آية الله العظمى الشهيد الشيخ علي الغروي ( قدس سره )
( 1349 هـ – 1418 هـ )

ولادته ونشأته :

ولد الشيخ الغروي سنة ( 1349 هـ ) في مدينة تبريز ، وتوفّي والده وعمره لم يتجاوز السنتين ، فنشأ في أحضان السيّدة العلوية والدته ، فأفاضت عليه من حنانها ، وغذَّته مكارم الأخلاق ، وحثَّته منذ الصغر على طلب العلم .

دراسته :

توجّه نحو طلب العلم في محل ولادته وهو لم يتم السنة السادسة من عمره ، وبعد أن أنهى دراسة المقدّمات وجزءاً من مرحلة السطوح العالية ، سافر إلى الحوزة العلمية في مدينة قم المقدّسة لمواصلة دراسته .

فأنهى دراسة السطوح بما فيها السطوح العالية ، ثمّ درس إلى جانبها العلوم الفلسفية ، وعندما بلغ عمره ستة عشر عاماً أخذ يحضر دروس البحث الخارج في حوزة قم ، وبقي مواظباً على ذلك مدّة خمس سنوات .

ثمَّ سافر إلى مدينة النجف الأشرف لمواصلة دراسة البحث الخارج ، وبدأ يحضر حلقات الدرس عند علمائها المعروفين .

أساتذته :

له أساتذة كثيرون نذكر منهم :

1 - آية الله العظمى السيّد محمّد حجت الكوهكمري .

2 - آية الله العظمى السيّد أحمد الخونساري .

3 - آية الله العظمى الشيخ عباس علي الشاهرودي .

4 - آية الله العظمى الشيخ حسين الحِلِّي .

5 - آية الله العظمى الشيخ باقر الزنجاني .

6 - آية الله العظمى السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي .

مكانته العلمية :

بدأت علامات النبوغ عنده منذ الصغر ، فقد كان من مقرِّري درس أستاذه السيد الكوهكمري وعمره لم يتجاوز العشرين عاماً .

وفي بداية العقد الثالث من عمره أي في عام ( 1379 هـ ) ، شرع بإلقاء دروسه في البحث الخارج ، وكان مجلسه عامراً بالفضلاء والنخبة الواعية من طُلاَّب العلوم الدينية .

أمّا عن أسلوبه في التدريس ، فإنّه كان يعتمد على العبارات السلسة في إيصال المادّة إلى الطلاّب ، لذلك كان ينتفع بدرسه طالب الحوزة الذي دخل البحث الخارج تواً ، كما ينتفع منه السابقون .

وكان يدعو إلى التجديد في طريقة تدريس علمي الفقه والأصول بالابتعاد عن البحوث المتشعبة التي لا نفع فيها ، حتّى تثبت الأفكار الأساسية في عقول الطلاّب بدون لبس وتشويش .

سيرته :

كان الشيخ الغروي داعياً إلى سيرة الأئمّة المعصومين ( عليهم السلام ) بالصمت ، كما دعا الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، والدعوة الصامتة التي قصدها هي التطبيق العملي لسيرة أهل البيت ( عليهم السلام ) .

كما كان دقيقاً في صرف الأموال الشرعية ، حتّى أنّ أستاذه السيّد الكوهكمري قال في إحدى المرَّات : أتمنى لو جمعت الحقوق الشرعية في بيت وجعلت مفاتيحه في يد الشيخ الغروي .

وبالإضافة إلى ذلك كان الشيخ شديد الالتزام بالعبادات المستحبّة ، جاهداً على ترك المكروهات ، موطِّناً نفسه على إقامة شعائر الله تعالى ، وكان على رأسها زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كل ليلة جمعة ، وقراءة زيارة عاشوراء كلَّ يوم في مرقد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

أقوال العلماء فيه :

قال فيه آية الله العظمى السيّد الخوئي : بَلَغ الشيخ الغروي بحمد الله الدرجة العالية في كل ما حضره من أبحاثنا في الفقه والأصول والتفسير ، وأنعَشَ آمالي ببقاء نبراس العلم في مستقبل الأيّام ، فلم تذهب أتعابي ، بل أثمَرَت تلك الجهود بوجود أمثاله من العلماء ، فلِلَّه درُّه فيما كَتَب ، ودقَّق ، وحقَّق .

قال فيه آية الله العظمى السيّد الكوهكمري : لا أعلم أيّهما أطوع للشيخ ، الألفاظ أم الخاتم الذي يديره في إصبعه كيف يشاء .

مؤلفاته :

له مؤلّفات كثيرة ، نذكر منها :

1 - التنقيح ، تقريرات دروس البحث الخارج في الفقه لأستاذه السيّد الخوئي .

2 - الرسالة العملية .

شهادته :

اغتيل الشيخ الغروي ( قدس سره ) على يَد أزلام النظام العراقي في الطريق بين مدينتي النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة ، وذلك في الرابع والعشرين من صفر 1418 هـ .

مراجع وعلماء منتديات موقع الميزان العودة إلى الصفحة الرئيسية سجل الزوار