ذؤابة سيف علي

روى المفيد : قال أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد الجوهري ، عن علي بن أبي حمزة ، عن عمران بن علي الحلبي ، عن أبان بن تغلب ، قال : حدثني أبو عبد الله أنه كان في ذؤابة سيف علي صحيفة [ صغيرة ] ، وإن عليا دعا إليه الحسن فرفعها [ فدفعها ] إليه ودفع إليه سكينا وقال له : افتحها ، فلم يستطع أن يفتحها ففتحها له ، ثم قال له : إقرأ فقرأ الحسن : الألف والباء والسين واللام والحرف بعد الحرف .

ثم طواها فدفعها الحسين فلم يقدر على أن يفتحها ففتحها له ثم قال له : إقرأ يا بني فقرأها كما قرأ الحسن .

ثم طواها فدفعها إلى محمد بن الحنفية فلم يقدر على أن يفتحها ففتحها له فقال له : إقرأ فلم يستخرج منها شيئا ، فأخذها وطواها ثم علقها من  ذؤابة السيف . فقلت لأبي عبد الله : وأي شيء كان في تلك الصحيفة ؟ فقال : هي الأحرف التي يفتح كل حرف ألف حرف ، قال أبو بصير : قال أبو عبد الله فما خرج منها إلى الناس حرفان إلى الساعة .

قال ابن عساكر : أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر ابن حيويه ، أنبأنا أحمد بن معروف ، أنبأنا الحسين بن الفهم ، أنبأنا محمد بن سعد ، أنبأنا عبيد الله ابن موسى ، أنبأنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حارثة ، عن علي أنه خطب الناس ، ثم قال : ان ابن أخيكم الحسن بن علي قد جمع مالا وهو يريد أن يقسمه بينكم ، فحضر الناس ، فقام الحسن فقال : إنما جمعته للفقراء فقام نصف الناس ثم كان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس .

قال ابن شهر آشوب : حدثني محمد الشوهاني ، بإسناده أنه قدم أبو الصمصام العبسي إلى النبي وقال متى يجيء المطر ؟ وأي شيء في بطن ناقتي هذه ؟ وأي شيء يكون غدا ؟ ومتى أموت ؟ فنزل ( إن الله عنده علم الساعة ) الآيات فأسلم الرجل ووعد النبي أن يأتي بأهله ، فقال : اكتب يا أبا الحسن : بسم الله الرحمن الرحيم " أقر محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وأشهد على نفسه في صحة عقله وبدنه وجواز أمره أن لأبي الصمصام العبسي عليه وعنده وفي ذمته ثمانين ناقة حمر الظهور بيض العيون سود الحدق ، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز " وخرج أبو الصمصام ثم جاء في قومه بني عبس كلهم مسلمين وسأل عن النبي فقالوا : قبض ، قال : فمن الخليفة من بعده ؟ فقالوا : أبو بكر ، فدخل أبو الصمصام المسجد وقال : يا خليفة رسول الله إن لي على رسول الله ثمانين ناقة حمر الظهور بيض العيون سود الحدق ، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز .

فقال : يا أخا العرب سألت ما فوق العقل والله ما خلف رسول الله إلا بغلته الدلدل وحماره اليعفور وسيفه ذا الفقار ودرعه الفاضل أخذها كلها علي بن أبي طالب وخلف فينا فدك فأخذناها بحق ، ونبينا لا يورث . فصاح سلمان : كردى ونكردى ، وحق از أمير المؤمنين ببردى ، ردوا العمل إلى أهله ثم ضرب بيده إلى أبي الصمصام فأقامه إلى منزل علي بن أبي طالب فقرع الباب فنادى علي إدخل يا سلمان إدخل أنت وأبو الصمصام .

فقال أبو الصمصام : هذه أعجوبة من هذا الذي سماني باسمي ولم يعرفني ؟ فعد سلمان فضائل علي فلما دخل وسلم عليه قال : يا أبا الحسن إن لي على رسول الله ثمانين ناقة ووصفها .

فقال علي : أمعك حجة ؟ فدفع إليه الوثيقة . فقال علي : يا سلمان ناد في الناس ألا من أراد أن ينظر إلى دين رسول الله فليخرج غدا إلى خارج المدينة ، فلما كان الغد خرج الناس وخرج علي وأسر إلى ابنه الحسن سرا وقال : امض يا أبا الصمصام مع ابني الحسن إلى الكثيب من الرمل ، فمضى ومعه أبو الصمصام ، فصلى الحسن ركعتين عند الكثيب ، وكلم الأرض بكلمات لا ندري ما هي ، وضرب الكثيب بقضيب رسول الله فانفجر الكثيب عن صخرة ململمة ، مكتوب عليها سطران من نور ، السطر الأول : " بسم الله الرحمن الرحيم " والثاني : " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فضرب الحسن الصخرة بالقضيب فانفجرت عن خطام ناقة ، فقال الحسن : اقتد يا أبا الصمصام ، فاقتاد أبو الصمصام ثمانين ناقة حمر الظهور بيض العيون سود الحدق ، عليها من طرائف اليمن ونقط الحجاز ، ورجع إلى علي بن أبي طالب فقال : أستوفيت يا أبا الصمصام ؟ قال : نعم ، قال : فسلم الوثيقة فسلمها إلى علي بن أبي طالب فأخذها وخرقها ، ثم قال : هكذا أخبرني أخي وابن عمي رسول الله إن الله خلق هذه النوق من هذه الصخرة قبل أن يخلق ناقة صالح بألفي عام فقال المنافقون هذا من سحر علي قليل .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>