المواقف الفردية غير المناسبة لقدسية عموم الصحابة

(القسم الثاني): الحوادث الفردية التي صدرت من نفر أو أنفار قليلين.

وهي حوادث كثيرة..

1 ـ قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِالله إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِين * وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ)(1).

ولم تنزل هذه الآيات الكريمات إلا بعد أن رمى بعض الصحابة بأنه قد رأها تزني في بيته يزني بها رجل من المسلمين. ولما نزلت الآيتان تلاعنا(2).

فإن صدق في دعواه لزم كون الصحابية اعتدت على زوجها فأدخلت بيته صحابياً زنى بها، ولم تكتف بذلك حتى شهدت أربع شهادات بالله كذباً، والخامسة أن غضب الله عليها.

وإن كذب في دعواه لزم كون صحابي قد رمى مؤمنة محصنة بالزنى، والله سبحانه وتعالى يقول: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(3). ولم يكتف بذلك حتى شهد أربع شهادات بالله كذباً، والخامسة أن لعنة الله عليه.

2 ـ وقال سبحانه: (وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا)(4).

ولم تنزل هذه الآية الكريمة إلا بعد أن اعتدى بعض المسلمين في المدينة على مال رجل، فشكاه، وحاول هو ورهطه حمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على ردع الشاكي وتكذيبه، فنزلت هذه الآية إنكاراً عليه، وإيضاحاً للحقيقة ونصراً للمظلوم   (5).

3 ـ وقال الله عزوجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)(6).

 

__________________

1- سورة النور الآية:6 ـ 9.

2- راجع تفسير الطبري ج:18 ص:82،83،84،85،  وتفسير ابن كثير ج:3 ص:266، 267، 268، وصحيح البخاري ج:4 ص:1771 كتاب التفسير: باب تفسير سورة النور: باب قوله عز وجل: [والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين]، وصحيح مسلم ج:2 ص:1133 كتاب اللعان، وغيرها

3- سورة النور الآية:23.

4- سورة النساء الآية:107.

5- راجع تفسير القرطبي ج:5 ص:375 ـ 376، وتفسير الطبري ج:5 ص:265،266،267، وتفسير ابن كثير ج:1ص:552،553، وسنن الترمذي ج:5 ص:224 كتاب تفسير القرآن عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): باب ومن سورة النساء، وغيرها.

6- سورة الحجرات الآية:6.

وقد نزلت هذه الآية الكريمة في حق الوليد بن عقبة بن أبي معيط ـ وهو من الصحابة بالمعنى الذي يريده الجمهور ـ حينما أرسله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليجبي صدقات بني المصطلق، وكان حاقداً عليهم، فرجع وادعى كاذباً إنهم قد ارتدوا محاولاً حمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمين على قتالهم، فنزلت هذه الآية الشريفة تثبيتاً للمسلمين وتنكيلاً به(1).

وكان هذا الرجل قد فاخر أمير المؤمنين الإمام علياً (عليه السلام)، فقال (عليه السلام) له: ((اسكت فإنك فاسق))، فنزل قوله تعالى تصديقاً له (عليه السلام) : (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ)(2)، وقد اتفقت الآيتان الكريمتان على وصفه بالفسق وهو من أقذع الذم.

وهناك آيات أخر نزلت في رجال من الصحابة ـ بالمعنى الذي يريده الجمهور ـ إنكاراً على بعض السلبيات الصادرة منهم لا يسعنا استقصاؤها. وربما يأتي التعرض لبعضها في تتمة حديثنا هذا.

4 ـ فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه يوم بدر: ((إني عرفت أن رجالاً من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرهاً لا حاجة لهم بقتالنا، فمن لقي منكم من بني هاشم فلا يقتله، من لقي العباس بن عبد المطلب عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا يقتله، فإنما أخرج مستكرهاً)).

فلما سمع ذلك أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة قال: ((نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟. والله لئن لقيته لألـحمنه السيف)).

ورووا أنه قال عمر بن الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((دعني ولأضرب عنق أبي حذيفة بالسيف، فوالله لقد نافق))(3).

