مجموع نصوص إمامة الإمام الرضا (عليه السلام)

هذا ما تيسر لنا عاجلاً ذكره من النصوص على إمامة الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليه)، وهناك نصوص أخر يحتاج توضيح دلالتها إلى كلام لا يسعنا فعلاً، ولا يهم ذكرها، لوفاء ما سبق بالمطلوب.

فإنه لو أضيف له ما تقدم في الطائفة الرابعة من النصوص الكثيرة المتضمنة للنص على الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم) جميعاً بأسمائهم فالنصوص على إمامته (صلوات الله عليه) تزيد على مائة حديث.

مضافاً إلى المجموعتين من الأحاديث اللتين تقدم التعرض لهما عند الكلام في نصوص إمامة الإمام الصادق (عليه السلام)..

(الأولى): الأحاديث الكثيرة التي وردت عن آبائه (صلوات الله عليهم) المتضمنة بأن الإمامة بعد الحسن والحسين (صلوات الله وسلامه عليهما) تجري في الأعقاب من الوالد لولده، ولا تنتقل إلى أخ أو عم أو خال، ومنها بعض النصوص المتقدمة في إمامة أبيه الإمام الكاظم (عليه السلام). لظهور أنه لم يدع أحد الإمامة لأحد من ولد الكاظم غير الإمام الرضا (عليه السلام).

وإنما وقع الخلاف في إمامته من الواقفة الذين أنكروا موت الإمام الكاظم (عليه السلام)، وادعوا أنه غاب ولم يمت، وأنه الإمام المهدي المنتظر (عجل الله فرجه).

ويبطل دعواهم أمور:

(الأول): القطع بموت الإمام الكاظم (عليه السلام) بنحو يلحق بالبديهيات.

(الثاني): الأحاديث الكثيرة التي أشرنا إليها آنفاً، والتي تزيد على التواتر، المتضمنة أن الأئمة اثنا عشر، وأن المهدي (عجل الله فرجه) آخرهم وخاتمهم، والثاني عشر منهم.

(الثالث): الأحاديث الكثيرة المشار إليها آنفاً المتضمنة أن الإمام المهدي اسمه اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

(الرابع): أن هذه الطائفة قد انقرضت، ولم يبق لها من يحمل دعوتها. وذلك دليل على بطلانها، كما يأتي، وأشرنا إليه في تعقيب نصوص إمامة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).

(الثانية): الأحاديث المتضمنة أن سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكون إلا عند الإمام، بضميمة أن السلاح كان عند الإمام الرضا (عليه السلام)، كحديث سليمان بن جعفر، قال: ((كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام): عندك سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فكتب إلى بخطه الذي أعرفه: هو عندي))(1).

وحديث أحمد بن أبي عبدالله عنه (عليه السلام): ((سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أين هو؟ قال: هبط به جبرئيل (عليه السلام) من السماء، وكانت حليته من فضة. وهو عندي))(2).

ــــــــــــــــــــ

(1) بحار الأنوار ج:26 ص:211. بصائر الدرجات ص:205.

(2) الكافي ج:1 ص:234. بصائر الدرجات ص:200. عيون أخبار الرضا ج:1 ص:55. الأمالي للصدوق ص:364. بحار الأنوار ج:42 ص:65.