أبو بكر عبد الله بن أبي داود

7 ـ أبو بكر عبد الله بن أبي داود، الذي قال فيه الذهبي: ((الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد أبو بكر السجستاني صاحب التصانيف))(1).

كما تقدم منه عند الكلام في حديث الطير أنه قال في حقه: ((والرجل فمن كبار علماء الإسلام، ومن أوثق الحفاظ)) .

وقال أيضاً ((وقد ذكره أبو أحمد بن عدي في كامله، وقال: لولا أنا شرطنا أن كل من تكلم فيه ذكرناه لما ذكرت ابن أبي داود))(2).

هذا الرجل قد رمي بالنصب، ويشهد له ما تقدم في حديث الطير من تعقيبه الفظيع على الحديث المذكور. وما تقدم عند الكلام في طعن الأقران بعضهم في بعض من أنه قد أنكر حديث الغدير المتواتر المشهور.

وكذا ما رواه في حق أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) من الخبر الفظيع، فقد قال ابن عدي: ((سمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل يقول:أشهد على محمدبن يحيى بن مندة بين يدي الله أنه قال لي: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال لي: روى الزهري عن عروة، قال: كانت قد حفيت أظافير علي من كثرة ما كان يتسلق على أزواج رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ))(3).

يقول الذهبي بعد أن نقل ذلك عن ابن عدي : ((وابن أبي داود إن كان حكى هذا فهو خفيف الرأس، فلقد بقي بينه وبين ضرب العنق شبر، لكونه تفوه بمثل هذا البهتان، فقام معه وشد منه رئيس أصبهان محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني الذكواني، وخلصه من أبي ليلى أمير أصبهان، وكان انتدب له بعض العلوية خصماً، ونسب إلى أبي بكر المقالة. وأقام عليه الشهادة محمد بن يحيى بن مندة الحافظ، ومحمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود. واشتد الخطب، وأمر أبو ليلى بقتله، فوثب الذكواني، وجرح الشهود مع جلالتهم ... وكان الهمداني الذكواني كبير الشأن، فقام وأخذ بيد أبي بكر، وخرج به من الموت...))(4).

أما وثاقته وحفظه وجلالته التي يصر عليها ابن عدي والذهبي، فيكفي فيها مواقفه هذه من أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وما سبق عند الكلام في طعن الأقران بعضهم في بعض عن أبيه من أنه كان يقول: ((ابني عبد الله كذاب))، حتى قال ابن صاعد الذي يوثقه الذهبي أيضاً: ((كفانا ما قال فيه أبوه)).

وقال أبوه أيضاً: ((من البلاء أن عبد الله يطلب القضاء))(5). وقال إبراهيم بن أرومة الأصبهاني: ((أبو بكر بن أبي داود كذاب))(6).

وقال ابن عدي: ((سمعت أبا القاسم البغوي وقد كتب إليه أبو بكر بن أبي داود رقعة يسأله عن لفظ حديث لجده. فلما قرأ الرقعة قال: أنت عندي والله منسلخ من العلم))(7).

ومع كل ذلك فقد حاول الذهبي الدفاع عنه كما تقدم عند الكلام في طعن الأقران بعضهم في بعض. فراجع.

 

عبد المغيث بن زهير

8 ـ عبد المغيث بن زهير بن زهير بن علوي، قال الذهبي: ((الشيخ الإمام المحدث الزاهد الصالـح، المتبع بقية السلف، أبو العز ابن أبي حرب البغدادي الحربي. ولد سنة خمسمائة، وعني بالآثار، وقرأ الكتب، ونسخ وجمع وصنف. مع الورع والدين والصدق والتمسك بالسنن، والوقع في النفوس والجلالة... وروى الكثير وأفاد الطلبة...))(8).

أما نصبه فيكفي فيه قول الذهبي فيه بعد ذلك: ((وقد ألف جزءاً في فضائل يزيد، أتى فيه بعجائب وأوابد. لو لم يؤلفه لكان خيراً. وعمله رداً على ابن الجوزي. ووقع بينهما عداوة...))(9).

وأما ما ذكره من صدقه وجلالته وإفادته، فيكفي فيها مؤلفه هذا، وما حكاه عنه أيضاً، قال: ((قال مرة: مسلم بن يسار صحابي، وصحح حديث الاستلقاء، وهو منكر. فقيل له في ذلك، فقال: إذا رددناه كان فيه إزراء على من رواه))(10).

فهو لا يبالي أن يدعي الصحبة لغير الصحابي، أو يصحح الحديث المنكر، لئلا يزري بمن روى الحديث... إلى غير ذلك مما لايسعنا استقصاؤه، ولا يصعب على الباحث العثور عليه في كلماتهم.

ــــــــــــــــــــ

(1) سير أعلام النبلاء ج:13 ص:221 ـ 222 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث.

(2) سير أعلام النبلاء ج:13 ص:227 ـ 228 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث.

(3) الكامل في ضعفاء الرجال ج:4 ص:266 في ترجمة عبدالله بن سليمان بن الأشعث. ونقلها عنه كل من ابن النجار البغدادي في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ج:2 ص:116.

 وكذلك نقلها كل من الذهبي في ميزان الاعتدال ج:4 ص:113 ـ 114 في ترجمة عبدالله بن سليمان بن الأشعث، وفي تذكرة الحفاظ ج:2 ص:771 في ترجمة ابن أبي داود الحافظ، وفي سير أعلام النبلاء ج:13 ص:229 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث، وابن حجر في لسان الميزان ج:3 ص:294 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث السجستاني، ولكن فيها بدل (علي) (فلان).

(4) سير أعلام النبلاء ج:13 ص:229 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث.

(5) سير أعلام النبلاء ج:13 ص:228 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث.

(6) سير أعلام النبلاء ج:13 ص:228 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث.

(7) سير أعلام النبلاء ج:13 ص:228 في ترجمة أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث.

(8) سير أعلام النبلاء ج:21 ص:159ـ160 في ترجمة عبد المغيث.

(9) سير أعلام النبلاء ج:21 ص:160 في ترجمة عبد المغيث.

(10) سير أعلام النبلاء ج:21 ص:160 ـ 161 في ترجمة عبد المغيث.