بسم
الله الرحمن الرحيم
والحمد
لله والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله خير خلق الله، واللعنة على
أعدائهم أعداء الله، من الآن إلى يوم لقاء الله..
وبعد..
فقد
عوَّدنا أعداء الحق والدين، ومن تبعهم من الناس الغافلين عن حقيقة ما
يكيدون به الإسلام والمسلمين على شن حملة إعلامية في أواخر كل عام
هجري، تهدف إلى تشويه المراسم العاشورائية، وتشكيك الناس بجدواها،
وتنفير الناس منها، وإثارة الشبهات حول كل الممارسات والطروحات التي
تمارس أو تقال في هذه المناسبة العظيمة.
فهم
ينتقدون الشيء ونقيضه، ولا ترضيهم حركة ولا سكون، ولا يروق لهم قول ولا
فعل، فهم في ثغاء مستمر، ونعيق دائم، ما دامت الشعائر والمراسم..
ولا
نريد تشبيه هؤلاء بأولئك الذين حكى الله حالهم بقوله:
{وَلَقَدْ
صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى
أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ
يَنبُوعاً
أَوْ
تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ
خِلالَهَا تَفْجِيراً
أَوْ
تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً
أَوْ
تَأْتِيَ بِاللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ قَبِيلاً
أَوْ
يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ
أَوْ
تَرْقَى فِي السَّمَاء
وَلَن
نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً
نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً
رَّسُولاً}؟!([1]).
نعم، لا
نريد تشبيههم بهؤلاء، لأن هناك أناس طيبون أغرتهم بعض الشعارات الغائمة
التي أطلقها أولئك المتحذلقون، والتي تختزن الكثير من الكيد الخفي
للمراسم العاشورائية، فتصورها لهم على أنها سبب لوهن الدين، وسقوط
الإسلام والمسلمين في متاهات التخلف والضياع.
فتثور
حمية هؤلاء الناس، وتدفعهم غيرتهم للتصدي لها ولمحاربتها.
ولو
أنهم عرفوا الخفايا، واطلعوا على النوايا، لكانوا من أشد الناس على أهل
الزيغ، ولتوجهوا بكل جهودهم وجهادهم لمحاربة رموز الشر والخيانة، دون
كل من عداهم..
ومهما
كان من أمر، فإننا نقدم في هذا الموجز أجوبة على أسئلة طرحت علينا حول
المراسم العاشورائية، على أمل أن يكون لإيجازها، ووضوحها النسبي بعض
الدور، في سد الخلل، وبيان ما يروِّج له أهل الزيغ من زيف وخطل، سائلين
المولى عز وجل أن يعصمنا من الزلل، في الفكر، وفي القول، وفي العمل،
إنه ولي قدير، ولأوليائه خير نصير..
والصلاة
والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله..
|