آية الله الشيخ جعفر بن محمد الحلي ( قدس سره )
( 602 هـ - 676 هـ )

ولادته ونشاته :

ولد الشيخ جعفر بن محمّد الحلّي عام ( 602 هـ ) ، ونشأ في بيئة علمية ودينية في مدينة الحلّة ، التي عرفت يومها بالفضل والعلم ، والزعامة الدينية والعلمية للشيعة ، برغم التخلّف السائد في العراق آنذاك .

فلقد نشأ المحقّق الحلّي بجلالة قَدر وعِظَم شأن ، فلم يشتهر من علماء الإسلام على كثرتهم في كل عصر بلقب المحقّق غيره .

أساتذته وتلامذته :

لقد برزت المكانة الشامخة عبر من درس عندهم ودرسوا عنده من كبار العلماء ، فمّمن درس عنده ستة عشر فقهياً وعالماً على رأسهم ابن اخته العلاّمة الحلّي .

وكانت حركته العلمية في عصره من أبرز العصور التي شهدتها مدينة الحلّة ، حتّى نالت أرفع السمات في عصره ، وأصبحت منهل كل طالب علم ومحقّق .

أمّا أستاذته الذين تخرّج من مدرستهم ، ففي طليعتهم فخر المحقّقين الحسن بن يحيى الحلّي الفقيه المعروف ، والمتبحر أبو إبراهيم نجيب الدين بن أبي البقاء ، الذي كان عميد قومه ، ومحرّراً راقياً في نقل الروايات ، والأخبار ، والعلوم ، والمعارف الإسلامية .

وكذلك السيّد شمس الدين أبو علي الموسوي ، من كبار فقهاء الشيعة ، وأبو حامد نجم الدين الحلبي الفقيه ، والمؤلّف المعروف .

مكانته العلمية :

إمتاز المحقّق الحلّي بكفاءات ومؤهّلات رفيعة وممتازة ، هيَّئته ليصبح علم هذه الأمّة وعالمها الورع ، بفضل نشأته الدينية ، وتربية أسرته ، وبفضل أساتذته الذين ترعرع على أيديهم ، حتّى قال عنه صاحب أعيان الشيعة :

كفاه جلالة قدر اشتهاره بالمحقّق ، فلم يشتهر من علماء الإمامية على كثرتهم في كل عصر بهذا اللقب غيره ، وقد نشأ الفقيه الحلّي ، مولعاً وناظماً للشعر ، ومنشأً ومنشداً للأدب والإنشاء بغزارة ، على رغم انشغاله في العلوم الدينية .

كما اتسم المحقّق الحلّي بأنّه أوّل من نبغ في أسلوب التحقيق في الفقه ، وقد برزت مكانته الفقهية في أوجها من خلال مصنّفاته ، وقد جاء في كتاب أعلام العرب : وبرز في مجلس تدريس المحقّق الحلّي أكثر من ( 400 )  مجتهداً ، وهذا لم يتَّفق لأحد قبله .

وقال فيه العلاّمة الحلّي هكذا : كان أفضل أهل زمانه وعصره في الفقه .

مؤلفاته :

له مؤلّفات كثيرة ، نذكر منها :

1 - شرائع الإسلام .

2 - مختصر النافع .

3 - مسائل العزية .

4 - كتاب المعارج في أصول الفقه .

5 - نهج الوصول إلى علم الأصول .

6 - كتاب المسلك في أصول الدين .

7 - كتاب النكهة في المنطق .

8 - شرح نكت النهاية للشيخ الطوسي .

9 - رسالة فقهية في أحكام القبلة .

ومن آثاره الأدبية والشعرية : مراسلات ومنظومات شعرية أوردها السيّد الأمين في أعيان الشيعة .

وفاته :

توفّي المحقّق الحلّي ( قدس سره ) في الثالث عشر من ربيع الثاني 676 هـ ، بعد أن قضى ( 74 ) عاماً في خدمة الإسلام والمذهب الحق .

ودفن ( قدس سره ) في مسقط رأسه في مدينة الحلّة ، ومرقده إلى يومنا هذا موجود هناك ، وعامر بالمصلّين والزوّار .

مراجع وعلماء منتديات موقع الميزان العودة إلى الصفحة الرئيسية سجل الزوار