5 ـ وذكروا أن رجلاً أتى بعض نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكلمها وهو ابن عمها، فنهاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعود لمثل ذلك غَيرةً منه(صلى الله عليه وآله وسلم). فقال: ((أيحجبنا محمد عن بنات عمنا، ويتزوج نساءنا من بعدئذٍ؟! لئن حدث به حدث لنتزوج نساءه من بعده)) فنزل قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ

 

 

__________________

1- راجع تفسير ابن كثير ج:4 ص:210، ومجمع الزوائد ج:7 ص:108،109، 111، والسنن الكبرى للبيهقي ج:9 ص:54، كتاب السير: جماع أبواب السير: باب قسمة الغنيمة في دار الحرب، ومسند إسحاق بن راهويه ج:1 ص:118 ـ 119 ما يروى عن رجال أهل البصرة مثل بريدة وسفينة ومسة الأزدية وغيرهم عن أم سلمة (رضي الله عنها) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والآحاد والمثاني ج:4 ص:309 ـ 310 فيما رواه  علقمة بن ناجية الخزاعي (رضي الله عنه)، والمعجم الكبير ج:3 ص:274 فيما رواه الحارث بن ضرار الخزاعي، والطبقات الكبرى ج:2 ص:161  ذكر عدد مغازي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسراياه وأسمائها وتواريخها وجمل ما كان في كل غزاة وسرية منها: سرية عيينة ابن حصن الفزاري إلى بني تميم، والإصابة ج:4 ص:561 في ترجمة علقمة بن ناجية بن الحارث بن المصطلق الخزاعي، وغيرها.

2- راجع تفسير القرطبي ج:14 ص:105، وتفسير الطبري ج:21 ص:107، وتاريخ دمشق ج:63 ص:235 في ترجمة الوليد بن عقبة بن معيط، والكامل في ضعفاء الرجال ج:6 ص:118 في ترجمة محمد بن السائب الكلبي، وتاريخ بغداد ج:13 ص:321 في ترجمة نوح بن خلف بن محمد، وفضائل الصحابة لابن حنبل ج:2 ص:610  ومن فضائل علي(رضي الله عنه) من حديث أبي بكر بن مالك عن شيوخه غير عبد الله، وغيرها.

3- الطبقات الكبرى ج:4 ص:10 ـ 11 الطبقة الثانية من المهاجرين والأنصار من من لم يشهد بدراً ولهم إسلام قديم، في الحديث عن (العباس بن عبد المطلب). وقريب منه في تفسير ابن كثير ج:2 ص:327ــ 328 في تفسير الآية: [ما كان لنبي أن يكون له أسرى] من سورة الأنفال، السيرة النبوية لابن هشام ج:3 ص:177 نهي النبي عن قتل البعض وسببه، عند الحديث عن غزوة بدر الكبرى، تاريخ الطبري ج:2 ص:34 (فيما ذكر لي في وجه سعد بن معاذ الكراهية…). الثقات ج:1 ص:169 السنة الثانية من الهجرة.

ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللهِ عَظِيمًا)(1).

وروي من طرق متعددة أن المرأة هي عائشة، وأن ذلك الرجل هو طلحة(2).

6 ـ وفي حديث أبي سعيد الخدري قال: ((بينا نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقسم قسماً أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله إعدل. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ويلك ومن
يعدل إن لم إعدل. قد خبت وخسرت إن لم أعدل
. فقال عمر ابن الخطاب
(رضي الله عنه) : يا رسول الله: ائذن لي فيه أضرب عنقه. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن لايجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية…))(3).

وفي رواية أخرى أنه قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ((لم أرك عدلت))(4).

7 ـ وبعد فتح مكة بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد إلى بني جذيمة. فعن سالم عن أبيه قال: ((بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فجعلوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يوم أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره. فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكرناه، فرفع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يديه فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين))(5).

ورويت هذه الـحادثة بوجه آخر، وهو أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث خالد ابن الوليد إلى بني جذيمة داعياً للإسلام لم يبعثه مقاتلاً، وكان بنو جذيمة قد قتلوا عمه الفاكه وعوفاً أبا عبد الرحمن بن عوف، فلما ورد عليهم أخذوا السلاح، فقال لهم خالد: ضعوا السلاح، فإن الناس قد أسلموا، فوضعوا السلاح، فأمر بهم خالد فكتفوا، ثم عرضهم على السيف، فقتل منهم من قتل.

