نصوص إمامة الإمام محمد بن علي الجواد (عليه السلام)

6 ـ لإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد(صلوات الله عليه).

ويدل على إمامته حديثا إبراهيم الكرخي وعيسى بن عبدالله المتقدمان في جملة النصوص على إمامة جده أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام). كما يدل على إمامته أيضاً حديث ابن سنان المتقدم في نصوص إمامة أبيه الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام). وحديث أبي هاشم في الطبع على الحصى الآتي في نصوص إمامة الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام). ويضاف لذلك..

1 ـ حديث معمر بن خلاد، قال: ((سمعت الرضا (عليه السلام) وذكر شيئاً، فقال: ما حاجتكم إلى ذلك؟! هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، وصيرته مكاني، وقال: إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة))(1).

2 ـ حديث الحسين بن بشار ((يسار))، قال: ((كتب ابن قياما إلى أبي الحسن (عليه السلام) كتاباً يقول فيه: كيف تكون إماماً وليس لك ولد؟! فأجابه أبو الحسن الرضا (عليه السلام) شبه المغضب: وما علمك أنه لا يكون لي ولد؟!. والله لا تمضي الأيام والليالي حتى يرزقني الله ولداً ذكراً يفرق به بين الحق والباطل))(2).

3 ـ حديث ابن قياما، قال: ((دخلت على علي بن موسى (عليهما السلام)، فقلت له: أيكون إمامان؟ قال: لا، إلا وأحدهما صامت. فقلت له: هوذا أنت ليس لك صامت. ولم يكن ولد له أبو جعفر (عليه السلام) بعد. فقال لي: والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق وأهله. ويمحق به الباطل وأهله. فولد له بعد سنة أبو جعفر (عليه السلام)))(3).

4 ـ حديثه الآخر، قال: ((دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وقد ولد له أبو جعفر (عليه السلام) فقال: إن الله قد وهب لي من يرثني ويرث آل داود))(4).

5 ـ حديث الحسين بن يسار، قال: ((استأذنت أنا والحسين بن قياما على الرضا (عليه السلام) في صريا، فأذن لنا. فقال: افرغوا من حاجتكم. فقال له الحسين: تخلو الأرض من أن يكون فيها إمام؟ فقال: لا. قال: فيكون فيها اثنان؟ قال: لا، إلا وأحدهما صامت لا يتكلم. فقال: فقد علمت أنك لست بإمام. قال: ومن أين علمت؟ قال: إنه ليس لك ولد، وإنما هي في العقب. قال: فقال له: فوالله لا تمضي الأيام والليالي حتى يولد لي ذكر من صلبي، يقوم مثل مقامي، يحق الحق، ويمحق الباطل))(5).

6 ـ حديث ابن أبي نصر، قال: ((قال لي ابن النجاشي: من الإمام بعد صاحبك؟ فاشتهي أن تسأله حتى أعلم. فدخلت على الرضا (عليه السلام) فأخبرته. قال: فقال لي: الإمام ابني. ثم قال: هل يتجرأ أحد أن يقول: ابني، وليس له ولد؟!))(6).

7 ـ حديث صفوان بن يحيى، قال: ((قلت للرضا (عليه السلام): قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر (عليه السلام). فكنت تقول: يهب الله لي غلاماً. فقد وهبه الله لك، فأقر عيوننا. فلا أرانا الله يومك، فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر (عليه السلام)، وهو قائم بين يديه. فقلت: جعلت فداك، هذا ابن ثلاث سنين! فقال: وما يضره من ذلك؟! فقد قام عيسى (عليه السلام) بالحجة وهو ابن ثلاث سنين))(7).

8 ـ حديث عبد الله بن جعفر: ((دخلت على الرضا (عليه السلام) أنا وصفوان ابن يحيى، وأبو جعفر (عليه السلام) قائم قد أتى له ثلاث سنين، فقلنا له: جعلنا الله فداك، إن ـ وأعوذ بالله ـ حدث حدث فمن يكون بعدك؟ قال: ابني هذا، وأومأ إليه. قال: فقلنا له: وهو في هذا السن؟ قال: نعم وهو في هذا السن. إن الله تبارك وتعالى احتج بعيسى (عليه السلام) وهو ابن سنتين))(8).

9 ـ حديث معمر بن خلاد، قال: ((سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا (عليه السلام): إن ابني في لسانه ثقل، فأنا أبعث به إليك غداً، تمسح على رأسه، وتدعو له، فإنه مولاك. فقال: هو مولى أبي جعفر، فابعث به غداً إليه))(9).

