اعتراف السنة بتميز أهل البيت (عليهم السلام) بالعلم
(الأمر الثالث): أن تميز أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) بالعلم أمر لا يختص بالقول به وبروايته الشيعة، بل ذكر الجمهور من السنة الكثير من ذلك.
1 ـ فقد اشتهر الحديث عن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) بأن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) أعلم المسلمين، أو الصحابة(1)، وأقضاهم(2).
2 ـ وفي حديث لعبد الله بن مسعود: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، ما منها حرف إلا له ظهر وبطن. وإن علي بن أبي طالب عنده منه علم الظاهر والباطن))(3).
3 ـ وفي حديث لابن عباس، قال: ((كنا نتحدث أن النبي (صلى الله عليه و سلم) عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره))(4).
4 ـ وفي حديث أنس بن مالك أن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) قال لأمير المؤمنين (عليه السلام) : ((أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي))(5).
5 ـ وقال الشافعي: ((لولا علي لما عرف حكم البغاة))(6).
6 ـ وفوق كل ذلك ما اشتهر أو تواتر من أن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) (7)، وحكمته(8)، وأنه وارث علمه(9)، وعيبته(10)، وخازنه(11)، ووعاؤه(12).
7 ـ وكذا ما ورد عنه (عليه السلام) من قوله: ((علمني رسول الله ألف باب، كل باب يفتح ألف باب)). هذا الحديث الذي رواه الجمهور(13). ورواه الشيخ الصدوق بخمس طرق عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وبأكثر من عشرين طريقاً عن الأئمة من ولده(صلوات الله عليهم)، عدا بعض المضامين المؤيدة له(14).
وفي حديث بكير: ((وحدثني من سمع أبا جعفر (عليه السلام) يحدث بهذا الحديث.
ثم قال: ولم يخرج إلى الناس من تلك الأبواب غير باب أو اثنين. وأكثر علمي أنه قال: باب واحد))(15).
وفي حديث أبي بصير: ((قال أبو عبد الله (عليه السلام) : فما خرج منها إلا حرفان حتى الساعة))(16)... إلى غير ذلك.
وقد اشتهر رجوع الأولين إليه ـ خصوصاً عمر بن الخطاب ـ في معضلات المسائل.
وقد تقدم في جواب السؤال الرابع من هذه الأسئلة قول ثابت ابن قيس بن شماس الأنصاري عندما بويع أمير المؤمنين (عليه السلام) : ((ولقد كانوا وكنت لا يخفى موضعك، ولا يجهل مكانك، يحتاجون إليك فيما لا يعلمون، وما احتجت إلى أحد مع علمك))(17).
حتى روي أنه سئل الخليل بن أحمد الفراهيدي عن الدليل على إمامة علي (عليه السلام) على نحو الكل في الكل، فقال: ((احتياج الكل إليه واستغناؤه عن الكل))(18).
وقد ورث الأئمة من ولده (عليهم السلام) علمه (صلوات الله عليه)، كما ورث هو علم رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) ، وورث رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) علم الأنبياء (عليهم السلام) . وقد روى شيعتهم عنهم (عليهم السلام) الكثير من علم الدين وغيره.
وكان لهم كيانهم العلمي والثقافي المتميز ببركتهم(صلوات الله عليهم). وقد تقدم في جواب السؤال الثالث من هذه الأسئلة ما ينفع في المقام.
والحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــــــ
(1) المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:571 كتاب معرفة الصحابة: ذكر مناقب أبي إسحاق سعد ابن أبي وقاص (رضي الله عنه) . مجمع الزوائد ج:9 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : ص : 101 ،102 باب إسلامه (رضي الله عنه) ، ص:114 باب في علمه (رضي الله عنه) . الفردوس بمأثور الخطاب ج: 1 ص:370 . مسند أحمد ج:5 ص:26 حديث معقل بن يسار (رضي الله تعالى عنه). المعجم الكبير ج:1 ص:94 صفة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) ، ج:20 ص:229 ما أسند معقل بن يسار: عمرو بن ميمون الأودي عن معقل. الاستيعاب ج:3 ص:1099 في ترجمة علي بن أبي طالب(رضي الله عنه) . المصنف لابن أبي شيبة ج:6 ص:371،374 كتاب الفضائل: فضائل علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) . المصنف لعبدالرزاق ج:5 ص:490 كتاب المغازي: تزويج فاطمة (رحمة الله عليها). الآحاد والمثاني ج:1 ص:142 ومن ذكر علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم. وغيرها من المصادر.
(2) تقدمت مصادره في جواب السؤال السادس في ص: 318.
(3) تاريخ دمشق ج:42 ص:400 في ترجمة علي بن أبي طالب، واللفظ له. فيض القدير ج:3 ص:46. حلية الأولياء ج:1 ص:65 في ترجمة علي بن أبي طالب. ينابيع المودة ج:1 ص:215، ج:3 ص:146.