 

 

__________________

1- سورة الأحزاب الآية:53.

2- راجع فتح القدير ج:4 ص:299 ـ 300 عند تفسير الآية، وزاد المسير  ج:6 ص:416 عند تفسير الآية، وتفسير ابن كثير ج: 3 ص:506 ـ 507 عند تفسير الآية، وروح المعاني ج:22 ص:69 عند تفسير الآية، والدر المنثور ج:5 ص:214 عند تفسير الآية [وما كان لكم أن تؤذوا…].

3- صحيح مسلم ج:2 ص:744 كتاب الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم. وروي مع اختلاف يسير في كل من: صحيح البخاري ج:3 ص:1321 كتاب المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، والسنن الكبرى للبيهقي ج:8 ص:171 كتاب قتال أهل البغي: جماع أبواب الرعاة باب ما جاء في قتال أهل البغي والخوارج، والسنن الكبرى للنسائي ج:5 ص:159 كتاب الخصائص: ذكر ما خص به علي من قتال المارقين، ومصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:562 كتاب الجمل: ما ذكر في الخوارج.

4- مجمع الزوائد ج:6 ص:228 كتاب قتال أهل البغي: باب ما جاء في الخوارج. مسند أحمد ج:2 ص219 (مسند عبد الله بن عمرو بن العاص). السنة لابن أبي عاصم ج:2 ص:453،454 باب المارقة والحرورية والخوارج السابق لها خذلان خالقها. السنة لعبد الله بن أحمد ج:2 ص:632 (سئل عن الخوارج ومن قال هم كلاب النار). تاريخ الطبري ج:2 ص:176 ذكر الخبر عن غزوة رسول الله هوازن بحنين. فتح الباري ج:12 ص:292.

5- صحيح البخاري ج:4 ص:1577 كتاب المغازي: باب بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، واللفظ له. السنن الكبرى للنسائي ج:3 ص:474 كتاب القضاء: إذا قضى الحاكم بجور هل يرد حكمه. السنن الكبرى للبيهقي ج:9 ص:115 كتاب السير: في جماع أبواب السير: باب المشركين يسلمون قبل الأسر وما على الإمام وغيره من التثبت إذا تكلموا بما يشبه الإقرار بالإسلام ويشبه غيره .المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:221 ـ 222 باب: دعاء العدو. صحيح ابن حبان ج:11 ص:53 كتاب السير: (ذكر ما يستحب للإمام إذا سمع من الأعداء كلمة الإسلام وإن لم تكن بلغة أهل الإسلام…). مسند أحمد ج:2 ص:150 مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب )رضي الله عنهما).

فلما انتهى الخبر للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفع يديه إلى السماء ثم قال: ((اللهم إني أبرأ إليك مما فعل خالد))(1).

وكان بين عبد الرحمن بن عوف وخالد كلام في ذلك فقال له: ((أخذت بأمر الجاهلية، قتلتهم بعمك الفاكه قاتلك الله. قال: وأعابه عمر. فقال خالد: أخذتهم بقتل أبيك، فقال عبد الرحمن: كذبت، لقد قتلت قاتل أبي بيدي. ولو لم أقتله لكنت تقتل قوماً مسلمين بأبي في الجاهلية؟ قال: ومن أخبرك أنهم أسلموا؟ فقال: أهل السرية كلهم، قال: جاءني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن  أغير عليهم فأغرت. قال: كذبت على رسول الله. وأعرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن خالد وغضب…))(2).

8 ـ وقد سب خالد بن الوليد عبد الرحمن بن عوف في هذه المناسبة أو غيرها(3).

9 ـ كما استب هو وعمار(4). وعنه أنه قال: ((فقلت: يا رسول الله لولاك ما سبني ابن سمية. فقال: مهلاً يا خالد، من سب عماراً سبه الله، ومن حقر عماراً حقره الله))(5).

10 ـ ووقعته ببني يربوع، وقتله مالك بن نويرة، ونكاحه امرأته، كل ذلك معروف مشهور. ومهما قيل في أمره وحاولوا الاعتذار له، فإن ما قام به قد أغضب عليه جماعة من الصحابة.

