س10 - أرجو التكرم منكم بالإيعاز إلى طلبة العلم بالردّ على كتاب تحت عنوان: (حتى لا ننخدع) للمدعو (عبد الله الموصلي) الذي قد ملأه صاحبه بالنقل عن الشيعة وعلمائهم في تكفير أهل السنة، وإباحة أموالهم ودمائهم. فإنني أعلم أنه لا وقت لكم، لانشغالكم. ولهذا اقترحت عليكم ذلك الاقتراح، وإلا فأنتم الأعلم في ذلك.
والكتاب هذا طبع في مصر، والقائم على طبعه (دار سلامة للنشر والتوزيع). وخصوصاً أن بعض السلفية قد قاموا بنشره والاعتماد على ما فيه.
ج: نود أن نلفت نظركم لأمور..
1 ـ سبق أن ذكرنا في أوائل الحديث في جواب السؤال الثاني أن الإسلام الذي يعصم الدماء والأموال وتجري به الأحكام عند الشيعة إنما يكون بالشهادتين، والإقرار بفرائض الإسلام العامة، وإعلان دعوته. وقد سبق أن ذلك يجري في حقّ جميع المسلمين من الصحابة وغيرهم. وأن مصادر الشيعة وكتب فتاواهم قد تصافقت على ذلك. وذكرنا بعض كلماتهم. وهي تكذب كتاب (حتى لا ننخدع) وغيره مما أولع بالتهريج على الشيعة واتهامهم.
موقفنا من أمثال كتاب (حتى لا ننخدع)
2 ـ لم نطلع حتى الآن على كتاب (حتى لا ننخدع). ويبدو من حديثك أنه ككثير من الكتب التي تصدر هذه الأيام ضدّ الشيعة والتشيع، التي همها التشهير والتشنيع والكذب والافتراء عليهم، من أجل إثارة العواطف ضدّهم.
والتصدي لرد هذه الكتب إن كان من أجل إقناع مؤلفيها ومن يقف وراءهم ليتراجعوا عن مواقفهم إذا ظهرت لهم الحقيقة. فهو غير مجدٍ، لأنهم لا يجهلون الحقيقة، ولا يريدون معرفتها لو جهلوها، لتنحل مشكلتهم ببيانها وبتنبيههم إلى خطئهم. بل لهم أهداف خاصة يحاولون الوصول إليها بتصميم وإصرار، ولا يريدون التخلي عنها. ولنا في ذلك تجارب سابقة تكفينا عبرة، نستفيد منها في التعامل مع هؤلاء وأمثالهم.
وإن كان من أجل بقية المسلمين من ذوي النوايا الحسنة، خشية أن ينخدعوا بما تتضمنه هذه الكتب فقد يتعين ذلك يوم لم تكن كتب الشيعة ومصادرهم في متناول غيرهم من المسلمين وغيرهم. أما اليوم فكتب الشيعة ومصادر ثقافتهم في متناول كل أحد، لا يستطيع غيرهم تجاهلها، كما لا يستطيع الشيعة إخفاءها وإنكارها.
وليس من الإنصاف أن يصدّق عليهم أعداؤهم المشنعون عليهم، من دون رجوع لتلك المصادر، واطلاع عليها.
ولاسيما في مثل هذه التهم التي يكذبها التعايش مع الشيعة، فإن الشيعة لا يعيشون في مجتمعات مغلقة خاصة بهم معزولة عن غيرهم، بل ينفتحون على بقية المسلمين، ويتعايشون معهم، ويختلطون بهم في أكثر البلاد أو جميعها. كما يشهدون موسم الحج العظيم الذي يجمع المسلمين من فجاج الأرض المختلفة.
ولا نريد أن ندعي أنهم متميزون بالأمانة واحترام دماء المسلمين وأموالهم. لكن على الأقل أنهم غير متميزين عن غيرهم بالخيانة، واستحلال دماء المسلمين وأموالهم، وانتهاك حرماتهم. خصوصاً المتدينين منهم والملتزمين، الذين يفترض فيهم أن يكونوا في سلوكهم وتعايشهم مع الآخرين مرآة تعكس نظرة الشيعة الدينية لغيرهم.
وإلى متى يبقى الشيعة في قفص اتهام يدافعون عن أنفسهم، وكأن المفترض صدق التهم الموجهة لهم ما لم يثبتوا براءتهم منها، مع أن قاعدة الإنصاف المتبعة مع جميع الناس أن المتهم بريء ما لم تثبت عليه الجريمة.
وإذا لم تنفع الكتب والمصادر الشيعية ـ التي يتيسر لكل أحد الوصول إليها ومعرفة الحقيقة منها ـ في الدفاع عن التهم الموجهة للشيعة في كتاب (حتى لا ننخدع) وأمثاله، فلا يجدي صدور الردّ الذي تقترحه على الكتاب المذكور، إذ ليس في مقدورنا نشر الردّ المذكور ـ لو تمّ تأليفه وطبعه ـ بصورة أوسع من انتشار الكتب والمصادر الشيعية الموجودة فعلاً.