معجزاته

قال الصفار القمي : حدثنا الهيثم النهدي ، عن إسماعيل بن مروان ، عن عبد الله الكناسي ، عن أبي عبد الله قال : خرج الحسن بن علي بن أبي طالب في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته قال فنزلوا في منهل من تلك المناهل ، قال نزلوا تحت نخل يابس فقد يبس من العطش قال : ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخرى قال : فقال الزبيري : ورفع رأسه لو كان في هذا النخل رطب لأكلنا منه قال : فقال له الحسن : وإنك لتشتهي الرطب قال نعم فرفع الحسن يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها وفارقت وحملت رطبا قال : فقال له الجمال الذي اكتروا منه ، سحر والله قال : فقال له الحسن : ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن النبي مجابة قال : فصعدوا إلى النخلة حتى يصرموا مما كان فيها فأكفاهم .

إخراجه ثمانين ناقة من الأرض

قال الطبري : قال أبو جعفر : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن منصور ، قال : رأيت الحسن بن علي بن أبي طالب وقد خرج مع قوم يستسقون ، فقال للناس : أيما أحب إليكم : المطر أم البرد أم اللؤلؤ ؟ فقالوا : يا بن رسول الله ، ما أحببت .

 فقال : على أن لا يأخذ أحد منكم لدنياه شيئا فأتاهم بالثلاث . ورأيناه يأخذ الكواكب من السماء ، ثم يرسلها ، فتطير كما تطير العصافير إلى مواضعها .

روى ابن شهر آشوب : عن محمد الفتال النيسابوري في " المؤنس الحزين " بالإسناد ، عن عيسى بن الحسن عن الصادق : قال بعضهم : للحسن بن علي في إحتماله الشدائد عن معاوية فقال : كلاما معناه : لو دعوت الله تعالى لجعل العراق شاما والشام عراقا وجعل المرأة رجلا والرجل امرأة فقال الشامي : ومن يقدر على ذلك ؟ فقال : إنهضي ألا تستحين أن تقعدي بين الرجال ، فوجد الرجل نفسه امرأة ثم قال : وصارت عيالك رجلا وتقاربك وتحمل عنها وتلد ولدا خنثى فكان كما قال ، ثم إنهما تابا وجاءا إليه فدعا الله تعالى فعادا إلى الحالة الأولى .

قال ابن حمزة : وجدت في بعض كتب أصحابنا الثقات رضي الله عنهم إن رجلا من أهل الشام أتى الحسن ومعه زوجته ، فقال : يا ابن أبي تراب - وذكر بعد ذلك كلاما نزهت عن ذكره - إن كنتم في دعواكم صادقين فحولني امرأة وحول امرأتي رجلا ، كالمستهزىء في كلامه ، فغضب ، ونظر إليه شزرا [ وحرك شفتيه ] ودعا بما لم يفهم ، ثم نظر إليهما ، وأحد النظر ، فرجع الشامي إلى نفسه وأطرق خجلا ووضع يده على وجهه ، ثم ولى مسرعا وأقبلت امرأته ، وقالت : والله إني صرت رجلا .

وذهبا حينا من الزمان ، ثم عادا إليه وقد ولد لهما مولود ، وتضرعا إلى الحسن تائبين ومعتذرين مما فرطا فيه ، وطلبا منه انقلابهما إلى حالتهما الأولى ، فأجابهما إلى ذلك ، ورفع يده ، وقال : أللهم إن كانا صادقين في توبتيهما فتب عليهما ، وحولهما إلى ما كانا عليه فرجعا إلى ذلك لا شك فيه ولا شبهة .

قال الصفار القمي : حدثنا محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن مروان ، عن سماعة قال : دخلت على أبي عبد الله وأنا أحدث نفسي فرآني فقال : مالك تحدث نفسك تشتهي أن ترى أبا جعفر قلت : نعم قال : قم فأدخل البيت فإذا هو أبو جعفر .

قال : أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي بعد قتل أمير المؤمنين فسألوه فقال : تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه ؟ قالوا : نعم .

قال : فارفعوا الستر فعرفوه فإذا هم بأمير المؤمنين لا ينكرونه وقال أمير المؤمنين : يموت من مات منا وليس بميت ، ويبقى من بقي منا حجة عليكم .

قال الطبري : حدثنا إسماعيل بن جعفر بن كثير ، قال حدثنا محمد بن محرز بن يعلى ، عن أبي أيوب الواقدي ، عن محمد بن هامان ، قال : رأيت الحسن بن علي ينادي الحيات فتجيبه ويلفها على يده وعنقه ويرسلها ، قال : فقال رجل من ولد عمر : أنا أفعل ذلك فأخذ حية فلفها على يده فهرمته حتى مات .

وقال أيضا : وروى علي بن أبي حمزة ، عن علي بن معمر ، عن أبيه ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، قال : جاء أناس إلى الحسن فقالوا له : أرنا ما عندك من عجائب أبيك التي كان يريناها .

قال : وتؤمنون بذلك ؟ قالوا كلهم : نعم ، نؤمن به والله .

قال : فأحيا له ميتا بإذن الله ( تعالى ) ، فقالوا بأجمعهم : نشهد أنك ابن أمير المؤمنين حقا وأنه كان يرينا مثل هذا كثيرا .

روى الراوندي : عن سعد بن عبد الله : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى : حدثنا علي بن محمد ، عن علي بن معمر ، عن أبيه ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر قال : جاء ناس إلى الحسن بن علي فقالوا : أرنا بعض ما عندك من عجائب أبيك الذي كان يريناها .

