مجموع نصوص إمامة الإمام الباقر(عليه السلام)

هذا ما تيسر لنا عاجلاً ذكره من الأحاديث الخاصة المتضمنة إمامة الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليه السلام). وإذا أضيف إلى ذلك ما تقدم في الطائفة الرابعة، المتضمنة إمامة الأئمة الاثني عشر(عليه السلام) بأسمائهم يظهر أن ما تضمن النص على إمامته أكثر من ثمانين حديثاً.

أضف إلى ذلك ما تضمن أن الإمامة في ذرية الحسين(عليه السلام)، لانحصار ذرية الإمام الحسين(عليه السلام) بالإمام الباقر واخوته، ولا يظهر من إخوته من تدعى له الإمامة بالنص، لأن الزيدية وإن قالوا بإمامة زيد، إلا أن منشأ إمامته عندهم خروجه بالسيف، لا النص عليه. مع أن خروجه بالسيف متأخر كثيراً عن وفاة الإمام زين العابدين(عليه السلام). فلو لم يكن الإمام الباقر(عليه السلام) هو الإمام بعد أبيه لزم عدم وجود إمام في الأرض مدة طويلة، وهو خلاف ما استفاضت به النصوص من عدم خلو الأرض من إمام حجة على الناس، وقد تقدمت الإشارة إليها في جواب السؤال الرابع من الأسئلة السابقة.

 

نصوص إمامة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام)

3 ـ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (صلوات الله عليه).

وقد ذكر اسمه الشريف في سبعة من الأحاديث المتقدمة في النصوص على إمامة الإمامين الحسن والحسين(صلوات الله عليهما)، وأشير إليه في ثلاثة منها. كما ذكر في حديث حبابة الوالبية المتقدم في نصوص إمامة جده علي بن الحسين (صلوات الله عليه)، وحديث أبي خالد الكابلي المتقدم في نصوص إمامة أبيه الإمام محمد الباقر(صلوات الله عليه). كما أنه مذكور في حديث أبي هاشم الجعفري الآتي في نصوص إمامة الإمام الحسن بن علي العسكري(عليه السلام).

ويضاف إلى ذلك..

1 ـ حديث أبي الصباح الكناني قال: ((نظر أبو جعفر(عليه السلام) إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يمشي، فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عزوجل: ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ))))(1).

2 ـ وحديث طاهر المروي بطرق متعددة، قال: ((كنت عند أبي جعفر(عليه السلام) فأقبل جعفر(عليه السلام)، فقال أبو جعفر(عليه السلام): هذا خير البرية، أو أخير))(2).

3 ـ حديث جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: ((سئل عن القائم (عليه السلام)، فضرب بيده على أبي عبد الله (عليه السلام). فقال: هذا والله قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) . قال عنبسة: فلما قبض أبو جعفر (عليه السلام) دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك. فقال: صدق جابر. ثم قال: لعلكم ترون أن ليس كل إمام هو القائم بعد الإمام الذي كان قبله))(3).

4 ـ حديث عبد الأعلى عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ((إن أبي (عليه السلام) استودعني ما هناك، فلما حضرته الوفاة، قال: ادع لي شهوداً، فدعوت له أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر. فقال: اكتب: هذا ما أوصى به يعقوب بنيه ((يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)). وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد، وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة، وأن يعممه بعمامته، وأن يربع قبره، ويرفعه أربع أصابع، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه، ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله. فقلت له: يا أبت ـ بعد ما انصرفوا ـ ما كان في هذا بأن تشهد عليه، فقال: يا بني كرهت أن تغلب، وأن يقال: إنه لم يوص إليه، فأردت أن تكون لك الحجة))(4).

والذي يتضمن النص هو قوله (عليه السلام) في صدر الحديث: ((إن أبي استودعني ما هناك)). وبقية الحديث تشهد بأن وصية الإمام لمن بعده ولو بأموره الخاصة من علامات الإمامة للموصى له. ومن أجل ذلك استشهد الإمام الباقر (عليه السلام) الشهود الأربعة على وصيته للإمام الصادق (عليه السلام) مع أن الأمور التي استشهدهم عليها ليست مهمة بحيث تحتاج للإشهاد.

وبذلك صرحت نصوص أخر ففي حديث عبد الأعلى: ((قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المتوثب على هذا الأمر المدعي له ما الحجة عليه؟ قال: يسأل عن الحلال والحرام. قال: ثم أقبل علي، فقال: ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر: أن يكون أولى الناس بمن كان قبله، ويكون عنده السلاح، ويكون صاحب الوصية الظاهرة، التي إذا قدمت المدينة سألت عنها العامة والصبيان: إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان))(5).

وبذلك تكون الوصية المذكورة من جملة مؤيدات النص من الإمام على من بعده.

5 ـ حديث عبد الغفار بن القاسم عن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث قال: ((قلت: إن كان من هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر هذا سيد أولادي، وأبو الأئمة، صادق في قوله وفعله))(6).

6 ـ حديث محمد بن مسلم: ((كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إذ دخل جعفر ابنه... إلى أن قال: ثم قال لي: يا محمد هذا إمامك بعدي، فاقتد به، واقتبس من علمه. والله إنه هو الصادق الذي وصفه لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...))(7).

7 ـ حديث ابن نافع قال: ((قال أبو جعفر (عليه السلام): إذا فقدتموني فاقتدوا هذا، فإنه الإمام والخليفة بعدي))(8).

 

مجموع نصوص إمامة الإمام الصادق(عليه السلام)

هذا ما تيسر لنا عاجلاً ذكره من النصوص الخاصة الدالة على إمامة الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام). وربما يظهر ذكره في أحاديث أخر، فإذا أضيف إلى ما تقدم في الطائفة الرابعة المتضمنة للنص على الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) جميعاً بأسمائهم تجاوزت النصوص عليه السبعين.

ويضاف إلى ذلك مجموعتان من النصوص..

ــــــــــــــــــــ

(1) الكافي ج:1 ص:306. الإرشاد ج:2 ص:180.

(2) الكافي ج:1 ص:306، 307. الإمامة والتبصرة ص:65. الإرشاد ج:2 ص:180. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:1 ص:518. كشف الغمة ج:2 ص:380.

(3) الكافي ج:1 ص:307. الهداية الكبرى ص:243. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:1 ص:518.

(4) الكافي ج:1 ص:307. روضة الواعظين ص:208. الإرشاد ج:2 ص:181. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:1 ص:518 ـ 519. المناقب لابن شهراشوب ج:3 ص:398. كشف الغمة ج:2ص:380ـ381.

(5) الكافي ج:1ص:284. بحار الأنوار ج:25 ص:138. الإمامة والتبصرة ص:138. الخصال ص:117.

(6) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:5 ص:328. كفاية الأثر ص:252. بحار الأنوار ج:36 ص:359.

(7) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:5 ص:328. كفاية الأثر ص:253 ـ 254.

(8) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:5 ص:329. كفاية الأثر ص:254. بحار الأنوار ج:47 ص:15.