تحريضه الناس وإرسالهم إلى حرب معاوية

- قال ابن أعثم : وكتب الحسن بن علي إلى عماله يأمرهم بالاحتراس ، ثم ندب الناس إلى حرب معاوية ودعا بالمغيرة بن نوفل بن الحارث فاستخلفه على الكوفة وخرج في نيف عن أربعين ألفا حتى نزل بدير عبد الرحمن ، ثم دعا قيس بن سعد بن عبادة وضم إليه ألف رجل وجعله على مقدمته . قال : فمضى قيس وأخذ على الفرات يريد الشام ، وخرج الحسن بن علي حتى أتى ساباط المدائن ، فأقام بها أياما .

فلما أراد الرحيل قام في الناس خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ! إنكم قد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت ، والله لقد أصبحت وما أنا محتمل على أحد من هذه الأمة ضغنة في شرق ولا غرب ولما تكرهون في الجاهلية ، والألفة والأمن وصلاح ذات البين خير مما تحبون من الفرقة والخوف والتباغض والعداوة - والسلام .

- قال أبو الفرج : ثم إن الحسن بن علي سار في عسكر عظيم وعدة حسنة حتى أتى دير عبد الرحمن فأقام به ثلاثا حتى اجتمع الناس ، ثم دعا عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب فقال له : يا بن عم ، إني باعث معك إثنا عشر ألفا من فرسان العرب وقراء المصر ، الرجل منهم يزن الكتيبة فسر بهم ، وألن لهم جانبك ، وابسط وجهك ، وافرش لهم جناحك ، وأدنهم من مجلسك فإنهم بقية ثقة أمير المؤمنين ، وسر بهم على شط الفرات حتى تقطع بهم الفرات ، ثم تصير إلى مسكن ثم امض حتى تستقبل معاوية ، فإن أنت لقيته فاحبسه حتى آتيك فإني في أثرك وشيكا ، وليكن خبرك عندي كل يوم ، وشاور هذين ، يعني قيس ابن سعد ، وسعيد بن قيس ، فإذا لقيت معاوية فلا تقاتله حتى يقاتلك ، فإن فعل فقاتل ، فإن أصبت فقيس بن سعد على الناس ، وإن أصيب قيس فسعيد بن قيس على الناس ، ثم أمره بما أراد . وسار عبيد الله حتى انتهى إلى شينور حتى خرج إلى شاهي ، ثم لزم الفرات والفلوجة حتى أتى مسكن .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>