- صحيح مسلم ج:2 ص:899 كتاب الحج: باب جواز التمتع، واللفظ له. الطبقات الكبرى ج:4 ص:290 في ترجمة عمران بن حصين. مسند أحمد ج:4 ص:428 حديث عمران بن حصين (رضي الله عنه).
48- صحيح ابن حبان ج:15 ص:94 في (ذكر الإخبار عن اتباع هذه الأمة سنن من قبلهم من الأمم).
49- الدر المنثور ج:3 ص:114 أخرجها عن ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني عند تفسير قوله تعالى [وجاوزنا ببني إسرائيل].
50- السنة لابن أبي عاصم ج:1 ص:37 باب فيما أخبر به النبي (عليه السلام) أن أمته ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة وذمه الفرق كلها… ، ورويت مع اختلاف يسير في كل من: السنن الكبرى للنسائي ج:6 ص:346 كتاب التفسير سورة الأعراف في قوله تعالى: [فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً]. سنن الترمذي ج:4 ص:475 باب: ماجاء لتركبن سنن من كان قبلكم، وقال عنه: (هذا حديث حسن صحيح). مصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:479 كتاب الفتن: باب من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها. مسند الحميدي ج:2 ص:375 في (حديثا أبي الواقد الليثي (رضي الله عنه)). الجامع للأزدي ج:11 ص:369 باب: سنن من كان قبلكم. مسند أحمد ج:5 ص:218 في (حديث أبي الواقد الليثي (رضي الله عنه)).
51- مسند أحمد ج:2 ص:184 مسند عبد الله بن عمرو بن العاص، واللفظ له. السنن الكبرى للنسائي ج:4 ص:120 كتاب الهبة: هبة المشاع. السيرة النبوية لابن هشام ج:5 ص:168 في (أمر أموال هوازن وسباياها وعطايا المؤلفة قلوبهم منها…). مجمع الزوائد ج:5 ص:338ــ 339 كتاب الجهاد: باب ما جاء في الغلول. تاريخ الطبري ج:2 ص:174 ـ 175 في (ذكر الخبر عن غزوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هوازن بحنين. السنن الكبرى للبيهقي ج:6 ص:336 في جماع أبواب تفريق القسم: باب التسوية في الغنيمة والقوم يهبون الغنيمة مع اختلاف يسير.
52- تجد ذلك بمضامين متقاربة وبتفصيل في مصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:418 ـ 419 كتاب المغازي: غزوة حنين وما جاء فيها. مجمع الزوائد ج:10 ص:29ـ 30، 30ـ 31 كتاب المناقب: في فضل الأنصار. المعجم الكبير ج:7 ص:151 في (ما أسند السائب بن يزيد) في (الزهري عن السائب بن يزيد). الجامع للأزدي ج:11 ص:64 باب: في فضائل الأنصار. وغيرها.
53- الطبقات الكبرى ج:2 ص:249 في (ذكر ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه لأسامة بن زيد (رحمه الله)).
54- الطبقات الكبرى ج:4 ص:67، 68 الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار في ذكر (أسامة). تاريخ دمشق ج:8 ص:62 في ترجمة أسامة بن زيد.
55- الطبقات الكبرى ج:4 ص:68 الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار في ذكر (أسامة). تاريخ دمشق ج:8 ص:63 في ترجمة أسامة بن زيد.
56- الطبقات الكبرى ج:2 ص:249 في (ذكر ما قال رسول ال له(صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه لأسامة بن زيد (رحمه الله)). السيرة النبوية ج:6 ص:65 أمره بإنفاذ بعث أسامة.
57- الطبقات الكبرى ج:4 ص:67 الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار في ذكر (أسامة). كما قد ذكر أمر هذا الجيش بصور متقاربة في صحيح البخاري ج:3 ص:1365 كتاب فضائل الصحابة: باب مناقب زيد بن حارثة، ج:4 ص:1620 كتاب المغازي: باب بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أسامة ابن زيد (رحمه الله) في مرضه الذي توفى فيه، ومصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:415 (ما حفظت في غزوة مؤته)، والطبقات الكبرى ج:2 ص:249 في (ذكر ما قاله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه لأسامة ابن زيد(رحمه الله))، وغيرها.
58- الملل والنحل للشهرستاني ج:1 ص:23 في المقدمة الرابعة: في الخلاف الثاني. شرح نهج البلاغة ج:6 ص:52.
59 - صحيح مسلم ج:3 ص:1259 كتاب الوصية: باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه.
60- صحيح البخاري ج: 3 ص: 1111 كتاب الجهاد والسير: باب يقاتل عن أهل الذمة ولا يسترقون.