آية الله
العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني ( قدس سره )
( 1320 هـ - 1409 هـ )
ولادته ونشأته :
ولد الإمام الخميني في مدينة خُمَين ، في العشرين من شهر جمادي
الآخرة ، في سنة ( 1320 هـ ) ، الموافق لميلاد السيدة فاطمة
الزهراء ( عليها السلام ) ، في وسط عائلة دينية مجاهدة .
فاستشهد والده وكان عمره حينذاك خمسة أشهر ، وبعد وفاة والده
تكفَّلته أمه وعمَّته ، وقد اختارتا له مرضعة لتعمل على تربيته
ورعايته .
دراسته وأساتذته :
أتقن القراءة والكتابة في وقت قصير ، وبعد ذلك واصل تعلم الأدب
الفارسي ، وقبل إكماله السن الخامسة عشرة من عمره أكمل تعلم
اللغة الفارسية ، وسار على دَرب أبيه في طلب العلوم الإسلامية
.
وفي سنة ( 1338 هـ ) أنهى دراسة المنطق ، والنحو ، والصرف ،
عند أخيه الأكبر آية الله السيد مرتضى الموسوي , المعروف بـ( پَسَندِيدَه
) .
ثم سافر إلى مدينة إصفهان ، لغرض مواصلة دراسته ، ثم ذهب إلى
مدينة أراك لاشتهار الدراسة الحوزوية فيها ، بزعامة آية الله
العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري .
وبعد هجرة الشيخ الحائري إلى مدينة قم المقدسة بأربعة أشهر ،
رحل إليها الإمام الخميني ، وسكن في مدرسة دار الشفاء ، وواصل
دراسته فيها .
وبعد فترة وجيزة نال درجة الاجتهاد ، وأصبح من العلماء
البارزين ، ومن مدرِّسي الحوزة العلمية المعروفين .
وبعد وفاة الشيخ الحائري قَدم آية الله العظمى السيد البروجردي
لإلقاء الدروس في مدينة قم المقدسة ، فأخذ الإمام يحضر تلك
الدروس ، واستفاد منها كثيراً .
تدريسه :
عندما بلغ عمره الشريف سبعة وعشرين عاماً ، شَرَع بتدريس
الفلسفة ، وكان شديد الحرص على اختيار الطلاب الجيِّدين ،
والمادة المناسبة .
وكان يهتم بتربية طُلاَّبه ، ويؤكد لهم على ضرورة تهذيب النفس
، والتحلي بالفضائل ، وتجنب الرذائل .
وإلى جانب ذلك فقد تولَّى الإمام تدريس علم الأخلاق ، فأخذت
حلقته الدراسية تتوسع رُويداً رُويداً ، مما جعل نظام الشاه
يفكر بإلغاء هذه الجلسات .
وفي عام ( 1314 هـ ) شرع الإمام بتدريس البحث الخارج في الفقه
والأصول ، وكان عمره الشريف آنذاك ( 44 ) سنة .
طريقته في التدريس :
درس الإمام عند آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري ،
الذي كان يعتمد في تدريسه على الفكر ، والدقة ، والمناقشة ، في
الدرجة الأولى ، وعلى الآيات الكريمة ، والروايات الشريفة ، في
الدرجة الثانية .
كما درس عند آية الله العظمى السيد حسين البروجردي ، الذي كان
يعتمد في تدريسه على الروايات ، والأسانيد ، والمتون ، وأقوال
العامة ، والظرف التاريخي الذي يحيط بالرواية .
وقد استفاد الإمام من هذين الأسلوبين في التدريس ، وأخذ
يطبِّقهما في منهاجه التدريسي .
تلامذته :
نذكر منهم ما يلي :
1 - الشهيد الشيخ مرتضى المطهَّري .
2 - الشهيد السيد محمد حسين البهشتي .
3 - ابنه السيد مصطفى الخميني .
4 - الشهيد السيد محمد علي القاضي التبريزي .
5 - الشهيد الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي .
6 - الشهيد الشيخ أشرفي الإصفهاني .
7 - الشهيد السيد محمد رضا السعيدي .
8 - الشهيد الشيخ علي القدوسي .
9 - الشهيد الشيخ فضل الله المَحلاَّتي .
10 - الشهيد الشيخ محمد مُفتِح الهمداني .
صفاته وخصائصه :
نذكر منها ما يلي :
1 - تعلقه بالإمام الحسين ( عليه السلام ) .
2 - تفقده لأصدقائه .
3 - استثماره الفُرَص .
4 - ابتعاده عن الغِيبة .
5 - اهتمامه بالمستحبَّات .
6 - مقابلة الإساءة بالإحسان .
7 - إنفاقه في سبيل الله ومساعدته للمحتاجين .
8 - ابتعاده عن الجدل و المِراء .
9 - تعظيمه للمراجع والعلماء .
10 - تعظيمه لأبناء الشهداء .
11 - حرصه الشديد على بيت المال .