فعن أبي قتادة: ((خرجنا في الردة حتى إذا انتهينا إلى أهل أبيات، حتى إذا طلعت الشمس للغروب فأرشفنا إليهم الرماح فقالوا: من أنتم؟ قلنا: نحن عباد الله. فقالوا: ونحن عباد الله، فأسرهم خالد بن الوليد، حتى إذا  أصبح أمر أن يضرب أعناقهم. قال أبو قتادة: فقلت: اتق الله يا خالد، فإن هذا لا يحل لك. قال: اجلس، فإن هذا ليس منك في شيء. قال: فكان أبو قتادة يحلف لا يغزو مع خالد أبداً))(6).

وفي هذه المناسبة أكثر عمر بن الخطاب مع أبي بكر في أمر خالد، وشجب عمله، فقال أبو بكر: إنه تأول فأخطأ. وودى مالكاً، وردّ السبي.

 

__________________

1- الطبقات الكبرى ج:2 ص:148 في (سرية خالد بن الوليد إلى بني جذيمة من كنانة). السيرة النبوية لابن هشام ج:5 ص:94 ـ 98 في (مسير خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بني جذيمة من كنانة ومسير علي لتلافي خطأ خالد). سير أعلام النبلاء ج:1 ص:370ــ 371 في ترجمة خالد ابن الوليد. تاريخ الطبري ج:2 ص:164 في (ذكر الخبر عن فتح مكة).

2- سير أعلام النبلاء ج:1 ص:370 ـ 371 في ترجمة خالد بن الوليد. وقريب منه في السيرة النبوية لابن هشام ج:5 ص:97 في (مسير خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بني جذيمة من كنانة ومسير علي لتلافي خطأ خالد)، وتاريخ الطبري ج:2 ص:164 ـ 165 في (ثم دخلت سنة ثمان من الهجرة) في (ذكر الخبر عن فتح مكة). وتاريخ دمشق ج:16 ص:234 في ترجمة خالد بن الوليد بن المغيرة.

3- صحيح مسلم ج:4 ص:1967 كتاب فضائل الصحابة (رضي الله عنهم): باب تحريم سب الصحابة (رضي الله عنهم). صحيح ابن حبان ج:15 ص:455 (كتاب إخباره(صلى الله عليه وآله وسلم) عن مناقب الصحابة…): في (ذكر عبدالرحمن بن عوف الزهري (رضي الله عنه)). فتح الباري ج:7 ص:34، 35. مسند أبي يعلى ج:2 ص:396 من مسند أبي سعيد الخدري. أسباب ورود الحديث ص:228 باب الأدب. البيان والتعريف ج:2 ص:278 (حرف لا). عون المعبود ج:12 ص:269 باب النهي عن سب أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم). تحفة الأحوذي ج:10 ص:245 باب في سب أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم). تغليق التعليق ج:4 ص:59.

4- تفسير الطبري ج:5 ص:148 في تفسير آية [أطيعوا الله وأطيعوا الرسول] من سورة النساء. تفسير ابن كثير ج:1 ص:519 في تفسير آية [أطيعوا الله وأطيعوا الرسول] من سورة النساء.

5- المعجم الكبير ج:4 ص:113 فيما رواه (مالك بن الحارث بن الأشتر عن خالد بن الوليد، واللفظ له. مجمع الزوائد ج:9 ص:294 كتاب المناقب: باب في فضل عمار بن ياسر وأهل بيته. المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:441 كتاب معرفة الصحابة: ذكر مناقب عمار بن
ياسر
(رضي الله عنه).

6- المصنف لعبد الرزاق ج:10 ص:174 باب: في الكفر بعد الإيمان.

ولما رجع خالد ودخل المسجد وعليه قباء وقد غرز في عمامته أسهماً، قام إليه عمر فنزعها وحطمها، وقال له: قتلت امرأ مسلماً، ثم نزوت على امرأته. والله لأرجمنك بأحجارك.

إلا أنه لم يستطع بالآخرة أن يفعل معه شيئاً، لأن أبا بكر قد لزم جانب خالد(1).

11 ـ ولما توفى أبو بكر وولي عمر من بعده كان أول ما تكلم به عزل خالد، وقال: لا يلي لي عملاً أبداً، وكتب إلى أبي عبيدة: إن أكذب خالد نفسه فهو الأمير على ما كان عليه، وإن لم يكذب نفسه فأنت الأمير على ما هو عليه. وانزع عمامته عن رأسه، وقاسمه ماله.

