ولادة رسول
الله ( صلى الله عليه وآله )
كانت الجزيرة العربية قبل الإسلام تعيش حالة من التخلّف
والانحطاط في جميع المجالات ، فالجهل ، والأمِّيَّة ، والخرافة
، تسيطر على العقول .
إذ لم يكن في مكة من يَعرف القراءة والكتابة ، غير عدد قليل
يُعدُّ بأصابع اليد ، كما ذكره المؤرخون .
وأمَّا في مجال الحياة العقائدية والفكرية ، فقد كانت الجاهلية
هي السائدة في هذا المجال ، فكان الشائع عندهم عبادة الأصنام ،
والأوثان ، والجِنّ ، والنجوم والملائكة ، وقليل منهم كان على
دين إبراهيم أو المسيح ( عليهما السلام ) .
وقد شاء الله عزَّ وجلَّ أن يولد محمد ( صلى الله عليه وآله )
في رحاب مكة ، ويشعّ في سَمائها المقدس ، ويتعالى صوت التوحيد
في الحرم الآمن ، حرم إبراهيم وإسماعيل ( عليهما السلام ) .
وكان ذلك الحدث العظيم في السابع عشر من شهر ربيع الأول ، من
عام ( 571 ) للميلاد ، وهو العام الذي يسمى بـ( عام الفيل ) ،
الذي تعرَّضت فيه مكة لعدوان أبرهة الحبشي ، صاحب جيش الفيل .
فجعل الله كيدهم في تضليل ، كما ورد في سورة الفيل من القرآن
الكريم .
|