12 - ثقته بالنفس وتوكله على الله .
13 - التزامه بالنظام .
14 - صبره في المُلِمَّات .
15 - بساطته في العيش .
16 - شجاعته وشهامته .
17 - شِدَّته على الظالمين .
وغيرها من الصفات الحميدة ، والخصائص الفريدة ، التي كان
يُعرَف بها ، وما أكثرها .
مواقفه السياسية :
1 - دَعْم حركة آية الله السيد الكاشاني ، وحركة فدائيي
الإسلام .
2 - دَعْم الحركة الإصلاحية لآية الله السيد القُمِّي ،
بِتضامُنِه مع آية الله العظمى السيد البروجردي .
3 - تَصدِّيه لنظام الشاه عندما أراد النيل من السيد البروجردي
.
4 - معارضته الصريحة لانتخابات المجالس العامة والمجالس
البلدية .
5 - قيادته انتفاضة ( 15 ) خُرداد ، التي وقعت أحداثها في عام
( 1963 م ) ، والتي تعتبر الشرارة الأولى للثورة الإسلامية في
إيران .
6 - إلقاؤه خطاباً تاريخيّاً لرفض اللائحة التي أصدرتها
الحكومة بخصوص المستشارين الأمريكان .
7 - استمراره في قيادة الثورة الإسلامية ، حتى عند إبعاده إلى
تركيا ، ومدينة النجف الأشرف .
8 - معارضته المتتابِعة لما يسمى بحزب ( رستاخيز ) ، العميل
للشاه .
9 - تَبنِّيه مشروع الحكومة الإسلامية ، والعمل الجاد في سبيل
تحقيقها .
قيادته للثورة الإسلامية :
استطاع الإمام بفضل إيمانه الراسخ بالله ، وعِلمه ، وحِنكته ،
وحُبِّه لأبناء الشعب ، وتقواه ، وشجاعته ، أن يقود هذا الشعب
المسلم بثورة تستأصل الحكم الشاهنشاهي العميل للغرب ، وإقامة
النظام الإسلامي في 11 / 2 / 1979 م ، وفي ذلك ضَرَب أروع
المُثُل في إنجاح أطروحة القيادة الإسلامية .
أقوال العلماء فيه :
قال فيه آية الله العظمى السيد البروجردي : لقد كانت الحوزة
العلميَّة قريرة بوجوده ، وكانت حلقاته في التدريس مَحطّ أنظار
الحوزات الأخرى ، وغايتها وأملها .
وقال فيه آية الله محمد تقي الآملي : إنَّ المقام العلمي
الشامخ الذي كان يتمتع به الإمام غير خافٍ على أحد ، ولا يحتاج
إلى إيضاح أو بيان ، فقد عَرفتُه عالماً ومجتهداً ، ومرجعاً من
مراجع التقليد .
وقال فيه آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي : كان مرجعا من
مراجع الشيعة ، ومن أساطين علماء الإسلام الروحانيِّين ،
ومَفخَرة من مَفَاخر التشيع .
مؤلفاته :
له مؤلفات كثيرة ، نذكر منها ما يلي :
1 - تحرير الوسيلة ج1 .
2 - تحرير الوسيلة ج2 .
3 - مختصر في شرح دعاء السحر .
4 - الأربعون حديثاً .
5 - المكاسب المحرمة .
6 - أسرار الصلاة .
7 - كشف الأسرار .
8 - نيل الأوطار في بيان قاعدة لا ضرر ولا ضرار ، تقريرات
لدروسه في البحث الخارج .
9 - الحكومة الإسلامية .
10 - حاشية على كتاب الأسفار للمُلاَّ صدرا .
11 - ديوان شعر .
12 - مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية .
وفاته :
اهتزَّ العالم في الثامن والعشرين من شهر شوال ، في سنة ( 1409
هـ ) ، عند سماعه نبأ وفاة الإمام الخميني ( قدس سره ) من
إذاعة وتلفزيون الجمهورية الإسلامية في إيران ، في بيان تُلِيَ
مُبتدِءاً بالآية الكريمة :
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *
ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً )
الفجر 27 – 28 .
لقد رحل الإمام الخميني ( قدس سره ) بعد عمر طويل ناهز التسعين
سنة ، قضاهُ بالجهاد ، والصبر ، والسعي لتحرير الإنسان من
الجهل ، والتبعيَّة للاستعمار ، والظلم ، والتخلف .
وقد شيَّعه ( قدس سره ) في العاصمة طهران أكثر من عشرة ملايين
مشيِّع .
ودُفِن ( قدس سره ) بجوار مقبرة جنة الزهراء ( عليها السلام )
جنوب طهران ، قريباً من مقبرة الشهداء ، وذلك حسب وصيته ( قدس
سره ) .
وصار مرقده الشريف مزاراً للعارفين الثائرين والسائرين على خطه
، والمنتهجين نهجه الديني الثوري ، ليس فقط في إيران ، بل وفي
أرجاء المعمورة كلها .
|