طلب المأمون الرضا من المدينة وما كان عند خروجه منها وفى الطريق إلى نيسابور

- عيون أخبار الرضا : الوراق ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن حسان وأبي محمد النيلي عن الحسين بن عبد الله ، عن محمد بن علي بن شاهويه بن عبد الله ، عن أبي الحسن الصائغ عن عمه قال : خرجت مع الرضا إلى خراسان أوامره في قتل رجاء بن أبي الضحاك الذي حمله إلى خراسان ، فنهاني عن ذلك ، فقال : تريد أن تقتل نفسا مؤمنة بنفس كافرة ، قال : فلما صار إلى الأهواز قال لأهل الأهواز : اطلبوا لي قصب سكر فقال بعض أهل الأهواز ممن لا يعقل : أعرابي لا يعلم أن القصب لا يوجد في الصيف فقالوا : يا سيدنا القصب لا يكون في هذا الوقت إنما يكون في الشتاء فقال : بلى اطلبوه فإنكم ستجدونه ، فقال إسحاق بن محمد : والله ما طلب سيدي إلا موجودا فأرسلوا إلى جميع النواحي فجاء أكرة إسحاق فقالوا عندنا شئ ادخرناه للبذرة نزرعه وكانت هذه إحدى براهينه .

فلما صار إلى قرية سمعته يقول في سجوده " لك الحمد إن أطعتك ، ولا حجة لي إن عصيتك ، ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك ، ولا عذر لي إن أسأت ، ما أصابني من حسنة فمنك يا كريم اغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات .

قال : صلينا خلفه أشهرا فما زاد في الفرائض على الحمد وإنا أنزلناه في الأولى والحمد وقل هو الله أحد في الثانية .

- عيون أخبار الرضا : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن مخول السجستاني قال : لما ورد البريد بإشخاص الرضا إلى خراسان كنت أنا بالمدينة فدخل المسجد ليودع رسول الله فودعه مرارا كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته بالبكاء والنحيب فتقدمت إليه وسلمت عليه فرد السلام وهنأته فقال : زرني فاني أخرج من جوار جدي فأموت في غربة وادفن في جنب هارون ، قال : فخرجت متبعا لطريقه حتى مات بطوس ودفن إلى جنب هارون .

- عيون أخبار الرضا : جعفر بن نعيم الشاذاني ، عن أحمد بن إدريس ، عن اليقطيني ، عن الوشاء قال : قال لي الرضا إني حيث أرادوا الخروج بي من المدينة جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا علي حتى أسمع ، ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار ثم قلت أما إني لا أرجع إلى عيالي أبدا .

- الخرائج : روي عن أبي هاشم الجعفري قال : لما بعث المأمون رجاء بن أبي الضحاك لحمل أبي الحسين علي بن موسى الرضا على طريق الأهواز ، لم يمر على طريق الكوفة ، فبقي به أهلها وكنت بالشرقي من آبيدج موضع فلما سمعت به سرت إليه بالأهواز وانتسبت له وكان أول لقائي له ، وكان مريضا ، وكان زمن القيظ فقال : أبغني طبيبا .

فأتيته بطبيب فنعت له بقلة فقال الطبيب : لا أعرف أحدا على وجه الأرض يعرف اسمها غيرك ، فمن أين عرفتها إلا أنها ليست في هذا الأوان ، ولا هذا الزمان قال له : فابغ لي قصب السكر فقال الطبيب وهذه أدهى من الأولى ما هذا بزمان قصب السكر ، فقال الرضا : هما في أرضكم هذه وزمانكم هذا ، وهذا معك فامضيا إلى شاذروان الماء واعبراه فيرفع لكم جوخان أي بيدر فاقصداه فستجدان رجلا هناك أسود في جوخانه فقولا له أين منبت القصب السكر وأين منابت الحشيشة الفلانية - ذهب على أبي هاشم اسمها - فقال يا أبا هاشم دونك القوم فقمت وإذا الجوخان والرجل الأسود قال : فسألناه فأومأ إلى ظهره فإذا قصب السكر فأخذنا منه حاجتنا ورجعنا إلى الجوخان فلم نر صاحبه فيه ، فرجعنا إلى الرضا فحمد الله .