فذكر أبو عبيدة ذلك لـخالد، فاستشار خالد أخته فاطمة ـ وكانت عند الحارث بن هشام ـ فقالت له: والله لا يحبك عمر أبداً، وما يريد إلا أن تكذب نفسك ثم ينزعك.

فقبل رأسها، وقال: صدقت، فأبى أن يكذب نفسه، فأمر أبو عبيدة فنزع عمامة خالد، وقاسمه ماله(2).

12 ـ وفي غزوة ذات السلاسل ضاق عمر بن الخطاب بتسليم أبي عبيدة إمارة الجيش لعمرو بن العاص، فقال: ((أتطيع ابن النابغة وتؤمره على نفسك وعلى أبي بكر وعلينا؟! ما هذا الرأي))(3).

13  ـ وفي حديث مسروق عن عائشة قال: ((ذكر عندها أن علياً (رضي الله عنه) قتل ذا الثدية فقالت لي: إذا أنت قدمت الكوفة فاكتب لي ناساً ممن شهد ذلك ممن تعرف من أهل البلد. فلما قدمت وجدت الناس أشياعاً فكتبت لها من كل شيع عشرة ممن شهد ذلك، قال: فأتيتها بشهادتهم.  فقالت: لعن الله عمرو بن العاص، فإنه زعم لي أنه قتله بمصر))(4).

14  ـ واستأذن الزبير عمر في خلافته في الخروج للجهاد. فمنعه، وقال: قد قاتلتَ مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فانطلق الزبير وهو يتذمر، فقال عمر: ((من يعذرني من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟. لولا أني أمسك بفم هذا الشغب لأهلك أمة محمد))(5).

15  ـ وقال نوفل بن مساحق: ((بينا عثمان بن حنيف يكلم عمر ابن الخطاب، وكان عاملاً له. قال: فأغضبه، فأخذ عمر من البطحاء قبضة فرجمه بها، فأصاب حجر منها جبينه، فشجه، فسال الدم على لـحيته. فكأنه ندم، فقال: امسح الدم عن

لـحيتك، فقال: لا يهلك هذا يا أمير المؤمنين، فوالله لما انتهكتُ ممَّن وليتني أمره أشد مما انتهكتَ مني. قال: فكأنه أعجب

 

 

__________________

1- تاريخ الطبري ج:2 ص:272 ـ 274 ذكر البطاح وخبره. وذكر طرف منه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج:1 ص377ــ 378 في ترجمة خالد، وابن حجر في الإصابة ج:5 ص:755 في ترجمة مالك بن نويرة.

2- تاريخ الطبري ج:2 ص:356 ـ 357 في (ثم دخلت سنة ثلاثة عشر، وذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث) في (ذكر أسماء قضاته وكتابه وعماله على الصدقات). الكامل في التاريخ ج:2 ص:427. وقريب منه في تاريخ دمشق ج:16 ص:268 في ترجمة خالد بن الوليد بن المغيرة.

3- المصنف لعبد الرزاق ج:5 ص:453 ـ 454 كتاب المغازي: غزوة ذات السلاسل وخبر علي ومعاوية. تاريخ دمشق ج:2 ص:25 عند الحديث عن غزوة ذات السلاسل.

4- المستدرك على الصحيحين ج:4 ص:14 كتاب معرفة الصحابة: ذكر الصحابيات من أزواج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وغيرهن (رضي الله عنهن) فأول من نبدأ بهن الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبي بكرN، واللفظ له، وقال بعد ذكر هذا الحديث: ((هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)). سير أعلام النبلاء ج:2 ص:200 في ترجمة عائشة أم المؤمنين.

5- تاريخ بغداد ج:7 ص:453 حرف الياء من أباء الحسنين في ترجمة الحسن بن يزيد بن ماجة القزويني. وفي تاريخ دمشق ج:18 ص:403 في ترجمة الزبير بن العوام قال عمر: (من يعذرني من أصحاب محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) لولا أني أمسك بفمي هذا الشعب لأهدموا أمة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)).

عمر ذلك منه، وزاده عنده خيراً))(1).

