ولادة الإمام
العسكري ( عليه السلام )
نسبه الشريف :
هو الإمام الحادي عشر والمعصوم الثالث عشر والد الخلف المنتظر
، المصباح الوضي ، والنور الجلي ، الإمام الزكي المؤتمن ، أبو
محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله تعالى عليهم
أجمعين .
فنسبه لأبيه هو نسب الأئمة الأطهار ، على ما عرفت في سيرة
المعصومين المتقدمين ، صعوداً من والده أبي الحسن الثالث ،
الإمام العاشر على الهادي عليه السلام حتى ينتهي إلى امير
المؤمنين على وزوجته الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله تعالى
عليهم .
أما امه فهي أم ولد تسمى شكل النوبية ، ويقال سوسن المغربية ،
ويقال منغوسة ، وحديثة ، ووحديث ، وحربية ، وريحانة ، وغزال
المغربية ، وسليل وهذا هو الأصح . وكان زوجها الإمام الهادي
(ع) يقول في حقها أنها عليه السلام مسلولة من الآفات والعاهات
والأرجاس والنجاس ، وقد كانت جليلة جداً ، وكانت من العارفات
الصالحات .
مولده الشريف عليه السلام :
ولد الإمام العسكري عليه السلام في سامراء على قول ، والصحيح
أن ولادته كانت بالمدينة المنورة ، ليوم الجمعة العاشر من شهر
ربيع الثاني من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين للهجرة الشريفة ،
وهذا - اعني العاشر من شهر ربيع الثاني - مختار الشيخ الكفعمي
والسيد بن طاووس والشيخين (المفيد والطوسي ) والشيخ الملكي
التبريزي ، والشيخ عباس القمي .
نعم هناك رواية تقول بأنه ولادته عليه السلام يوم الثامن من
شهر ربيع الثاني ، لكنها غير ناهضة في قبال هذه الرواية لكون
هذه الرواية هي المشهورة عند غير الإمامية ، وإن كان هناك من
يقول بها من الإمامية كالشيخ الطبرسي ، والشيخ المجلسي ، وكذلك
فإن ليلة الثامن من شهر ربيع الثاني تصادف ذكرى استشهاد
الصديقة الزهراء عليه السلام على روايه أنها قبضت بعد استشهاد
والدها بعد أربعين يوماً ، فلا يليق القيام بذكرى المولد في
قبال الأستشهاد ، ورواية الأربعين يوماً معتبرة .
كنيته وألقابه عليه السلام :
يكنى عليه السلام بأبي محمد ، وقيل " أبو الحسن " أيضاً .
أما القابه : العسكري ، والزكي ، والتقي ، والهادي ، والمرضي ،
والخالص ، والصامت ، والسراج ، والرفيق ، والمهتدي ، والنقي ،
والمشفع ، والموقي ، والمولى ، والسخي ، والمستودع .
وكان هو وأبوه وجده عليه السلام يُعرف كلُّ واحد منهم في زمانه
بلقب " ابن الرضا "
سنوات عمره ومجمل حياته عليه السلام :
كان عمر الإمام الهادي عليه السلام عند ولادة ابنه الإمام
العسكري عليه السلام تسع عشر سنة وتسعة شهور وثمانية أيام ،
ولما أشخص الإمام الهادي عليه السلام إلى العراق سنة ست
وثلاثين ومائتين أشخص الإمام العسكري عليه السلام معه ، وكان
له يومئذٍ من العمر أربع سنين وأشهر.
وقد عاش الإمام العسكري عليه السلام بعدئذٍ مع أبيه الإمام
الهادي عليه السلام حتى شهادته في سامراء ، وكان للإمام
العسكري عليه السلام يومئذٍ إثنتان وعشرون سنة وشهران وثلاثة
وعشرون يوماً .
وعاش بعد والده عليه السلام مدة إمامته هو عليه السلام خمس
سنوات وثمانية أشهر وخمسة أيام ، قضاها في سامراء أيضاً ،
فكانت مدة حياته عليه السلام الشريفة على نحو التدقيق - سبعاً
وعشرين سنة وعشرة أشهر ، وثمانية وعشرين يوماً .
ملوك عصره عليه السلام :
عاصر الإمام العسكري عليه السلام خلال عمره القصير ، المعتز بن
المتوكل ، بقية أيامه - بعد شهادة الإمام الهادي عليه السلام -
وبعده المهتدي بن الواثق ،الذي حكم أحد عشر شهراً ، ثم المعتمد
احمد بن المتوكل الذي حكم ثلاثاً وعشرين سنة ، وكانت شهادة
الإمام العسكري عليه السلام في أوائل حكم المعتمد .