فقال لي المتطبب : ابن من هذا ؟ قلت ابن سيد الأنبياء قال : فعنده من أقاليد النبوة شئ ؟ قلت نعم ، وقد شهدت بعضها وليس بنبي قال وصي نبي ؟ قلت أما هذا فنعم فبلغ ذلك رجاء بن أبي الضحاك فقال لأصحابه لان أقام بعد هذا ليمدن إليه الرقاب فارتحل به .

- مناقب ابن شهرآشوب : روى الحاكم أبو عبد الله الحافظ بإسناده عن محمد بن عيسى ، عن أبي حبيب النباجي قال : رأيت رسول الله في المنام - وحدثني محمد بن منصور السرخسي بالاسناد عن محمد بن كعب القرظي قال : كنت في جحفة نائما فرأيت رسول الله في المنام فأتيته فقال لي : يا فلان سررت بما تصنع مع أولادي في الدنيا ؟ فقلت : لو تركتهم فبمن أصنع ؟ فقال : فلا جرم تجزى مني في العقبى ، فكان بين يديه طبق فيه تمر صيحاني فسألته عن ذلك فأعطاني قبضة فيها ثماني عشرة تمرة فتأولت ذلك أني أعيش ثماني عشرة سنة ، فنسيت ذلك فرأيت يوما ازدحام الناس فسألتهم عن ذلك فقالوا : أتى علي بن موسى الرضا فرأيته جالسا في ذلك الموضع وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني فسألته عن ذلك فناولني قبضة فيها ثماني عشرة تمرة ، فقلت له : زدني منه ، فقال : لو زادك جدي رسول الله لزدناك .

ذكره عمر الملا الموصلي في الوسيلة إلا أنه روى أن ابن علوان قال رأيت في منامي كأن قائلا يقول قد جاء رسول الله إلى البصرة ، قلت : وأين نزل ؟ فقيل في حائط بني فلان ، قال : فجئت الحائط فوجدت رسول الله جالسا ومعه أصحابه وبين يديه أطباق فيها رطب برني فقبض بيده كفا من رطب وأعطاني فعددتها فإذا هي ثماني عشرة رطبة ، ثم انتبهت فتوضأت وصليت وجئت إلى الحائط فعرفت المكان الذي فيه رأيت رسول الله .

فبعد ذلك سمعت الناس يقولون : قد جاء علي بن موسى الرضا فقلت أين نزل فقيل في حائط بني فلان فمضيت فوجدته في الموضع الذي رأيت النبي فيه وبين يديه أطباق فيها رطب ، وناولني ثمانية عشرة رطبة ، فقلت : يا ابن رسول الله زدني فقال : لو زادك جدي لزدتك ، ثم بعث إلي بعد أيام يطلب مني رداء وذكر طوله وعرضه فقلت : ليس هذا عندي فقال : بلى هو في السفط الفلاني بعثت به امرأتك معك ، قال : فذكرت فأتيت السفط فوجدت الرداء فيه كما قال .

- كشف الغمة : من دلائل الحميري ، عن أمية بن علي قال كنت مع أبي الحسن بمكة في السنة التي حج فيها ثم صار إلى خراسان ومعه أبو جعفر وأبو الحسن يودع البيت ، فلما قضى طوافه عدل إلى المقام فصلى عنده ، فصار أبو جعفر على عنق موفق يطوف به ، فصار أبو جعفر إلى الحجر فجلس فيه فأطال ، فقال له موفق : قم جعلت فداك ، فقال : ما أريد أن أبرح من مكاني هذا إلا أن يشاء الله ، واستبان في وجهه الغم ، فأتى موفق أبا الحسن فقال : جعلت فداك قد جلس أبو جعفر في الحجر وهو يأبى أن يقوم فقام أبو الحسن فأتى أبا جعفر فقال له قم يا حبيبي ، فقال ما أريد أن أبرح من مكاني هذا قال : بلى يا حبيبي ثم قال كيف أقوم ، وقد ودعت البيت وداعا لا ترجع إليه ؟ فقال قم يا حبيبي فقام معه .

العودة إلى الصفحة الرئيسية

www.mezan.net <‎/TITLE> ‎<META HTTP-EQUIV="Content-Type" CONTENT="text/html; charset=windows-1256">‎ ‎<META NAME="keywords" CONTENT=" السيد محمد حسين فضل الله في الميزان ">‎ ‎<META NAME="description" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله في كتبه ">‎ ‎<META NAME="author" CONTENT=" مقولات السيد فضل الله بصوته ">‎ ‎<META NAME="copyright" CONTENT=" رأي المراجع العظام والعلماء ">‎ <‎/HEAD>