16  ـ وقد تشاجر عمر وأبو بكر بمحضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ورفعا أصواتهما عنده، فقال أحدهما: أمّر الأقرع بن حابس، وأشار الثاني برجل آخر، فقال أبو بكر لعمر: ما أردت إلا خلافي ـ متهماً إياه بأن ما أشار به لم يكن نصيحة لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)، بل حباً في خلافه ـ فقال عمر: ما أردت خلافك. فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما.

فأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ)(2).

17 ـ وكان معهما يوماً رجل يخدمهما، فاستيقظا فوجداه نائماً، فاغتاباه وقالا: إنه نؤوم. ثم أرسلاه إلى النبي2 يطلب لهما أداماً. فقال: إنهما ائتدما، فجاءاه فقالا: بأي شيء ائتدمنا. قال: بلحم أخيكما. والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين ثناياكما. فقالا: استغفر لنا يارسول الله. قال: مراه فليستغفر لكما(3).

18 ـ وعن المقدام بن معد يكرب قال: ((استب عقيل بن أبي طالب وأبو بكر))(4).

19 ـ وعن سليمان بن صرد، قال: ((استب رجلان عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجعل أحدهما تحمر عيناه، وتنتفخ أوداجه.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقال الرجل: وهل ترى بي من جنون؟))(5).

20 ـ وعن صفوان بن عبد الله عن عميه سلمة بن أمية ويعلى بن أمية قالا: ((خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة تبوك ومعنا صاحب لنا، فقاتل رجلاً من المسلمين، فعض الرجل ذراعه، فجذبها من فيه، فطرح ثنيته، فأتى الرجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يلتمس العقل. فقال: ينطلق أحدكم إلى أخيه، فيعضه عضيض الفحل، ثم يأتي

 

 

 

__________________

1- الجامع للأزدي ج:11 ص:332 باب: السمع والطاعة، واللفظ له. مجمع الزوائد ج:9 ص:371 كتاب المناقب: باب ما جاء في عثمان بن حنيف (رضي الله عنه). المعجم الكبير ج:9 ص:29 في أخبار عثمان بن حنيف.

2- سورة الحجرات الآية:2. وقد ذكرت هذه الحادثة في كل من: صحيح البخاري ج:4 ص:1833 كتاب التفسير: باب لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي، ص:1834 كتاب التفسير: باب إن الذين ينادوك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون، واللفظ له، ص:1587 كتاب المغازي: باب وفد بني تميم، ج:6 ص:2662 كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين والبدع، وتفسير القرطبي ج:16 ص:303، 304، ومسند أحمد ج:4 ص:6 في (أول مسند المدنين) في (حديث عبد الله بن الزبير بن العوام (رضي الله عنه)). تفسير ابن كثير ج:4 ص:206، 207 في تفسير قوله تعالى [يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم…].

3- راجع تفسير ابن كثير ج:4 ص:217 في تفسير قوله تعالى [أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه…] من سورة الحجرات في (تحريم الغيبة)، والدر المنثور ج:6 ص:96 عند تفسير قوله تعالى [ولا يغتب بعضكم بعضاً]، والأحاديث المختارة ج:5 ص:71، 72 فيما روى (حماد ابن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك).

4- تاريخ الخلفاء ص:54 فصل  في الأحاديث الواردة في فضله وحده، سوى ما تقدم. الرياض النضرة ج:2 ص:18 الفصل التاسع: في خصائصه (أبي بكر)  في (ذكر اختصاصه بمواساته النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه…). الخصائص الكبرى ج:2 ص:86  في باب لم يعنونه. تاريخ دمشق ج:30 ص:110 في ترجمة أبي بكر تحت عنوان: عبد الله ويقال عتيق بن قحافة.

5- صحيح مسلم ج:4 ص:2015 كتاب البر والصلة والآداب: باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، واللفظ له. صحيح البخاري ج:5 ص:2248 كتاب الأدب: باب ما ينهى من السباب واللعن. سنن أبي داود ج:4 ص:249 كتاب الأدب: باب ما يقال عند الغضب. مصنف ابن أبي شيبة ج:5 ص:216 كتاب الأدب: ما ذكر في الغضب مما يقوله الناس. المعجم الكبير ج:7 ص:99 فيما أسند سليمان بن صرد.

 

يطلب العقل، لا عقل لها. فأبطلها رسول الله))(1).