إمامته عليه السلام :
كثرت النصوص من الإمام الهادي عليه السلام على إمامة ولده
العسكري عليه السلام بمحضر من جماعتة في المدينة وسامراء ،
وكان عليه السلام كثيراً ما يقول على ما روي : إن صاحب هذا
الأمر بعدي هو ابني " أبو محمد "عليه السلام دون بقية أولادي ،
وإن عنده ما تحتاجون إليه ، يقدم ما يشاء الله ، ويؤخر ما يشاء
الله قال تعالى (( ما ننسخ من آية أو ننسها نأتِ بخير منها أو
مثلها )) و الإمام بعده ابنه القائم (ع) الذي يملأ الأرض قسطاً
وعدلاً ، بعدما مُلئت ظلماً وجورا .
وروى عبدالله بن محمد الأصفهاني عنه عليه السلام " صاحبكم بعدي
الذي يصلي عليَّ ، قال : ولم نعرف أبا محمد قبل ذلك ، قال :
فخرج أبو محمد فصلى عليه "
وروى عن الإمام الهادي عليه السلام أبو بكر الفهفكي قال : كتب
إلي أبو الحسن عليه السلام : أبو محمد ابني أنصح آل محمد غريزة
وأوثقهم حجة ، وهو الأكبر من ولدي ، وهو الخلف وإليه ينتهي
عُرى الإمامة وأحكامها ، فما كنت سائلي فسله عنه ، فعنده ما
يحتاج إليه .
وعن علي بن مهزيار قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : إن كان
كونٌ - واعودُ بالله - فإلى من ؟ قال : عهدي إلى الأكبر من
ولدي .
وعن أحمد بن محمد بن رجاء صاحب الترك قال : قال أبو الحسن عليه
السلام : الحسن ابني القائم من بعدي .
إلى غير ذلك من المرويات والنصوص على إمامته عليه السلام .
نُوابُه عليه اسلام :
عمرو بن سعيد العمري رضى الله تعالى عنه .
نقش خاتمه :
الله وليَّ . وعن الكفعمي ( رض ) :أنا لله شهيد . وعن ابن
الصباغ المالكي : سبحانه مَنْ له مقاليد السماوات والأرض .
زوجاته وأولاده :
تزوج الإمام العسكري عليه السلام جارية رومية أسمها نرجس هي أم
الإمام المنتظر عجل الله فرجه ، وقد جاء في المصادر في كرامات
هذه السيدة الجليلة إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
خطبها له في المنام ، وبشرها بأنها تلد له ولداً يملك الدنيا
شرقاً وغرباً ، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، بعدما ملئت ضلماً
وجورا ، وإن المسيح عليه السلام زوجه أياها في المنام .
وكان الإمام الهادي عليه السلام والد الإمام العسكري عليه
السلام قد اشترى السيدة نرجس في اليقظة ، وملكه إياها ، وهي
مدفونة بظهر قبر زوجها الإمام العسكري عليه السلام في سامراء .
ولم يخلف الإمام العسكري عليه السلام من الأولاد سوى الإمام
القائم الحي محمد بن الحسن المهدي عجل الله فرجه الموجود
منذئذٍ إلى يومنا هذا ، وهو الحجة الغائب المنتظر المستتر عن
الابصار ، عليه وعلى آبائه المعصومين الطاهرين صلوات الله
الملك الجبار .
أوصافه وأخلاقه وتعاليمه عليه السلام .
كان لون وجه الإمام العسكري عليه السلام بين السمرة والبياض ،
وكان في اخلاقه - كأبائه الأطهار - المثل الأعلى والقدوة التي
تحتدى ، ومع ان مدة إمامته عليه السلام كانت - كما علمت -
قصيرة فقد ظهرت منه عليه السلام من العلوم ونشر الأحكام
الإلهية وبث المعالم النبوية ما بهر العقول وحير الألباب .
وكان عليه السلام كثيراً ما يأمر بمراعاة قرتبة رسول الله صلى
اعليع وآله وسلم وأمير المؤمنين علي عليه السلام وإعانة
ذريتهما بكل ما أمكن .
وكذلك كان عليه السلام حسب أخبار عديدة وروايات كثيرة يأمر
ويتشدد بوجوب قيام العلماء بوظائفهم ، وتعليم من ليس له حظ من
العلم من الشيعة ، فإن يتم العلم أشد من يتم اليتيم الذي مات
عنه أبوه ، فيجب على العلماء ، وبخاصة في زمان غيبة إمامهم
إرشادهم وهدايتهم وتعليمهم أحكام الله تعالى ورسوله صلى الله
عليه وآله . |