أبو ذر في سطور

   

صفحة :   

أبو ذر في سطور:

ـ هو أبو ذر، جندب بن جنادة الغفاري.. وقيل في اسمه واسم أبيه غير ذلك.

ـ كان يعبد الله قبل مبعث النبي «صلى الله عليه وآله» بثلاث سنين كما يقولون..

ـ أسلم رابعة أربعة، وقيل خامساً، فهو من السابقين إلى الإسلام.

ـ وهو أول من جهر في مكة بإسلامه ـ على ما يظهر ـ فنالته قريش بالأذى، ولولا أن طريق تجارتها إلى الشام على قبيلة غفار، فلربما كانت قضت عليه.

ـ وبعد أن أسلم عاد إلى قومه فدعاهم إلى الإسلام، فأسلمت على يديه قبيلة غفار وجماعة من أسلم..

ـ أقام في عسفان على طريق قوافل قريش: فكلما أقبلت عير لقريش احتجزوها حتى يقولون: «لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله»، فمن قالها خلى سبيله، ومن أبي تعرض للعقاب.. وظل على ذلك حتى هاجر.

ـ هاجر إلى المدينة بعد أُحد.. ولكن عمر قد ألحقه في العطاء بأهل بدر لمكانته وجلالته.

ـ كان طويلاً أسمر اللون نحيفاً.

ـ في غزوة تبوك أبطأ عليه بعيره، فسبقه الجيش، فلحقه ماشياً يحمل أمتعته على ظهره.

ـ هو أول من حيَّا النبي «صلى الله عليه وآله» بتحية الإسلام ـ كما يقولون  ـ .

ـ وقد ورد عن الرسول  «صلى الله عليه وآله» والأئمة «عليهم السلام» في حقه كلمات كثيرة تعرب عن شخصيته وجلالته.

ـ أحد الأركان الأربعة.

ـ أحد الثلاثة الذين لم يتأثروا بالأحداث التي حصلت بعد الرسول «صلى الله عليه وآله»، وظلوا على الولاء التام لأهل البيت «عليهم السلام» ثم لحقهم الناس بعد.

ـ بايع النبي «صلى الله عليه وآله» على أنه لا تأخذه في الله لومة لائم، وعلى أن يقول الحق وإن كان مراً.

ـ وهو أحد من امتنع عن بيعة أبي بكر، حتى جاؤوا بأمير المؤمنين «عليه السلام» كرهاً فبايع.

ـ وهو أحد الذين صلوا على فاطمة الزهراء «صلوات الله وسلامه عليها»..

ـ وهو الذي لم يمتنع عن الحديث عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» رغم منع السلطات، ولم يكترث بتهديداتهم، وقال: «والله لو وضعتم الصمصامة على هذا (وأشار إلى فمه) على أن أترك كلمة سمعتها من الرسول «صلى الله عليه وآله» لأنفذتها قبل أن يكون ذلك».

ـ وهو الذي بُذلت له الأموال ليتنازل عن موقفه وجهره بالحق، فأبى وتعرض لمختلف أنواع البلاء والنكال.

ـ عرف وأدرك دور الأحبار واليهود في السياسة وتأثيرهم في المسلمين، فجهر بحقيقة ما أدركه، فتعرض لغضب الحكام ولتنكيلهم به.

ـ بسبب إصراره على أن يحدث بما سمعه عن النبي «صلى الله عليه وآله»، وأيضاً بسبب موقفه من تدخلات اليهود وأحبارهم في شؤون المسلمين وقراراتهم، وأيضاً بسبب اعتراضه على سيرة الحكام في بيت مال المسلمين، وكذلك من أجل نشره لفضائل أمير المؤمنين «عليه السلام»، ووصي رسول رب العالمين واستخلاف النبي «صلى الله عليه وآله» إياه ـ من أجل ذلك.. نفاه القوم عن حرم الله، وحرم رسوله (فقتلوه فقراً وجوعاً، وذلاً، وضراً وصبراً) على حد تعبير الرواية..

ـ نفاه عثمان ـ للأسباب ـ المتقدمة إلى الشام.

ـ في الشام ـ بعد أن فشلت محاولات معاوية لتطويق موقف أبي ذر ـ سواء عن طريق الترغيب أو عن طريق الترهيب عاد فكتب إلى عثمان بأمره، فأمره أن يحمله إليه على قتب يابس، وأن يعنفوا به السير.. ففعل، ولم يصل أبو ذر إلى المدينة إلا بعد أن انسلخ لحم فخذيه.

ـ وفي المدينة بعد أن رأى عثمان أنه لا يزال على موقفه، وبعد أن تصدى أبو ذر لكعب الأحبار متحدياً بذلك الخليفة عثمان، عاد عثمان فنفاه من جديد إلى الربذة أبغض الأمكنة إليه.

ـ ومما يذكر هنا موقف علي «عليه السلام» والحسنين «عليهما السلام» ومن معهم حينما خرجوا لوداعه «رحمه الله» حينما سُيِّر إلى الربذة وما جرى بين علي «عليه السلام» وعثمان ومروان.. هذا بالإضافة إلى مواقف أخرى لعلي «عليه السلام» مع عثمان حول قضية أبي ذر.

ـ وكان ما فعله عثمان بأبي ذر من جملة ما نقمه الناس على عثمان، ومن أسباب ثورة الناس ضده.

ـ مات أبو ذر «رحمه الله» في الربذة (منفاه) في سنة 31 أو 32 للهجرة قال العسقلاني: وعليه الأكثر..

ـ صلى على أبي ذر جماعة من المؤمنين (حسب ما أخبر به الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله») وكان من بينهم الأشتر «رحمه الله»، وابن مسعود وكان ذلك هو سبب ما جرى بين عثمان وابن مسعود، كما هو معروف ومشهور..

ـ لقد أخبر الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله» أبا ذر بما يجري عليه، وأمره بالصبر حتى يلقى الله تعالى، وعدم حمل السلاح ضدهم.. فامتثل «رحمه الله» أمر الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله»، وصبر على المحن والبلايا التي واجهها، حتى لقي ربه..

فالسلام عليك يا أبا ذر يوم ولدت، ويوم عشت مسلماً مظلوماً صابراً محتسباً، ويوم تبعث وحدك حياً.. وأيضاً يوم تُزف إلى الجنة وحدك بعد أن تقف لتشكو إلى الله ما فعله بك الحاقدون والمستأثرون ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ([1]).


 

([1]) الآية 227 من سورة الشعراء.

 
   
 
 

موقع الميزان