21 ـ ولما عزم أبو بكر على تجهيز جيش أسامة بعد ارتحال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرفيق الأعلى طلب بعض الأنصار من عمر أن يشير عليه بتأمير غير أسامة، فذكر له عمر ذلك، فوثب أبو بكر، فأخذ بلحية عمر، فقال له: ثكلتك أمك وعدمتك يا ابن الخطاب، استعمله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتأمرني أن أنزعه. فخرج عمر إلى الناس، فقال: امضوا ثكلتكم أمهاتكم ما لقيت في سببكم(2).

فانظر إليهم لم يتورعوا من شتم بعضهم لبعض وسبه، والاعتداء عليه.

22  ـ وقال عبد الرحمن بن أبي بكر: ((جاء أبو بكر بضيف أو بأضياف له، فأمسى عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما جاء قالت أمي: احتبست عن ضيفك أو أضيافك الليلة. قال: ما عشيتِهم. فقالت: عرضنا عليه أو عليهم فأبوا أو فأبى. فغضب أبو بكر، فسب وجدع وحلف لا يطعمه…))(3).

23 ـ وقال أبو بكر في خلافته: ((فإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني، وإن رأيتموني زغت فقوموني. واعلموا أن لي شيطاناً يعتريني، فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني، لا أوثر في أشعاركم وأبشاركم))(4).

ذ4 ـ وقال عندما رأى طيراً واقعاً على شجرة:(( طوبى لك يا طـيـر والله لوددت أني كنت مثلك تقع على الشجرة، وتأكل من الثمر، ثم تطير، وليس عليك حساب ولا عذاب. والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مرّ عليّ جمل، فأخذني فأدخلني فاه، فلاكني ثم ازدردني، ثم أخرجني  بعراً، ولم أكن بشراً ))(5).

حيث يشهد ذلك بأنه يرى نفسه كسائر البشر معرضاً للخطر، وليست صحبته عاصمة له، ولا يقطع بسببها بالفوز أو السلامة.

25 ـ وروى مسلم حديث عائشة عن طلب نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) العدل بينهن وبينها، قالت فيه: ((فأرسل أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زينب بنت جحش زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ولم أرَ امرأة قط خيراً في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من

 

 

__________________

1- السنن الكبرى للنسائي ج:4 ص:255 كتاب القسامة: ذكر الاختلاف على عطاء في هذا الحديث، واللفظ له، ص:224 باب الرجل يدفع عن نفسه. سنن الدارقطني ج:4 ص:222. صحيحي مسلم ج:3 ص:1301 كتاب القسامة: باب الصائل على نفس الإنسان أو عضوه إذا دفعه… . المعجم الكبير ج:7 ص:55 فيما رواه سلمة بن أمية أخو يعلى بن أمية بن خلف الجمحي.

2- تاريخ الطبري ج:2 ص:246 في (ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والأنصار في أمر الإمارة في سقيفة بني ساعدة)، واللفظ له. تاريخ دمشق ج:2 ص:50 باب ذكر بعث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أسامة قبل الموت….

3- صحيح البخاري ج:5 ص:2274 كتاب الأدب: باب قول الضيف لصاحبه لا آكل حتى تأكل.

4- الطبقات الكبرى ج:3 ص:213 في (ذكر وصية أبي بكر)، واللفظ له. الجامع للأزدي ج:11 ص:336 باب: لا طاعة في معصية الله. تاريخ الطبري ج:2 ص:245 في (ذكر الخبر عما جرى بين المهاجرين والأنصار في أمر الإمارة في سقيفة بني ساعدة). الرياض النضرة ج:2 ص:231 مناقب خليفة رسول الله أبي بكر (رضي الله عنه) في(ذكر استقالة أبي بكر من البيعة)، ومثله في مجمع الزوائد ج:5 ص:183 كتاب الخلافة: باب الخلفاء الأربعة. تاريخ دمشق ج:30 ص:303 في ترجمة أبي بكر تحت عنوان: عبد الله ويقال عتيق بن قحافة. صفوة الصفوة ج:1 ص:261 ذكر خلافة أبي بكر(رضي الله عنه).

5- مصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:91 كتاب الزهد في كلام أبي بكر الصديق(رضي الله عنه) ، واللفظ له. الزهد لـهناد بن السري ج:1 ص:258 باب من قال ليتني لم أخلق. شعب الإيمان للبيهقي ج:1 ص:485 في الحادي عشر من شعب الإيمان وهو باب في الخوف من الله تعالى. تاريخ دمشق ج:30 ص:330، 331 في ترجمة أبي بكر تحت عنوان: عبد الله ويقال عتيق بن قحافة.

حَدّ كانت فيها تسرع منها الفيئة. قالت: فاستأذنت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) … فأذن لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. قالت: ثم وقعت بي

فاستطالت علي، وأنا أرقب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها؟ قالت: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكره أن أنتصر. قالت: فلما وقعت بها لم أنشبها حين أنحيت عليها. قالت: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتبسم: إنها ابنة أبي بكر. حدثنيه محمد بن عبد الله بن قهرزاد قال عبد الله بن عثمان حدثنيه عن عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري بهذا الإسناد مثله في المعنى، غير أنه قال: فلما وقعت بها لم أنشبها أن أثخنتها غلبة))(1).

26  ـ ولما صلى معاذ بجماعة، وأطال في صلاته، انفرد فتى من خلفه وأتم صلاته. فلما فرغ معاذ من صلاته أقبل الفتى عليه فسبه ونقصه. ولما شكى معاذ الفتى للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اعتذر الفتى بأنه صاحب عمل وشغل، وقد طول معاذ في صلاته، فعذل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) معاذاً على إطالته في الصلاة(2).

27  ـ وقد سب أبو هريرة رجلاً في الإسلام بأم له في الجاهلية، فاستعدى الرجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أبي هريرة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ((إن فيك شعبة من الكفر)). فحلف أبو هريرة له أن لا يسب بعده مسلماً أبداً(3).

28 ـ ويأتي عند التعرض لواقعة بدر أن عبد الرحمن بن عوف قد سب بلالاً من أجل أسيريه.

29 ـ وعن ابن أبي حازم قال: ((كان لابن مسعود على سعد مال، فقال له ابن مسعود: أدِّ المال الذي قبلك. فقال له: والله لأراك لاقٍ مني شراً. هل أنت إلا ابن مسعود وعبد من هذيل؟ فقال: أجل والله إني لابن مسعود، وإنك لابن حمنة. فقال لهما هاشم بن عتبة: إنكما صاحبا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينظر الناس إليكما…))(4).

30 ـ ولما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فتح مكة حاول مباغتة قريش وإخفاء أمره عليهم، فكتب حاطب بن أبي بلتعة مع امرأة يخبرهم بذلك، فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأمر، وأرسل خلف المرأة من استرجع منها الكتاب. وقد سبق قول عمر: ((يا رسول الله، اضرب عنقه فقد كفر))(5).

 

__________________

1- صحيح مسلم ج:4 ص:1891ــ 1892 كتاب فضائل الصحابة: باب في فضل عائشة (رضي الله عنها)، واللفظ له. السنن الكبرى للبيهقي ج:7 ص:299 كتاب القسم والنشوز: باب ما جاء في قول الله عز وجل: [ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم…]. السنن الكبرى للنسائي ج:5 ص:281 كتاب عشرة النساء حب النساء.

2- المصنف لعبد الرزاق ج:2 ص:365 ـ 366 كتاب الصلاة: باب تخفيف الإمام.

3- مجمع الزوائد ج:8 ص:86 كتاب الأدب: باب في من يعير بالنسب أو غيره.

4- مجمع الزوائد ج:9 ص:154 كتاب المناقب: باب مناقب سعد بن أبي وقاص في (باب إجابة دعوته)، واللفظ له. المعجم الكبير ج:1 ص:139 في (سن سعد بن أبي وقاص ووفاته). تاريخ الطبري ج:2 ص:595 (ثم دخلت سنة ستة وعشرين) في (ذكر سبب عزل عثمان عن الكوفة سعداً واستعماله عليها الوليد). سير أعلام النبلاء ج:1 ص:114 في ترجمة سعد بن أبي وقاص. تاريخ دمشق ج:20 ص:343ــ344 في ترجمة سعد بن مالك أبي وقاص.

5- الأحاديث المختارة ج:1 ص:286 فيما رواه (عبد الله بن عباس عن ابن عمر).

 

التالي ...