10 ـ حديث الخيراني عن أبيه، قال: ((كنت واقفاً بين يدي أبي الحسن (عليه السلام) بخراسان، فقال له قائل: يا سيدي إن كان كون فإلى من؟ قال: إلى أبي جعفر ابني. فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر (عليه السلام). فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى بن مريم رسولاً نبياً صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر (عليه السلام)))(10).

11 ـ ونحوه حديث إبراهيم بن أبي محمود (11).

12 ـ حديث علي بن جعفر (عليه السلام) عم الإمام الرضا (عليه السلام)، قال: ((والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا (عليه السلام)... فقمت فمصصت ريق أبي جعفر (عليه السلام) ثم قلت له: أشهد أنك إمامي عند الله فبكى الرضا (عليه السلام)، ثم قال: يا عم ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بأبي ابن خيرة الإماء ابن النوبية الطيبة الفم المنتجبة الرحم... أفيكون هذا يا عم إلا مني؟ فقلت: صدقت جعلت فداك))(12).

13 ـ حديث جعفر بن محمد النوفلي، قال: ((لقيت الرضا (عليه السلام)... فسلمت عليه ثم جلست، فقلت: جعلت فداك، إن أناساً يزعمون أن أباك حي. فقال: كذبوا لعنهم الله... قلت: فما تأمرني؟ قال: اقتد بابني محمد من بعدي...))(13).

14 ـ حديث مسافر، قال: ((أمرني أبو الحسن (عليه السلام) بخراسان، فقال: الحق بأبي جعفر، فإنه صاحبك))(14).

15 ـ حديث محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الإمام الرضا (عليه السلام): ((أنه سئل أتكون الإمامة في عم أو خال؟ فقال: لا. فقلت: ففي أخ؟ قال: لا. قلت: ففي من؟ قال: في ولدي. وهو يومئذٍ لا ولد له))(15).

16 ـ حديث عقبة بن جعفر، قال: ((قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): قد بلغت ما بلغت وليس لك ولد. فقال: يا عقبة إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى خلفه من بعده))(16).

17 ـ حديث يحيى الصنعاني، قال: ((دخلت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وهو بمكة، وهو يقشر موزاً، ويطعمه أبا جعفر (عليه السلام)، فقلت له: جعلت فداك، هذا المولود المبارك؟ قال: نعم يا يحيى هذا المولود الذي لم يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة على شيعتنا منه))(17). فإن سؤال السائل ظاهر في انتظار المولود الموعود به للإمامة، ويناسبه الجواب.

18 ـ حديث ابن نافع، قال: ((سألت علي بن موسى الرضا (عليه السلام): من صاحب هذا الأمر بعدك؟ فقال: يا ابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي، وهو حجة الله تعالى من بعدي. فبينا أنا كذلك إذ دخل علينا محمد بن علي (عليهما السلام)... ثم دخل علينا أبو الحسن (عليه السلام) فقال لي: يا ابن نافع، سلم وأذعن له بالطاعة، فروحه روحي، وروحي روح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)))(18).

19 ـ حديث زكريا بن آدم، قال: ((إني لعند الرضا إذ جيء بأبي جعفر (عليه السلام) وسنه أقل من أربع سنين... فاستدناه وقبل بين عينيه، ثم قال بأبي أنت وأمي، أنت لها. يعني: الإمامة))(19).

20 ـ حديث دعبل الخزاعي الشاعر، قال: ((أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قصيدتي التي أولها:

مدارس آيات خلت من تلاوة         ومنزل وحي مقفر العرصات

فلما انتهيت إلى قولي:

خروج إمام لا محالة خارج          يقوم على اسم الله والبركـات

يميز فينا كل حق وباطــل         ويجزي على النعماء والنقمات

بكى الرضا (عليه السلام) بكاء شديداً، ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا خزاعي، نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين. فهل تدري من هذا الإمام؟ ومتى يقوم؟

فقلت: لا يا مولاي، إلا أني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد، ويملؤها عدلاً.

فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته...))(20).

21 ـ حديث أبي الحسين بن محمد بن أبي عباد، وكان يكتب للإمام الرضا (عليه السلام) قال: ((ما كان (عليه السلام) يذكر محمداً ابنه إلا بكنيته، يقول: كتب إليّ أبو جعفر (عليه السلام)، وكنت أكتب إلى أبي جعفر (عليه السلام)، وهو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم. وترد كتب أبي جعفر (عليه السلام) في نهاية البلاغة والحسن، فسمعته يقول: أبو جعفر وصيي، وخليفتي في أهلي من بعدي))(21). بناء على أن المراد بالوصية الوصية الراجعة للإمامة، كما يظهر من مجموع النصوص الواردة عنهم (عليهم السلام).

