إلى هنا، وينتهي هذا الحوار، حيث لم يوافق
«الشيخ حسن بن فرحان
المالكي»
على الاستمرار فيه.. وذلك بالتوقف عن الإجابة على عشرات الأسئلة
والأدلة المطروحة عليه، والموجهة إليه..
ثم أعلن توقفه عن الاستمرار في الحوار.. مكتفياً بكلمة:
«آمل أن يعذروني
الإخوة الكرام في انقطاعي عن التواصل معهم فيما يطرحونه من استشكالات
آملاً أن يكون لنا لقاء آخر».
والإعتذار بهذه الطريقة لا يمكن أن يكون مقبولاً أو
مرضياً لدى الكثيرين.
أما نحن فلا نريد أن ندخل في موضوع تصويب هذا الاعتذار
أو تخطئته، غير أننا نرى: أن من حقنا أن نحتفظ ببعض التصورات
التحليلية، فيما يرتبط بحقيقة السبب الذي دعا المالكي إلى ذلك. خصوصاً
مع الاتهامات والتعريضات الجارحة التي وردت في رسالته. وللقارئ الكريم
الحق في ذلك أيضاً.
كما أننا لا نملك منع أحد من الاحتفاظ ببعض الاحتمالات
ـ قوية كانت ضعيفة ـ لتراود ذهنه، وتعبث بأحلامه، لأن الأمر أصبح بعد
هذا مرتبطاً بالأشخاص وبنواياهم، وبأساليبهم.
وفيما عدا ذلك، فإن لنا ثقة كبيرة في القارئ الكريم بأن
لا يفسح المجال لأي احتمال، يرتبط بقضايا الدين والإيمان، إلا بعد
تمحيصه بصورة علمية دقيقة وعميقة.
ولا شك في أنه سيكون دائماً إلى جانب ما يحكم به ضميره،
ووجدانه العلمي، ومع إيمانه القائم على البرهان. وسيبقى وفياً للحق
وللدين، ملتزماً بقضاياه، وفقاً لأحكام الفطرة, والعقل، والفكر الصريح
والصحيح.
وسيفرض عليه ذلك أن يبقى في موقع الحَكَم الذي يعطي
الحق لأهله.. ويسقط الباطل من أي حساب..
ولن يجد الأشخاص الذين يجانبون الحق، ويعاندونه،
ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق، لن يجدوا لأنفسهم مكاناً، لا في
عقله، ولا في قلبه، ولا في وجدانه، كما أنه لن يعطيهم فرصة للتلاعب
بإيمانه ويقينه..
وفقنا الله جميعاً لالتزام الهدى، والجهاد في سبيله.
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، محمد وآله
الطاهرين..
جعفر مرتضى العاملي
|