 فقال : أتؤمنون بذلك ؟ قالوا : نعم ، نؤمن به والله .

قال : أليس تعرفون أمير المؤمنين ؟ قالوا : بلى كلنا نعرفه .

قال : فرفع لهم جانب الستر وقال : أتعرفون [ هذا الجالس ] ؟ قالوا بأجمعهم : هذا - والله - أمير المؤمنين ، ونشهد أنك ابنه ، وأنه [ كان ] يرينا مثل ذلك كثيرا .

وروى أيضا : عن فرات بن أحنف ، عن يحيى بن أم الطويل ، عن رشيد الهجري ، قال : دخلنا على أبي محمد بعد مضي أبيه أمير المؤمنين فتذاكرنا له شوقنا إليه فقال الحسن : أتريدون أن تروه ؟ قلنا : نعم وأنى لنا بذلك وقد مضى لسبيله ! فضرب بيده إلى ستر كان معلقا على باب في صدر المجلس ، فرفعه فقال : أنظروا من في هذا البيت .

فإذا أمير المؤمنين جالس كأحسن ما رأيناه في حياته فقال : هو هو .

ثم خلى الستر من يده فقال بعضنا : هذا [ الذي رأيناه ] من الحسن كالذي نشاهد من دلائل أمير المؤمنين ومعجزاته .

قال الطبري : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن سويد الأزرق ، عن سعد بن منقذ ، قال : رأيت الحسن بن علي بمكة وهو يتكلم بكلام ، وقد رفع البيت - أو قال : حول - فتعجبنا منه ، فكنا نحدث ولا نصدق ، حتى رأيناه في المسجد الأعظم بالكوفة ، فحدثناه : يا بن رسول الله ألست فعلت كذا وكذا ؟ ! فقال : لو شئت لحولت مسجدكم هذا إلى فم بقة وهو ملتقى النهرين : نهر الفرات ، والنهر الأعلى .

فقلنا : افعل ففعل ذلك ، ثم رده ، فكنا نصدق بعد ذلك بالكوفة بمعجزاته .

وقال أيضا : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد ، والليث بن محمد بن موسى الشيباني ، قالا : أخبرنا إبراهيم بن كثير ، عن محمد بن جبرئيل ، قال : رأيت الحسن ابن علي وقد استسقى ماء ، فأبطأ عليه الرسول ، فاستخرج من سارية المسجد ماء فشرب وسقى أصحابه ، ثم قال : لو شئت لسقيتكم لبنا وعسلا .

فقلنا : فاسقنا .

فسقانا لبنا وعسلا من سارية المسجد ، مقابل الروضة التي فيها قبر فاطمة .

وأيضا : حدثنا سفيان ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن قدامة بن رافع ، عن أبي الأحوص مولى سلمة ، قال : إني مع الحسن بعرفات ، ومعه قضيب وهناك اجراء يحرثون ، فكلما هموا بالماء أجبل عليهم ، فضرب بقضيبه إلى الصخرة ، فنبع لهم منها ماء ، واستخرج لهم طعاما .

وقال أيضا : حدثنا أبو محمد سفيان ، عن وكيع ، عن الأعمش ، عن سهل بن أبي إسحاق ، عن كدير بن أبي كدير ، قال : شهدت الحسن بن علي وهو يأخذ الريح فيحبسها في كفه ، ثم يقول : أين تريدون أن أرسلها ؟ فيقولون : نحو بيت فلان وفلان . فيرسلها ثم يدعوها فترجع .

وقال أيضا : حدثنا أبو محمد ، قال : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن مروان ، عن جابر ، قال : رأيت الحسن بن علي وقد علا في الهواء ، وغاب في السماء فأقام بها ثلاثا ثم نزل بعد الثلاث وعليه السكينة والوقار فقال : بروح آبائي نلت ما نلت .

وقال أيضا : حدثنا سفيان ، عن أبيه ، عن الأعمش ، عن أبي بريدة ، عن محمد بن حجارة ، قال : رأيت الحسن بن علي ( عليهما السلام ) وقد مرت به صريمة من الظباء ، فصاح بهن فأجابته كلها بالتلبية حتى أتت بين يديه .

فقلنا : يا بن رسول الله ، هذا وحش ، فأرنا آية من أمر السماء .

فأومأ نحو السماء ، ففتحت الأبواب ، ونزل نور حتى أحاط بدور المدينة ، وتزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب . فقلنا : يا بن رسول الله ردها .

فقال لي : نحن الأولون والآخرون ، ونحن الآمرون ، ونحن النور ، ننور الروحانيين ، ننور بنور الله ونروح بروحه ، فينا مسكنه ، وإلينا معدنه ، الآخر منا كالأول والأول كالآخر .

روى ابن حمزة : عن علي بن رئاب ، قال : سمعت أبا عبد الله يحدث عن آبائه إنه أتى آت الحسن بن علي ، فقال : ما عجز عنه موسى من مسألة الخضر ، فقال : من الكنز الأعظم .

ثم ضرب بيده على منكب الرجل فقال : " ايه " ثم ركض ما بين يديه ، فانفلق عن إنسانين على صخرة ، يرتفع منهما بخار أشد نتنا من الخبال وفي عنق كل واحد منهما سلسلة وشيطان مقرون به ، وهما يقولان : يا محمد ، يا محمد . والشيطانان يردان عليهما : كذبتما .

ثم قال : " انطبقي عليهما إلى الوقت المعلوم الذي لا يقدم ولا يؤخر " وهو خروج القائم المنتظر ، فقال الرجل : سحر .

ثم ولى على أن يخبر بضد ذلك فخرس .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>