22 ـ حديث هرثمة بن أعين في وفاة الإمام الرضا (عليه السلام)، وفيه أن الإمام الرضا (عليه السلام) قال له عن المأمون: ((فإنه سيشرف عليك ويقول لك: يا هرثمة أليس زعمتم أن الإمام لا يغسله إلا إمام مثله، فمن يغسل أبا الحسن علي بن موسى وابنه محمد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟ فإذا قال ذلك فأجبه، وقل له: إنا نقول أن الإمام لا يجب أن يغسله إلا إمام مثله، فإن تعدى متعد، فغسل الإمام، لم تبطل إمامة الإمام لتعدي غاسله، ولا بطلت إمامة الإمام الذي بعهده بأن غلب على غسل أبيه. ولو ترك أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بالمدينة لغسله ابنه محمد ظاهراً مكشوفاً ولا يغسله الآن أيضاً إلا هو من حيث يخفى))(22).

23 ـ حديث أبي الصلت الهروي في وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) أيضاً المتضمن لدعوى الإمام الجواد (عليه السلام) الإمامة وإقرار الإمام الرضا (عليه السلام) له على ذلك، وتعامله معه بما يناسبه وظهور دلائل

الإمامة منه (عليه السلام) (23).

نعم هذان الحديثان مختلفان اختلافاً شديداً في كيفية وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) وتجهيزه بنحو يصعب معه الجمع بينهما. إلا أن ذلك أمر خارج عما نحن بصدده من ذكر نصوص الإمامة.

ــــــــــــــــــــ

(1) الكافي ج:1 ص:320، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:21. الإرشاد ج:2 ص:276. الاختصاص ص:279. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:2 ص:93. كشف الغمة ج:3 ص:144.

(2) الكافي ج:1 ص:320. بحار الأنوار ج:50 ص:22. الإرشاد ج:2 ص:277. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:2 ص:94.

(3) الكافي ج:1 ص:321، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:22 ـ 23. بحار الأنوار ج:50 ص:21. الإرشاد ج:2 ص:277. كشف الغمة ج:3 ص:144.

(4) بحار الأنوار ج:50 ص:18. بصائر الدرجات ص:158.

(5) بحار الأنوار ج:50 ص:34.

(6) الكافي ج:1 ص:320، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:20، 22. الإرشاد ج:2 ص:277. المناقب لابن شهراشوب ج:3 ص:449. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:2 ص:93 ـ 94. كشف الغمة ج:3 ص:144.

(7) الكافي ج:1 ص:321، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:21. الإرشاد ج:2 ص:276. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:2 ص:93. كشف الغمة ج:3 ص:144.

(8) بحار الأنوار ج:50 ص:35. كفاية الأثر ص:279.

(9) الكافي ج:1 ص:321. بحار الأنوار ج:50 ص:36.

(10) الكافي ج:1 ص:322، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:23 ـ 24. روضة الواعظين ص:237. الإرشاد ج:2 ص:279. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:2 ص:94. كشف الغمة ج:3 ص:145.

(11) بحار الأنوار ج:50 ص:34 ـ 35. كفاية الأثر ص:277 ـ 278.

(12) الكافي ج:1 ص:322 ـ 323، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:21. مسائل علي بن جعفر ص:322.

(13) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:161، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:18. عيون أخبار الرضا ج:1 ص:233. إعلام الورى بأعلام الهدى ج:2 ص:59.

(14) بحار الأنوار ج:50 ص:34. اختيار معرفة الرجال ج:2 ص:795.

(15) الكافي ج:1 ص:286، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:35. الإمامة والتبصرة ص:59.

(16) بحار الأنوار ج:50 ص:35. كفاية الأثر ص:279.

(17) الكافي ج:6 ص:260، 361، واللفظ له. بحار الأنوار ج:50 ص:35.

(18) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:165. المناقب لابن شهراشوب ج:3 ص:494.

(19) بحار الأنوار ج:50 ص:59.

(20) بحار الأنوار ج:49 ص:237 ـ 238. عيون أخبار الرضا ج:1 ص:297. كمال الدين وتمام النعمة ص:372. كفاية الأثر ص:275 ـ 277.

(21) عيون أخبار الرضا ج:1 ص:266.

(22) عيون أخبار الرضا ج:1 ص:276.

(23) عيون أخبار الرضا ج:1 ص:271 ـ 274.