(4) تاريخ دمشق ج:42 ص:391 في ترجمة علي بن أبي طالب، واللفظ له. السنة لابن أبي عاصم ج:2 ص:564 باب في ذكر خلافة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) . مجمع الزوائد ج:9 ص:113 كتاب المناقب: باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) : باب فيما أوصى به (رضي الله عنه) . المعجم الصغير ج:2 ص:161. فيض القدير ج:4 ص:357. تهذيب التهذيب ج:1 ص:173 في ترجمة أبي داود أربدة. تهذيب الكمال ج:2 ص:311 في ترجمة أربدة. ينابيع المودة ج:1 ص:233. حلية الأولياء ج:1 ص:68 في ترجمة علي بن أبي طالب.
(5) تقدمت مصادره في جواب السؤال الرابع في ص: 205.
(6) تطهير الجنان واللسان في هامش الصواعق المحرقة ص:79.
(7) تقدمت مصادره في جواب السؤال السادس في ص: 317، وراجع أيضاً الغدير ج:6 ص:61 وما بعدها.
(8) سنن الترمذي ج:5 ص:637 كتاب كتاب المناقب عن رسول الله (صلى الله عليه و سلم) : في باب لم يعنونه بعد باب مناقب علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) . من حديث خيثمة ص:200. حلية الأولياء ج:1 ص:64 في ترجمة علي بن أبي طالب. فضائل الصحابة ج:2 ص:634 فضائل علي (عليه السلام) . تهذيب الأسماء ص:319. علل الترمذي للقاضي ص:375. فيض القدير ج:3 ص:46. ميزان الاعتدال ج:5ص:53 في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي، ج:6 ص:31 في ترجمة محفوظ بن بحر الأنطاكي، ص:279 في ترجمة محمد بن عمر الرومي. المجروحين ج:2 ص:94 في ترجمة عمر بن عبدالله الرومي. لسان الميزان ج:4 ص:144 في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي، ج:5 ص:19 في ترجمة محفوظ بن بحر الأنطاكي. الكامل في ضعفاء الرجال ج:5 ص:177 في ترجمة عثمان بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان. الكشف الحثيث ص:214 في ترجمة محفوظ بن بحر الأنطاكي. تهذيب الكمال ج:21 ص:277 في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني. تاريخ بغداد ج:11 ص:203 في ترجمة عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمذاني. علل الدارقطني ج:3 ص:247. سؤالات البرذعي ص:519. كشف الخفاء ج:1 ص:235.
(9) تقدمت مصادره في جواب السؤال السادس في ص: 317 .
(10) تاريخ دمشق ج:42 ص:385 في ترجمة علي بن أبي طالب. فيض القدير ج:4 ص:356. ميزان الاعتدال ج:3 ص:449 في ترجمة ضرار بن صرد. الكامل في ضعفاء الرجال ج:3 ص:101 في ترجمة ضرار بن صرد. التدوين في أخبار قزوين ج:1 ص:89. العلل المتناهية ج: 1 ص: 226. الجامع الصغير ج:2 ص:177 حديث:5593. ينابيع المودة ج:1 ص:159 ، 389، 390 ، ج2: ص:77،96. المناقب للخوارزمي ص:87. شرح نهج البلاغة ج:9 ص:165.
(11) شرح نهج البلاغة ج:9 ص:165.
(12) كفاية الطالب ص:167 ـ 168 باب:37 في أن عليا (عليه السلام) قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.
(13) كنز العمال ج:13 ص:114 ـ 115 حديث:36372، واللفظ له. تاريخ دمشق ج:42 ص:385 في ترجمة علي بن أبي طالب. سير أعلام النبلاء ج:8 ص:24، 26 في ترجمة عبد الله بن لهيعة. البداية والنهاية ج:7 ص:360 أحداث سنة أربعين من الهجرة: شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: حديث آخر. فتح الباري ج:5 ص:363. ميزان الاعتدال ج:2 ص:401 في ترجمة حيي بن عبدالله، ج:4 ص:174 في ترجمة عبد الله بن لهيعة. الكامل في ضعفاء الرجال ج:2 ص:450 في ترجمة حيي بن عبدالله. الكشف الحثيث ج:1 ص:160 في ترجمة عبد الله بن لهيعة. المجروحين ج:2 ص:14 في ترجمة عبد الله بن لهيعة. العلل المتناهية ج:1 ص: 221. نظم درر السمطين ص:113. ينابيع المودة ج:1 ص:222، 231.
(14) الخصال ص:164.
(15) الخصال ص:642 ـ 652 عند ذ كر علم رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) علياً (عليه السلام) ألف باب يفتح كل باب ألف باب.
(16) الخصال ص: 649 عند ذكر علم رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) علياً (عليه السلام) ألف باب يفتح كل باب ألف باب.
(17) تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:179 في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
(18) معجم رجال الحديث ج:8 ص:81 في ترجمة الخليل النحوي.