س3ـ قضية تحريف القرآن الذي ينسبه بعض أهل السنة للشيعة هل هذا صحيح نسبته لأهل الشيعة ؟ مع إنني قرأت كلاماً للشيخ محمد أبي زهرة في كتابه (الإمام جعفر الصادق) نقلاً منه عن المحقق الطوسي عدم صحة هذا. فما رأيكم أطال الله في أعماركم؟.       

ج: يحسن التعرض في جواب ذلك لأمور..

1 ـ قد لا يحسن دعوى أن ذلك منسوب للشيعة من قبل جمهور السنة على نحو الإطلاق، وبوجه شامل، لأن بعض أعلام جمهور السنة قد نزهوا الشيعة ـ أعني الإمامية العدلية ـ عن ذلك ـ.

قال أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ـ المتوفى سنة .33 للهجرة ـ: ((واختلفت الروافض في القرآن هل زيد فيه أو نُقِصَ منه؟ وهم ثلاث فرق. فالفرقة الأولى منهم يزعمون أن القرآن قد نقص منه. وأما الزيادة فذلك غير جائز أن يكون قد كان، وكذلك لايجوز أن يكون قد غُيِّر منه شيء عما كان عليه، فأما ذهاب كثير منه فقد ذهب كثير منه، والإمام يحيط علماً به،(…)(1).

والفرقة الثالثة منهم ـ وهم القائلون بالاعتزال والإمامة ـ يزعمون أن القرآن ما نُقِصَ منه، ولا زيد فيه، وأنه على ما أنزل الله تعالى على نبيه عليه الصلاة والسلام، لم يغير ولم يبدل، ولازال عما كان عليه))(2).

وقال الشيخ رحمة الله الهندي في كتابه إظهار الحق: ((القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الإمامية الاثني عشرية محفوظ عن التغير والتبديل. ومن قال منهم بوقوع النقصان فيه فقوله مردود غير مقبول عندهم))(3).

ثم استشهد على ذلك بكلمات أكابر علماء الطائفة (رضي الله عنهم)، وأفاض في ذلك.

نعم ورد نسبة التحريف للشيعة في كلام بعض جمهور السنة، كابن حزم الظاهري في كتابه (الفصل في الملل والنحل ) وجماعة من المتأخرين. وقد جندوا أقلامهم للتشهير بالشيعة والطعن فيهم، وبهتوهم بأمور كثيرة على حساب الحقيقة. وحسابهم على الله تعالى، وعلى ذمة التاريخ، والباحثين المنصفين.

_________

1- وعن محقق الكتاب: (سقط ذكر الفرقة الثانية من هذه الفرق).

2- مقالات الإسلاميين ج:1 ص:114 ـ 115.

3- إظهار الحق ص: 354 في (الفصل الرابع في دفع شبهات القسيسين الواردة على الأحاديث) في (دفع الشبهة الأولى).